رد على فايز اسماعيل

عبدالكريم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 10:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

إلى الأستاذ فايز إسماعيل ( مع بالغ شكري )
يحق لنا بل هو واجب علينا أن نشكر الأستاذ فايز على توضيحه لكثير من الحقائق ، ولو أنه وضحها من حيث لا يدري .
فالسيد فايز - كما عرفه المقال – هو الأمين العام للحزب الوحدوي الاشتراكي ، وهو حزب جبهوي شريك في السلطة وصنع القرار على مستوى تمثيله في الحكومة بعدد من الحقائب الوزارية ، ومشاركته مع حزب البعث ( القائد ) وأحزاب الجبهة في مقاعد مجلس الشعب ( الذي يحتفل المرشح إليه عندما يدرج اسمه ضمن قوائم الجبهة كما لو أن نتائج الفرز النهائية قد صدرت ) ، وحزبه شريك في كافة مجالس المحافظات والمدن وقيادات المنظمات الشعبية .
من هذه المنطلقات نجد أن السيد فايز قد أعطى الصورة الحقيقية لما يسمى بخصوصية الحالة الديمقراطية في سورية ، فأنا لا أدري هل أضحك أم أبكي حين أسمع أميناً عاماً لحزب في السلطة ينتظر انعقاد مؤتمر قطري لحزب آخر لكي تصدر القرارات التي ستعطي الديمقراطية حقها ، كما لو أننا نسمع عضواً للقيادة القطرية لحزب البعث يتحدث باسم البعث ( القائد للدولة والمجتمع ) .
الحقيقة انه أعطى حزبه ( وكافة الأحزاب المشاركة لحزب البعث في جبهته ) حجمه ووزنه الحقيقيين كتزيينات في لوحة تشكيلية للديمقراطية السورية بلونها الأوحد .
كما لو أن السيد فايز ( أبو بعث ) أحب أن يذكرنا بحقيقة – يعتقد أن الكثيرين نسوها أو يجهلونها – لكن الشعب العريق بالسياسة من أبناء حلب ما زالوا يذكرون دور السيد ( أبو بعث ) كمسؤول لحزب البعث في حلب يقوم بتنسيب الطلاب في ثانويته ( التي يعمل موجهاً فيها ) إلى حزبه ، ومن محبته للبعث العربي الاشتراكي سمى نجله الأكبر بعث .
هنا نتساءل : ما الذي دعاه إلى ترك حزبه وتأسيس حزب جديد ؟؟!
ببساطة أرادت قيادات البعث آنذاك ( والتي كانت مسيطرة على مفاصل الجيش بنسبة كبيرة ) استغلال حالة الشعب الرافض للانفصال والعاشق لجمال عبد الناصر ، واحتواء الحالة الشعبية بتشكيل حزب يحمل شعارات ناصرية تحمل في طياتها إيديولوجيا حزب البعث بقوميته واشتراكيته .
فانشقاق فايز إسماعيل عن البعث كان تكتيكاً استراتيجاً يراد به التحايل على الشارع لإضفاء الصبغة الشعبية على انقلاب قام به جنرالات البعث .
وأخيراً أحب أن أقول للسيد فايز : إذا كنت ترى عدم وجود معارضة سورية عليكم كسلطة فتح الأبواب الموصدة أمام تشكيل وتأسيس الأحزاب السياسية والجمعيات المدنية بأبعاد ديمقراطية حقيقية ثم قرروا بعدها وجود معارضة من عدمه .
وإذا كنت ترى أن المعارضة مجرد مقالات فهذا الطرح إنما هو وصمة عار في سجل السلطة التي حولت العمل السياسي والرأي الآخر للعمل في إطارات مخفية وأقبية معتمة ، وأجبرت الأقلام الحرة الغيورة على وطنها ( في ظل عدم وجود حرية حقة في العمل الصحفي ) على النشر والكتابة والتعبير على صفحات الإنترنت التي لا تبخل السلطة جهداً في حجبها وملاحقة كاتبيها .

حزب النهضة الوطني الديموقراطي
أمانة حلب

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات