أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الله القحطاني - العالم يدمر .. فمن ينقذه؟ من يكسر القيود عن يديه .. ورجليه .. وشفتيه؟















المزيد.....



العالم يدمر .. فمن ينقذه؟ من يكسر القيود عن يديه .. ورجليه .. وشفتيه؟


عبد الله القحطاني

الحوار المتمدن-العدد: 268 - 2002 / 10 / 6 - 01:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أخبار الشرق - 5 تشرين الأول 2002

أ - أمريكا المتصهينة غول، غوريلا، دراكولا، وحش مسعور .. في كل مكان تعربد، وفي كل مكان تقصف، وفي كل زاوية تهدد، وترغي وتزبد .. في أنحاء المعمورة كلها ..

ماذا تريد الإمبراطورية العظمى؟ إمبراطورية "الخير المحض!" و"العدالة المطلقة"، إمبراطورية "الحب، والحنان، والرأفة، والأمان وحقوق الإنسان"؟!

الجميع يعرف ما تريد .. كل من على وجه الأرض يعرف ما تريد .. الصغير والكبير، المتحضر والمتخلف، النبيه والمغفل، العاقل والأحمق .. كل من في الدنيا يعرف ما تريد (الإمبراطورية الوحيدة العظمى!) ..

فالسؤال إذاً أبله .. وأي جواب له، سيكون أشد بلاهة منه ..

السؤال الواجب طرحه، بل المطروح فعلاً، الذي يطرح نفسه صباح مساء، بل كل دقيقة وثانية، على العالم أجمع، وعلى الأمة الإسلامية خاصة، وعلى الأمة العربية بشكل أخص، وعلى كل فرد فيها يحس بشيء من نبض الحياة، أو العزة أو الكرامة، بشكل أشد خصوصية ..

السؤال المطروح هو: من يتصدى للوحش المسعور، ليحد من سعاره .. يلقمه حجراً فيهشم أسنانه، يفقأ عينيه فيفقده الرؤية .. يرميه بسهم في قلبه، فيضطره إلى لملمة أذرعه البشعة المجنونة، وضمها فوق صدره الدامي .. أو .. في أقل تقدير: يزجره، ويهدده، وينذره ..

ب - من يتصدى للوحش المسعور؟

هذا هو السؤال ..

1 - أوروبا

ما مصلحتها في ذلك؟

* إذا كانت لها بعض المصالح في المناطق التي يعربد فيها الوحش، فإن مصالحها مع الوحش أقوى وأعمق .. إنها معه في حلف دولي تاريخي واحد "حلف الناتو" .. وله فيها نفوذ قوي .. ولها عنده مصالح اقتصادية كبيرة، فهي تؤيده رغباً ورهبا .. أو تصمت عنه رغباً ورهباً .. كل ما تقدمه له، نصائح باردة يدوسها بقدميه، ويمضي نحو غايته ..

* القيم الإنسانية؟

من أجل ماذا؟ وهل ستكون إنسانية أكثر من بني الإنسان الذين يسحقهم الوحش، ولا يحركون ساكناً؟

2 - الصين؟

 ما الذي يدفعها إلى مصادمة أمريكا؟

* لا مصالح مكافئة لتلك التي ستخسرها من مصادمة الوحش ..

* ولا مبادئ تحرص عليها ..

* أما حقوق الإنسان التي تسحقها في بلادها، فأهون من أن تسعى إلى لجم الوحش في العالم المسحوق من أجلها .. فلن تبكي علينا أكثر مما نبكي على أنفسنا، ولن تسعى إلى تحريك جثثنا، إذا رأتنا أمواتاً، أو متماوتين في وجه الوحش المسعور ..

3 - روسيا؟

* إنها داخلة في لعبة المساومة .. يفعل الوحش ما يشاء فتسكت له .. وتفعل ما تشاء - تمارس وحشيتها الخاصة - في مكان آخر، فيسكت الوحش لها ..

* أما المبادئ الإنسانية، وحقوق الإنسان .. فلا يبحث عنها أحد يعرف روسيا، عند روسيا ..

4 - فمن إذاً؟

الفريسة التي يمزقها الوحش .. هي وحدها التي يجب أن تدافع عن نفسها ..

وهذه شطران:

- شطر السادة الذين نصبهم الوحش على شعوبهم، وسماهم حكاماً، لإدارة مزارعه التي استولى عليها، دون أن يوجف عليها من خيل ولا ركاب .. بهمة الحكام "الوكلاء" الذين نصبهم عليها .. فحشدوا كل قوة في بلادهم لحفظ "الوكالات" التي وكلهم بها، وكلفهم بحسن رعايتها لمصلحته، وأمرهم بسحق كل ذرة من كرامة أو إباء أو تحد لسلطته، ولسلطتهم بالتبعية ..

- وشطر الشعوب:

وهذه مجموعة العبيد والأقنان، التي تعمل في مزارع السيد الوحش الإمبراطور، وسياط "وكلائه" تلهب ظهورها، وأزلام الوكلاء يخطفون اللقمة من أفواه أطفالها ..

هذه هي الفريسة ..

كان الوحش يفترسها عبر وكلائه، وبات الآن يفترسها بصورة مباشرة .. يستبيح بلادها، ويذبح أولادها، وينهب ثرواتها، ويغير طرائق تفكيرها، ويعبث بقيمها وعقائدها وأخلاقها ..

والوكلاء يلهثون من حوله .. بين يديه .. من خلفه، عن يمينه وعن شماله ..

وهو يصدر الأوامر:

اجلد يا وكيل .. اعتقل يا وكيل .. رافقني يا وكيل إلى بيت فلان في المدينة الفلانية من بلادك "المزرعة التي أنت موكل عليها"، لنقتحم المنزل، ونفتشه، ونعتقل من فيه ..

جند يا وكيل فرقة من عسكرك لمداهمة القرية الفلانية، ففيها أحد مواطنيك المشبوهين، ويجب أن يعتقل ويقدم إلى "عدالتنا" .. بتهمة الإرهاب، لنسحقه بقانون "مكافحة الإرهاب"! مول يا وكيل الحملة الفلانية التي سنشنها ضد فلان، فهو أحد محاور الشر .. مول الحملة كلها من إيراد مزرعتك .. أي: من إيراد مزرعتنا التي أنت وكيل عليها ..

والوكيل يردد: أمرك سيدي .. أمرك سيدي ..

فمن يحرك (العبيد والأقنان) ضد الوحش المسعور؟

- قياداتها ..أي الفئات التي تزعم أنها قياداتها ..

قياداتها الحزبية والسياسية ..

قياداتها الفكرية والثقافية ..

قياداتها الاجتماعية والدينية

قياداتها النقابية والمهنية

فهل هي موجودة؟

إنها تزعم أنها موجودة .. وهاهي ذي أصواتها في كل مكان .. وأصداء أصواتها في كل زاوية ومنعطف وشارع .. في كل جريدة ومجلة، ومذياع وقناة تلفزيونية ..

ها هي ذي البيانات والتصريحات والخطب ..

فمن قال إنها غير موجودة؟!

لكن .. أين هي على الأرض .. في وجه الوحش المسعور .. وفي وجه الوكلاء المأجورين ..

في وجه الدمار الهائل القادم كالطوفان، يجرف كل صغير وكبير، كل شيخ وامرأة وطفل، كل قن وعبد .. بل كل وكيل مأجور ..

أين هي على الأرض؟

لكن .. أيها أجدر أن يبرز على الأرض؟

إنها ذات العقيدة ..

التي تعلم أن عقيدتها هي الهدف الأول الذي يسعى الوحش لتدميره .. بصورة مباشرة، وعبر وكلائه ..

والتي تعلم أن لا محرك لها ولا لشعوبها سوى صيحات العقيدة .. والتي تعلم أن الشعوب - التي جعلها الوحش عبيداً وأقناناً له ولوكلائه - لا تجتمع إلا على العقيدة .. أجل .. إنها ذات العقيدة ..

وإن قادتها وزعماءها معروفون بصفاتهم .. بل بأسمائهم، وأشخاصهم .. يعرفهم الناس، أبناء مدرسة العقيدة، وأبناء المدارس الأخرى ..

فأين هم؟

إن كانوا موجودين حقاً - لا بمجرد أصواتهم - فليقولوا: هؤلاء نحن .. ونحن بارزون الآن لمقارعة الوحش ..

وإن كانوا لا يوجد منهم إلا أصواتهم، فليقولوا: نحن لا قبل لنا بمقارعة الوحش، فابحثي يا جموع العبيد والأقنان عن قادة غيرنا .. فحياتنا ثمينة! ولعل الوحش إذا رآنا خائفين "مؤدبين!" يصرف نظره عنا، ويأمر وكلاءه بصرف أنظارهم عنا. وهذا هامش من الأمل علينا ألا نفرط به، وإلا كنا سذجاً أغبياء، غير "محنكين"!

لكن .. إذا تحرك - جدلاً - ثلة من قادة مدرسة العقيدة هؤلاء، وطلبوا من قادة المدارس الأخرى (السياسية - الفكرية - الاجتماعية - المهنية ..) فهل يتحركون معهم؟

هذا سؤال ..

أما الجواب، فلا يطرح فلسفياً .. بل حركياً، على الأرض .. الحركة أولاً .. لا بد من انطلاق كرة الثلج أولاً، وهذه تكبر بعد الدحرجة لا قبلها ..

وسؤال آخر: إذا لم يتحرك قادة مدرسة العقيدة بالسرعة الكافية، فهل يتحرك قادة المدارس الأخرى ويحركون معهم جماهيرهم؟

أم الأصح - الذي يفرضه الواقع - هو دفع قادة مدرسة العقيدة للحركة أولاً، والتحرك معهم ..؟!

وإذا تحركت كرة الثلج في وجه الوحش، لا في وجوه الوكلاء، فما موقف الوكلاء منها؟

- بعضهم سيتصدى لها، ويسعى إلى سحقها، متسلحاً بوحشيته الخاصة، ووحشية سيده الإمبراطور ..

وهؤلاء لا بد من الاستعانة عليهم بالله، ولبس الأكفان بداية ..

- وبعضهم سيشد ظهره بكرة الثلج في مواجهة الوحش، ويعزز موقفه في مجابهة الأوامر الوحشية الإمبراطورية .. وهذا يشكل بداية نصر حقيقي، لأنه تصد حقيقي للوحش .. وهو سيدفع - بالتالي - بعض الوكلاء الآخرين للاقتداء به، فتكثر الكرات الثلجية القوية في كل مزارع الوحش، فيلملم أذرعه الأخطبوطية البشعة، وينكمش داخل جحره الذي انطلق منه، وهو يردد بصوت بائس خفيض، المثل العربي القديم: "ليس بعشك، فادرجي".

فإذا لم يتحرك أحد من هؤلاء وهؤلاء .. وظلت "الزعامات" مجرد أصوات وأصداء تتردد في الفراغ .. فماذا يتوقعون أن يفعل الوحش بهم؟ عبر وكلائه، أو بصورة مباشرة .. أو بالتعاون التام بينه وبين وكلائه؟ ماذا يتوقعون أن بفعل بهم، وبنسائهم وأبنائهم، وقيمهم، وأخلاقهم، وأموالهم وبلادهم، ومصيرهم الإنساني كله ..!

ما يفعله في أفغانستان، ماثل للعيان ..

وما يفعله في فلسطين، من دعم للوحش الصهيوني التلمودي، يجري أمام أعين العالم في كل لحظة ..

أما ما فعله بالهنود الحمر، فقد انتهى .. لأنهم هم انتهوا .. أبادهم وفرغ من أمرهم، وأقام على تلال جماجمهم حضارته الإنسانية "الرائعة!" حضارة "العدالة المطلقة" و"حقوق الإنسان" و.. حضارة "النسر النبيل"!

فماذا يتوقعون منه إذا لم يتحركوا؟

لكن .. ما الحركة المطلوبة في مواجهة الوحش ..؟

المطلوب هو الحد الأدنى، للحركة التي يستطيعها كل كائن حي، ما يزال في عروقه شيء من نبض الحياة .. ولا يكلف أحد فوق طاقته .. إنها ببساطة كلمة "لا" .. يقولها قادة الشعوب "الذين يزعمون أنهم قادة" ..!

يقولونها في أماكن ثلاثة:

* في شوارع الكرة الأرضية - القسم اليابس منها -، يخرجون أمام شعوبهم، بل أمام أحزابهم وجماهيرهم التي يقودونها .. صائحين في كل زاوية وفج على وجه الأرض، ما كان منها متخلفاً نامياً - آسيوياً، أفريقياً .. - وما كان متحضراً - أوروبياً، أمريكياً - .. صائحين في وجه المسعور بحزم الرجال:

قف أيها الوحش المسعور .. كف عما تفعل، وإلا أشعلنا الأرض كلها ناراً تحت قدميك .. في بلادنا وبلادك، وفي بلاد ليست لنا أو لك ..

أية خطوة تخطوها في سبيل تدميرنا، ستدمرك أولاً .. وعندك الكثير الذي تخسره .. أما نحن فليس لدينا ما نخسره، سوى القيود التي كبلت أيدينا وأرجلنا بها، أنت ووكلاؤك "المخلصون البررة"!

فلتخرج السيول البشرية، كرات الثلج الضخمة، ولتتحرك في مدن الدنيا جميعاً، وقراها وبواديها، قائلة للوحش: كف عما تفعل .. وإلا تحولت كرات الثلج، إلى كرات من نار ..!

ثم لتنظر قادة الجموع وجماهيرها، كيف يفعل الوحش ..! كيف يعيد النظر في خطواته "الوحشية" .. وكيف يقف منه الناس الذين يجرهم إلى الدمار، من أبناء شعبه وأبناء الشعوب الأخرى الدائرة في فلكه .. قائلين له: انظر أيها الأحمق، انظر إلى هذا الطوفان البشري الهادر .. أتريد أن تدمر مصالحنا في العالم؟!

* في الصالونات السياسية، في أوروبا وأمريكا ..

في مقرات الأحزاب الحاكمة والمعارضة ..

في الجامعات والمؤسسات الثقافية والاجتماعية ..

في مقرات الساسة - صناع الرأي والقرار - في العالم الغربي ..

في وسائل الإعلام الغربية جميعاً، من صحافة وإذاعة وتلفزة ..

في شبكات الإنترنت، وشبكات النهب الاقتصادي العالمي - مؤسسات رجال المال والأعمال ذوي المليارات المنهوبة من بلادنا - ..

تتحرك مجموعات كثيرة نشطة، من قادة الرأي وصناع القرار الحزبي والشعبي .. ممن لا يزالون يملكون شيئاً من النشاط، والقدرة على الحركة - القدرة البدنية، والقدرة النفسية، والقدرة الذهنية - ..

تتحرك هذه المجموعات، في أوروبا كلها، وفي أمريكا كلها، محاورة، محذرة ومنذرة:

اشكموا أيها الغربيون وحشكم المسعور، وإلا فسوف يدمر نفسه، ويدمركم، قبل أن يدمرنا، فلم يترك لنا هو - ولا أنتم قبله - شيئاً يستحق التدمير ..

اشكموا وحشكم .. وإلا ..

* في قصور الوكلاء ..

قائلين لهم بمنتهى الوضوح والصراحة:

لقد دمرتمونا خلال نصف قرن أيها السادة الوكلاء ..

فلا تجلبوا الوحش إلينا، ليدمر ما تبقى منا .. لأنكم لو فعلتم فستكونون أول الهالكين، بأيدي الوحش .. بمخالبه وأنيابه ..

أو بأيدي عبيدكم - الذين عبدتموهم للوحش - أو بين مطرقة هذا وسندان هؤلاء ..

فهذا ليس لديه من أبناء أمتنا من هو جدير بالتوقير أو التقدير .. وهؤلاء لم يبق لديهم ما يخشون عليه الهلاك أو التدمير، بعد أن دمرتم الركائز الإنسانية في أعماق كل منهم ..

وإذا كانت قلاعكم لا تقوم إلا على جماجمنا، فلتسقط هذه القلاع، ولتذهب مع ساكنيها إلى الجحيم ..

وإذا كانت امبراطورية الوحش لا تقوم إلا إذا دقت أوتادها في صدورنا، فلتذهب وسدنتها إلى حيث ذهبت امبراطوريات كسرى وقيصر وهولاكو وستالين ..

فإن كنتم تزعمون أنكم من بني جلدتنا، وأنكم وكلاء "لنا" لا وكلاء للوحش "علينا " فنحن نحب أن نصدقكم، فأثبتوا صدق ما تقولون، في الأيام الأخيرة من حياتكم، وها هي ذي قد اقتربت، بل حلت .. فإن كان لا بد لكم أن تحترقوا بنار الأحداث، فخير لكم أن تحترقوا مع بني جلدتكم بنار الوحش، من أن تحترقوا مع الوحش، بالنار التي سيسعرها بنو جلدتكم تحت أقدام الوحش في بلادنا وبلاده .. إذا وجدوا أنهم محترقون بناره لا محالة ..

وإذا كانت هذه هي المعادلة، (وهي هكذا على سبيل اليقين)، فاتركوا كرات الثلج (المليونية) تتدحرج في عواصم بلادها، واحتجوا للوحش بأنكم عاجزون عن مجابهتها، فليتفضل ولينزل قواته في الشوارع لسحقها .. وقفوا أنتم وعسكركم على الحياد، بين شعبكم الذي انتم سادته، وامبراطوركم الوحش الذي هو سيدكم ..

إن كرات الثلج الشعبية في مدنكم، ستقويكم وتعزز مواقفكم في مواجهة الوحش، فإن كانت خشيتكم من سيدكم الوحش تمنعكم من الإيعاز لها بالتدحرج، فحسبكم أن تغضوا عنها النظر، فتبقى كرات ثلجية داعمة لكم، ومهددة لوحشكم بأنها ستتحول إلى كرات من نار ..

وها نحن أولاء نازلون إلى الشوارع مع أبناء شعوبنا المسحوقة .. فانظروا ما أنتم فاعلون ..!

فهل يعجز السادة، قادة الأحزاب والمنظمات والنقابات والقبائل والأحياء .. وقادة الرأي والفكر .. هل يعجز هؤلاء وأولئك حتى عن الحضور في الساحات المذكورة آنفاً، وقول كلمات كتلك المذكورة آنفاً ..

هل يعجز قادة الحركات الإسلامية، عن إنزال شعاراتهم إلى أدنى مستوى من مستويات التطبيق العملي الحي على الأرض؟

وهل يعجز قادة الحركات القومية واليسارية والعلمانية، عن تطبيق الحد الأدنى من شعاراتهم، على الأرض أيضاً؟

ثم هل يعجز نصارى بلادنا عن نصرة مبادئهم وأفكارهم، المسيحية منها، والقومية التي كانوا أول من اخترعها .. هل يعجزون عن نصرة هذه المبادئ والأفكار، بالتضامن مع بني جلدتهم من أكثرية المسلمين والمحسوبين على الإسلام، في مواجهة الوحش الذي لا يعرف ديناً ولا عقيدة ولا قيمة إنسانية، والذي يسعى إلى أن يحرق بناره البلاد وأهلها، دون أن ينظر في هوياتهم، ودون أن تستطيع صواريخه البشعة، التمييز بين اسم محمد واسم جورج ..!

فإذا عجز هؤلاء القادة - المحسوبين على أحزابهم ومنظماتهم وجماهيرهم قادة - إذا عجزوا، أو تعاجزوا عن فعل الحد الأدنى مما يفعله أي قائد غير خائر أو فاشل .. فمن يقودون إذاً؟

هل يقودون نساءهم وأبناءهم؟ حسن .. فليجلسوا إذاً في بيوتهم من تلقاء أنفسهم، قبل أن يتسعروا هم ومن وراءهم بنيران لا تفرق بين قائد ومقود، وسيد ومسود ..

وإلا فلينتظر هؤلاء وأولئك جميعاً موعود ربهم عز وجل: "وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم" (سورة محمد/ الآية 38).

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

__________ 

* كاتب سوري يقيم في المنفى

 



#عبد_الله_القحطاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما كل عاصفة تُحنى الرؤوس لها


المزيد.....




- في اليابان.. تفعيل مشاعر الحنين لزمن ألعاب الفيديو في أول مت ...
- بول سايمون يروي حكاية إلهامه -الفريدة- لمقطوعة -المزامير الس ...
- اكتشفها تاجر خردة.. لوحة لبيكاسو ستباع بملايين الدولارات
- لِم يقطع الناس مئات الأميال لزيارة هذه البحيرة في أمريكا؟
- مصر.. حادث سرقة على متن طائرة بمطار القاهرة ووزارة الداخلية ...
- ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض ...
- تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، واستهداف لمقا ...
- من -الأم الحنون الحامية إلى دور المتفرج-.. كيف فقدت فرنسا نف ...
- المشاركون في صيغة موسكو حول أفغانستان يناقشون القضايا الأمني ...
- -نحن على حافة الهاوية-.. مسؤول أمريكي يتحدث عن هدف وتوقيت ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الله القحطاني - العالم يدمر .. فمن ينقذه؟ من يكسر القيود عن يديه .. ورجليه .. وشفتيه؟