أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد غازي - رحل في صمت فاروق خورشيد •• عاشق السيرة الشعبية















المزيد.....

رحل في صمت فاروق خورشيد •• عاشق السيرة الشعبية


خالد محمد غازي

الحوار المتمدن-العدد: 1105 - 2005 / 2 / 10 - 11:16
المحور: الادب والفن
    


إن مثله لاتنتهي حياته بالموت، فأعماله الأدبية المتميزة وأخلاقه التي ستظل تشع في نفوس تلاميذه وزملائه وأصدقائه وسيرته العطرة، وما تركه في المكتبة الإذاعية والأدبية من إبداعات رائعة، سوف تبقي حية•• تتدارسها الأجيال من إذاعيين وإعلاميين وأدباء إلى ما شاء الله• كان الاديب الروائي فاروق خورشيد رئيس اتحاد الكتاب المصريين ، والذي رحل عن دنيانا منذ أيام مدرسة إذاعية وإعلامية متكاملة قبل أن يكون منبعاً من منابع الفكر الأدبي، كان راعياً حقيقياً لكل إذاعي سعد بالعمل معه أو احتك به زميلاً أو صديقاً، فكان لايعرف الحقد أو الضغينة أو مايسميه البعض بتصفية الحسابات وكان عف القلم واللسان، وكان ينشر >رحمه اللهعنتره بن شدادالزير سالم < و>الظاهر بيبرس< وإنما أيضاً خلق حالة من الوعي الجماهيري العام بأهمية هذا التراث من خلال عمله بالإذاعة المصرية حيث أعدالعديد من الأعمال الدرامية التي قربت مفاهيم وأبطال الأدب الشعبي إلى أذهان العامة، كما قام فاروق خورشيد بتدريس مادة الأدب الشعبي في معهد الفنون الشعبية، بجانب أنه كاتباً متميزاً في مجال القصة القصيرة، والرواية المسرحية وأدب الرحلات كما كتب العديد من الأعمال التي تخاطب الطفل وكان له حضور قوي في المشهد الثقافي العربي في البحث والتأليف والتدريس، ويبدو أن التراث الشعبي كان في موقع الاهتمام الأول في حياة الراحل الذي وضع كتابين أصبحا بمثابة مرجع في فن السيرة الشعبية مثل> أضواء على السيرة الشعببة كما خرجت الكثير من أعماله الإبداعية مثل رواية> سيف بن ذي يزن< و>مغامرات على الزيبق< من رحم التراث الشعبي، وكانت لديه مقولة كان يرددها دائماً وهي أن الأديب الشعبي هو ديوان العرب الحقيقي، وليس الشعر كما كان يقال قديماً، أو الرواية كما يقال الآن، ولأن خورشيد كان عاشقاً للسيرة الشعبية بشكل خاص فقد دلل على أهمية الأدب الشعبي وخطورته كعامل من عوامل الهوية الحضارية والخصوصية الثقافية للعرب• ألوان متفردة وعلى صعيد الأبحاث والكتابات كان كتابه > الكتابة العربية عصر التجميع< يستهدف به التركيز على أن الإنتاج الروائي العربي المعاصر يصل إلى درجة من الأصالة تجعل من المذهل أن يكون هذا الفن وليد عشرات من السنين فحسب• كما تجعل من المتعذر على التفكير العلمي أن يقبل مايراه الكثيرون من أن هذا الفن مستحدثاً في أدبنا العربي ولاجذور له بل نقلناه مع ما نقلناه من صور الحضارة الغربية، وقلدناه محاكين مانقلناه، ثم بدأنا ننتج بعد هذا ألواناً منفردة من هذا الفن الجديد على أدبنا، إذ ليس من المعقول في تاريخ أي لون من ألوان الأدب أن يصل إلى ما وصل إليه فن الرواية عندنا من تقدم مبيناً أن الشواهد كلها تشير إشارة واضحة إلى الأدب العربي عرف القصة في كل عصوره، بل وعرف منها ألواناً وفنوناً، فالحياة العربية قبل الإسلام كانت مملؤءة بالخلافات والعصبيات التي تضرب بأصولها في بطن التاريخ، وكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني يكاد يكون ذخيرة كاملة من القصص ويؤكد خورشيد في كتابه هذا > أن التدوين ظهر في العصر العباسي والأموي وهناك مدونات منها كتاب لعبيد بن شريه الجمرهي في أخبار اليمن وأشعارها وأنسابها وهى ملحمة من أجمل الملاحم العربية النثرية التي تتناول تاريخ العرب الجنوبيين ويلعب فيها الخيال دوراً كبيراً، فالتدوين إذن لم يتأخر حسب مؤرخي النثر وإنما هو معروف قبل الإسلام وعما دون قبل الإسلام من أخبار وقصص نقلها القاصون بعد ذلك بل ونقل المؤرخون والرواة إلى من دونوا وقد حاول الدارسون أن يبرروا هذا السلوك بادعاء أن هذا الذي جاءنا منه إنما دون بالمعني لعدم معرفة العرب بالقراءة والتدوين ولهذا فهم يرفضونه، وقد رددنا على هذا بأنا أثبتنا بما لايدع مجالاً للشك، أن العرب لم يعرفوا الكتابة والتدوين وحسب وإنما هم قد دونوا بالفعل ومنذ زمن مبكر جداً أساطير وقصص الأمم السابقة وأخبار ملوك العرب وشعرائهم• ومن الصورة الواضحة لفاروق خورشيد أيضاً أنه يكتب القصة والرواية المسرحية والأعمال الدرامية للإذاعة، ويكتب أدباً للأطفال فهو الذي كتب> محمد في الأدب المعاصر< >وفن كتابة السيرة الشعبية< >وأضواء على السير الشعبية< وغيرها من الكتابات التي تدل على أنه باحث جيد، يجيد البحث العلمي، ويصبر على تجميع مادته• والرجوع إلى ماقاله الدارسون قبله على نقاط بحثه، التي يتتبعها في أناهة وصبر، ويناقش كل مايعرض له من أراء الدارسين مادحالها أو منتقدا إياها في دقة وفهم وموضوعية واعية وعن كتابه >أديب الأسطورة عند العرب< الصادر عن سلسلة عالم المعرفة التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب فهو حلقة من مسلسله طويلة قام بها الدارسون العرب ليردوا على ماورد من بعض المستشرقين عن الحضارة العربية، وعن العقليةالعربية من اتهامات باطلة، وهجمات شرسة تنفي عن العرب أنهم أمة حضارة لها فلسلفة ولها أدب بفنونه المختلفة، عدا مايعرف عنهم من قول الشعر، وهو يعد أيضاً حلقة من سلسلة كتب خورشيد نفسه عن الرواية العربية وعن السير الشعبية وعن الأساطير عند العرب يقع الكتاب في فصول ستة خصص المؤلف الفصل الأول منها لتعريف الأسطورة عنده وعند غيره من الدارسين العرب والغربيين، ثم يفرد كل فصل من الفصول الخمسة التالية للحديث عن نوع خاص من الأساطير، والفصل الثاني عن الأسطورة العقائدية والثالث عن أسطورة الشخصية والرابع عن أسطورة المكان والخامس عن الحيوان في الأسطورة العربية، والسادس عن أسطورة الخوارق وهو >رحمه الله< في كل فصل من هذه الفصول الخمسة يبين الجهد الذي بذله أديب الأسطورة العربي في استخلاصه مادته، وفي نسجها والخروج إلى عمل أسطوري يستدعي الانتباه ونعجب به حين نراه في كتب التراث مثل قصص الأنبياء للثعلبي، والسيرة لابن هشام، والتيجان لوهب بن منبه،والأكليل للهمداني وعيون الأخبار لابن قتيبه وكليلةودمنه لابن المقفع ونهاية الأدب للنويري• الحرية والابداع ومثل كل مثقف حقيقي فأديب موهوب يتولي موقعاً تنفيذياً كان فاروق خورشيد تحدوه الأمال العريضة لتحقيق أحلام الأدباء من خلال رئاسته لاتحاد كتاب مصر وهي أحلام بسيطة وليست أسطورية تتمثل في وجود تجمع قوي يحمي مصالحهم ويدافع عنهم في قضايا الإبداع والحريات، كما يكفل لهم امتيازت مادية خاصة ولكن فاروق لم يستطع تحقيق ذلك، وحين سئل ذات يوم عن ذلك لم يرواغ أو يناور بل اعترف بالاخفاق رغم أنه كان قد بدأ عهده بحزمة من الوعود أهمها ردالاعتبار إلى الاتحاد كنقابة قوية وشطب عضوية من لايمارس الكتابة وإنشاء مجلس أدباء للتخفيف من وصاية وزارة الثقافة على الاتحاد حيث يحق لوزير الثقافة أن يحل الجمعية العمومية في الاتحاد، ورد خورشيد تراجع تأثير الاتحاد إلى افتقاده لأي قوة تنفيذية فهو لايستطيع على سبيل المثال أن يمنع كاتباً من الكتابة إذا كان فاقداً لشروطها، ولايستطيع أن يفصله من عمله، إذا أخل بمواصفاته ككاتب، فاذا كانت القدرة غير موجودة لدي الاتحاد فمن أين يأتي بالنفوذ؟ تلك الشجاعة التي واجه بها فاروق الموقف لم تنقذه من هجوم إعلامي شديد واتهامات عديدة وجهت إليه وإلى الاتحاد في عهده، ومن أبرز هذه الاتهامات أن الاتحاد تحول إلى دمية في يد وزير الثقافة، وأنه غير مستقل عن الحكومة، وأن أداءه السيء جعل كتاباً مرموقين يقدمون استقالتهم، وأن نشاطاته باتت تقتصر على حفلات تأبين الكتاب الراحلين ودافع خورشيد عن نفسه في وجه هذه الاتهامات مؤكداً أنه سعي بقوة لجعل الاتحاد مستقلاً، وهناك من كان يزعجهم ذلك داخل الاتحاد، لذلك افتعلوا الصراعات مع رئيسه كما أوضح خورشيد أن الاستقلال المالي هو الذي يؤكد على الاستقلال العام فكيف يتلقي الاتحاد إعانة مالية من الحكومة ثم يهاجمها•• كما هاجم اسقالات الكتاب مؤكداً أن الأجدي أن يتكاتف الجميع ويتحدوا بدلاً من ترك المركب تغرق بمن فيها• وبوفاة "خورشيد" سيعود ملف اتحاد الكتاب المصريين الذي كان يرأسه حتى وفاته للاشتعال مرة أخري خاصة أنه لم يستطع أن يطفيء لهيب الصراعات عليه قبل رحيله، بل كان أحد أطرافها وليفتح الباب مجدداً، لصراعات أخري• ولايتبقي سوي أن نقول أن " خو رشيد " ولد في مارس 1928 بالقاهرة وبعد تخرجه في كلية الأداب قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة عام 1950 أسس مع صلاح عبد الصبور وعبد الغفار مكاوي الجمعية الأدبية المصرية التي كانت وراء شهرتهم في الوسط الأدبي، خصوصاً بعد أن أصدروا مجلة الأمناء وكان غالبية الجمعية من خريجي كلية الآداب، ومن تلامذة الشيخ أمين الخولي• قدم ستة مجموعات قصصية هي: >الكل بطاطا< عام 1960 و>القرصان والتنين< والمثلث الدامي وكل الأنهار وزهر السلوان كما قدم عدداً كبيراً من الروايات كما قدمت له على خشبة المسرح العديد من المسرحيات منها >حبظلم بظاظا< ومسرحيات رع يغضب وابن خلدون وأيوب وله في أدب الرحلات كتاب >بلاد السندباد< وفي أدب الطفل مجموعة كتب منها مغامرات في أفريقيا ومولد بطل >وعبلة والصبي المقاتل< والسيف والكلمات وثورة العبيد والفارس والجواد وذا الهمة والأميرة المنتصرة و الزير سالم ومغامرات المهرج قشتمر والأميرة ذات الشعور والمارد والجني والكلب المسعور والجوهر والملك الطماع والخاتم المسحور وملك الجان و الغراب الأسود والحلم•
ـــــــــــ •• ـــــــــــ



#خالد_محمد_غازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمعة ليست أخيرة - قصة قصيرة
- حقوق الإنسان كانت قضيته الرئيسية وداعاً للمثقف المغترب •• هش ...
- في مصر : اليـهــود لهم حارة ولهم احتفالية في أبي حصيرة
- ألاف من علماء العراق أجبروا علي الرحيل منذ بدء الاحتلال
- صفقة عزام عزام : من الرابح •• من الخاسر
- رحـيل •• ولا عـودة - قصة قصيرة
- نساء نوبل


المزيد.....




- فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن ...
- مغن كندي يتبرع بـ18 مليون رغيف لسكان غزة
- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد غازي - رحل في صمت فاروق خورشيد •• عاشق السيرة الشعبية