أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جلال عناية - هل يذعن الاسرائيليون للسلام؟















المزيد.....

هل يذعن الاسرائيليون للسلام؟


محمد جلال عناية

الحوار المتمدن-العدد: 1115 - 2005 / 2 / 20 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*في رؤية شارون، قد يعمل السلام على ايقاف برنامجه الاستيطاني الذي وقف عليه حياته. وفي رؤية اليهود المتعصبين والمتطرفين، قد يلغي السلام من اذهانهم الحدود التي رسموها "لأرض اسرائيل"* بين هذا وذاك: هل يتم الاذعان للسلام، ام يطل يغآل عمير آخر؟*
في مجال تعليقه على احتمال اطلاق المستوطنين النار على الجنود الاسرائيليين، او اطلاق الجنود النار على المستوطنين، خلال عملية اخلاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة او في شمال الضفة الغربية، يقول سيلفان شالوم وزير خارجية اسرائيل: "في حال اطلاق يهود النار على يهود، ولو لمرة واحدة فان هذا سيؤدي الى زعزعة كيان دولة اسرائيل". وقد ورد هذا القول خلال مقابلة صحيفة أجرتها معه صحيفة "معاريف" الاسرائيلية في اواخر شهر كانون الثاني المنصرم.
ان الاسرائيليين الذين يعرقلون عملية الانسحاب او الجلاء عن المستوطنات في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، يعلمون جيدا بانهم يحاربون عملية السلام نفسها. ففي 4/11/1995 اطلق شاب يهودي متعصب من اصل يمني، هو "يغآل عمير" الرصاص على اسحق رابين من مسافة قصيرة من مسدسه في اكبر ميادين تل ابيب، الذي اصبح يحمل اسم رابين بعد اغتياله. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي المغدور 73 سنة قد فارق الحياة بعد ساعة من وصوله الى المستشفى متأثرا بجراحه. وكان عمير كغيره من المتعصبين اليهود الذين يرون انهم شعب الله المختار، وانهم اصحاب الحق في ارض الميعاد، وان الفلسطينيين غرباء عن تلك الارض، وانهم اعداء الدّاء مثل بقية العرب الآخرين. وقد اظهر اغتيال رابين الانقسام العميق في موقف المجتمع الاسرائيلي من السلام مع الفلسطينيين.
تلقى اليهود دروسا قاسية من التاريخ. فعندما حاولوا التصدي لبابل وروما فانهم طردوا من فلسطين ومن منطقة الشرق الادنى برمتها، وكانت ابرز خسائرهم عملية الانتحار الجماعية في قلعة "ماسادا" وفي فترات تاريخية متعاقبة، كانت اوروبا تتطلع الى التخلص من اليهود بالامعان في اضطهادهم وتشريدهم. ففي مطلع القرن العشرين شكلت بريطانيا لجنة ملكية لدراسة خطر تدفق العمال اليهود الروس على لندن عندما ضاقت ذرعا بوجود اليهود على اراضيها. وكان كل ما يهم جوزيف تشمبرلين، وزير المستعمرات البريطاني في ذلك الحين، من مشاريع هرتسل اليهودية الاستيطانية، هو توظيف الجهود والاموال اليهودية في إعمار الامبراطورية البريطانية، ولا فرق عنده ان كان الوطن القومي لليهود في المشرق العربي او في شرق افريقيا. اما ونستون تشرتشل فكان صهيونيا (لمصلحة بريطانيا) حيث كان هدفه الابتعاد باليهود عن دعم الثورة الشيوعية في روسيا بتحويل جهودهم الى الحركة الصهيونية. فقد كانت اسرائيل، في الرؤية الاوروبية، مشروعا استعماريا استيطانيا لا علاقة له بالقصص التوراتية.
كانت الحرب وظلت بكل وسائلها وابعادها هي الطريقة التي تحقق بها المشروع اليهودي الاستيطاني في فلسطين، وليست قصاصة الورق التي بعث بها بلفور الى روتشيلد 2/11/1917 والمسماة "وعد بلفور". فقد سعى الزعيم اليهودي التحويري المتطرف فلاديمير (زئيف فيما بعد) جابوتنسكي باصرار، الى تشكيل فرقة يهودية مسلحة تشارك الجيش البريطاني في غزو فلسطين، وتعمل على تأمين المصالح اليهودية والبريطانية بعد احتلالها. وفي آب 1917 قبل صدور وعد بلفور، وافق كل من "لويد جورج" رئيس وزراء بريطانيا ووزير خارجيته "آرثر جيمس بلفور" رسميا على تجنيد فرقة يهودية عسكرية من المشاة توكل اليها مهمات قتالية في فلسطين. وفي كتابه "الجدار الحديدي" 1923، كشف جابوتنسكي حقيقة مقاصده بقوله: "ان مصالحة طوعية مع العرب غير واردة.. ان الاستعمار اليهودي يستحيل تحقيقه بغير القوة المسلحة". واذا كان "مناحيم بيغن" هو الوريث الشرعي لجابوتنسكي فان بن غوريون هو الذي طبق نظرية "الجدار الحديدي" ووضع العرب: "خلف جدار حديدي (من القوة العسكرية) يعجزون عن هدمه"، كما قال جابوتنسكي.
قبل ان يعتكف بن غوريون 7/12/1953 في مستعمرة "سديه بوكر" اصدر امرا بتعيين "موشيه ديان" رئيسا لاركان الجيش الاسرائيلي، حتى يضمن خلال اعتزاله استمرار سياسة التشدد العسكري التي اقامها. وكان ديان مثل جابوتنسكي يريد بناء "جدار حديدي" من القوة العسكرية اليهودية. وكان يريد ان يثبت للعرب عجزهم عن مواجهة هذه القوة، حتى يقضي على أي امل لهم في هزيمة اسرائيل، وفي نفس الوقت رُقي شمعون بيرس الى منصب وكيل وزارة الدفاع، وقد استطاع ديان وبيريس الى اقامة مشروع انتاج السلاح النووي، الذي شكل "الجدار الحديدي" تحقيق هدف جابوتنسكي، واعلن العرب ان "السلام" خيارهم الاستراتيجي، وظلت الحرب خيار اسرائيل المفضل.
جاء تفضيل الاسرائيليين للحرب نتيجة لسلسلة من التجارب السارة، كان من ابرزها:
* الاستيلاء على 78% من الاراضي الفلسطينية في حرب 1948، بما يتجاوز حدود قرار التقسيم، وافراع هذه الاراضي من سكانها العرب واغتيال الوسيط الدولي، الكونت برنادوت 17/9/1948، الذي اقترح تخصيص النقب واعادة اللد والرملة الى العرب، وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم.
* الاستيلاء على المناطق الحرام المنزوعة السلاح في شمال فلسطين (الحولة وطبريا)، وفي جنوبها (العوجا).
* أحبطت محاولات دول عربية لعقد محادثات سرية للصلح مع اسرائيل باصرارها على ان تكون المحادثات علنية ومباشرة.
* الحصول على مكاسب اقليمية وذلك بفتح خليج العقبة للملاحة الاسرائيلية 1956، وفتح قناة السويس امام السفن الاسرائيلية وتجريد سيناء من السلاح بعد 1967.
* احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان 1967 والتوسع الاستيطاني الاسرائيلي فيها، والاحتفاظ بهذه المناطق للمساومة على مكاسب اقليمية وترتيبات امنية لصالح اسرائيل.
* إبعاد الاردن عن مشاريع الوحدة العربية (مصر وسوريا 1958، ومصر وسوريا والعراق 1963) وذلك بتهديد اطرافها باحتلال الضفة الغربية اذا اشترك الاردن في هذه الوحدة.
قيام صناعة عسكرية متطورة تقدم دعامة قوية للاقتصاد الاسرائيلي وذلك بالاكتفاء الذاتي والتصدير للدول الاخرى.
* تنشئة اجيال اسرائيلية محاربة على درجة عالية من التدريب والتجهيز، ورفع الحالة المعنوية للمجتمع الاسرائيلي بالانتصارات المتتالية، والقدرة على فرض سياسة الردع والاحتواء والتهديد بالحروب الاجهاضية والاستباقية في الاقاليم المحيطة بها.
* اصبحت اسرائيل قوة لها وزنها في صنع السياسات في الشرق الاوسط، وشريكا له ثقله في المنطقة بتفوقها العسكري وبترسانتها النووية، وبتحالفها المميز مع الولايات المتحدة الامريكية.
في رؤية شارون، قد يعمل السلام على ايقاف برنامجه الاستيطاني الذي وقف عليه حياته. وفي رؤية اليهود المتعصبين والمتطرفين، قد يلغي السلام من اذهانهم الحدود التي رسموها "لأرض اسرائيل". اما سيلفان شالوم فانه يشير في حديثه لصحيفة معاريف الى وجه آخر للسلام بتلميحه للاسرائيليين بان السلام: "سيؤدي الى عودة السفيرين (الاسرائيليين) الى مصر والاردن والى جانب ذلك سيكوند في اسرائيل ممثلون عن عشر دول عربية". فهل يذعن الاسرائيليون للسلام اذا رأوا فيه منافع اخرى لهم في بلاد العرب لا تتحقق الا بتحقيقه.. ام هل ستأتي الايام الاسرائيلية بـ "بيغآل عمير" آخر؟






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش دفع بأمريكا الى الجحيم


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جلال عناية - هل يذعن الاسرائيليون للسلام؟