الأمويون الجدد

ازاد برازي

الحوار المتمدن-العدد: 1118 - 2005 / 2 / 23 - 11:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

ردا على كتاب كردستان بين الوهم و الحقيقة لعلي الشعيبي
يقال إذا غاب المنطق يصبح اللامنطق هو المنطق و هذا ما نعيشه في شرق أوسطنا اللامنطق العربي مفهوم العبودية و دونية الأخر مغروسة في صميم الشخصية العربية تراث عربي يفتخر به كل شوفيني عربي منذ جاهلية العرب مرورا برمز قوتهم و شوفينيتهم الدولة الأموية القبلية العنصرية تاريخ ملوت بالدماء، تراث و تاريخ بعيد كل البعد عن قيم الإنسانية خط بضربات السيوف و أزيز الرصاص و التدمير و التصحير بألوان و رايات خضراء تنادي الدماء الدماء و الله اكبر.
و ما بن لا دن وازلامه في العراق إلا نسخة طبق الأصل عن رجالات الماضي و نتيجة منطقية لهذا التاريخ الأسود فلا شيء يأتي من عبث.
وما زالت العقلية الرعوية مستمرة في الوجدان العربي بكل مفاهيمها و ممارساتها و سلبياتها تحلل لنفسها بالمطلق و تحرم للأخر بالمثل ما يحق لها لا يحق للأخر إنها أحدى سخافات المنطق العربي القائم على أوهام تشرب منه حتى الثمالة لتمنح لنفسها الأحقية و الحماية الإلهية لتشرعن سلوكها برابطة عضوية لا تنفصم بين العروبة و الإسلام.الاسلام جزء من العروبة بل هو روح العروبة و الكل يجب إن يتعرب إنها عولمة ربانية عربية كما يروق للبعض إن يسميها و العروبة مفهوم حضاري تاريخي و ليس مفهوم عرقي فهذا ما يدعو إلى الغثيان و التقيؤ على هكذا واقع، و لا ننسى انه في المنظار العربي الكل في دائرة الاتهام و هي أحدى الهوايات العربية المفضلة إلقاء تهم الخيانة و العمالة، و لم يشذ عن هذه القاعدة الأموي الجديد علي الشعيبي – فكان من الأجدى إن يكون يزيد الشعيبي – بخطابه الموجه إلى الشعب السوري و سكان هذا الوطن المقصود به الوطن السوري يحذرهم من الأكراد حيث يذكر* 1 إن الهجرة الغير الشرعية المستمرة للأكراد إلى سورية تسيء إلى سورية و تسيء إلى كل السوريين لا سيما السوريين من أصول كردية و هم بدوافع من جمعيات و منظمات شعبية أروبية، أو جهات رسمية أوربية تغذيها أحقاد إسرائيلية صهيونية يهدفون إلى تشكيل سطح بشري كردي لا جذور سورية له بقصد الظهور كقوة فاعلة على الساحة الاجتماعية السورية، تستغل سياسيا من خلال تلك الجمعيات الاوربية التي تغذيها الصهيونية الطامعة في احتلال بلاد الشام و العراق.
و ليس بغريب على أموي مفعم بالعنصرية و النازية بترديد هكذا سخافات باعتباره هو الخير المطلق 0 خير امة أخرجت للناس ) بتنظيرات الشوفينيين – و الأخر هو الشر المطلق و الأخر في هذه الأيام هو الشعب الكردي فان لم تكن عبدا للعروبة فأنت عبد للاسرائيل و على ما يبدو إن الخطاب الشوفيني العربي و الخطاب الصهيوني وجهان لعملة واحدة باعتبار الخطاب الشوفيني العربي مقلد لكل الخطابات التي فشلت إمامها فتحاول تطبيق نفس الأساليب التي استخدمت بحقها ضد الأخر الكردي. ثم يقدم يزيد الشعيبي بصيغة بيان واضح موجه إلى الأخوة السوريين حيث يدعي انه يتحدث من واقع يعشه و يعيشه معه سبع مئة ألف نسمة في محافظة الرقة.
حيث يشاهد تسرب الأكراد غير الشرعي إلى الرقة هذا ما يفعلونه باستمرار و إن لنا أن نتوقف عند مقولة الأكراد غير الشرعي لا اعرف من أين يتسرب الاكرادهل المقصود من خارج سوريا و هذا الكلام غير معقول لأننا نعيش في دولة لها حدود سياسية محددة و ليست الأمور سائبة و لا ننسى إن الأجهزة المخابرات السورية ليست نائمة و هذا الكلام هو تقليل من قيمتها أما إذا كان المقصود بالأكراد القادمين من مناطق كوباني و عفرين و الجزيرة فهؤلاء الأكراد القادمين أكراد يحملون الجنسية السورية و لهم حق التنقل في كل أرجاء سوريا و مثلهم مثل كل الغرباء الذين جاؤوا إلى مدينة الرقة لظروف اقتصادية و هذا الأمر معروف للجميع.
و يتابع يزيد الشعيبي " يتسربون و معهم الأموال الطائلة فيسرقون الأرض بشرائها من ضعاف النفوس " و هنا يتناقض الشعيبي فمنذ متى كان الشراء سرقة و هذا الأمر يجيزه القانون لكل مواطن سوري و انطلاقا من مقدمة الشعيبي و قاعدته إن كل من يشتري فهو يسرق إذا كل أبناء الشعب السوري عبارة عن لصوص و سرا ق و هذه إهانة لجميع أبناء الشعب السوري و قد لفت نظري مقولة ضمن البيان إن مسلسل الهجرة غير الشرعية إلى سوريا حتى اليوم و المقصود حتى اليوم أي حتى 2005 لذلك أطالب يزيد الشعيبي إن يوضح لنا هذه المعلومة المزعومة و يقدم لنا دراسة كاملة وواضحة عن الموضوع و يتابع و يقول *2 " و لله و للتاريخ إن بعضا من أعضاء مجلس مدينة الرقة ساهم مساهمة فعالة في تسهيل بناء أحياء كاملة للأكراد غير السوريين الذين دخلوا تسريبا و حملوا معهم أسماء مناطقهم التي هاجروا منها كما هو الحال أهل قرية ( كل تبه) من منطقة تل ابيض جاؤوا من ناحية ( قره تبه ) و هو اسم نهر من عشيرة و اسم نهر من عشيرة كاخوار قضاء خانقين في العراق "
أليس من المعيب على شخص أكاديمي لديه العديد من المؤلفات كما سمعت يعتمد على هكذا دليل ليبني عليه مزاعمه إذا اعتمادا على نظريته فيمكننا إن نقول إن سكان الرقة هم مهاجرين من الكويت باعتبار إن هناك منطقة في الكويت تدعى الرقة و أهل الرميلة هم مهاجرون من جنوب العراق من منطقة حقول الرميلة أهل الدرعية مهاجرون من مدينة الدرعية في السعودية و ذلك أثناء تدميرها من قبل إبراهيم باشا و حقيقة الأمر إن هذا الكلام يصح على العرب و ذلك باعترافاتهم إنهم مهاجرون من شبه الجزيرة العربية و على ما اعتقد إن هناك خمسين مدينة في العالم تدعى القاهرة و لزيادة معلوماتك يا يزيد الشعيبي إن اسم 0 قره تبه) هي تسمية تركية و من مخلفات العثمانية و قد توجد مناطق لها نفس التسمية في أي بقعة كانت تحت سيطرة العثمانيين الأتراك.
و ينهي يزيد الشعيبي *3" هكذا ضاع جزء من تراب بلادي عودا عودا كالحصير و يوما كدفاتر الزمان فأين المخلصون من أبناء هذ1ا الوطن، يحررون ديار مضر العربية من غزاتها القادمين من الشرق و الشمال الشرقي الحاملين الحقد و الكراهية و العنصرية "
فالحاضر في هذه المقولة اختزال الوطن بشخص الشعيبي و أمثاله من الأمويون الجدد و الموكلين لتحرير ديار مضر العربية من رجس الاحتلال الكردي على الرغم من إن كردستاني لا تبعد عشرات الكيلو مترات عن مدينة الرقة و لا أقول ديار مضر لان ديار مضر تضم مناطق من بلاد الأكراد و اليمن تبعد آلاف الكيلومترات عن الرقة فالهجرة العربية مسموحة للرقة أما الهجرة الكردية ممنوعة فلا تنسى يا يزيد الأموي بان مضر ذاته جاء من شبه الجزيرة العربية ضمن سياسة أموية حيث كانت تجلب القبائل العربية و تنصبها كزعماء على المناطق المفتوحة و هي جزء من خطة مارسها الأمويون لتعريب المناطق المحتلة باسم الإسلام و أنت أدرى بما فعلوا.
و الآن ليس من الحكمة أن نفتح دفاتر التاريخ فبجب أن ننظر نحو الأمام إلى المستقبل فالشعب السوري بأكراده و عربه و فئاته المختلفة ليس من مصلحتها إثارة الأحقاد و الصراعات التي لا طائل منها ففي ذلك خدمة لأعداء الوطن السوري العزيز علينا نحن السوريون و الذي يساهم لخلق الفتنة و البلبلة و هو إلا طابور خامس لذلك يجب إن نتصدى سويا لكل المؤامرات و نسعى إلى بناء وطن يتحقق فيه العدالة و المساواة و يحفظ للإنسان حريته و كرامته فيصبح بالتالي هذا الوطن لكل السوريين و الشعب الكردي السوري قادر على ضرب بيد من حديد لكل من تساوره نفسه الإساءة لهذا الوطن السوري فأثبتت تجارب التاريخ إن سياسة الإقصاء و الاختزال و إلقاء التهم و التشكيك لا جدوى منها فمن الحكمة إن نعتبر من دروس التاريخ.


*1 كردستان بين الوهم و الحقيقة ص 252
*2 كردستان بين الوهم و الحقيقة ص256
*3 كردستان بين الوهم و الحقيقة ص257

*[ ملاحظة : الكتاب لايحمل تاريخ و مكان الطباعة .ولا موافقة أي
جهة رسمية *

#ازاد_برازي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات