أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد كرمه - ماهي الأمية ؟














المزيد.....

ماهي الأمية ؟


رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 1120 - 2005 / 2 / 25 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماهي الأمية ؟ و باختصار شديد
أضحى مصطلح الأُمية ومنذ القرن الماضي شائعاً و متداولاً لأكثر شرائح المجتمع العراقي والعربي والعالمي . واذا كانت مقالتي تفتقر الى الارقام والاحصائات فإن مرد ذلك يعود الى كثرة الشواهد الحية التي تعج فيها مجتمعاتنا العربية والعراقية, أما بشأن المجتمعات الاوربية وإعتماداًعلى الأدب المقارن فإن دولاً متقدمةً اليوم كانت بالامس القريب في مصاف الدول العربية والاسلامية من حيث الامية و الجهل وقبل الولوج في اي شئ علينا تحديد ماهي الاُمية ؟
هل هي جهل بالكتابة والقراءة؟ وهل المقصود بها عدم معرفة البعض استخدام الحاسوب ؟
هل هي الريف ؟ البادية ؟ هل هي الأُناث ؟ الذكور؟ هل هم اؤلئك الذين يستخدمون الوسائل القديمة لمعاملاتهم الحياتية ؟ هل للاُمية جغرافية معينة ؟ وأخيراً هل للأُمية سيمائيات معينة ؟ ؟ ؟
وحتى لاأستغرق بأسئلة التحديد الإستفهامية عن معنى مُفترض للاُمية أُورد هنا إيضاحاً لمنظمة اليونسكو أُعلن في بداية الثمانيينات محدداً مفهوم الأُمية بشكلها المعرفي { النير } إذ ورد في أحد النصوص بإن الأُمية تعني أيضاً من يتجاهل حقوق الإنسان في الرأي والمعتقد والأُمية من يصادر حقوق الآخر ويسلب حق المرأة في العمل ويعطل قدرتها والأُميةُ هي منع وقمع بني البشر من ممارسة حقهم في التدخل والتعبير بالامور السياسية والإجتماعية والإقتصادية ومن هنا يصبح مفهوم الأُمية واضحاً وجلياً . وبالتالي فان لجميع البشر على الكرة الارضية الحق في محاربتها ووأدها.. والحقيقة الماثلة للعيان ان جميع الأنظمة العربية والإسلامية تتشابه في { أُميتها } وهي تخالف نصوصاً صريحةً لليونسكو كمنظمة دولية . والسؤال ما هو السبب وراء تفشي الأُمية على هذا النحو الذي ذكرنا؟ في حين تحررت اوربا من هذا المرض بعد ان كانت في مصاف الدول العربية والإسلامية كما قلنا في بداية المقال حيث وصلت درجة الأُمية الى اعلى مراحلها قبل وإبان وبعد الحرب العالمية الأولى والسويد مثالاً هنا اذ لم يكن للمرأة حضور على الساحة السياسية والأجتماعية وكانت معرضةًًً للاهانة والضرب ومسلوبة الإرادة ولا يسمح لها برأي ولا صوت , ناهيك عن تراث ثقيل من القيود والقيم الإجتماعية تحط من كرامة المرأة إذ كان يطبق عليها ما يصعب تصديقه في الوقت الحاضر ولعل قانون { مفتاح العفة } خير مثال صارخ على ذلك .
لاشك ان المدارس التعليمية تلعب دوراً أساسياً في عملية التوعية المعرفية التمهيدية لما ستقرره للمراحل التالية من التعليم وأقول الاساسية وليس الرئيسية لأن المجتمع المدني سيأخذ على عاتقه تهذيب وتنمية المعارف وفق متطلبات المرحلة والصيرورة التاريخية والتي تساعد على النهوض , بمعنى انها تنقل الفرد من وعي عبادة الفرد والعشيرة والقبيلة الى مجتمع ذو افق واسع ينفتح على الآخر موسعاً عشيرته الصغيرة الى عشيرة اكبر تتفاعل في إتجاهات عدة , وسيتحول ولاء الفرد من عشيرته وقبيلته الى ولاء للوطن عن طريق منظمات المجتمع المدني وأحزابه التي ستوفر له زاداً على فهم قوانين الحياة ولأن الدولة { السلطة } بالمفهوم الذي ذكرناه آنفاً لا يتوفر فيها مصطلح التحضر قياساً لتعريف اليونسكو أوانه ابتلع الكثيرمن مقوماته لتعلن انحيازها الواضح للأُمية ,من حيث إطباقها على حقوق الفرد ثم الجماعة
{ الحزب ,المنظمة الديمقراطية , الكيان الاجتماعي , النوادي الثقافية } ومنعها من ممارسة حقها في التعبير والتظاهر وطمس حقوقاً أولية في الحياة ضمنتها له وثائق العهد المدني لحقوق الانسان وبهذا تكون الدولة مساهمةً في ترسيخ الأمية ونشرها. وسيكون لها جيشاً من المتطوعين ممن يحاربون باسمها ضد كل فكر تقدمي مناصر للمرأة مثلاً وساعياً الى ترسيخ الديمقراطية والىممارسة الشعب سلطته الطبيعية مستعيناً بمؤسسات المجتمع المدني.
ماهو الضمان لدرء خطر أُمية المجتمع المدني الجديد الذي قام على أنقاض { عهد } إتسم بالاُمية ويصعب التفريق بينه وبين القادم من الكيانات التي تروج لعبادة الفرد والعشيرة والطائفة والقومية. فبدل ان ينصب الحديث على أُمية النظام القديم وعدميته وظلاميته وهلوسته يتحول الحديث الى عهود غابرة ويصبح الحديث عن الإشتراكية والعدالة الاجتماعية حديث خرافه بينما يستعر الحديث عن { السقيفة , ويوم الغدير} وكأنه حديث الساعة لمعرفة أيهم أحق بالخلافة حتى يصبح الحديث عن الطائفة شئ من ديمقراطية الوضع الحالي وهنا تكمن خطورة الوضع العراقي.
والأنكى من هذا ان بعضاً ممن يمتلكون خلفية تاريخية ثقافية تقدمية إستمدوها من أحزاب نيرة يساهمون في تكريس واقع طائفي مقيت لايقل عن طائفية الانظمة السابقة بشئ . ومن هنا تنشأ مكامن الخطورة لكتابة الدستور الجديد والذي يحدد للجميع مالهم وما عليهم ويؤسس للعراق هويته الحضارية والتي تتناسب مع تضحياته في سبيل القضاء على الأُمية والتي يكاد ان يكون لها لون وطعم ورائحه.



#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا .... لديمقراطية التطبير


المزيد.....




- -الغابة الخرسانية-.. صور ستجعلك ترى أشهر معالم دبي بعيون جدي ...
- بذكرى 7 أكتوبر.. عائلات الرهائن تطلق صفارات الإنذار لمدة دقي ...
- كيم غطاس لـCNN: اللبنانيون يُعاقبون على خيار لم يتخذوه.. وحز ...
- إصابة شخصين على الأقل بشظايا صواريخ أطلقتها -كتائب القسام- ع ...
- -استهدف قاعدة عسكرية-.. فيديو يظهر صاروخًا لحزب الله يضرب مد ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا بالإخلاء والتوجه إلى ما بعد نهر ...
- بعد شائعات عن اغتياله.. إيران: قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني ...
- زعماء يتفاعلون مع الذكرى الأولى لهجمات 7 أكتوبر
- ماذا نعرف عن منشآت إيران النووية؟
- هل ينافس الذكاء الاصطناعي البشر على جائزة نوبل المرموقة؟


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد كرمه - ماهي الأمية ؟