أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جمالات ابويوسف - العنف ضد المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال















المزيد.....

العنف ضد المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال


جمالات ابويوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1104 - 2005 / 2 / 9 - 10:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تتباين أوضاع المرأة الفلسطينية تبعا لتباين أوضاع الشعب الفلسطيني ، فالمرأة الفلسطينية في مخيمات اللاجئين في الدول العربية تختلف أوضاعها عن المرأة في غزة ، والتي تسكن غالبيتها في المخيمات ايضا ، بينما تختلف أوضاع من في غزة عن من في الضفة ، وتختلف أوضاعها في الضفة عن أوضاع الفلسطينية في مناطق 48 أي التي تحمل المواطنة الإسرائيلية ، هذا الاختلاف في الأوضاع لا يعني إلا التشرذم وهو بحد ذاته إحد المشاكل والعقبات التي تواجه مشروع بناء حركة نسوية فلسطينية، أما أسباب وطبيعة هذه الاختلافات تعود إلى نوع الاضطهاد والقمع الذي تتعرض إليها التجمعات السكانية في مختلف المناطق المذكورة أعلاه، فالاضطهاد الذي يتعرض إليه اللاجئون الفلسطينيون في الدول العربية المتخلفة اقتصاديا واجتماعيا والموجودة على هامش المجتمع العالمي، هو اضطهاد متمثل في ان اللاجئ الفلسطيني يتواجد على هامش هذا الهامش المقفر إلا من بعض المساعدات الدولية الشحيحة، إضافة إلى تشرده عن وطنه وحرمانه من تقرير مصيره مع باقي أبناء شعبه ، بينما يعاني المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة من الحصارالعنصري ،التطهير العرقي المبرمج المترافق مع الهجمة العسكرية الإسرائيلية بآلياتها الثقيلة ، كل هذا من اجل إشاعة الرعب والإرهاب والقتل وعدم الشعور بالأمان ،كما ازدادت نسبة الفقر والبطالة (70%) ، اضافة الى تدمير المنازل والتهجير الجماعي الجديد كما يحصل في رفح الآن ، كل هذا أدى إلى فقدان الحد الأدنى من التوازن للمجتمع الذي هو أصلا في وضع غير طبيعي وهو وجوده في ظل الاحتلال الاستيطاني المباشر، أما الفلسطينيون الذين يسمون بعرب 48 وهم الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية ، هؤلاء يعانون من التمييز العنصري والابرتهايد باعتبارهم مواطنون من الدرجة الثانية ، ذلك ان اسرائيل تعرف نفسها على أنها دولة لليهود بالدرجة الأولى.
وقد لا تتباين الأوضاع للمرأة الفلسطينية في واقع منظومة العلاقات الاجتماعية داخل مجتمع تقليدي محافظ تتحكم فيه السلطة الأبوية ، التي تتزايد تجلياتها طرديا مع تزايد العنف والقمع الممارس ضد المجتمع بأكمله ، فتكون المرأة الفلسطينية بهذا ضحية الاضطهاد المزدوج، القومي والاجتماعي ، ويمكن ملاحظة هذا من خلال التالي:
المرأة كأم شهيد: يعزز المجتمع دور المرأة كأم ، فالدور المحوري لها يكون في الأسرة ورعاية وتنشئة الاطفال ، لذلك في حالة الفقدان لأي من أطفالها فإن الحالة النفسية لها تكون مضاعفة، فأطفالها محور حياتها، عدد الاطفال الشهداء خلال انتفاضة الأقصى 863 طفل.
المرأة الفلسطينية كممرضة منزلية للجرحى: ارتفاع نسبة الاطفال المعاقين نتيجة الإصابة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ، 3530 جرحى معاقين خلال انتفاضة الأقصى، فأعباء العناية والرعاية على الطفل المعاق فهي تقع على مسؤولية ألام ، خاصة في غياب بنية تحتية وفي ظل محدودية الخدمات المؤسساتية المتوفرة لرعاية وإعادة تأهيل المعاقين.
المرأة الفلسطينية كراعية ومسؤولة عن صيانة الأسرة : في أوقات القصف أو منع التجول فالمرأة الفلسطينية هي المسؤولة عن حماية الاطفال وتوفير حس الأمان لهم.
توفير احتياجات الآسرة خلال أوقات الطوارئ : عليها ان تبذل أقصى ما تستطيع من اجل توفير احتياجات الأسرة في وضع الطوارئ ، مثل توفير الغذاء والترشيد الاقتصادي أو ممارسة الاقتصاد المنزلي.
ضحية العنف الأسرى : دائرة العنف التي يعيشها المجتمع الفلسطيني لها تأثيراتها السلبية على الأسرة وعلى المرأة بوجه التحديد ، ازدادت حالات العنف الجسدي ضد المرأة داخل الأسرة ، إضافة إلى ان هذا العنف السياسي الذي يتعرض له المجتمع الفلسطيني له تأثيرات بعيدة المدى بدأت بالظهور منذ زمن، مثل زيادة الشعور بالسلبية ونكران الذات وعدم الثقة بالنفس ، الانسحاب من المواجهة من اجل الدفاع عن حقها، والاستسلام للقضاء والقدر.
كما قامت اسرائيل باستغلال قضايا مثل قضايا الشرف والعذرية من اجل ابتزاز النساء الفلسطينيات وإجبارهن على التعامل ونقل المعلومات لها، هؤلاء يواجهن خطر الموت المحدق، إما لاكتشافهن كعميلات ، أو من فضح خطيئة الشرف التي تعرضت لها في اغلب الأوقات دونما اختيارها ، هذا بدوره ايضا أدى إلى انسحاب عدد متزايد من الإناث من التفاعل مع الحياة العامة في المجتمع الفلسطيني ، وكذلك أدى إلى زيادة نسبة الزواج المبكر، وزيادة الطبيعة المحافظة للمجتمع .
انقلاب مفاجئ وغير إرادي في الأدوار الجندرية : أدى إلى إحداث خلل في العلاقات الأسرية الداخلية ، وعرض النساء إلى مواقف محفوفة بالمخاطر ، حيث يلجأ الرجال إلى العنف لتأكيد سيطرتهم على العائلة .
الاستغلال والتمييز في العمل : تمثل في :
ـ زيادة استغلال أصحاب العمل نتيجة غياب تطبيق القانون ونتيجة ارتفاع نسبة البطالة 70%.
ـ زيادة نسبة العمل الغير الرسمي بين صفوف النساء ، التمييز في فرص ونوع العمل في القطاع العام الذي يكفل بعض الحقوق خاصة التقاعد والحماية الاجتماعية في حالة الشيخوخة.
ـ ظروف عمل سيئة ، تدني أجور عمل النساء ، غياب شروط الصحة والسلامة المهنية للعمل ، 14 عاملة احترقن حتى الموت في أحد المصانع في مدينة الخليل كن يتقاضين أجرا شهريا بما يعادل 60 يورو شهريا.
ـ صعوبة وخطورة الوصول إلى أماكن العمل نتيجة الاغلاقات والحصار الإسرائيلي المفروض على كل قرية أو مدينة عبر الحواجز العسكرية.
انتعاش الهيكليات التقليدية للسلطة: مثل النظام القبلي العشائري ، وهذا يكون على حساب المرأة ، حيث ان الأنظمة القبلية هي أنظمة غير ديمقراطية ومقاومة للتغيير ، وتعزز القيم الأبوية .

بقي ان نقول ان وضع المرأة الفلسطينية يبقى مراوحا مكانه ، أو في حالة من الشبح على الصليب ، ما دام وضع المجتمع الفلسطيني في حالة من الصلب ، وفي حالة من الاستلاب الناتجة عن المصادرة المترافقة بكل أدوات القمع لكل الحقوق القومية ، حيث لا يمكن ان تحصل المرأة على حقوق وعلى مكانة في مجتمع مشرد أو محاصر أو فقير ولا يملك السيطرة على مقدراته ، كما لا يمكن إنجاز مشروع تحرري من دون مشاركة المرأة فيه ، ورفع راية مطالبها عبره وفي سياقه "أي هذا المشروع".
جمالات أبو يوسف / باريس



#جمالات_ابويوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الفلسطينية : استمرار وهم الدولة على ارض استمرار ا ...


المزيد.....




- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-
- مصر.. جريمة اغتصاب سيدة معاقة تهز البلاد
- استقبل الآن تردد قناة كراميش 2025 الجديد على النايل سات لمتا ...
- فوق السلطة: طقوس اغتصاب أطفال تهز إسرائيل ونتنياهو متهم برعا ...
- أيهما أقوى ذاكرة: النساء أم الرجال؟ ولماذا؟
- ” سجلي فورًا متترديش” خطوات التسجيل في دعم ساند للنساء 1446 ...
- دور المرأة المقدسية في إدارة الجمعيات الخيرية -حين يصبح الع ...
- ليبيا..أمر بالقبض على -أحمد الدباشي – العمو- في صبراتة بعد ت ...
- الولايات المتحدة: إعلان بطلان محاكمة هارفي واينستين بتهمة ال ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جمالات ابويوسف - العنف ضد المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال