أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آن ماري سمث - قراءة في مجموعة أديب كمال الدين: (ثمّة خطأ) بقلم : د. آن ماري سمث















المزيد.....

قراءة في مجموعة أديب كمال الدين: (ثمّة خطأ) بقلم : د. آن ماري سمث


آن ماري سمث

الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 08:53
المحور: الادب والفن
    


قراءة في مجموعة أديب كمال الدين: (ثمّة خطأ)
ممتع، غريب، مدهش!
د. آن ماري سمث
(ناقدة أسترالية من أصل فرنسي)


نال أديب كمال الدين شهرةً كأحد الشعراء الرائعين من خلال قصائده التي نُشِرتْ في أرقى المجلات الأسترالية الأدبية من أمثال: (Southerly) و(Meanjin) وانطولوجيات مثل: أفضل القصائد الأسترالية 2007 – منشورات (Black Inc Press). في عام 2009 نشر أديب كمال الدين مجموعته الشعرية الأولى بالإنكليزية: (أبوّة) - منشورات (Seaview) . وفي صفحة الكاتب الشخصية يظهر أديب قد نشر أربع عشرة مجموعة شعرية بالعربية والإنكليزية منذ عام 1976 مع مجموعة تُرجِمتْ إلى الإيطالية.
(ثمّة خطأ) هي مجموعة أديب كمال الدين الثانية باللغة الإنكليزية. وتتضمّن قصائدها الأربعون شعرَه الذي كتبه في سدني وأديلايد، حيث يتمحور شعره على الوحدة والموت والحب. وتستمر هذه المجموعة الجديدة في استكشاف الحالة الإنسانية. إنّ اهتمام أديب بهذه القضايا الكونيّة يوصله إلى البحث العميق عن الحكمة. فهو يجذبنا من خلال صوره الشعرية التامّة في شموليتها، واستخدامه الأنيق والبسيط والإضماري في بعض الأحيان للعبارات.
نحن نرى بعضَ التشابه في المواضيع مع استخداماته الأسلوبية الأولى للجرس الملازم والتكرار من مقطع إلى آخر. هذه العبارات المتكررة تعطي، أيضاً، تأثير اللازمة.
لم أجد الطائرَ العملاق،
لم أجد حتّى اسمَ الطائر،
لم أجد الجمهور،
لم أجد حتّى
ذلك الصبيّ الذي هو أنا. (قصيدة: صبيّ)
إنّ تأثير المحاكاة هذا يبلّغ الأسلوبيّة الغنائيّة لبعض قصائد أديب كمال الدين، كما ظهرت، كذلك، في إحدى قصائد مجموعته: (أبوّة):
فما الذي سأقوله الليلة لأطفالي؟
فما الذي سأقوله الليلة لقلبي؟
فما الذي سأقوله الليلة لحرفي ونقطتي؟ (قصيدة: سرقة)
إنّ فكرتنا عن أسلوبية الشاعر تتحرر من المفاهيم الأصليّة والإبداعيّة من خلال بعض صور الأنسنة الحاذقة. فبعد القصيدة الأولى، حيث أغنية أحد السحرة تفضي إلى رقصة تؤديها جثث يعتذر اليها الساحر في آخر المطاف، لن يأخذ الأمر وقتاً طويلاً لصوتٍ داخليّ – ربّما يُدعى الكناية – ليعلن:"ثمّة خطأ" كي يحذّرنا من تحدّيات وجودنا!
هناك اختلافات دلاليّة يمكن أن نجدها في بعض الصور الشعرية. فقصائد أديب الجديدة ربّما تحتوي قدراً أقلّ من الغموض (قياساً إلى قصيدة "ثنائية" وعدّة قصائد في مجموعة "أبوّة" تلك التي تبدأ بكلمة "محاولة في..."). ربّما هذا يعود إلى تمثيل أكثر عمقاً للحالة الإنسانية. مع ذلك فإنّ المرء يمكن أن يقول إن الظلام والخوف والعاطفة والوحدة تبقى موضوعات عميقة الصلة بأيّة قصيدة من قصائده.
يرينا هذا الشاعر أنّ المفاهيم الكونية التي تؤثر علينا جميعاً ليست مفاهيم محددة ثقافياً بشكل صارم. فنحن ندرك التجارب العاطفية العامة التي يناقشها. صور شعرية يمكن أن تكمن في أبعاد مختلفة وتشير إلى تنوّع الأجناس والأكوان:
تريد الشمسُ أن تسهرَ الليلة
في نادي الكواكبِ والنجوم
لكنّها تخاف أن تتأخر
ولا تشرق غداً في موعدها المحدد. (قصيدة: رغبات)
فنحن نشاركه في بطولته كراوٍ وفي تجربته اليوميّة المعاشة أعلى وأسفل، ولكننا نفعل ذلك دائماً في خطّ أبديّ ومن منظور عالميّ النطاق. بطريقة مخادعة تنقلنا الكلمات البسيطة إلى أحاسيس الحياة المعقَّدة التي تجرّبها الكائنات البشرية:
أنتِ تشبهينَ البحر
لاشك في ذلك!
لكنْ أيّ معنى يختفي خلف ذلك البحر؟
خلف تلك الزرقة العجيبة التي تبدأ
لكي لا تنتهي
أو تنتهي كي تبدأ من جديد. (قصيدة: هو أزرق وأنتِ زرقاء)
إنّ الطبيعة التساؤلية لشعر أديب هي أيضاً لا شكّ فيها:
أيّ شبّاك هذا؟...
هذا هو السؤال الذي ظلّ
يعذّبه لسنين وسنين
منذ أن عاد من البحر! (قصيدة: سؤال)
يستخدم أديب كمال الدين السؤال كوسيلة أدبية. ينثر سانت إكزوبري، على سبيل المثال، روايته (الأمير الصغير) بالأسئلة البريئة. هذ الحفر من أجل المعنى يدحض القيم السطحية لما هو مُعْلَن. وربّما ذلك ما يمّكنهما، كذلك، من استخدام صفة السذاجة التي يعزوها أديب جزئياً إلى الطبيعة البشرية.
أيّها البسيط مثلي
والضائع مثلي
والساذج مثلي. (قصيدة جاء نوح ومضى)
إنّ قضايا الانتماء والاغتراب وتأثيراتهما تظهر في المقدمة. فهذه القصائد تعمّق إدراك القرّاء بالاختلاف. وهي كذلك تؤكّد الحاجة إلى معنى ما للانتماء أينما كنّا أو أردنا أن نكون.
في البلدِ البعيد
أجلسُ في مقهى مظلمٍ منعزل
لأستحضر صورتكِ التي دفنتُها
بيديّ
قبل أربعين عاماً. (قصيدة: اعتذار)
نبحث مع أديب في مدى من العواطف والموت والخيانة. فنتبع الشاعر في حياته أو حلمه. قليل منّا أحسّ، في حياته، أنّه قد توجّب عليه الاعتذار بقوّة بالغة إلى الجثث.
لكنّه حين عزفَ الموت
ذُهِلَ على الفور،
إذ أحاطتْ به مئاتُ الجثث
من كلِّ جانب
وبدأتْ ترقصُ رقصةَ العذابِ الكبرى.
ارتبك الموسيقيّ
بل أصابه الفزع،
ودمعتْ عيناه
بل أجهش في البكاء
وأخذ يعتذرُ بحرارةٍ إلى الجثث. (قصيدة: ساحر)
إن بعض الذكريات يمكن أن تظهر فجأةً. هل شعرتَ، في أيّ وقتٍ مضى، بالعجز عن الحركة أو بالخدر وسط بيئة ضائعة؟
إلهي
وحدي كنتُ الحيّ الباقي،
الحيّ الشاهد على ما حدث،
أعني الحيّ الذي يكتبُ هذه الحروف
بقلمه المرتبك حدّ اللعنة
والذي يتوقف كلّ دقيقة
ليتأكد من أن أصابعه لم تزلْ
تستطيع الكتابة! (قصيدة: لماذا)
نحن كذلك نصل إلى الإعجاب بجمال أو انسجام علامة ما فوق ورقة ما، أو شكل حرفيّ أو صوتيّ لكلمة ما.
حين يجلس الحرفُ قبالتك

لا تتكلمْ قبل أن يبدأ الكلام....

وحين يغنّي

قمْ فارقصْ

فسيكون الحرفُ نايك

بل سيكون طائركَ الأبيض

محلّقاً في السماءِ الزرقاء. (قصيدة: وصيّة حروفيّة)

دُرِسَ منجزُ أديب نقدياً عالمياً وكان شعره موضوعاً لعدد كبير من البحوث. والشروح تتعاقب حول تفسيره للحرف: الحرف العربي المكتوب والمطبوع وأهمية ذلك في الكتابة العربية. نحن قرأنا للمرّة الأولى عن هذا الموضوع باللغة الإنكليزية. وهو يشرح، كما في قصيدته: (شجرة الحروف)، ارتباط الحروف بالنقاط وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على الصوت والشكل جاعلاً حرف ال(ج) صوتأ وشكلاً أكثر قسوةً من حرف ال(ن).

... جيماً مليئةً بالطلاسم...
...ونوناً مليئةً بآهاتِ العشق....
ونقطةً قيل إنها نقطة العارفين. (قصيدة: شجرة الحروف)
في القصيدة ذاتها، عندما يستخدم أديب كلمة مثل "الشجرة"، فنحن ننال بشكل تدريجيّ تبصرةً إلى داخل مرجعية الشجرة وحقيقتها لنكتشف أن أنسنتها إنْ هي إلا الشاعر نفسه الذي نقرأ كلماته:
حين تدحرجَ رأسي على الشاطئ
وسط صهيلِ الغرباءِ المنفيين،
بزغتْ من دمي المتناثرِ على الأرض
شجرةٌ مليئةٌ بالنورِ والسرور.
أتراها شجرة الحروف؟ (قصيدة: شجرة الحروف)
وكما رأينا في البدء مفهوما تجريدياً للخطأ، ليست فقط تمّتْ أنسنته بل تحوّل إلى بطل للرواية أو إلى عدو أو إلى ما يشبه الصديق اعتماداً إلى كيفية رغبتك في تأويله.
ثمّة خطأ في السرير...
وفي المفاجأةِ التي تنتظرُ السرير
في آخرِ المطاف. (قصيدة: ثمّة خطأ)
الخطأ يصبح رفيقاً، ولا يبقى سهل الاستفزاز مستعدّاً للمشاجرة بل يصبح شخصاً سويّاً ندركه تماماً ونستطيع أن نمشي بجانبه. ورغم الأزمنة المظلمة، فإنّ عواطف البطل تطفح بالأمل، ولو أن ذلك في حياة أخرى كما في القصيدة الأخيرة من المجموعة.
في حياتي القادمة
سأقرأ الكثير
من قصائد الشعراء الذين لم يولدوا بعد
علّي أحيط بأسباب الحياة
إلى الأبد. (قصيدة: اعتذار)
استقرّت في عقلي بضع أسطر من قصيدة: (ممتع، غريب، مدهش!)- القصيدة الوجودية والظريفة- مركزاً لهذه المجموعة الشعريّة:
* الله شمس تتكلمُ في قلبك؟
- نعم
* ذلك غريب! (قصيدة: ممتع، غريب، مدهش!)
لقد أخبر سانت أوكزوبري، المعروف بإيمانه بالاستجابات العاطفية كحلٍّ للمشاكل، قرّاءه في روايته: (البطل الصغير): "العينان لا تبصران ولذا توجّب على الإنسان أن يرى بقلبه". وحين نقترب من مجموعة: (ثمّة خطأ) فلماذا لا نعانق هذه المجموعة المعبِّرة حقاً بالقلب، وأودّ أن أضيف، بالروح!
****************************
* د. آن ماري سمث: ناقدة أستراليّة من أصل فرنسي، رئيسة سابقة للجمعية الثقافية للكتّاب متعددي الثقافات بولاية جنوب أستراليا. لها عدد من المؤلفات النقديّة والأنطولوجيات آخرها (الثقافة هي).
* المقدمة التي كتبتها د. آن ماري سمث لمجموعة الشاعر أديب كمال الدين: (ثمّة خطأ)
Something Wrongالصادرة حديثاً باللغة الإنكليزية عن دار Salmat بمدينة أديلايد بولاية جنوب أستراليا 2012.



#آن_ماري_سمث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آن ماري سمث - قراءة في مجموعة أديب كمال الدين: (ثمّة خطأ) بقلم : د. آن ماري سمث