أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى زكي - سحر خليفة بين الوزير والعصفور














المزيد.....

سحر خليفة بين الوزير والعصفور


منى زكي

الحوار المتمدن-العدد: 1126 - 2005 / 3 / 3 - 10:48
المحور: الادب والفن
    


جاء في الأنباء انّ الروائية الفلسطينية سحر خليفة ألقت كلمة المشاركين العرب في ملتقى الرواية الثالث الذي احتضنته القاهرة بدعوة من المجلس الأعلى للثقافة، وأنها اختتمت كلمتها بمديح وزير الثقافة المصري فاروق حسني، ورئيس المجلس الأعلى الدكتور جابر عصفور. والتي، مثلي، تعرف صخب سحر خليفة وضجيجها حول استقلال الفنّان عن السلطة، وضرورة النأي عنها بما يكفي لكي يظلّ الإبداع حرّاً طليقاً، وقدسية الحفاظ على كرامة الكاتبة المرأة تحديداً... مَن تعرف كلّ هذه الصفات عند كاتبتنا الموقرة سوف تصاب بالذهول التامّ حين تقرأ هذه الجملة المدائحية العجيبة: "أشكرك يا وزير الثقافة يا فنان، لأنك وزير أحلي وزارة وفنان منّا وفينا، أشكرك يا دكتورعصفور، أجمل عصفور وأفضل عصفور، فها نحن نطير علي أجنحتك"..!
ويبدو ان ذاكرة سحر خليفة قصيرة وحسيرة وكليلة، إلا إذا كانت تتقصد نسيان وقفة الشرف التي وقفها الروائي المصري الكبير صنع الله ابراهيم، في المكان ذاته وعلى المنبر إياه قبل أقلّ من سنتين، حين رفض جائزة الرواية (100 ألف جنيه مصري، تعادل 17 الف دولار أمريكي تقريباً، يعلم الجميع أنه كان بأمسّ الحاجة إلى كلّ مليم فيها)، وقال دون مواربة: "لم يعد لدينا مسرح أو سينما أو بحث علمي أو تعليم. لدينا فقط مهرجانات ومؤتمرات وصندوق أكاذيب. لم تعد لدينا صناعة أو زراعة أو صحة أو عدل. تفشى الفساد والنهب ومن يعترض يتعرض للامتهان والضرب والتعذيب. انتزعت القِلة المستغِلة منا الروح. الواقع مرعب، وفي ظل هذا الواقع لا يستطيع الكاتب أن يغمض عينيه أو يصمت. لا يستطيع أن يتخلى عن مسؤوليته".
هل كان مطلوباً من سحر خليفة، حقاً، أن تمتدح الوزير فاروق حسني؟ كيف فاتها أنه يعدّ اليوم الذراع الضاربة بالنيابة عن فريق سوزان مبارك ـ جمال مبارك في قطاع الثقافة والفنون؟ وأنه الرجل الذي تزكم الأنوف مباذله في حكايات الفساد وسرقة الآثار المصرية وفقدان المخطوطات النفيسة؟
ألم تقرأ كتاب "مثقفون تحت الطلب"، الذي صدر مؤخراً في القاهرة بتوقيع محمد عبد الواحد، المدير السابق للمكتب الإعلامي للوزير، والذي يسرد الأهوال عن هذا "الوزير الفنّان"؟ ألم تسمع سحر خليفة بنظرية فاروق حسني الشهيرة التي تقول إنّ المثقف نوعان: واحد يُشترى بعشوة وسفرة، وآخر تدفع فيه 10 آلاف جنيه ليس أكثر؟
ألا تتذكر سحر خليفة، وهي داعية الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وتحذير الفنان من إغراءات السلطة والمتسلطين، أنّ هذا الوزير يهيمن على الوزارة منذ 18 سنة، وأنّ هذه الفترة الطويلة لا تتناقض مع مبدأ تداول السلطة وتجديد الدماء ونوظيف الخبرات فقط، بل هي البوّابة الكبرى التي تتيح تكوين شبكات الولاء والمحسوبية والأزلام والأتباع، وتحوّل الوزارة إلى مزرعة شخصية؟
المعيب، من جانب آخر، أنّ الكاتب الألماني شتيفان فايدنر، الذي القى كلمة المشاركين الأجانب في الملتقى لم يقع ابداً في هذا المطب، فلم يمتدح وزيراً أو رئيس مجلس، رغم أنه بدوره معروف بالتزلف. على العكس تماماً، لأنه امتدح الحوار الثقافي بين الشعوب، واختتم بالقول: "خبر العرب هذه الحقيقة منذ الزمن البعيد، كما يقول المثل العربي اليد الواحدة لا تصفق، وهذا الجمع لديه فرصة لا تثمن لإقامة مثل هذا الحوار الثقافي".
وفي كلّ حال، هل أفضل طرائق مديح جابر عصفور أن تحوّله سحر خليفة إلى... عصفور؟ وأن يطير على أجنحته (وليس على جناحيه فقط) المشاركون العرب في ملتقى الرواية، الذين تنطق الروائية الفلسطينية باسمهم؟ أليس في هذا الكثير من التزلّف الشخصي المحض، الذي ليس بينه وبين النفاق فارق كبير؟
كانت الواحدة منّا ستفهم وتتفهم لو أن خليفة امتدحت دور عصفور الثقافي أو النقدي أو الأكاديمي أو حتى موقعه الوظيفي في المجلس الأعلى، وكنّا سنتفق معها أو نختلف ليس أكثر. أمّا أن ترى فيه صورة العصفور (من وحي كنيته فقط، إذْ أنّ الدكتور نفسه ما كان سيوافق على هذا التشبيه!)، فهذا حقاً بين عجائب المديح...
كان ينقصها أن تشبّه فاروق حسني بالسيف ذي الحسن والجمال، وأن تضيف إلى سجايا رئيس المجلس أنه العصفور... جابر عثرات الكرام!!!



#منى_زكي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة وطبيب الأسنان
- باي باي... دانييل بايبس
- هل يؤدي أدونيس العمرة؟
- باطل عالية ممدوح
- لافتات إلى مؤسسة العويس
- جعجعة بلا طحن
- رفعت الأقلام وجفت الصحف
- باقة ورود حمراء في سبعينية سعدي يوسف
- أهذا هو ديمقراطي العراق الجديد؟


المزيد.....




- تكريم الأديبة سناء الشّعلان في عجلون، وافتتاحها لمعرض تشكيلي ...
- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة
- الذاكرة السينما في رحاب السينما تظاهرة سينما في سيدي بلعباس


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى زكي - سحر خليفة بين الوزير والعصفور