أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عقبة بن سعد - اللغة العربية، ألم نعيشه و أمل نتطلع إليه















المزيد.....

اللغة العربية، ألم نعيشه و أمل نتطلع إليه


عقبة بن سعد

الحوار المتمدن-العدد: 3843 - 2012 / 9 / 7 - 22:54
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


أثارت انتباهي قانونين سنتها أمم تمنع تعليم الطفل لغتا غير لغته الوطنية وهو في سن لا يتعدى الخمس سنوات، مما يفسر على أن تصرفا مثل هذا يؤدي حتما إلى نتائج سيئة على تنشئة هذا الطفل، فهذه الأمم تهتم كثيرا بحاضرها كي تستفيد من نجاحها و تخطط لمستقبلها كي تضمن ما وصلت إليه من تقدم لأجيالها القادمة، فلا عجب في ذلك لان المجتهد لا يكفيه اجتهاده فقط بل يجب عليه حمايته من الزوال أو الانتقال إلى حوزة الآخرين.
هذا حالهم، لكن ماذا عنا نحن يا ترى؟ المدرسة الجزائرية بذلت جهود كبيرة في تعليم الناشئة اللغة العربية، وعاء ديننا و حبلنا الذي يربطنا بأبناء عمومتنا و أبناء خؤولتنا عبر جغرافية الوطن العربي و نافذتنا التي نطل منها على مآثر أجدادنا و التي ملئت تاريخ الأمة الإسلامية، لغتنا العربية صنعنا بها عقيدة الدفاع عن الوطن و هي وازعنا الذي يمنعنا من الإساءة إليه و يدفعنا للاحسان إليه و خدمته.

- إذا درست الشعر العربي الحديث و قرأت بيت الأمير عبد القادر الجزائري:
يا عاذرا لامرئ قد هام في الحضر و عاذلا لمحب البدو والقفر *** لو علمت ما في البدو تعذرني لكن جهلت و كم في الجهل من ضرر لا شك أن نفسيتك سترتبط بهذا المقاوم الرمز.

- إن الذي يتعلم صيغة التأكيد في الأفعال التي انفردت بها اللغة العربية، على وزن "يفعلن"، سيهتدي لا محالة إلى قراءة الآية الكريمة (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)- آل عمران أية 169 - و سوف تجد هذه الآية طريقها إلى قلبه و سوف تصنع منه رجلا مقداما يصبوا للشهادة و هو يدافع عن وطنه.

- إن قرانا خطبة طارق بن زياد يا أيها الناس، أين المفر، البحر من ورائكم و العدو أمامكم و إنكم لا تملكون إلا الصدق و الصبر و إنكم لأضيع من الأيتام على مأدبة اللئام......’’ سنعي أن لنا ارض عزيزة علينا قد خسرناها و التي كانت و لا زالت تسمى الأندلس.

- إن الذي يقرا اللغة العربية سينساق لقراءة المراجع التي تحكي للناس ما كان من علماء العرب و المسلمين، من ابن الهيثم و ابن سينا و الإدريسي و سوف يعلم أننا امة علم و لسنا امة جهل، لان المراجع الأوروبية تذكر العلوم الإغريقية فما إن تصل إلى الحقبة المسلمة إلا و تنتقل مباشرتا إلى العلوم الأوروبية في العصر الحديث و كأن المسلمون لم يتركوا بصمات علمية.

- إن الذي يتلقى تعاليم الإسلام عن طريق السن عربية سيستوعب المعاني و المفاهيم و كأنه في مجلس رسول الله (ص)، لا أن يتلقاها بلغات أخرى فيجدها غير دقيقة و غير منسجمة و لا هادفة.

- إن الذي يتعلم اللغة العربية سيحبها لأنها اقوي و أجمل اللغات، فان أحببت لغة قوم أضحت أفكارهم في متناول فهمك و إدراكك و أصبحت قضاياهم من أولى أولوياتك، فان ارتبط قلبك بلغة قومك أصبحت معول بناء لامتك و إن اخترت لغة عدوك أضحيت معول هدم لامتك و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

..... و هلم جر مما امتلكت اللغة العربية من دفوع و أدلة تتباهى بها أمام سائر اللغات.

المجتمع الجزائري عبر التاريخ، أعطى مكانة عظيمة للغته حتى أن العامية الجزائرية تعتبر من أكثر اللهجات التصاقا بالغة العربية، فهي تحوي تعابير و كلمات لا نجدها إلا في اللغات العربية القديمة و التي أتت مع القبائل العربية التي استوطنت الجزائر، صحيح أن الاستدمار الفرنسي نجح في إبعادنا عن لغتنا العربية الفصحى و ذلك من كثرة التجهيل و شدة التفقير لكن رغم كل ما بذله لم يستطع إبعادنا عن لهجتنا العامية قيد أنملة، خلال أكثر من قرن و ربع قرن من الاحتلال لم ينجح في النيل من لهجتنا العامية أو إذكاء الفرقة بيننا و بين لغتنا العربية الفصحى. لكن حدث شيء ما بعد الاستقلال فما هو يا ترى؟
أصبحت لا تخلوا أية جملة من الجمل التي نتفوه بها من الكلمات الفرنسية، فان لجأت لاستعمال كلمات عربية بدلها أصبحت إما محل ضحك أو استغراب، و بات استعمال الفرنسية تأشيرتا لقضاء الحاجات فلن تجد إدارتا أو مسؤولا ينصت إليك أو يساعدك إن خاطبته باللغة العربية أو العامية، أما في أماكن الراقية كالفنادق و المطاعم الموجودة في المراكز التجارية و كذلك الشركات سوف تجد الجزائريين منساقين لا إراديا إلى استعمال الفرنسية كوسيلة للتخاطب، فيا للعجب ربطنا الفرنسية بمجالات الرقي و الرفاهية و التمدن و حرمنا لغتنا من ذلك !!!
إن مبادئنا لا تطلب منا أن نكون غير واقعيين، لا شك أن هناك مجالات لم تلجها اللغة العربية بعد، مثل علم الاكترونيك و تقنيات الاتصال أو أن تكون في إطار أنت مجبرا لاستعمال لغة أجنبية، لكن أن تطغى الفرنسية و تتوغل إلى ابسط العبارات اليومية ككلمة oui و c est normal .....الخ، فهذا ما لا يجب القبول به. نسينا الحكم والأمثال العربية التي رددها أجدادنا و اكتفينا بمرادفاتها و مثيلاتها الفرنسية و أصبحت أطباق الغذاء لها مسميات فرنسية . أما الساسة فحدث و لا حرج، فالبعض منهم لا يطيب له الحديث و لا يجده هادفا إلا إذا اسمعه للناس بالغة الفرنسية.
رغم ما بذلته المدرسة الجزائرية من خدمة للغة العربية، و مع كل مجهود بذله المخلصون، اصطدم هذا كله بجدار الإدارة الجزائرية التي لا زالت رائحة الاستدمار الفرنسي تفوح منها، إدارة يتحكم في مفاصلها بعض من أبناء منطقة القبائل الذين غرر بهم الفرنسيون و أضلوهم السبيل، صنعوا منهم نخب تكره العرب و تحتقر لغتهم، رغم و جود أناس منهم ابدوا الرغبة في احتضان اللغة العربية إلا أن تأثيرهم ضعيف، على أي حال هم مشكورون على ذلك، فربما رغبة مخلصة خير من أفعال لا طائل من ورائها.
و لعل اغلب خوفي و اكبر وجلي إن كان هذا الحال هو ما قصده الجنرال الفرنسي ديغول عندما قال و هو آسف عن استقلال الجزائر سوف نعود، سوف نعود لكن من دون حرب .
يجب علينا أن نلتفت للغتنا، إن كانت حجتنا التكنولوجيا فنحن مطالبون بالتحكم بها و إن كانت حجتنا العلوم فهذا عذر أقبح من ذنب، نعم ليس هناك خطا لا يصلح و ليس هناك حق لا يسترد، وكما انتزعنا استقلالنا سنمكن للغتنا العربية إن شاء الله.



#عقبة_بن_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخريب بني هلال و تخريب الكاهنة..... هل هناك تخريب سيئ و تخري ...
- الفتوح الاسلامية لشمال افريقيا بين دراسة الباحثين و تشويه ال ...


المزيد.....




- -يمكنكم مداعبته إن أردتم-.. شاهد كيف تمكن ضابط من الإمساك بت ...
- وزارة الدفاع الروسية تعلن اعتراض وتدمير منطاد صغير الحجم فوق ...
- بايدن يزعم أن الجيش الأمريكي -أنقذ العالم من الفاشية- خلال ا ...
- نتنياهو مهاجما منتقديه: تقومون بالعمل نيابة عن السنوار
- عرّافة -تخاطب الموتى- تهزّ الرأي العام في فرنسا
- نتنياهو يقر بـ-خطأ مأساوي- ارتكب في رفح والعالم يدين إسرائيل ...
- مقتل جندي مصري وردود فعل منددة بالغارة الإسرائيلية على رفح
- روسيا تدرج وزيري الداخلية والتعليم اللاتفيين على قائمة المطل ...
- التلفزيون الإيراني يبث تسجيلا لآخر اتصال مع مروحية الرئيس ال ...
- ماكرون: نحن لا نشن حربا ضد روسيا وشعبها


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عقبة بن سعد - اللغة العربية، ألم نعيشه و أمل نتطلع إليه