أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جمال ابو لاشين - عالم آخر ممكن .. ولكن !














المزيد.....

عالم آخر ممكن .. ولكن !


جمال ابو لاشين
(Jamal Ahmed Abo Lasheen)


الحوار المتمدن-العدد: 3864 - 2012 / 9 / 28 - 09:53
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



إن أطروحة " عالم آخر ممكن " ستظل قائمة، فهي شعور يخالج الأكثرية الساحقة من سكان هذا الكون، وهي بديل مثالي وأمل حالم يترقبه كل من أحس بالغبن، والظلم، والقهر الاجتماعي بحيث يبقى هذا العالم الآخر حلم يراود تلك الأكثرية، ولكن بأطياف وألوان متعددة، في ظل اقتصاد عالمي على حافة الانهيار وسوق لا يرحم يتطاحن فيه الجميع ولكل أسبابه ودوافعه.

لقد أصبح اقتصاد السوق نقمة على الشريحة أو الطبقة المتوسطة والفقيرة وأدى الانفتاح على الاستهلاك إلى جر هؤلاء ليصبحوا من فئة المعدمين، لذلك قد يكون للمنتدى الاجتماعي دور في صياغة البدائل ولكن ليست تأثيراً في اقتصاد السوق الذي يحكمه عمالقة الامبريالية الرأسمالية إنما توجهاً نحو الطبقات التي سحقتها النزعة الاستهلاكية وطرح البدائل الممكنة لوقف تدهور تلك الطبقة وتشجيعها على ثقافات أخرى تخفف من نزعتها الاستهلاكية ومن استغلالها المتواصل، وبهذا نحارب الرأسمالية في ثقافتها واقتصادها.

لاشك بأن عقد المنتدى في بلد عربي وخاصة تونس حيث انطلقت شرارة التغيير له دلالات عميقة، فالعالم بفضل التطور التكنولوجي أصبح قرية صغيرة وما يجري في أقصى دول العالم يحتاج لدقائق ليصل إلى أدناه، وأصبحت الكلمات تجتاز الفضاءات الواسعة وتنتشر في كل مكان، وعالمنا العربي جزء مهم ومؤثر في العالم وانعقاد المنتدى في تونس له هدفان، الهدف الأول ، هو تصحيح لمسار التغيير في تونس، ورسالة لكل من يحاول خطفها مرة أخرى بأن هناك قوى أخرى لها سطوة وتأثير في سياسة البلد، والهدف الثاني رسالة للمجتمع الدولي بأن عصر الاستعمار قد ولى وعلى دول العالم المتحضر أن تحترم سيادة الآخرين وحقهم في التعبير عن آرائهم.

وهذا يوجب على الجميع الاستعداد والتجهيز التام لمثل هكذا فعالية لإثبات أن هناك قدرة وقوة لطرح بدائل ممكنة وواقعية تفيد المجتمع وتغني تجربته.

إن اليسار في البلدان العربية لازال حتى اللحظة يعاني أزمتي قيادة، ورؤية للواقع السياسي فرغم اندلاع الثورات ومشاركة اليسار فيها إلا أنه جهد مشتت، وقد رأينا في مصر كيف أعطوا الوقت الكافي للملمة جهودهم وتكثيفها في الانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية ( في ظل البحث عن بديل قوي ) إلا أنهم لم يعوا اللحظة التاريخية التي تمر بها البلاد وبدلاً من تجمعهم وتوحدهم، أفسحوا الميدان للآخرين ليحصدوا نتاج الثورة، ووحدة اليسار لازالت أكبر عيوبه رغم أنها ممكنة، إلا أنها بالجهد المبذول حالياً وبغياب الرؤية المهددة لليسار بشكل عام تفقد كل فرصها لإنجاح تجربة بسيطة حتى ولو كانت تشكيل منتدى اجتماعي عابر للحدود.

رغم تسيد الإسلام السياسي الصورة في المنطقة، ورغم التشكيك في مدى تأهيله لتبني العدالة الاجتماعية بحيث لا تقتصر على أبناء تلك الأحزاب والحركات دون غيرها إلا أن تلك القوى السياسية أصبحت حقيقة وواقع مثلها مثل الحركات القومية التي سادت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وعليه يتوجب على اليسار الاعتراف بحقيقة المشهد السياسي الجديد، وعدم التصادم معه كمنهج تكفير، وأن يغادر اليسار المربع القديم الذي وقف فيه في حالة تصادم مع تلك التيارات الدينية والتي حصد نتائجها أصحاب السلطة في تلك الدول، وهذا يتطلب من اليسار انتهاج سياسة تحد من خلالها من تطرف تلك الحركات خصوصاً وأنه بات معروفاً أنها حركات سياسية أكثر منها دينية، وثانياً أن تسعى بكل قوة للتأثير في الجيل القادم من الشباب وإفساح المجال أمامهم للتعبير عن آرائهم بكل حرية، وألا يتركوا كما حدث في الماضي للأحزاب والتيارات الأخرى، وهذا يتطلب بالأساس وحدة الفكر اليساري، والاتفاق على منهجية العمل بعيداً عن الطروحات القديمة خصوصاً ( الشيوعيون ) فيما يتعلق بالدين فالبيئة في العالم العربي لم تعد صالحة لمثل تلك الطروحات، وهذا ينسحب على المرأة ودورها الاجتماعي وحقوقها فلا يمكن مغادرة الميدان من جانب ومن جانب آخر الدفاع عن حقوق المرأة إنما العملان يجب أن يتلازمان خصوصاً كما ذكرت أن تلك الحركات تحاول التعبير عن نفسها كحركات سياسية لا علاقة لها بالتطرف ولا ضير من الانفتاح على قوى الإسلام السياسي وبناء علاقة حيوية معه، وهذا أفضل من مقاطعته أو مهاجمته في الإعلام دون فتح حوار جدي تكون له فوائد أكبر.


إن الحركات الاجتماعية اليوم أصبحت أكبر تأثيراً ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم كله، خصوصاً وأن الجيل الشاب الذي تربى على استخدام التقنيات الحديثة، وشبكات التواصل هو من يتفاعل مع الأحداث ويواكبها أولاً بأول، ولا ضير من أن يركز اليسار على هؤلاء الشباب ويوفر لهم كل مقتضيات العمل المنفتح على التكنولوجيا، دون محاولة احتوائهم أو التأثير فيهم من الأعلى فهؤلاء الشبان ورغم أنهم يرفضون الانخراط في الأحزاب والجمعيات الغير حكومية إلا أنهم يملكون تأثيراً يفوق بأحيان كثيرة تأثير الأحزاب والجمعيات، وكل ما هو مطلوب الاقتراب من همومهم ومعاركهم ورفدهم بالشباب الواعي من اليسار فبالإمكان التعلم منهم ومشاركتهم همومهم الاجتماعية التي هي نفس هموم اليسار ومشاكله التي يسعى لحلها في المجتمع.

إن لمنظمات المجتمع المدني دوراً هاماً في رقي المجتمع ومشاكله غير أنها في الآونة الأخيرة انتشرت بشكل كبير جداً، وأصبح الكثير منهم ينتهجون سياسة معينة يفرضها الممول وبذلك فقدت حرية العمل المدني، والبعض اتخذ منها مصدر للتربح وهذا ناتج عن حصول البعض على أكثر من ممول، هذا بالإضافة إلى تشتت جهد تلك المؤسسات الخاصة التي نحمل نفس الأهداف والتي لا تتعاون حتى فيما بينها، ورغم تلك الصورة التي سادت في الآونة الأخيرة إلا أن هناك مؤسسات لازالت تضع بصماتها على المجتمع وصارت جزء من سياسة الدولة وتوجيه الحكم ، لجديتها في العمل وعمق المعرفة التي اكتسبتها .



#جمال_ابو_لاشين (هاشتاغ)       Jamal_Ahmed_Abo_Lasheen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوانوفوبيا والآخر
- في ذكرى النكبة الرابعة والستين صراعنا على الحدود أم الوجود ؟ ...
- اليسار والثورات العربية خطوة للأمام أم خطوتين للخلف
- في الأول من أيار .. الطبقة العاملة نظرة من الداخل
- اليسار والثورات العربية خطوة للأمام أم خطوتين للخلف
- حقوق القوميات والأقليات في تقرير المصير
- استحقاق الدولة الفلسطينية00 معركتنا السياسية و الوطنية


المزيد.....




- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس ...
- مباشر: التعريف بأهم قضايا الطبقة العاملة وقرائة أولية لفعالي ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس
- الغد الاشتراكي العدد 38
- نداء المشاركة بتظاهرات فاتح ماي بالدارالبيضاء
- الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا ...
- الشرطة تشتبك مع المتظاهرين لمنعهم من دخول ساحة -تقسيم- في إس ...
- اشتباكات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في ميدان تقسم بإس ...
- في يوم العمال العالمي تيسير خالد : يدعو الى استنهاض دور الحر ...
- رغم تحصين المتظاهرين الأبواب.. شاهد كيف دخلت شرطة نيويورك مب ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جمال ابو لاشين - عالم آخر ممكن .. ولكن !