أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الكاشف - هل فتحت قمة شرم الشيخ آفاق السلام الحقيقي؟!














المزيد.....

هل فتحت قمة شرم الشيخ آفاق السلام الحقيقي؟!


عدنان الكاشف

الحوار المتمدن-العدد: 1116 - 2005 / 2 / 21 - 10:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


لاقت قمة شرم الشيخ التي عقدت في الثامن من الشهر الجاري، والتي ضمت الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابومازن" ورئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون وبمشاركة الرئيس المصري حسني مبارك والملك الاردني عبد الله الثاني، ترحيبا دوليا واسعا على مستوى زعماء العالم، وابدى العديد منهم استعداد بلادهم لتسخير جهودها والمشاركة الفاعلة في محاولة احياء فرص السلام في المنطقة.
واذا كانت هذه القمة قد جاءت بعد حدوث تطورات سياسية بارزة في الساحة الفلسطينية، وخاصة بعد الانتخابات الرئاسية، والاهتمام الدولي الشديد بقضية الشرق الاوسط عموما، والفلسطينية خصوصا، وادراك الغالبية العظمى من زعماء العالم ان نجاحهم في محاربة ما يسمونه بالارهاب، يعتمد بالدرجة الاولى على مدى نجاحهم وتقدمهم في مسيرة السلام في الشرق الاوسط، ولهذا لم يكن مستغربا ان تتزامن قمة شرم الشيخ مع عقد المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب الذي عقد في عاصمة السعودية الرياض.
وبغض النظر عما جرى في شرم الشيخ، ودون الدخول في التفاصيل ، فإن الاهم هو ما يمكن ان يجري على الارض من قبل الطرف الاسرائيلي، الذي يستطيع وحده ان يحدد بأي اتجاه يمكن ان تسير عملية السلام، وتبدأ عملية المفاوضات، خاصة اذا ما ابدى استعداده والتزامه بالمستحقات المطلوبة منه، ليس فلسطينيا فقط وانما دوليا ايضا. وباختصار يمكن طرح السؤال التالي: هل فعلا فتحت قمة شرم الشيخ آفاق السلام الحقيقي؟!
وللاجابة على ذلك لا بد من التذكير اولا ان غالبية ما جاء على لسان شارون في قمة شرم الشيخ قاله قبل ذلك في مؤتمر هرتسليا في 17/12/2004 ، وللتذكير ايضا ان هذا المؤتمر عني بالشؤون الامنية، ولذلك اذا نظرنا الى قمة شرم الشيخ والرؤية الاسرائيلية لها، نرى انها انطلقت من هذا الفهم. لقد ارادت اسرائيل من هذه القمة تطويع القيادة الفلسطينية – ان جاز التعبير – واجبارها على اتخاذ خطوات عملية لضرب ما تصفه اسرائيل بالبنية التحتية للارهاب وتفكيكه، ولذا فإسرائيل رفضت أي حديث او تصور عن الحل النهائي، وبمعنى آخر، ابقت المدخل الامني هو الاساس لاية مفاوضات مقبلة، وحرضت المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة، التي شاطرتها نفس الموقف، والقاضي بعدم كفاية الجهود الفلسطينية للتهدئة واعلان الهدنة، وطالبت بتفكيكك "الارهاب".

لقد ابدى الجانب الفلسطيني استعدادا كبيرا للتجاوب مع كافة الجهود الإقليمية والدولية للبحث في إيجاد الآلية المناسبة للخروج من المأزق الراهن، وأظهرت مختلف القوى والفصائل الوطنية والإسلامية تعاونها مع الرئيس محمود عباس، لتوحيد الموقف الفلسطيني أمام المجتمع الدولي، الأمر الذي أضفى أهمية خاصة من جهة، ودلل على مدى جدية ونية الجانب الفلسطيني المخلصة لإعلان التهدئة والوقف المتبادل لإطلاق النار من جهة اخرى.

وقد ادرك المسؤولون الفلسطينيون منذ اعادة بدء الاتصالات مع الاسرائيليين، ان الاخيرين يتعاملون بمنطق متعال ويحاولون فرض شروطهم واملاءاتهم على الجانب الفلسطيني، واتباع نفس الاسلوب والمنهج السابق الذي مارسوه في المفاوضات السابقة قبل اندلاع الانتفاضة. وحذرت القيادة الفلسطينية ان هذا النهج لن يحقق الامن والسلام ولن يؤتي ثماره وسيعود بالوضع الى الحلقة المفرغة، خاصة وان هناك قضايا تتعلق بالحل النهائي مثل القدس والحدود واللاجئين، هي اصعب بكثير من القضايا الثانوية التي يجري البحث عن حلول لها.
ان المجتمع الدولي الذي رحب بقمة شرم الشيخ مطالب بالتحرك بقوة أكبر و فاعلية أشد، على ان تأخذ اللجنة الرباعية دورها الحقيقي في سياق الجهود والتحركات السياسية والديبلوماسية، لانهاء الاحتكار الاميركي وموقف ادارة بوش الداعم للموقف الإسرائيلي، والضغط على هذه الادارة لاتخاذها وتبنيها موقفا أكثر اعتدالا، يأخذ القرارات الدولية بعين الاعتبار عند الحديث عن أي جهود لأي تسوية مستقبلية.
اما بخصوص الوضع الداخلي الفلسطيني، يمكن القول ان الفصائل المختلفة وخاصة الاسلامية منها، عبرت عن موقف مسؤول من قمة شرم الشيخ، ولم تتخذ موقفا متشنجا، رغم بعض الملاحظات الاولية التي ابدتها، انتظارا للقائها الرئيس "ابو مازن" والسماع منه مفصلا عما جرى، وهذا يدلل مرة جديدة على مدى النضج والحرص من قبل الجميع على التعاون البناء والحفاظ على الوحدة الوطنية، الذي يعتبر مؤشرا جيدا يعزز ثقة الناس بقيادتها الوطنية والسياسية، ويعطيها زخما كبيرا لمواصلة صمودها وتصديها لمخططات الاحتلال.
وحتى يكتمل هذا الموقف المسؤول، فان القيادة الفلسطينية مطالبة بإستمرار وضع "المعارضة" في صورة ما يجري من تطورات ومستجدات سياسية في كافة المراحل، ليصبح ذلك نهجا ديمقراطيا في الحياة السياسية الفلسطينية، وصولا الى رؤية ورسم خطة سياسية مشتركة ومتفق عليها، لاتخاذ التكتيك السليم حول كل نقطة من نقاط البحث في المفاوضات، والتي لا بد ان تصطدم بمفهوم شارون وحكومته بشأنها.
لقد القت قمة شرم الشيخ مسؤولية جماعية جديدة على كاهل القيادة والشعب الفلسطيني، واذا ما واصلت هذه القيادة حكمتها وحنكتها السياسية مدعومة من القوى الوطنية والاسلامية لتأخذ زمام المبادرة وتتقدم بخطة واضحة المعالم لشعبنا و للمجتمع الدولي تستند الى قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية، بما فيها خارطة الطريق، فإن ذلك من شأنه ان يرفع المسؤلية عن الجانب الفلسطيني، ليفضح ويعري السياسة الاسرائيلية الحالية واللاحقة، ازاء بروز تناقضات وعثرات جديدة ستظهر في الاشتباك التفاوضي، نظرا لوجود منهجين مختلفين في التفكير لايجاد الاليات المناسبة والفاعلة لتحقيق السلام الحقيقي العادل والمنشود.



#عدنان_الكاشف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الكاشف - هل فتحت قمة شرم الشيخ آفاق السلام الحقيقي؟!