أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ثائرة شرف الدين - ما أظلمهم , ينسبون للأم كل خطيئة














المزيد.....

ما أظلمهم , ينسبون للأم كل خطيئة


ثائرة شرف الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1119 - 2005 / 2 / 24 - 10:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كنت قد شاهدت بالصدفة في إحدى القنوات الفضائية السعودية , برنامجا ضمن حملة التضامن ضد الإرهاب التي تتعرض له السعودية , كما تتعرض له الكثير من دول العالم وعلى رأسها العراق , مما جذبني أن أتابع إحدى الحوار بالبرنامج وكان لقاءا هاتفيا مع الأستاذة أميرة الحسينان , تحدثت السيدة ضد الإرهاب , لكن الغريب بالأمر أن مقدم البرنامج , يطرح رأيا غريبا حيث يعتقد ه أن تدليل الأبناء سببا في أيجاد الإرهاب , ويحمل المرأة السعودية نتائج تدليل أبنائها !!!
غريب هذا المنطق, وهذا التحليل الذي لا يخطر على خاطر فرويد لو قدر له أن يأتي ليدرس ما نحن به من مشاكل نفسية, وقهر اجتماعي وسلطوي على الشباب والشابات , والغريب بأن الأستاذة أميرة - كما هو مكتوب على الشاشة- لم تنف ما قاله المقدم بل أكدت على أن التربية تفسد الجيل وبأنهم يقومون بتوعية المرأة للحد من الإرهاب , وكأنها تتحدث عن أخلاق عامة وشيء ليس من الخطر بأن يهدد المجتمع كله ويسحقه سحقا أن لم يوقف وتوقف شروره بأساليب شتى , ومراجعات لأغلب القيم السائدة بالمجتمع الإسلامي, والتي أكل الدهر عليها وشرب والتي عانت منها قبل مئات الأعوام شعوبا تحضرت وتطورت وهنأت بعد أن تخلت عنها .
ما هذا المنطق الأعوج ؟
وهل المرأة تبقى دائما الشماعة لأخطاء أية سلطة ؟ وهل هي أيضا مسؤولة عن تدمير المجتمع الذي يراد تدميره من قبل رجال شذوا عن السوية , بسبب الكبت والقهر النفسي الذي ينتشر بالبلدان الإسلامية ويكبر لينتج كل ما هو مدمر للبنى الأساسية للمجتمعات , ومدمرا لكل أمل بالنهوض نحو التقدم واللحاق بالحضارة العالمية ؟
هل تبقى المرأة هي الخطيئة والخاطئة دائما ؟
ولم لم يفكروا أن نقاب المرأة مثلا هو إحدى الوسائل التي يمكن معها تنفيذ عمليات الإرهابيين , فمن أدرانا أن جميع المنقبات نساء ؟ ولماذا لم نفكر أن الإرهابيين قد يستعملوا النقاب للدخول بمتفجراتهم لاماكن تجمعات الناس والأماكن الهامة ؟
حتما سوف يحتج رجال الدين على تفتيش المرأة المنقبة إن حصل , لكنهم يخالفون شرع الله بوجود النقاب أصلا , ولم يفتوا أن النقاب ليس من الإسلام بشيء , وإن فعلوا ذلك فبشكل خجل وهادئ وكأنه لم يكن ولم يغير شيء مطلقا , إنما هم يلهجون ليل نهار في الجوامع من أجل أن يخبئوا المرأة عن الأنظار ويبعدنها عن العمل والسلطة وكل ما يجعل لها قيمة إنسانية للمساهمة ببناء مجتمعاتنا
لمَ لم يفكروا بإيجاد مؤسسات للشباب والشابات ليحتكوا ببعضهم وليكن للحياة فهما آخر, وطعما أجمل وأكثر إنسانية كما أراده الله حيث خلق المرأة والرجل للسير معا بطريق الحياة والبناء, وهنا استشهد بمقولة فرويد حول الكبت والحرمان اللذان يولدان العداء والحقد للآخر بعد الكبر خاصة في سني المراهقة.
لم نرى الشباب الانتحاريين يكرهون الحياة ؟ هل لأنهم مدللون ؟
هل أن مفهوم الدلال هو أن يملك الإنسان المال فقط؟ وما فائدة المال إن كان المرء سجين تقاليد وأعراف قاتلة تجعل المال لا لذة له؟
أي دلال للأبناء في السعودية وهم لا يستطيعون رؤية امرأة إلا بليلة الزواج , حتى صار الكثير منهم يخشى تلك الليلة وكأنه سيدخل عالما غريبا عن الكرة الأرضية , عالم يجهله تماما ويخشى أن يفشل بالتعامل معه إذ هو لا يعرفه إلا من خلال الصور في المجلات واشرطة الفيديو والتلفزيونات ,؟ وهل غريزة حب الامتلاك هو الغريزة الوحيدة التي خلقها الله بالإنسان؟
لم نسمع بحياتنا أن مدللا انتحر بسبب الدلال , إنما نعلم أن الدلال يفسد الأخلاق , وكلمة الفساد نسبية من مجتمع لأخرى , فما يعتبره المجتمع السعودي أو الإيراني فسادا كأن تسير المرأة سافرة بلا حجاب , لا تعتبره المجتمعات الإسلامية الأخرى فسادا , رغم أن العديد من الأشخاص يعتقدون أن الفساد هو التمرد على الأعراف والتقاليد القديمة , ولا يسموا الاحتيال والرضا بوجود فقراء بالسعودية مثلا فسادا رغم أنها دولة نفطية غنية , ولا يسموا الأغنياء الذين يجمعون المال باسم توزيعها على الفقراء ليستحوذوا على نصفها فسادا , بل يسمونهم محسنين وأحباب الله
أي ظلام نسبح به نحن أبناء المجتمعات العربية والإسلامية ؟
وأي إصرار لدى حكوماتنا ورجال الإعلام عندنا ورجال الدين والمتنفذين بالحكومات على الإصرار على إبقائنا بظلمتنا نعمه ليستفيدوا هم؟



#ثائرة_شرف_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبيد النصوص
- حتى لا تفقد قناة الفيحاء جمهورها


المزيد.....




- تفاصيل جديدة بعد مقتل مصري في أستراليا على يد زوجته على طريق ...
- علاجات سرطان الثدي الشائعة وعلاقتها بشيخوخة النساء
- استفيدي بالدعم .. التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت با ...
- سن التقاعد الجديد للنساء في الجزائر! وزارة المالية تُعلن تعد ...
- ناشطة في حقوق المرأة والطفل تندد بتعديلات قانون الأحوال: تتع ...
- تايلور سويفت تصبح أغنى امرأة في عالم الموسيقى
- جرائم الرفض.. فتاة مصرية تتعرض للاغتصاب الانتقامي
- تأييد حكم الإعدام ضد قاتل ومغتصب الطفلة جانيت بمصر
- حكم بحبس المؤثرة العراقية نتالي
- الزواج خارج المحكمة: تهديد لحقوق المرأة والأطفال ومفاقمة الأ ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ثائرة شرف الدين - ما أظلمهم , ينسبون للأم كل خطيئة