أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد الكري - قصة بلا عنوان















المزيد.....



قصة بلا عنوان


رشيد الكري

الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 21:46
المحور: الادب والفن
    


حدتني وفي صوته غصة حزن وقال: لقد طلبت قليلا من مشاعر الحب فأعطيتها أضعاف، لكنني اكتشفت أنها تبحث عن مشاعر أخرى في مكان أخر.
قلت وهل سألتها مند البداية هل كانت تقصد مشاعرك أنت بالذات؟

تلعثم وقال: لم أسألها فقد كانت تضع عينها في عيني وربما بريق عينيها وحبي لها أنساني طرح السؤال.

قلت: يا عزيزي الناس أشكال وألوان هناك من لا يعرف حقيقة المشاعر التي يبحث عنها ولا يعرف قيمتها إلا حين يفتقدها..وهناك من لا يتسع قلبه لحب واحد يطارد خيط دخان.

قال: وكيف للإنسان أن يعيش حياته مشتتا بين هدا وداك.
قلت : يصعب في بلد تنعدم فيه أسباب الحياة أن يتم تحديد ماهية الحب، فالحب أصابته عدوى النفاق، فأصبح مزيفا فاسدا أفسد كل أشكال الحياة. حب تختلط فيه لذة الجسد وصفاء الروح بعفونة واقع مر كالعلقم، يحضر فيه المستقبل وأوحاله وينسى فيه الماضي وذكرياته. فتبدأ الأجساد في التعفن، ترفرف الأفكار وتزيغ، تموت المشاعر رويدا رويدا.
قاطعني بمرارة وقال: رشيد عفوك ألا توجد على هذه الأرض مشاعر تحطم هدا الواقع بتبات

قلت: المشاعر كالبدرة تنمو تكبر وتترعرع حين تجد التربة الصالحة والماء الكافي ليسقيها، وفلاح يجتث الأعشاب الضارة لكي لا تعترض سبيلها. الفارق هو أن بدرة الحب في كنه الإنسان وهو من عليه أن يرعاها ويغذيها.
أعاد بعضا من هدوئه وقال: وكيف لمشاعر الحب أن تتغذى ومن هو هذا الفلاح الخبير في حرث أرض الحب ومشاعر الإنسان؟

قلت: ليس هناك فلاح أحسن من الإنسان نفسه الذي يمتلكها وتمتلكه. تغذية مشاعر الحب ترقى وتكبر كلما كبرت فينا قيم الإنسانية. الحب بين شخصين هو قوة مذهلة وثورية يا صديقي. لا ينبع ولا يكبر إلا إذا تم تحطيم كل القوانين والأصول الاجتماعية، مهما اشتدت الظروف، ومهما كان وضع الإنسان الاجتماعي فإن المبادئ والقيم الكبرى التي يتشبث بها الطرفين هي من تغذيه. لهذا عاش ماركس وجيني سوية حتى الموت، وأنجبا أطفالا رغم قسوة حياتهما. فقد كان ماركس لا يملك كفن قبر يواريه، كان ابن الدنيا الفقير، طوى عوالما في تألق الروح الجميلة، وكانت جيني تستقبل عرشه المفعم بالثورة رغم الحرمان.


بدت علامات الإرهاق في عينيه ونطق بصوت خافت: أين نحن من جيني وماركس يا رفيقي. ماركس عاش النفي والحرمان، وناضل من أجل العدل ضد الطغيان. أما أنا لا أبحث إلا عن عالم صغير فيه بعض الحب والأمان.. فكيف لإنسان فاشل في الحب أن ينجح في الثورة؟؟؟

ذكرني هذا الكلام بشيء فأجبته قائلا: إن عالمنا الصغير يتأثر بعالمنا الكبير الذي نعيش فيه وفهم هدا العالم الكبير يجعلنا نطعم عالمنا الصغير حتى يصبح أكثر صفاء ونقاء.في هذه اللوحة المظلمة يا رفيقي، في هدا المجتمع بالذات تغترب الإنسانية و تبتعد عن واقعها في ظل الغياب شبه الكلي للأشياء الإنسانية. تلهث الناس بمحاولة أشبه بالبحث عن جزر الكنز لإيجاد الأشياء التي تكسبها التوازن النفسي والعاطفي وتعطي لحياتها طعما و معنى فتجد نفسها وراء الأشياء الرخيصة و المبتذلة، المقدمة بأسلوب فاقع ومثير. هناك من يلهث وراء شراء الأكسسوارت، وهناك من يجري وراء الحب الحر ويتعلق بخيال الروايات، إنها الرأسمالية يا رفيقي شوهت كل العلاقات. أغرقت الجميع في نوع من الفردية، هكذا أصبح الإنسان كبطل قصة دونكي شوت الذي يلهث طول حياته وراء طواحين الهواء دون أن يجدها. لو كان الإنسان إنسانا و علاقاته بالعالم علاقات إنسانية لا نستطيع مبادلة الحب إلا بالحب و الثقة بالثقة والأمان بالأمان. لنقرضت علاقات الحب القائمة على المعانات الإنسانية وشيد الصدق والإخلاص كأساس للتوازن النفسي لكل إنسان.

رأيت في عيني رفيقي حنين، ربما هو حنين الماضي الذي جمعنا حين كنا داخل أسوار الجامعة نعانق الهموم، هموم المطرودين والمحرومين، ربما أنسته كلماتي عذاب الحبيبة وأخرجته من عالمه الصغير، ليدخل في عالم كبير متشعب ومظلم، إنه عالم الرأسمالية وصراع الطبقات. عالم سينسيه إلى حين، العاصفة التي تدور بداخله، والتي سرعان ما ستعاود الرجوع... جفن العين أزرق يدل على أنه لم يدق طعم النوم مند أيام، والتهام السجائر بدون توقف، كأنه يريد إطفاء حريق داخله بالدخان... كنت أتصور شدة الحريق الملتهب بداخله. حريق لا كالحرائق التي نشاهدها في المباني والغابات. لا ينطفئ بمجرد منع الأكسجين عليه وخنقه، ولا برشه بالماء البارد، إنه حريق حب إنسان معطاء نقي نقاء الماء. إنسان لا يجيد غير السخاء والعطاء، وحين يحب، فإنه يحب بدون عناء. لا يخشى الفناء ولا يهاب لعنات السماء. كنت أتذوق مرارته بكل أسى وحزن وأتمنى له الشفاء، لأنني أعلم أن مناعته نقطة ضعفها هذا الداء. فدوي الأحاسيس المرهفة والأرواح الطيبة طالما تنهار أمام هذه الضربات اللعينة. حاولت أن أبسط الأمور أمامه، لعله يرتاح وينعم بقليل من النوم لترجع له طاقة التفكير من جديد. ذكرته بتجربة من هجرته حبيبته لتتزوج برجل أعمال. وآخر تركته للعيش في الضفة الأخرى... في كل تجربة كان يستفسر عن أحوال طرفيها عله يجد فيها طريقا للخلاص...كانت كل التجارب متشابهات من حيت الأسباب. واقع مر متعفن أليم، سوء تقدير وردود أفعال، لا تصمد كثيرا فتنهار بعد فوات الأوان. تنهار بعدما يصل الإنسان إلى خلاصة أن الحب كقيمة إنسانية لا يباع في الأسواق بأبخس الأثمان. أحسست انه تماهى مع هذه القصص وظهرت على محياه نوع من السعادة الغامضة حين أخبرته أن كل اللائي هاجرن أحبابهن طلقن وطلبن العودة بعدما ضاعت الأوطان. تساءلت بداخلي عن سبب هذه السعادة الغامضة: هل هو الحقد على غدر الحبيب؟ أم هو تفاءل بحتمية الرجوع ستجعله يهيئ قاعة للانتظار؟ كنت أعلم أنه قد يكون من الطينة التي تفضل الرهبنة على طريقة المسيح، ليس بدافع نيل الجنة لكن بدافع الإخلاص للذات. وفي ذات الوقت كنت أقول لن يدوم الأمر طويلا، فروحه الطيبة ستجعل الكثيرات يسقطن في عشقه دون تردد، سينسى عشقه وهواه فيكفي أن تظهر في حياته أخرى تدفع الصور إلى الخلف في ترتيب الذكريات هكذا يكون النسيان كما تعلمناه في قاموس أحلام مستغانمي.
توقفت عن الكلام. طلبت منه أن يأذن لي بتحضير إبريق صغير من الشاي. وعدته أن يكون شايا صحراويا فللصحراء في هده الأمسية معنى. الصحراء تعلمنا الصبر على الحر والعطش، الصحراء موطنا للشعر والشعراء، الصحراء مكان للقحولة والأعاصير الرملية. مكان للجمال. في الصحراء يولد الحب وفي الصحراء يدفن، يا ترى ما المساحة التي ستشغلها الصحراء في ليلتنا هده؟ هل سنتكلم عن قصص عنترة بن شداد؟ أم عن كيف يتغزل القمر بالصحراء.وكيف تصبح الصحراء غزالة رشيقة تختبئ وراء الكثبان الرملية؟ تبدو الليلة لا مكان فيها للحديث عن الوجه الهادئ المشع المليء بقصص الحب والغرام،أو الحديث عن مغامرات عنترة من أجل عبلة، فهدا النوع من القصص لن يطفئ الحرائق بل سيزيدها لهبا واشتعالا..الليلة هي ليلة وضع حد لاتساع دائرة الحريق حتى تبقى بعض الخلايا حية لتعيد التكاثر من جديد.
أحضرت الشاي وطلبت منه أن يتذوقه ويؤكد لي مدي التزامي بوعدي، ومدى خبرتي في تحضير الشاي. تذوقه بإحساس وقال –الله أعطيك الصحة رشيد توحشنا اتاي ديالك- اخد سيجارة من العلبة الموضوعة فوق المائدة .وكنت أنا أتمعن فيه سارحا يفكر في شئ ما، اعلم انه لن يخرج عن نطاق جرحه الجديد الذي لم يندمل بعد..كنت انتظر ان ينبس بكلمة لعلي اعرف من خلالها حالته النفسية فلم اعد أرغب في احتكار الكلام. فجأة سألني هل كتبت الشعر يوما؟.
تفاجأت بطرح هدا السؤال وقلت مع نفسي هل ذكر الصحراء جعله يتذكر الشعر والشعراء؟ فأجبته: أنا لست شاعرا يا رفيقي، أنا أتدوق الشعر فقط.. احب القراءة لدرويش، ونزار قباني ومضفر النواب.. سبق أن كتبت خربشات ولم افلح في دلك سرعان ما مزقتها حتى لايغضب مني الشعراء..
ابتسم ابتسامة مشرقة وقال لقد كتبت شعرا.
أجبته جميل جدا أيها الشاعر يبدو أننا سنقرأ إصدارتك قريبا فنحن في حاجة لمن يخلف درويش. لقد مات كل الشعراء المرموقين.
ردا مبتسما –كتضحك عليا- إنها خربشات فقط، كنت أريد آن أمزقها..تعلم عزيزي رشيد: لقد كتبت لها شعرا...
تغيرت ملامح وجهه من جديد علمت حينها أن الذكريات تتدافع إلى الإمام، فقلت له هل كانت تعشق الشعر..
رد علي: نعم كانت تعشق الشعر لهدا كتبت لها شعرا، مع أنني لست من طينة الشعراء،
سألته: وماذا كان رأيها في شعرك؟
لم تقرأه بعد لقد كنت أنوي أن القيه عليها في أحد أمسياتنا الشعرية، لكن يبدو أنه فات الأوان. سأحتفظ به. أو ربما سأحرقه لأحرق معه كل الذكريات.
لماذا تحرقه عزيزي فقد يكون بداية الهام. وتتحول إلى شاعر يكتب للثورة والحب.
قال: أنا لا أحب عيش حياة الشعراء، لا أفضل اغتصاب الكلمات. صحيح أن الشعر كان ولازال يمجد قيمةَ الحرية، ويغذِّي وقودَ الثورة لكنه لم يصنع الثورة، كان هناك شعراء توار لكن القليل منهم من مات في ساحة الوغى. البعض منهم قتلته الكلمات والبعض منهم مات منتحرا في صيف حار. أحب الشعر والشعراء لكن لا أحب احتراف الشعر، لا أحب أن أكون شاعرا، لقد كتبت شعرا كهاوي ولم أنوي يوما احترافه، كتبته لأنها تحب الشعر فأردت أن يزيد عشقها من خلال أشعاري. انه فقط نوع من إرضاء الحبيب وتأتيت الأوقات بما لد وطاب من أشياء حتى لو كانت ترهات من أشباه أشعاري.
كنت أستمع إليه بتمعن، فلأول مرة اسمع رفيقي يتحدث عن الشعر والشعراء، في ظروف نفسية اختلطت فيها أحلام الثورة، وغصة الحب. كنت اعرف انه كان يحب الشعر لكن يهتم بأمور السياسة أكتر، كان اكتر واقعية في تحليل الواقع الملموس- لازمة كان يرددها في كل نقاشاته- تفهمت موقفه هدا جيدا فهو لا يعشق الخيال والأساطير وأسلوب البلاغة والمجاز، تذكرت نقاشا له يتحدث فيه عن دور الرواية كان حينها قد قرأ رواية لأحلام مستغانمي ذاكرة جسد معلقا عليها فقال "إنها رواية جميلة اختلط فيها ذاكرة الوطن بذاكرة الحب وذاكرة الجسد. لكن أحلام كانت اكتر موضوعية عندما قالت إننا نكتب الروايات لنقتل الأبطال لا غير، وننتهي من الأشخاص فكلما كتبنا عنهم فرغنا منهم" تذكري لهدا النقاش جعلني لم أطرح السؤال عن الرواية والروائي، خاصة أن وقت النوم يدركنا أو ربما كنت أعلم جوابه مسبقا فقد كان سيقول أن الروائي ما هو إلا قاتل يتربص لضحاياه، فكم من ضحية عشقت العيش على أحلام الروايات وعانقت الخيال بدل الواقع. وكم من روائي صنع أبطال من ورق مزقهم بعد انتهائهم من لعب الأدوار.
كانت وجبة العشاء جاهزة، دجاجا مبخرا وبعض الخضر المسلوق. رافقني إلى المطبخ لتحضير الوجبة مستكملا حديثه عن الشعر والشعراء وعن الحبيبة..نصحته بشرب ملعقة من محلول نورافيت الذي يساعد على الأكل والاسترخاء..تعشينا التهمنا سجائرنا الأخيرة التي لم يبقى منها الا اثنين. علامة النوم والاسترخاء بدت على عينيه بعد عشر دقائق خلد للنوم..في انتظار فصول نهار جديد.
تسللت أشعة شمس الصباح من نافدة صغيرة. فتحت عيني بدون جهد يذكر. لقد كانت ليلة مختلفة في طعمها ومذاقها، كانت ليلة صاخبة بكل المقاييس. صاخبة ليست بضجيج الموسيقى وعربدة النبيذ، بل بأمواج المشاعر المتلاطمة كبحر غاضب وهائج. كانت أصواتها لا تحيد عن أدني وكنت فيها كبحار وسط الأمواج. أنادي فيها على رفيق يغرق أمام عيني، تفصلني عنه الأمواج. كنت أناديه بصوت عالي، وكان يرد بصوت خافت. فأطمئن حين أسمع أنينه، لكن تكبر مخاوفي كثيرا عندما أفكر في حجم العاصفة. وفي المسافة التي تفصلنا عن شاطئ الأمان، لم أكن أعرف مهارته في السباحة مع هذا النوع من الأمواج، استحضرت كل ماضيه حين كان قويا عنيدا، لا يهاب الجبروت وقمع النظام. لقد كان دائما في الصفوف الأمامية لا يخاف القمع ولا الترهيب. كان يذهب للموت برجليه، كان يصارع كل مصاصي الدماء، عنيدا صلبا أمام وجه الظلام. كان أملي أن تعود له هذه القوة من جديد في غياهب هذا اليم الغريب الأطوار.. أمواج بحر الحب قاسية جدا، فهي لا تأتي من الخارج لتلطمك درجة الإغماء فتغرق وبعد دلك تطفوا على سطح الماء لتأكلك طيور البحر أو الحيتان، العكس ما يقع تماما، أمواج الحب تنبع من الداخل، أمواج ساخنة كفوهة بركان، تقتل الإنسان عدة مرات في اليوم، مع كل ذكرى، ومع كل صورة، وحين يذكر فيه بداية أول حرف من اسم المحبوب. القتل في الحب سادي، عذاب متواصل، لا يموت فيه الجسد بل تتعذب فيه الأرواح. غريب أمر الحب حقا، قد يجعل منك نسرا كاسرا تهوى الطيران أو قد يحولك إلى نعامة تغرس رأسها في التراب.
...
تتناسل الأفكار داخل عقلي عن كيفية انقاد رفيق على وشك السقوط في الهوان، وإخراجه إلى بر الأمان. إنه يوم الأحد، الساعة حوالي السابعة صباحا، فلأول مرة أستيقض باكرا في مثل هدا اليوم. كان نائما في الغرفة المجاورة. تركت له سريري لينعم بقسط من الراحة، همي الوحيد هو تحسن نشاط جهازه المناعتي من خلال النوم لاستقبال القادم. فتحت باب الغرفة برفق للإطمئنان حملقت في وجهه، مستلقي كجندي تعب من الحرب في ساحات الوغى، تذكرت مقولة لأحد الكتاب حين قال "الرجال لا تهزمهم الحروب بقدر ما يهزمهم الحب". غلقت باب الغرفة بحرص وعدت لمكان نومي أفكر من جديد.
فكرت كيف يكون برنامج اليوم. هل سيقبل البقاء معي لأيام؟، أم ستتحرك بداخله عاصفة من جديد ترميه إلى حيت لا يدري. آي من البرامج سيغويه؟ بادرتني فكرة الذهاب لشرب قهوة على شاطئ البحر، تراجعت عن الأمر لأني لا أعرف حجم الأوجاع التي سيحركها عليه. خفت أن يكون بين ضفاف الشاطئ ذكريات مدفونة تخرج من قبرها حين تلمحه،أو نصادف بائعة ورد تضاعف لديه الحنين. عدت بالذاكرة للخلف لعلي أجد بين ثنايا التاريخ شيء يجعله سعيدا، لم أجد شيئا، كان ما يجعله سعيدا هو معركة نضالية تتحقق فيه مطالب الطلاب، أو نقاش نظري سياسي مسئول تترافع فيه الأفكار. استحضرت يوم كانت دموع الفرح تخرج من عينه بعدما رضخت الإدارة أتناء معركة نضالية لتسجيل كل الطلبة المطرودين بدون قيد وشرط. كانت آلام الآخرين تحزنه، وسعادتهم تسعده. كان من بين متمنياته أن يجد رفيقة مناضلة متحررة، فهو يعلم دور المرأة إلى جانب الرجل في النضال، لم يكن يريد امرأة متذاكية تمتطي صهوة السياسة للزواج، أو امرأة تعيش الأحلام الوردية على هامش روايات الحب. فهذا النوع من النساء سرعان ما يخفت صيتهن، ويصبحن غارقات في الرجعية، أو يتراجعن مع أبسط هزة من هزات الواقع. أو يطرن كالحمام لمجرد أن يصفق إنسان. لم أجد في ثنايا التاريخ شيئا غير ذكريات جميلة ربما استحضارها سيجعله سعيدا. لكن ما جدوى العيش على الذكريات الجميلة في واقع مؤلم؟
في هذه الظروف بالذات، لن يكون مجيئه رغبة في استحضار ذكريات الماضي، بل مساعدته على رسم خيوط المستقبل ووضع الحد لمنحدرات الخيبات. كيف ذلك وأنا لازلت لا اعرف شيئا عن علاقتهما. أليس انحيازا له أن أعتبره مند البداية ضحية دون أن أتأكد من أنه ليس الجلاد. تذكرت عند قدومه أنه قال: "لقد ذهبت تبحث عن مشاعر أخرى في مكان أخر". فما الذي يجعل الإنسان يبحث عن شيء موجود في الأصل؟. عندما يبحث الإنسان عن آخر، فإنه يبحث عن من يشاركه مشاعره وهمومه. فهل عجز عن مشاركتها همومها ومشاعرها؟ أم عجزت هي على استحمال مشاعره، فربما تكون من اللواتي لا يحتملن المشاعر الكبيرة؟ أو اللواتي يأخـذون و لا يعطـون ، و يجرحون ويتلـذذون، وقد تجدهم حتـى فـي الحب ينافقون. أم أن الأمر معقد من ذلك فالعلاقة بين المرأة تطبعها خصوصيات أيضا؟؟. كل التساؤلات ممكنة، في غياب حد فاصل بين الممكن والمستحيل. والإجابات ضرورية لوضع الحد بينهما.
كانت الساعة حوالي التاسعة صباحا، خرجت لشراء بعض الفطور وعلبة سجائر، أخدت كاسا من الحليب البارد، لأبدأ موسم جديد من التدخين. فتحت حاسوبي من أجل الإطلالة على بعض الأخبار وجديد الفايس. في القائمة الرئيسية مقولات في الشعر، صور كيفارا، حديث عن الثورة، نكت للبالغين. كانت صور قصف قنصلية أمريكا وقتل السفير، ردا على الفيلم المسيء للرسول تتصدر القائمة. هناك من يدين وهناك من يهلل ويكبر، إنها بلاد المتناقضات فعلا. كيف لمجتمع لا يزال فيه الناس متعطشين للدماء باسم الإيمان ان يزرعوا قيم الحب في
أوطانهم . أليس الإيمان كالحب، نعيشه في سرية في خلوتنا الدائمة لتجديد بطاريتنا؟ كيف تقتل المشاعر الإنسانية في هذه الأوطان؟ فيتحول الإنسان إلى قاتل سفاح تحت تبرير الدفاع عن الله. هل الله ضعيفا ليجعل في الأرض جنودا تدافع عنه؟؟؟ كيف انقلبت المفاهيم فأصبح الإنسان هو من يحمي الله وفي الوقت ذاته يطلب من الله أن يحميه في كل صلاة؟؟؟ المتدين الإنساني يعرف أن الله يحميه، لكن المتشدد الإرهابي يعتقد أنه هو من يحمي الله. لهذا تناسلت الفيالق والجنود. جند الله. وحزب الله. وكتيبة الله، حولوا مسير الكون والفلك والنجوم والمجرات إلى فاتح يشبه بنوبارت أو خالد بن الوليد. إنه مرض مزمن أصاب المسلمين كورم خبيث يتعفن باستمرار، ويصيب صاحبه بحماقات الجنون قبل الموت.

سمعت باب الغرفة يفتح. إنه رفيقي استيقظ من النوم، قال: صباح الخير رشيد.
صباح الخير رفيقي كيف كانت الليلة؟ أتمنى أن تكون قد نعمت بقسط من الراحة، وأن لا أكون أزعجتك هذا الصباح.
رد علي قائلا: لا... لا... بالعكس، لقد نمت نوما هادئا مند أن وضعت رأسي على المخدة، إنها سابقة فأنا لم أدق طعم النوم مند أيام..
بدأت جفونه ترجع لحالتها الطبيعية لكن علامات الاسترخاء بادية عليه، فتأثير نورافيت يبقى مستمرا لبعض الوقت. قلت له: جميل جدا أن ينعم الإنسان بالراحة. فسألني: وأنت كيف كان نومك ؟؟؟ أعلم أني تعسفت عليك واستعمرت غرفة نومك هذه الليلة..
أجبته: لا يا صديقي، لا مكان لهدا الكلام بيننا. كنت أعرف أنك محتاجا لقليل من الراحة والغرفة أكتر هدوءا. أما عني فقد نمت جيدا، فقد تعودت على النوم في كل مكان من هذا البيت. يحدث في بعض الليالي أن يهجرني سريري فأفضل الابتعاد دون نشاز.
ضحك وقال: السرير لا يرغمنا على النوم فوقه. فحين يكون الإنسان لوحده يستطيع أن ينام فوق الأريكة، أو على السرير، في غرفة النوم أو غرفة الأكل، فأين ما حل به النوم يفترش الأرض ويعانق الأحلام.
القيود تقتل حريتنا يا صديقي.
بدأ النقاش يأخذ مجرى آخر، سيدخلنا إلى عالم الرجل والمرأة باكرا، الوقت الآن هو لأخذ وجبة الفطور وقهوة الصباح دون النبش في المواجع. ففي الصباح من المفيد أن تبقى النفوس مطمئنه، هادئة، فأوقات اليوم كثيرة، إلا وقت الصباح.

. أحضرت وجبة الفطور. حليب ، بيض مقلي و زبد بلدي. لحظات لم تجمعنا مند سنين لحظات على (مائدة الإفطار ) في المرحلة الجامعية، كانت على عجل. لا تغري للأكل. كأس من الشاي، وبعض الخبز الحافي نلتهمه على عجل. فأهدافنا وانشغالاتنا النضالية كانت تنسينا تراكم الجوع.
أخدنا فطورنا بشهية مفتوحة على ترانيم عود مارسيل خليفة. تبادلنا أطراف الحديث عن أحوال الرفاق والأصدقاء. البعض منهم توظف، والبعض يتابع دراسته في السلك العالي. والبعض يصارع من اجل البقاء تحت هراوات السيمي بأمر من الوزراء. ينتظرون ملامح مستقبل غامض في وطن كل حكامه مصاصي دماء. والمتبقي منهم هاجر إلى الخارج، فهذا الوطن يلفظ أبناءه بخسة ودناءة وبدون حياء.
طلبت رأيه في تغير أجواء المنزل قليلا، وتركت له حرية الاختيار.
فقال: ما رأيك في أن نتمشى قليلا أو نشرب قهوة صباحية؟؟؟
فكرة المقهى كانت تروج في دهني مند الصباح. ففي المقهى يطول الكلام. أفك فيه الخبايا الغامضة. فبطبيعتي يحيرني الغموض ويثيرني في الوقت نفسه. قصة غامضة تثير فضولي شخص غامض يتعبني. لكن أصر على معرفة غموضه. فالغموض عند الناس نوعان: غموض للحفاظ على الذات من اقتحام الآخر خوفا عليها. وغموض مصطنع لتسهيل التلاعب على الآخرين وخداعهم. الأول، إذا كسرت طوقه بأمان وصدق، أصبحت جزءا من حياته. أما الثاني يهرب منك سرعان ما تكتشف غموضه. في حالتي هده. أنا أمام قصة تشبه معادلة رياضية من الدرجة الأولى، احد طرفيها مجهول والآخر معلوم. معادلة يجب أن تحل بهدوء، حتى يكون الحل قادرا على إعادة توازنها ولا تتحول إلى حقل ملغوم. علي أن أبحت في المتطابقات الهامة لاكتشاف المجهول. رفيق أعرفه أكتر من نفسي. أعرف متى يبكي وما يبكيه. وما يحزنه وأين يخبئ حزنه، وما يظهر وما يخفي من أحزانه. أحفظه بتفاصيله، لكني لا أعرف شيء عن علاقته وحبيبته.
تاه بي التفكير. كان هو قد استعد للخروج فناداني. رشيد هي نخرج رفيقي.
نعم أنا جاهز صديقي سأتبعك في الحين. غلقت الباب، تذكرت أنني قد نسيت هاتفي النقال. لكن لم اعد أرغب لآخذه فانا لست جاهز لاستقبال أي مكالمة هدا الصباح.
حوالي الساعة العاشرة. الجو هادئ سيارات مرتكنة، أطفال صغار يشترون لعائلتهم لوازم الفطور، بعض المارة القليلون. المقهى شبه ممتلئة،و الزبناء لا يلبسون لباسهم الرسمي كما في كل الأيام، وطريقة جلوسهم توحي أن اليوم يومهم، غير مرتبطين بالتزامات مهمة غير انتظار وجبة الغداء مع الأبناء.
سألته أين سنجلس يا رفيقي؟
نظر يمينا ويسارا إلى رصيف المقهى المكان شبه ممتلئ. اقترحت عليه الصعود إلى الطابق الأول، فغالبا ما يكون فارغا، فهو مكان مخصص للعشاق، والعشاق في هده البلدان لا يفضلون التعبير عن الحب وممارسته إلا عندما يخيم الظلام.
لم يتردد. وضعه النفسي لا يمكنه أن يطيق الازدحام. أخدنا مكانا في ركن المقهى، قرب نافدة تطل على الشارع الرئيسي في انتظار زيارة النادل. خيم الصمت لدقيقة ينظر إلي كأنه يريد قول شيء. كنت حينها أفكر في نقطة البداية لمعرفة الخبايا. فجأة كسرت النادلة جدار الصمت، كانت فتاة جميلة، تحسن الابتسام. هامسة بصوتها الخفيف شنوا تشربوا أسيدي- فقال لها: قهوة خفيفة الله يخليك..وأنا طلبت الشاي.
بعد انصراف النادلة قال لي: لقد بدأت المرأة المغربية تقتحم كل المجالات. لاحظت في الآونة الأخيرة، أن أصحاب المقاهي، يفضلون استخدام الفتيات عوض الرجال.
قلت: فعلا لقد بدأت مند نهايات التسعينات تحولات جذرية في البنية السوسيو تقافية للمجتمع المغربي. وأصبحت المرأة عنصرا فاعلا في المجتمع. فرضتها ظروف اقتصادية معينة، منها الحاجة لإعالة الأسر. ومنها حاجة الرأسماليين إلى يد عاملة رخيصة للزيادة في أرباحهم.
أشعل سيجارة وقال : فعلا رشيد وهذا ما يجعل المرأة تعيش اضطهادا مزدوجا فهم يساهمن، من جهة، بشكل غير مباشر في تحمل جزء من تكاليف إعادة إنتاج قوة العمل (العمل المنزلي المجاني)، و يمثلن من جهة أخرى يدا عاملة رخيصة يستغلها أرباب العمل لمراكمة الأرباح. لكن مع اشتداد أزمات الرأسمالية سيكون لها وقع شديد على حياة النساء المستغلات في مختلف حلقات الإنتاج. فمنذ انطلاق الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة انهارت صادرات البلدان واحدة تلوى الأخرى. وزادت نسبة التسريحات والبطالة في الصفوف النساء والرجال أيضا.
قبل أن يتمم كلامه جاءت النادلة بطلباتنا، آتتنا المكان لتضع الشاي والقهوة على المائدة. شكرناها ا.وقبل أن تعود أدراجها احد العاملين في المقهى ينادي عليها، ويا قدر المصادفات اسم رقيق، حلو، جميل انه نفس اسم حبيبة الرفيق. مجرد ذكر اسمها جعل الأفكار تتلاشى وتزيغ عن مجراها في دماغه. لاحظت على وجهه تغير مفاجئ. شلل واضح في العقل واندفاع لا متناهي للمشاعر. كنت أعلم حينها أن البركان انفجر من جديد. كان علي أن اعرف ما يجري، إنها الفرصة المناسبة. غيرت مكان مقعدي، جابهته وسألته سؤالا مباشرا هل تحبها رفيقي.
لزم الصمت لتواني. تنهد تنهيدة الإنسان المقهور، وقال: أحبها كثيرا. إن ذكر اسمها يصيبني بالجنون. فتبدأ الصور بالتداخل ،والذكريات بالتناثر. صوتها يملك قلبي. يدميني، يهزني. حرير شعرها الأسود المنسدل قصة شغفي. بدلت كل أغاني بأغانيها. كانت أجمل شيء حصل في حياتي، كانت أجمل أيام العمر عشتها معها . أحصي الأيام، أسجلها لحظة بلحظة، أعيشها ليلا و أتذكرها نهارا..كانت فعلا أجمل شيء حصل على الإطلاق. تغير فيها طعم الحياة لأنها فعلا تصنع الحياة، أو بالأحرى تروضها كما تشاء..كانت أجمل شيء حصل على الإطلاق. فعلت من أجل حبها الكثير. أدخلتها عالمي لتشغله بكامله وتملئه أمانا وسعادة.
كان يتحدث بإحساس غريب، فجأة أوقفه رنين الهاتف توقف عن الكلام للرد. فتح الخط. يبدوا أنه يتكلم مع فتاة. فهمت أنه تطلبه في شيء. قال: وبصوت خافت لازالت تطغى عليه مشاعر الحنين والغضب أنهى المكالمة قائلا – أنا نشوف نحاول راني مع واحد السيد دابا بعيد شويا- أحسست أن هناك شيء ما أربكه في هده المكالمة.
سألته ما إذا كانت الأمور بخير فأجاب: أحد صديقاتها تريد لقائي. لقد طلبت مني اللقاء بها في وسط المدينة.
حول ماذا؟؟؟ فقال:لن يكون الأمر الموضوع خارج هده المشاكل.
سألته ما إذا كان سيلتقي بها فأجاب:لا أدري حقيقة، أضن أن هذا لن يغير من الأمر شيئا.
أحسست أن في تردده هذا نوع من الرغبة في الذهاب فقلت له: ولما لا تذهب يا صديقي اضن أن عليك الذهاب وبعد ما ينتهي لقاءك عليك بالعودة فلازال بيننا كلام وكلام.
أجابني قائلا: لقد أحببت الكلام معك ولدي رغبة في البقاء لست أدري ما أفعل.
فأجبته مبتسما: ما عليك فعله هو الذهاب الآن، وبعد ساعتين أو ثلاثة ستعود، وسنكمل كلامنا هل سمعت؟
طيب عزيزي رشيد سمعا وطاعة. سنرى مادا هناك.
أكدت على عودته، فأكد التزامه بالعودة. بقيت في مكاني أتأمل هده القصة الغامضة الغريبة التي لازالت خيوطها متشابكة. عرفت أن الأمور لازالت بين الأخذ والرد بينهما وأن علاقتهم لازالت على اتصال. من طريقة كلامه لازال يحبها ويعشقها. لكن ماذا عنها هذا هو الطرف المجهول في المعادلة والذي لم تسمح الوقت لمعرفته. ترى هل سيعود أم ستعصف الرياح به إلى المجهول. فعنوان هده قصتة لم يكتمل بعد فهل سيكتمل حين يعود.



#رشيد_الكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد الكري - قصة بلا عنوان