أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلود العدولي - جيل البيت في الرواية الأمريكية -the beat generation-














المزيد.....

جيل البيت في الرواية الأمريكية -the beat generation-


خلود العدولي

الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 22:20
المحور: الادب والفن
    


"تولد الكتابة من الازمات و من التضاد,تولد على حد الشفرة" بهذه الكلمات وصف الروائي الكوبي بيدرو خوان غويتيريز الكتابة الغاضبة أو ما يطلق عليها النقاد رواية القاع. الغضب الأمريكي في فترة ما بين الحربين كان غضبا فنيا كالشفرة تماما تضخم في رحم الرواية ليصور اختفاء أمريكا القديمة و بروز هذا الغول المتوحش الجديد.هم أصوات مختلطة داخل الخريطة الأمريكية بما تحملة في ولاياتها الخمسين من تشرد و ضياع و تفكك لكل اسس المجتمع:جيل البيت أو جيل الضياع مثل صوت الإنسان في بلد يستهدف الإنسان.ذاك الجيل الذي يقاوم تحطيم الإنسانية و يتسلح بالغضب و العنف و المباشرتية في نقل الواقع,لا لشيء بل لأن الصوت الوحيد الذي بات قادرا على محاربة أكذوبة "أمريكا الجديدة" و "سيدة العالم" هو هذا الصوت القذر الخارج من مستنقعات اللامرئي,من مستنقعات الباطن المغيب تماما.هذه الحركة الروائية و الفنية بدأت منذ الخمسينات و قد عبرت عنها أقلام عديدة من أبرزهم الروائي جاك كرواك الذي صاغ جوهر حركة البيت من خلال روايته "الطريق".لقد شق كرواك ولايات أمريكا كما تشق البطن بمشرط الطبيب و أخرج من خلال كتاباته أحشاء هذا البلدالذي تحول إلى سلطان فوق الأرض.بسطت فلوريدا,كنتاكي,بوسطن,دلاس,أطلنطا,ديترويت,دنفر و سياتل تحت مشرط جيل البيت.فقد بدت الولايات المتحدة كالبطن المنتفخ خداعا و الذي لايعدو أن يكون إلا أحشاءا رثة تتأكل خلف إنتفاخ البطن.كان العالم حينها مبهورا بهذا العملاق الذي روج في مختلف وسائل الإعلام,كانت أمريكا موطن الأحلام فيها يتحقق المستحيل و فوق أرضها بسطت الجنة .ذاك هو الرداء الجديد لأمريكا بهدف الإستحواذ على كوكب الأرض.إن كل ما عرضته المجلات و البرامج و المسلسلات كان صورة وطن إلاه:الوطن الراعي للسلام و المحافظ على الإنسانية و المحبة و الداعي لحقوق الإنسان.لم يكن لأمريكا من حل سوى تغليف نظامها الرأسمالي المتوحش برداء الخير و السلام و كان كشف هذه الأكذوبة مدار كتابات جيل البيت و جوهر إهتمامهم.مثلت هذه الأكذوبة صنما صب فيه رواد البيت جام غضبهم و سخطهم فمن كرواك إلى آلان غنسبورغ,ريتشارد فورد,رايموند كارفر,غاري سنيدر و مايكل ماكلور و غيرهم من جيل الخمسينات و الستينات الذي عايش الحرب الباردة بكل توترها و بكل ما شهدته من نزاع متوحش و سباقات نحو التسلح من أجل سيادة العالم فكانت النتيجة أعمالا روائية تحطم كل رغبات السيطرة و التوحش التي استأثرت بالبلاد لتؤسس لمفهوم البساطة من خلال تناولها لحياة أناس بسطين جدا.ذلك أن الشخصية الروائية في كتابات جيل الضياع هي نفسها التي تعيش و تكتب و هي التي تمزق كل تقابل بين مفهوم الواقع و السرد.لتتحول الرواية إلى واقع جديد أكثر حقيقة من الواقع اليومي,ذلك أن إنصهار الفن بمفهومه الجمالي بالواقع القذر الذي يعيشه المجتمع الأمريكي قد ولد واقعا جديدا و فنا جديدا:واقعا ذا بعد جمالي رغم بؤسه ووفن يمجد القبح رغم اسسه الجمالية.تلك تعادلية الفن و الواقع في روايات جيل الضياع التي كانت الشخصيات محورها ففي غوصنا في عمق العالم السردي لهذه الحركة يبدو لنا أننا إزاء الماهية الحقيفية للولايات المتحدة من خلال رجال العصابات,لاعبوا البنغو العاطلون عن العمل,طالبات السنة الأولى في الجامعة اللواتي يشتغلن راقصات في الملاهي,رجال قذرون يتعاطون الماريجونا في الفنادق الرخيصة,أصحاب كروش منتفخة أمام شطائر التشيزبرغر,و عائلات مفككة لا رابط بينها.من الواضح أن الرأسمالية قضت على كل القيم و صدرت نموذجا يعتقد في الرغبة البيولوجية و الغريزية قبل رغبة العقل و رغبة الحب و رغبة الإنسانية.و لهذا السبب كان على هذا التيار تمزيق هذه الصورة المخادعة بنخر أحشاء ذلك البطن المكور,ففي الأحشاء وحدها تكمن الحقيقة و في ما وراء الستار تكمن روح الركح.إن القذارة التي ميزت كتابات هذا التيار ليست إلا عرضا لحقيقة الإنسان و تعرية لما يسود العالم من حب السيطرة و القتل و المخدرات و الحروب و كل ما ينهش مفهوم الإنسان :ذلك الكائن الذي بات منشودا في روايات جيل البيت.لقد رفع هذا الجيل صرخة حادة ليعلنوا أنه ليس هناك واقع قذر و واقع نظيف و أن السياسة لا تقوم لحد الآن إلى بتكريس الغباء المبرمج و تجريم حق التفكير بل إنها تقيم مجزرة شنيعة في حق العقول المفكرة.أليس هذا التغول السياسي و الإقتصادي ما جعل روائيا في حجم ريتشارد فورد محتقرا من قبل دور النشر الامريكية في أعماله الأولى,أليست هذه صورة عن وطن فقد خصوصيته و اصالته التي تحولت لجبال لا تحصى و لا تعد من الدولارات.لقد عانى فورد كغيره من هذه البطن الأمريكية الكبيرة التي تخشى النظر لقاذوراتها,فهذا الأخير عالج من خلال عالمه السردي انهيار المؤسسات الإجتماعية كالعائلة و الزواج و صور خيبات البسطاء اللذين لا يخشون من عرض أحشائهم في المزاد العلني إذ تطلب البقاء على قيد الحياة ذلك.لقد مثل جيل البيت زلزالا في التكور الهادئ لبطن أمريكا و شق هذا الخداع المستمر بإستمرارية مقابلة في تعرية الواقع مما جعل السينما الأمريكية تستلهم من هذه الحركة لتخرج بما يطلق عليه"افلام الطريق" هذه الأفلام التي تنخر الحياة اليومية الأمريكية و تصور ما فقده هذا الشعب من اصالة و خصوصية تحت براثن التغول على العالم .فقد كان على الولايات المتحدة أن تضحي بنفسها و هويتها من أجل أن تصير بالونا يضم جزيئات العالم و كان على جيل البيت أن يكون تلك الصرخة التي تمزق البالون الوهمي المنتفخ ليبرز المسخ الذي خلقته دولة تخلت عن شعبها و هويتها من أجل سيادة العالم.



#خلود_العدولي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...
- بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان -غلاستونبري-.. الشرطة ...
- العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مد ...
- الجيوبولتكس: من نظريات -قلب الأرض- إلى مبادرات -الحزام والطر ...
- فيديو.. الفنانة الشهيرة بيونسيه تتعرض لموقف مرعب في الهواء
- بالأسم ورقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...
- “استعلم عبر بوابة التعليم الفني” نتيجة الدبلومات الفنية برقم ...
- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلود العدولي - جيل البيت في الرواية الأمريكية -the beat generation-