متى تغير الحكومة السورية سياساتها تجاه الشعب الكردي؟

فاروق حمو أحمو

الحوار المتمدن-العدد: 1106 - 2005 / 2 / 11 - 11:48
المحور: القضية الكردية
    

لايبدو أن الحكومة السورية وبعد التصريح الذي أدلى به الرئيس السوري ‏بشار الأسد لقناة الجزيرة والذي أكد فيه على أن الكرد هم قومية مؤسسة للدولة ‏السورية. لايبدو أن هذه الحكومة عازمة على تغيير سياساتها تجاه الشعب ‏الكردي في منطقة كردستان السورية. فالإعتقالات جارية على قدم وساق ‏وهناك المئات من الشباب الكرد معتقلين بدون أي محاكمة وظروف إعتقالهم ‏صعبة جداً حيث يعانون في زنازين إنفرادية وبعضهم أوضاعهم الصحية ‏صعبة جداً. والكثير منهم، ربما المئات، منذ إنتفاضة الشعب الكردي في ‏مناطق القامشلي وعفرين والجزيرة معتقلين بدون محاكمة وبتهم كبيرة مثل" ‏خطر على أم الدولة". ورغم أن كل الإحتجاجات الكردية في داخل سورية ‏وكذلك في خارجها سلمية وتتم وفق طرق وأساليب حضارية إلا أن النظام ‏السوري يجابه كل ذلك بعنجهية وقمع كبيرين. ومن ذلك الإعتصامات التي ‏يقوم بها الكرد في العاصمة دمشق بالتعاون مع القوى الديمقراطية العربية ‏ومنظمات حقوق الإنسان السورية( المحظورة والغير مرخصة، حيث يمنع ‏حزب البعث السوري كل الجمعيات الحقوقية التي تعني بالدفاع عن حقوق ‏الإنسان) تقمع بشراسة من قبل قوى الأمن والمخابرات السورية. فهذه الأجهزة ‏والقوى المخابراتية مستمرة دون رادع أو وازع في قمع الشعب الكردي ‏وفرض القيود عليه، فكما نعلم الحقوق الثقافية للكرد منتهكة وهناك منع يطال ‏اللغة الكردية نشراً وصحافة وتحت طائلة الإعتقال والسجن. ومناطق الكرد ‏مهملة وتعاني التخلف وبشكل خاص في كوباني والجزيرة. كما أن السلطات ‏السورية تعمي بصرها عن كل إنتهاك يطال حقوق الكرد من جانب بعض ‏الموظفين والضباط الكبار في الدولة السورية ومثال ذلك ماشاهدناه من ‏عمليات قتل لبعض المجندين الكرد في الجيش السوري وهي حوادث قيدت ‏كلها ضد مجهول ولم يتم مٌحاسبة الجناة فيها. كما ماتزال الحكومة السورية ‏تمنع أبناء الأقلية الدينية الإيزيدية من ممارسة شعائرها الدينية في قراها وذلك ‏بسبب الطابع الكردي الطاغي على طقوس هذه الديانة. وهنا نقول أن حالة ‏الإضراب عن الطعام التي بدأها السياسي والشاعر الكردي مروان عثمان ‏عضو المكتب السياسي في حزب (يكيتي) الكردي في سورية في مدينة هانوفر ‏الألمانية تأتي كرد وإستنكار لهذه السياسة اللاإنسانية. وقد فضحّ الرفيق مروان ‏وأصحابه الإجراءات العنصرية المتبعة بحق الشعب الكردي في سورية ‏وشرحّ معاناة شعبهم الكردي للصحافة العالمية والسياسيين والكتاب الألمان ‏الذين زاروهم أثناء إضرابهم عن الطعام.‏
الحكومة السورية لم تغيرمن سياستها العنصرية ازاء الشعب الكردي وهي ‏ماتزال ترفض الإعتراف به وإعطائه حقوقه الإنسانية المشروعة، هذا رغمّ ‏كل هذا التطور والتقدم الحادث في العالم وأحوال حقوق الإنسان المتقدمة ‏وخصوصاً في الغرب، فالعالم يسع كل الناس لكي يمارسوا ثقافاتهم بحرية ‏جنباً بجنب وفي جو من الإخاء والإعتراف بالآخر، فمتى تغيرالحكومة ‏السورية سياساتها هذه تجاه الشعب الكردي إذن؟....‏


وشكراً لكم

فاروق حمو أحمو
نورجين حمو احمو
نسرين حمو أحمو

ألمانيا الإتحادية

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل