ِامان
الحوار المتمدن-العدد: 259 - 2002 / 9 / 27 - 01:37
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
بدء أعمال مؤتمر واقع إتفاقية القضاء على التمييز ضد المرأة: غياب النقد.. لمصلحة <<التقارير الرسمية>>
لبنان
 |
المرأة العربية لا زالت تعاني من التمييز |
بيروت - سعدى علوه : كان من المتوقع للمؤتمر العربي حول <<الاتفاقية الدولية للقضاء على أشكال التمييز ضد المرأة: بين التوقيع والتطبيق>> بدعوة من لجنة حقوق المرأة و<<فريدريش ايبرت>> بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي، ان يتسم بمداخلات نقدية من المشاركات اللواتي يمثلن 10 دول عربية، لكن مجريات المؤتمر في يومه الاول في فندق ميريديان كومودور في بيروت قدمت انطباعا مختلفا، اذ غابت عن معظم تقارير المشاركات حول واقع الاتفاقية الدولية في بلدانهن القراءات المتفلتة من عقال الالتزامات الرسمية، ما دفع برئيسة ملتقى الهيئات لتنمية المرأة في مصر د. فريدة النقاش لوصف مضمون أوراق العمل بأنها <<تقارير رسمية>> لعدم جرأتها ولكونها تساير واقع الحال على حساب تسليط الضوء على الخلل القائم في أوضاع المرأة في بلدانهم ولا سيما ما تتعرض له من انتهاكات وتجاوزات رغم التوقيع على الاتفاقية الدولية للقضاء على التمييز ضد المرأة.
وتصدرت تونس، وكما هو معروف، الدول العربية لناحية تعديل وتحديث القوانين المتعلقة بالمرأة وتحقيق خطوات ايجابية على طريق المساواة شبه التامة مع الرجل، ومع ذلك رأت ممثلة تونس في المؤتمر المحامية عليا شريف شماري ان هناك قرارات تناقض القانون وحتى الدستور التونسي في احيان كثيرة وتقف عائقا امام مساواة المرأة بالرجل ومع ذلك يتم العمل بها وليس بالقانون المعدل.
ووفق ما اكدته شماري فان تونس هي الدولة العربية الوحيدة التي تمنح مواطنتها المرأة حق منح اولادها الجنسية التونسية فور ولادتهم اذا كانت تسكن وعائلتها الاراضي التونسية، وخلال العام الاول لولادتهم اذا كانت تستقر في بلد آخر شرط موافقة الزوج.
* الدين والدولة
واحدثت فكرة فصل الدين عن الدولة التي طرحتها المندوبة التونسية في ختام مداخلتها تأمينا للمساواة العادلة والتامة بين الرجل والمرأة نقاشا حادا لجهة تمسك البعض بأن الدين جاء لينصف المرأة ويساويها مع الرجل <<وانه يجب علينا التقيد بما تمليه علينا شريعتنا ومعتقداتنا الدينية وموروثاتنا الاجتماعية>>، مقابل تأكيد البعض الاخر على اعتبار الدين <<من ابرز العلل والدليل ان معظم الدول العربية الموقعة على اتفاقية الغاء كل اشكال التمييز ضد المرأة تتحفظ على المواد التي تتناقض مع الاديان والشرائع>>.
* المادة الثانية
واعتبرت احدى المشاركات ان كل دولة عربية ابدت تحفظها على المادة الثانية من الاتفاقية تعتبر دولة غير موقعة على هذه الاتفاقية التي تتجسد روحها ومغزاها في المادة الثانية منها التي تنص على انه <<تشجب الدول الاطراف جميع أشكال التمييز ضد المرأة وتوافق على ان تنتهج بكل الوسائل المناسبة ودون ابطاء سياسة القضاء على التمييز ضد المرأة وتحقيقها وتشهد لذلك بالقيام.. بجملة خطوات تشريعية وقانونية تضمن تحقيق هذا التعهد...
كما تحفظت معظم الدول العربية (باستثناء تونس) على المادة 29 من الاتفاقية والتي تقول: <<يعرض للتحكيم أي خلاف ينشأ بين دولتين أو أكثر من الدول الاطراف حول تفسير أو تطبيق هذه الاتفاقية ولا يسوى بين طريق المفاوضات>>... وانتقدت فريدة النقاش من مصر ومعها عدد من المشاركات تحفظ الدول العربية على التحكيم بخصوص المرأة بحجة السيادة الوطنية والشؤون الداخلية بينما هم يرضخون لتدخلات الغات والبنك الدولي وكل ما ينتج من خصخصة وتخفيض لقيمة العملة المحلية وخطوات تأتي على حساب الفقراء وحدهم.
* الافتتاح
تحدثت في افتتاح المؤتمر رئيسة لجنة حقوق المرأة ليندا مطر متوقفة عند <<اهداف هذا اللقاء العربي انطلاقا من الالتزام القومي وقضية المرأة العربية التي هي قضية مجتمعية ووطنية وانسانية وليست فئوية>>. وقالت ان انقاذ الوطن العربي ومواطنيه لا يكون الا بترسيخ الديموقراطية وصون الحريات وتحسين الظروف المعيشية للجميع وازالة جميع أشكال التمييز ضد المرأة وتسهيل مشاركتها في صناعة القرار>>.
وعرض ممثل مؤسسة <<فريدريش ايبرت>> في لبنان سمير فرح للثغرات القانونية المجحفة بحق المرأة والتي تعمق الهوة بينها وبين الرجل، مؤكدا حرص المؤسسة على التعاون والتواصل مع الهيئات المدنية كافة من اجل تعزيز ودعم المجتمع المدني وتطوره.
بعد ذلك أكد ممثل الاتحاد الاوروبي في لبنان فرانسيسكو اكوستا ان الاتحاد ادخل في سياساته ومنذ زمن طويل مسألة مشاركة المرأة ومساواتها مع الرجل من خلال المفاهيم والمقاربات المتطورة، مشيرا الى مستويات الانشطة التي يدعمها الاتحاد محليا واقليميا.
بعد ذلك بدأت الجلسة الاولى التي ترأستها نجوى رمضان من الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وتحدث فيها كل من السيدات احلام سعيد اللمكي من الامارات ومريم الرويعي من البحرين وحورية مشهور من اليمن، فيما اعتذرت ميمونة خليفة الصباح من الكويت عن الحضور وأرسلت ورقتها لقراءتها في المؤتمر.
وخصصت كل جلسات يوم أمس لعرض واقع المرأة في ظل الاتفاقية الدولية للقضاء على اشكال التمييز ضد المرأة في الدول العربية المشاركة.
وترأست الجلسة الثانية رئيسة المجلس النسائي اللبناني اقبال دوغان وتحدثت فيها السيدات فريدة النقاش من مصر وعليا شريف شماري من تونس وفتيحة سداس من المغرب.
وتحدث في الجلسة الثالثة السيدات عزة مروة من لجنة حقوق المرأة اللبنانية وآمنة سليمان من فلسطين (مكان جميلة حيدم) واميلي نفاع من الاردن ورغدة أحمد من سوريا، وترأست الجلسة د. آمان شعراني. 
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟