أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - ليلى محمود البدوى - حوارات محمود البدوى عن المرأة















المزيد.....

حوارات محمود البدوى عن المرأة


ليلى محمود البدوى

الحوار المتمدن-العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 08:39
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
    


حوارات مع أديب مصر الكبير محمود البدوى المرأة فىالمجتمع الشرقى
بقلم : على عبد اللطيف و ليلى محمود البدوى

نظرة تاريخية على دور المرأة والظروف التى مرت بها
المرأة فى المجتمع الشرقى مظلومة ، وهى لم تتحرر ولم تأخذ مكانتها إلا على مدى سنوات قريبة ، وقد كانت فى العصور الأولى ، لاتعتبر أكثر من أداة متعة ، أما الإسلام فقد حرر المرأة وأوجد لها مكانتها فى التاريخ ، ولقد كان منها من يقاتل فى عصر النبى ، ويضمد الجرحى ويخطب ويناقض عمر بن الخطاب فى تشريعاته ، ولكن بعد الخلافات الشديدة التى حدثت بين العباسيين والأمويين والانتكاسات التى حصلت بعد مقتل الحسين ، تدهورت حالتها فى هذا الجو الكئيب من الفتن والدسائس حتى أصبحت جارية تباع وتشترى .
وفى مصر بدأت الانتفاضة بعد عصر قاسم أمين ، فقد دافع عن المرأة دفاعا حارا وبين مكانتها فى صدر الإسلام وفى عهد الخلفاء الراشدين وتأثيرها على من بعثوا الثقافة إلى أوج عزها فى عصر هارون الرشيد والمأمون .. وطبعا لاقى قاسم أمين الاعنات من بعض المتخلفين وذوى العقول الجامدة ، ولكنه انتصر ، وظهر انتصـاره عندما بدأت السيدة هدى شعراوى وعائشة التيمورية
وبعد ذلك حدث تطور سريع ودخلت الفتاة المصرية الجامعة لأول مرة ، وخرجت إلى العمل فى الأربعينيات وأصبحت موظفة فى كل مرافق الدولة .




* المرأة العربيـة . . زمـان . . واليوم ..



كانت المرأة العربية كلها طاعة وامتثال عن اقتناع وحب للرجل .. أما اليوم ، فإن المرأة خاصة العاملة والجامعية .. تنحو نحو التمرد على سلطة الرجل .. وفى بعضهن نشاز إلى درجة عدم الطاعة التى تتولد عن حرية مزعومة أو تتجاوز الحد ..
الفرق بين المرأة العربية عامة والمصرية خاصة ، وغيرهما من نساء العالم :
يقول البدوى :
" لقد عرفت المرأة الأوربية بشكل عام والألمانية بشكل خاص .. فكانت الأخيرة أكثر النساء عناية بالبيت ..
إن ما يعيب المرأة العربية عامة فى الغالب هو أنها لاتراعى ظروف عمل الزوج .. ولذا فإن الكثيرات من الزوجات ، يمثلن عبئا على رجالهن فى أزماتهم .. فالواحدة منهن لاتعايش أو تتعاطف مع ما يمر به الزوج من أحـداث ، ولاتهون عليه أمرها .. بل تزيده تعبا وارهاقا وشقاء .. وذلك بسبب جهلها النفسانى ، فهى غالبا مهما كانت متعلمة ، ضيقة الأفق ! "




نساء فى حياة محمود البدوى :
يقول البدوى يمكن أن أعد خمس نساء :
الأولى : أمى .. وبالرغم من أنها ماتت وأنا أبلغ من العمر سبع سنوات ، إلا أن تأثيرها علىّ كان كبيرا .. وقد ولدت أمى لأب صعيدى غنى ومن أسرة معروفة ، وكان من الأعيان المتنورين ، وهو عبد المنعم التونى .. وكان يملك مساحة كبيرة من الأرض تبلغ 800 فدان ، جعلته يبنى لنفسه قصرا فى أوائل هذا القرن فى قريته اتليدم مركز ملوى مديرية أسيوط ـ وتتبع اليوم محافظة المنيا ـ استورد لها الرخام والزجاج الملون من إيطاليا .
ومع أن أمى لم تكن حاصلة على شهادة دراسية ، إلا أنها كانت متعلمة .. وإليها لاإلى أبى يرجع الفضل فى تعليمى القراءة والكتابة .. ومن الطريف أنها قامت هى نفسها بهذه المهمة ، ولنذكر أن ذلك كان فى عـام 1915 تقريبا ! وعلى لوح من الأردواز ، بدأت أكتب وأحفظ الحروف الهجائية .
وكانت أمى ككل الأمهات فى ذلك العهد ، تتفاءل برؤية مولد الهلال .. ففى أول أيام الشهر الهجرى كانت تصعـد بى إلى سـطح المنـزل الواسـع " بيت الوسية " فى قرية الاكراد ـ حيث تزوجت وولدت أنا ـ وترنو إلى الهلال ، وهى تقرأ بعض سور القرآن .. واضعة يدها على وجهى مقبلة جبينى .. داعية الله أن يقينى شرور الحياة .
والحب الذى كانت تغدقه أمى على أولادها وابنتها .. كانت تغدق مثله على الآخرين .. ويكفى أن أباها الثرى ، حينما كان يرسل اليها هداياه فى المناسبات وغير المناسبات ، وكانت فى حمولة مركب شراعى كبير ، يسير فى النيل فى ترعة الإبراهيمية بين القريتين اللتين تقعان على النهر .. أى اتليدم والاكراد .. كانت أمى توزع أغلب الهدايا على نسوة القرية .. ولذا لم يكن غريبا أن تكون وفاتها ، يومـا حزينا أليما .. بالنسبة إلى النـاس فى الناحية كلها .
وحتى اليوم لاتزال تتراءى لى النسوة المجللات بالسواد ، والنواح الحقيقى الذى يصدر عن عواطف صادقة .. ويقطع القلوب .. مما حفر مظاهرة الحزينة فى أعماقى ، إلى الدرجة التى تجعلنى حتى الآن بعد مضى حوالى ستين سنة ، أبغض الجنازات بغضا شديدا .
والسيدة الثانية فى حياتى .. إحدى شغالات البيت ، وكانت بمثابة المربية ، والتى عرفتنى أن الاهتمام أو الحـب ، لاينبع من داخل الأسرة فحسب ، بل يمكن أن يأتى من الخارج ، ولازلت إلى اليوم ، أذكر ضمتها القوية لى .
والثالثة هى زوجتى .. ابنة عمى .. لقد تزوجت بالطريقة التقليدية القديمة بلاحب .. فعائلتنا الكبيرة كانت تؤمن بزواج الأقارب فى الدرجة الأولى .. وإلى زوجتى وهى متخرجة من الليسيه ، يرجع الفضل فى أننى وجدت الوقت الكافى للكتابة .. فلم تشغلنى بأمور البيت ، كما أنها تولت تربية بنتينا .. ومن ناحية أخرى .. جعلت هذا البيت ، المكان المريح الذى يضمنى .
وابنتاى .. هما اللتان شكلتا " المرأة " الرابعة والخامسة فى حياتى ! وتأثيرهما علىّ مع اشباع عاطفة الأبوة .. إنهما علمتانى الخوف من شدة حرصى عليهما وعلى مستقبلهما ! فأبعدت نفسى عن السياسة والاشتغال بها ، والتعرض للطرد من الوظيفة والسجن والاعتقال والتعذيب !
المرأة والصداقة والحب

:
يقول البدوى :
" أعتقد أنه لايوجد بين الرجل والمرأة شىء اسمه الصداقة أبدا .. وإنما يوجد حب .. والحب ليس معناه الصداقة أبدا .. الحب بين الرجل والمرأة هو الأنانية والسيطرة " .
" الحب الحقيقى لايمكن أن يتجه إلا لشخص معين ، والذى ينتقل من امرأة إلى أخرى هو شخص يلهو ، ولا يمكن أن يكون الحب متمكنا من أعماقه .. فالحب لابد له من زمن لكى ينمو كأى شىء فى الحياة ."
" لم يشاهد جيلنا المرأة إلا متأخرا .. ذلك أنها لم تخرج إلى الشارع والحياة فى بداية التجارب القصصية التى كتبتها ، كانت المرأة ضمن الحريم ، ولا تخرج إلا بالبرقع .. ويقتصر الاتصال على بنت الجيـران .
أما الآن فإن المرأة توجد زميلة فى العمل ، وطالبة فى الجامعة ، ومرافقة فى القطار أو على الباخرة ، ويمكن أن توجد وحدها فى هذه الجولات ."
الأديب والحب

:
" الأديب الحق يشعر دوما بالحرمان ، ولو عاشر .. وعاش مع نساء هذا الكوكب .. ومن الحرمان ومن منبع الحرمان يكتب الأديب .. ولو ارتوى ما كتب قط .. لو ارتوى ما كتب سطرا واحدا .. تلك هى الحقيقة .
أنا شخصيا أعرف أنى أحب عندما أكتب قصة جيدة .. وأتغلب فى حياتى على كل ما يعترضنى من عراقيل ، وأصبح لا أعبأ بالتوافه ، وأشعر بالمودة والأخوة نحو الآخرين ، وأشعر كأنى أحلق فى السماء ، وأحب الخير للإنسانية جمعاء ، وأشعر فى لحظة بأنى أحب " .
====

" حوار مأخوذ من كتاب للناقد علاء الدين وحيد بعنوان " محمود البدوى " دار سنابل للنشر والتوزيع 2000 وحوار للبدوى مع الناقد ابراهيم سعفان نشر بصحيفة الوطن العمانية فى 3|8|1981 ومن كتاب سيرة حياة محمود البدوى للكاتبين على عبد اللطيف وليلى محمود البدوى والصادر عن مكتبة مصر 2002 " م. آخر ساعة المصرية 16|8|1969 و 18|10|1978 و" م . الثقافة المصرية عدد فبراير 1982 " و " ص. المساء 1|9|1980 " و " م . القاهرة 14|1|1986 "
=========
السيد الأستاذ رئيس التحرير
مع خالص الشكر والتحية
على عبد اللطيف و ليلى محمود البدوى
القـــــــــــــــــــــاهرة



#ليلى_محمود_البدوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- المشاركة السياسية للمرأة في سورية / مية الرحبي
- الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء / الاممية الرابعة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - ليلى محمود البدوى - حوارات محمود البدوى عن المرأة