أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - نزيه الضاهر - ((وجهة نظر أخرى لوثيقة (( ميثاق شرف الشيوعيين السوريين















المزيد.....



((وجهة نظر أخرى لوثيقة (( ميثاق شرف الشيوعيين السوريين


نزيه الضاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1103 - 2005 / 2 / 8 - 10:42
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


"توحيد أم تقسيم00؟" وجهة نظر أخرى لوثيقة (( ميثاق شرف الشيوعيين السوريين )) التي تبنتها ونشرتها جريدة (( قاسيون )) العدد ( 171 ) الخميس في 21 آذار لعام ( 2001 ) .
"دراسة تحليلية في ضوء الماركسية-اللينينية"
اولا - مقدمه :
1- (( من الناحية التنظيمية )) :
إننا كرفاق في القواعد المستهدفة ولسنا من القيادات نرى أنه من واجبنا أن نمارس حقنا , في الحياة الحزبية كشيوعيين يقظين وموضوعيين , ينظرون حولهم الى المستجدات نظرة موضوعية من خلال المنهج الجدلي للماركسية اللينينية , تجاه ما يخصنا من مواضيع حساسة مصيرية , قديمة جديدة , تبرز على السطح كفقاعة كبيرة على أعتاب كل أزمة عصفت وتعصف بنا , باعتبارنا لم نستطع التخلص من أساليب العمل الفردية القديمة كما يجب , والمخالفة للتعاليم اللينينية في التنظيم بهذا الشكل أو ذاك .. فإلى متى .. ؟ وكيف ؟ ولماذا ؟ وما العمل الخ ، ؟ كلها أسئلة معقدة لتأتي الإجابات عليها أكثر تعقيداً . والآن فعندما تصدر مثلما هكذا وثيقة موجهة الى جميع الشيوعيين السوريين , فعلينا اتخاذ موقف منسجم مع الحياة الحزبية السليمة , كوننا معنيون بذلك , موقفاً حراً واعياً طوعياً لايمليه علينا أحد سوى قناعاتنا الراسخة . خاطئة كانت أم صحيحة , لأننا لا ندعي الصحة والكمال وعلى هذا الأساس يتحتم علينا المساهمة حسب إمكانياتنا لتحديد مواقفنا تجاه هذه المستجدات وغيرها , وإلا سنكون مقصرين في واجباتنا . لذلك لابد من قراءات مابين السطور وما وراءها ، لهذا الميثاق ولغيره من كلمات بعض الرفاق , وخاصة منها كلمة الرفيق الدكتور قدري جميل قراءة موضوعية دقيقة لتحديد موقف موضوعي منها ومن غيرها .
2- من الناحية الفكرية والسياسية :
ان الانتهاء من حالة الأزمة في الحزب الشيوعي السوري وتحقيق وحدة جميع الشيوعيين السوريين هو الحلقة الأساسية في انجاز الأهداف القريبة والبعيدة , التي يسعى ويناضل من أجلها الشيوعيون للخلاص من حالة الركود والجمود التي اصابتنا جميعاً , نتيجة الأزمات التي سببتها عوامل كثيرة , منها ماهو موضوعي ومنها ماهو ذاتي , منها القديم ومنها الجديد , نتيجة الممارسات الخارجة عن الأطر الشرعية اللينينية . وأحياناً تغلب فيها العامل الذاتي على الموضوعي , في سبيل تسجيل انتصارات وهمية لهذا الرفيق أو ذاك , مستخدمين الشعارات العاطفية البراقة التي تفعل فعلها في حينها وتتلاشى , بعد أن تحدث ارباكات وإشكالات تطول أو تقصر حسب حجم الموضوع الجديد وقوة فعله وتأثيره , ونجاحه وفشله . فإلى متى ستستمر هذه الأساليب الخاطئة , وتلك الصراعات المؤدية الى افتعال أزمة هنا وأزمة هناك , لتنتج انقساماً فوق انقسام , مضيفة حلقة جديدة لهذا المسلسل البغيض .
ان الظروف الرهيبة والهجمة الشرسة للامبريالية الأمريكية خصوصاًُ , على الشعوب العالمية قاطبة , تكفي لفتح عيون الحجارة الصماء لتخلق منها جسداً وعقلاً واحداً قوياً ليتمكن من المجابهة و المواجهة لهذا الوحش الامبريالي البربري، الذي يعمل على تدمير كل ماهو انساني على وجه الأرض , خاصة بعد زوال قوة وعظمة الاتحاد السوفييتي الجبار , الذي كان هو الدرع الوحيد الواقي للشعوب العالمية كافة , تجاه أي خطر امبريالي كان , وكل هذه الظروف تتطلب منا لم الشمل على كافة المستويات الأممية والوطنية , لجميع القوى السياسية الخيرة ومنها حزبنا الشيوعي السوري الذي دفع الثمن غالياً خلال العقود الثلاثة الماضية , لما تعرض له من نكسات وخسائر نتيجة معارك هامشية داخلية , التي كان يمكن تنجنبها منذ البدايات , والتي لم تبرأ جراحه منها حتى الآن .
ورغم ذلك فليس لأحد يستطيع أن ينكر ما قدمه الشيوعيون جميعاً في سبيل الشعب والوطن عبر تاريخهم النضالي الطويل , وهذا يشرفهم ويشرفنا جميعاً , هذا النضال هو أكبر ميثاق شرف عملي حقيقي لنا جميعاً , لأن شرف المرء وشرف الشيوعي يتحدد من خلال تاريخه النضالي المشرف كما يؤكد ذلك لينين بقوله الشهير : (( أن ما يشهد على النضج ليس الوثائق والشهادات بل الممارسة والتجربة . )) وبالتالي لا حاجة للشريف أن يعرف عن نفسه ليقول ويوقع على الورق بانه شريف واشهدو عليه يابشر , ومن لم يوقع يكون (( غير شريف اذن )) ..... ؟ أبهذه البساطة والسذاجة , ومن خلال جرة قلم سحرية , يتحدد الشرف واللاشرف ليصبح الرفيق الذي وقع على ميثاق الشرف كالطفل المعمود الذي يجري تغطيسه في جرن المعمودية , ليخرج منه نقياُ خالياً من كل الشوائب والخطايا .... ؟ ان الحياة السياسية والاجتماعية من خلال المفهوم المادي للتاريخ ليست بهذه البساطة , بل فيها تعقيدات واجتهادات واختلافات وصراعات وحلول كثيرة وكثيرة وهذا يتطلب تضافر الجهود الجبارة لجميع الشيوعيين وضمن الأطر التنظيمية الشرعية للوصول الى أفضل الحلول الممكنة ولا يوجد بديل لذلك سوى الالتزام والنضال والانضباط الذي يؤكده لينين بقوله : (( إن اساس الوحدة هو الانضباط الطبقي في الاعتراف بإرادة الأغلبية في العمل الموحد , في صفوف هذه الأغلبية والمتفق مع مسيرها . والى هذه الوحدة الى هذا الانضباط , الى هذا العمل الموحد سنظل ندعو جميع العمال بلا كلل . )) ومعنى ذلك فاننا نحتاج لوقفة مع الذات ووضع النفس تحت تصرف الحقائق التي يعبر عنها أكثرية الرفاق في كل موقف أو قضية ونعلن التزامنا برأي الأكثرية , وليس في ذلك عيباً وان كان مؤلماًُ الى حد ما . لكن من خلال النضال المستمر ومن خلال الممارسة الديمقراطية يمكن للأقلية أن تتحول الى أكثرية فيما بعد . وليس هناك أي شكل آخر للحفاظ على الوحدة افضل من ذلك ......
ثانيا - في الموضوع : ـ فيما يخص (( الميثاق )) :
قبل قراءتنا للميثاق , كنا نشارك الرفاق اهتمامهم ولهفتهم الحارة للحصول على ميثاق منتظر , يصف لنا الداء والدواء الشافي لكل أمراضنا ومشاكلنا , لأنه سيقدم لنا كل الحلول والمقترحات الجديدة , التي تكفل توحيد جميع الشيوعيين السوريين , لأنه (( ميثاق شرف )) مميزاً وهو بمثابة مفتاح الفرج الذي سيحدث انعطافاُ جذرياً لكل المفاهيم القديمة الخاطئة وأخيراً فقد صدر الميثاق بشكله النهائي ومع الاحترام لكل من ساهم في صياغته وتقديمه , كونه يعبر عن رأي معين لفريق معين وهذا حقهم لاشك . لذلك فقد جرت قراءة هذا الميثاق وفهمه وتحليله من قبل المهتمين بدرجات متفاوته , وكل حسب درجة وعيه ومستواه الفكري والثقافي . ولذلك فلا بد أن نستعرض الأفكار الرئيسية الواردة فيه بشكل مختصر كي لا نطيل : .
1- الميثاق بدأ بعرض لمحة موجزة عن تاريخ الشيوعيين والحركة الشيوعية , وتحدث عن الأزمات التي اضعفت الحزب وعن أهمية إعادة الحزب للجماهير، ووحدة الشيوعيين السوريين وأهميتها . واثبات أنهم مخلصون للتحالف . وتحدث عن الخلافات وضيق الصدر . والقمع عوضاً عن النقاش والحوار . وعن ضرورة انهاء مسلسل الانقسامات وتحقيق الوحدة التي طال انتظارها والآتية من فوق . ولذلك اقر الميثاق بضرورة تشكيل لجان تنسيق على كل المستويات , هدفها التوحيد وسيادة المؤتمرات وأن الموقعين على هذا الميثاق سيبذلون جهودهم من أجل .
((1 - تنفيذ المهام الوطنية والديمقراطية 2ـ أن يكونوا مخلصين لأي تحالف مع القوى الأخرى 3ـ العمل على اساس الماركسية اللينينية ضد الجمود العقائدي 4 ـ العمل على تكريس الديمقراطية الحزبية بسيادة المؤتمرات واحترام راي الأقلية وأن يمنع قمعها تحت أية حجة كانت بعيداً عن عقلية التكتل والاستلزام وجمع الأنصار بشكل يتناقض جذرياً مع الروح اللينينية في التنظيم 5ـ احترام تاريخ الحزب الشيوعي وتوحيد الشيوعيين 6ـ تجسيد الأخلاق الشيوعية الثورية الأصيلة 7ـ العمل على تطوير الكوادر الحزبية لا على اساس الو لاءات وأن يكون نشاطهم ونتاجهم في متناول مناضلي الحزب وتحت أعينهم بكل علانية ووضوح . )) انتهى الميثاق بهذه الفقرات الرئيسية وبشكل مختصر ...
2- قبل كل شيء لا أريد الدخول في مناقشة تفصيلية لهذا الميثاق الآن . كي لا يحدث تكراراُ لأن مناقشته مرتطبة بكلمات ومداخلات بعض الرفاق وخاصة كلمة الرفيق الدكتور قدري جميل وغيره ولكن لابد من توضيح بعض الانطباعات الأولية عنه ...
كنت أتوقع الشيء الكثير ولكن للاسف فوجئت بالقليل القليل كنت أتوقع الإعلان المفاجئ عن خبايا وأسرار ومفاجآت وحلول لم يسمع بها أحد من قبل , بينما فوجئنا بهذا الميثاق الذي لم يكن سوى تكراراًُ واجتراراً لأي بيان من بيانات الفصائل الشيوعية المختلفة , ولا يتعدى كونه سوى موضوعاً إنشائيا سهلاً أو استعراضاً لمقال يكتبه أي شيوعي في أي تنظيم كان وهنا نسأل الرفاق أصحاب الميثاق بأن الحديث عن تاريخ الحزب بسطرين أو ثلاثة، أم الحديث عن المهام الوطنية والطبقية، أو الإخلاص والتحالف أم الماركسية والديمقراطية وغيرها وغيرها .. فهل هذه البديهيات هي التي نبحث عنها , لنختلف حولها أو نتفق عليها لنصدر على اساسها بيانا أو ميثاقا ذو ضجة كبرى بهذا الشكل، فهل اختلف اثنان في هذا الحزب على هذه البديهيات وتلك المسلمات المكررة لأفكار الحزب والتي ليس لها أية صلة باي موضوع اشكالي للنقاش فهل اختلفنا على أهمية الاخلاق اوالماركسيةأ وغيرها لنصدر على اساسها مثل هذا الميثاق ليتم التوقيع عليه من قبل الآخرين ليصبحوا شرفاء والا فلا شرف لهم ...؟. وباختصار أقول أنه لا يجوز لهذه المسلمات ان نطلق عليها اسم (( ميثاق )) رغم الاعتراف بان الشيء الوحيد والجديد الذي طرح في هذا الميثاق , هو دعوة الشيوعيين الملتزمين من القواعد , الى التمرد على هيئاتهم واحزابهم وذلك بالتوقيع على بيان أو ميثاق خارج تنظيماتهم وبطرق غير شرعية لإنتاج انقسام جديد والالتحاق بقائد جديد , أو تيار جديد , ليصبح حزباً جديداً رابعاً وخامساً في نهاية المطاف ...؟. رغم هذا الشعار العاطفي البراق (( لاانقسام ولا استسلام )) ومن خلا ل التحليل العلمي لنستنتج ان هذا الشعار سيؤدي الى انقسام أم لا .؟. علماً أنه ليس بالشعارات البراقة يحيا الحزب , بل بالعمل النضالي المستمر الدؤوب ضمن الاطر الشرعية لتقديم المبادرات والحلول كما جاء في تقرير(( بعض جوانب الأزمة للحزب الشيوعي السوري )) لعام ( 1987 ) حيث ورد فيه مايلي :.. (( ان الحياة غنية بمحتواها وتطرح جديداً كل يوم , ويجابه الحزب الشيوعي السوري أوضاعا معقدة
دا خلياً وعربياً , وهذا كله يفرض على الحزب حركة مستمرة , مبادرات ودراسات وحلول , ويفرض عليه تنشيط عمل الهيئات وتنشيط الآراء والمناقشات )) أي أنه يجب العمل على وضع الحلول من خلال الحوار الرفاقي المنظم .،. دون اللجوء الى الشعارات الديماغوجيةالمختلفة ....
3- حول كلمة الرفيق الدكتور قدري جميل في نفس العدد صفحة ( 6 ) والتي جاء فيها مايلي:(( القواسم المشتركة الدنيا للميثاق: عودة الحزب الى الجماهير، الدفاع الجريء عن مصالح الجماهير, التحالفات المبدئية مع الحفاظ على وجه الحزب المستقل , إيقاف مسلسل الانقسامات والعودة للوحدة وجمع الشمل , الأخلاق الشيوعية )) ........الخ .
هكذا استعرض الرفيق قدري(( قواسمه )) الدنيا والجديدة للشيوعيين !. فعندما يجري الحديث عن قواسم مشتركة بين فريقين أو أكثر فهذا يعني بالضرورة أنه توجد قواسم أخرى غير مشتركة , وهي مثار خلاف كبير لا يمكن الاتفاق عليها . وهنا أرى ضرورة ابرازها وتوضيحها وشرحها و ماهو موقف كل فريق منها لنكن نحن في القواعد على بينة من أمرنا , لنتسلح فكرياً وسياسياًُ لما هو مشترك وماهو غير مشترك ،وهنا نسأل الرفيق قدري هل وجد فكرة واحدة من هذه القواسم كانت مسار خلاف مع أحد من الشيوعيين ؟ ثم من هم الأطراف الذين حاورهم ليصل الى هذه القواسم الدنيا ؟ واذا لم يكن كذلك فمن الخطأ تسميتها (( بالقواسم )) لأنها تبقى ضمن المسلمات والبديهيات، التي هي خارج دائرة النقاش فلماذا يخترع الرفيق قدري قضايا خلافية غير موجودة في يوم من الأيام ؟، بينما جاء في (( تقرير جوانب الأزمة )) ما يلي : (( لا يوجد عموماً في الحزب الشيوعي السوري خلافات حول اسس الماركسية اللينينية وحول المنطلقات الأممية البروليتارية للحزب , ويؤمن الشيوعيون في سوريا ايماناً راسخاً بمبادئ الماركسية اللينينية ويعدون الصراع الطبقي محركاً للتاريخ , تشدهم جميعاً روحاً أممية قوية . ))إن من واجب الرفيق قدري أن يكون قد أطلع على هذه الوثائق التي تتحلى بالروح الشيوعية، والأخلاق العالية التي لا تحمل أي اتهام لأحد بقولها: (( تشدهم جميعاً روح أممية قوية )) خلافاً لما يوجهه الرفيق قدري للاخرين من اتهامات شتى , إن الأمور ليست بهذه البساطة الواردة في الميثاق, بل هي بحاجة لدراسة الأزمة وتوضيح نقاط الخلاف والإتفاق وتقديم المبادرات والحلول لحل الأمور التنظيمية والفكرية والسياسيةالعالقة ان وجدت ، كما جاء في: (( تقرير جوانب الأزمة )) مايلي : (( ان الحزب الشيوعي السوري بحاجة ماسه الى دراسة ظاهرة الأزمة ومتى نشأت , وكيف تطورت , وماذا كانت مظاهرها في كل حالة , ماهو مشرك في جميع الحالات وما هو خاص بهذه الحالة أو تلك , وبدون ذلك لا نستطيع أن نضع حداً لمسلسل الصراعات الداخلية وأن نصل الى وضع يساعد على البناء الصحيح يسمح باستعادة الحزب وحدته الصوانية واستعادة جميع ابنائه إليه ويستطيع بالتالي ممارسة مهامه الكبيرة التي توجب عليه تنفيذها وتحمل مسؤوليتها تاريخياً . )) فكم هو رائع مثل هذا التحليل، وهذاالتصورلحل الأزمات فعلاًلا قولاً ..!. لاستعادة وحدة الحزب دون تشكيل أحزاب جديدة ------
4- ثم يتابع الرفيق قدري حديثه قائلاً : (( تشكيل لجان من أجل توحيد الشيوعيين على كل المستويات )) . ان الحديث عن التوحيد على كل المستويات كما ورد فهذا يعني ضمناً بما فيها القياديةً التي ينا.صبها العداء المطلق، وعلى هذا الأساس كان الأجدر به أن يتوجه باقتراحاته الملموسة لهذه القيادات من اجل الوحدة، بينما يناقض قوله في مكان أخر ليعلن الوحدة عن طريق القواعد (( من تحت )) . !
5- ثم يتابع الحديث بالقول : (( سيادة االمؤتمرات ليست مفهوماً جديداً ولا بدعة , بل هي هدف طالما ناضلنا من أجله وعملنا كثيراً في سبيله وخاصة بعد المؤتمر السادس من أجل أن تصبح جزءاً من حياتنا اليومية . )) هنا إشارة توحي أن الآخرين من غير فصيله لم يؤمنوا بسيادة المؤتمرات، فهل آمن هو بسيادة مؤتمر حزبه التاسع ؟ وهل من سبب آخر يمنعه من الالتزام بسيادة هذا المؤتمر , سوى رسوبه الطبيعي فيه ؟ اليس من الأفضل له لو التزم بمقررات حزبه وقيادته المنتخبة شرعاً وقانوناً من قبل الهيئات , ومن قبل القواعد بالذات والتي يعتبرها في امرته وتحت ابطه ليسلخها عن حزبها وقيادتها من أول نداء منه واليها ؟ دون اللجوء الى أسلوب غير شرعي والذي حذر منه لينين بقوله: (( ان النضال خارج الهيئات الشرعية بواسطة الإشاعات انما هو النضال بواسطة التمائم )) وبالتالي فهل يجوز لرفيق ما إذا رسب في الانتخابات القيادية أن يترك الحزب ويمارس الانقسام بحجة تركيبة القيادة الخاطئة ؟ هذا المبدأ الذي عالجه لينين بقوله : (( ان عدم الرضا عن تركيب الهيئات المركزية سواءً كان نابعاً من الحساسيات الشخصية أم عن الخلافات في الرأي التي تبدو لهذا الرفيق أو ذاك من أعضاء الحزب خلافات جدية , لايمكن ولا يجب أن يؤدي الى نمط غير شرعي في الممارسة . )) وهنا واضح للجميع أن الرفيق قدري قد وقع في هذا الخطأ الذي حذر منه لينين دائماً ..
6- ثم يتابع الرفيق قدري قوله : (( وحدة جميع الشيوعيين السوريين كانت دائماً ضرورة من هذه الضرورات لم تتحقق خلال الثلاثين عاماً الماضية , كان يتحقق عكسها )) .
وهنا نسأل الرفيق قدري بأنه عندما صدرت نداءات الوحدة من قبل الفصائل الثلاثة في الثمانينات وتم الحوار بين بعضها واتحد البعض مع البعض الآخر ألم يكن الرفيق قدري يمثل فصيل الرفيق خالد بكداش الذي يناصبه العداء مع غيره من الفصائل و الذي كان يدعي أنه هو الحزب الأم والآخرين لا حزب وأنهم مجرد كتل وأنصاف أحزاب و ..... و ...... الخ والذي أشترط على الشيوعيين الآخرين العودة الى الحزب خاشعين راكعين بعد أن خرجوا منه كأفراد ، معلنين التوبة والغفران، فهل مثل هذا التوجه يخدم الوحدة فعلاً أم عكسها , والآن يتجاهل بل ويهاجم الرفاق والفصائل الأخرى التي حققت الوحدة فيما بينها وبشكل صحيح في المؤتمر السادس والسابع الموحد ، فصائل الرفاق يوسف فيصل وبدر الطويل، ومراد يوسف ، وغيرهم وجرى تكريس التوحيد مع الجميع باستثناء الرفيق قدري وفصيله، وطويت صفحة الانقسامات بين هؤلاء الرفاق على اساس احترام الآخر وحرية الرأي وتنوع الآراء في إطار الوحدة وهذه تجربة ناجحة ومشرفة وان لم ترق للانقساميين , ومع ذلك فاننا نأمل أن يقتدي بها كل من تعز عليه وحدة الحزب وليس في المكابرة فائدة لأن القيادات هي التي قسمت الحزب وليست القواعد وهي التي توحده وهذه مسؤوليتها التاريخية في التقسيم والتوحيد , وعندما صدر قرار التوحيد المذكور اعتبرنا نحن القواعد هذا القرار بانه انتصار لكل الحزب قيادات وقواعد، لأنه ليس في القواعد أصلا ما يستحق الخلاف وكما هو معروف لدينا نحن العرب خاصة فعندما يتفق أصحاب الجلالة والفخامة والسمو على الوحدة العربية فالجماهير الشعبية لن تقول لا خاصة لعمل الخير.لان الوحدة هي هدف للجماهير و ليس بامكانها صنعها وتنفيذها لوحدها بمعزل عن القيادات والحكام.
7 - ثم يتابع الرفيق قدري حديثه قائلا : (( أحد مشاكل فن الانقسام أن كل لحظة انقسام ربطت بشخص , لعل أحد أشكال فن التوحيد اليوم هو أن التوحيد يجب ألا يرتبط باسم أحد . )) .
لماذا ينكر الرفيق قدري هذه الحقيقة في أزمته الحالية مع الرفيقة وصال فرحة ضمن فصيل واحد بكل أسف ؟ لماذا يتهرب من قضية معروفة وظاهرة لدى كل المهتمين في السياسة والذين يعرفون أنه يوجد تيار مرتبط باسم قدري جميل ؟علما أنه يعتبر تفسه بأنه " تيار " ويتبادل الاتهامات المختلفة على صفحات الجرائد والنشرات بما فيها جريدة (( قاسيون )) التي يوزعها على نطاق القطركله وفي كل المحافظات والتي يهاجم فيها كل الفصائل الشيوعية، فلماذا يعمل على إخفاء هذه الحقيقة عن الرفاق الآخرين ؟ وخاصة في القواعد التي يطلب منها المؤازرة في عملية شد البساط من تحت القيادات المنتخبة في مؤتمراتها والاستعاضة عنها بتصرفات تكتلية في الواقع تحت أسم الوحدة والتوحيد وقد عالج هذه المسألة لينين عندما وصفها قائلاً : (( أن الخصائص الأساسية للتكتل بوصفه اعترافاًُ أسميا بالوحدة وتجزئة بالفعل )) ألا ينطبق هذا الكلام نصاً وروحاً على نشاطات وتصرفات الرفيق قدري وتياره ؟
8 – ثم يتابع الرفيق قدري قوله : (( هل ميثاقنا يسعى الى تكوين حزب جديد الى جانب الأحزاب الموجودة حتماً لا . نحن نسعى الى بناء حزب شيوعي من طراز لينيني جديد ليس الى جانب الأحزاب الموجودة ثالث أو رابع بل حزب مكان جميع الأحزاب الموجودة , هذا ما نسعى إليه )) ... ان أكبر مرض عند السياسي هو الوقوع في التناقض والطوباوية . ان الرفيق قدري يجيب على سؤاله بنفسه عن تشكيل حزب ليقول (( حتماً لا )) ثم يقول (( نحن نسعى الى بناء حزب شيوعي جديد )) أي نعم ولا في نفس السطر! , إذا لم يقصد التناقض في قوله هذا فانه سيكون قد وقع في دائرة الغرور والطوباوية الكاملة عندما يطالب بانشاء حزب مكان جميع الأحزاب الموجودة , وكيف تأكد أنه سيجرف جميع الشيوعيين وأحزابهم الى حزبه المنتظر فيما بعد : فهل يتم ذلك بسحر ساحر ليأتي إليه جميع الشيوعيين راكعين أمام عتبة السلطان متخلين عن التزامهم بقياداتهم وهيئاتهم ليعلنوا أنهم كانوا على ضلال مبين الى أن جاءهم المخلص المنتظر ليهديهم الى السراط المستقيم ؟ فهل هذا ما يريده رفيق قيادي يحمل هذه الطوباوية المليئة بالتخبط السياسي لاختراع أحزاب جديدة بدل الأحزاب القديمة التي عبر عنها لينين بقوله عن المرتد كاو تسكي عندما وصفه قائلا : (( صاحب الزعم الأرعن القائل: الحزب القديم لا وجود له . )) ، وهكذا إن الرفيق قدري سيلغي الحزب (( القديم )) إن أستطاع ذلك ... على طريقة المرتد كاوتسكي....؟ بقوله أنه لا يوجد حزب شيوعي في الأساس لننقسم عنه ! أليس هذا انكار سافر للحزب الذي كان هو عضوا فيه ؟ أليس هذا الحزب هو الذي أرسله للدراسة في جامعات الاتحاد السوفييتي الصديق، والذي خلق منه دكتورا وقائدا فيه ؟ ثم يعتبره غير موجود هكذا بكل بساطة ؟ أليس في ذلك كل الجحود ونكرانا للجميل..؟. ثم هل يحق لحامل هذه الصفات أن يزايد على المناضلين الصامدين لينصب من نفسه وصيا شرعيا عليهم جميعا، ويطلب منهم الالتحاق بتياره ليصبحوا شرفاء والا فلا شرف لهم ..! فأين احترامه للآخرين وللرأي الآخراذن ؟ أين احترامه لتاريخ الحزب الذي يتحدث عنه في نفس الميثاق الذي يطرحه علينا ..؟ واذا لم يكن حزبنا شيوعيا فمن يكون اذن !!!!!
9ـ ثم يتابع الرفيق قدري قوله : (( القيادات المتمتعة بروح انقسامية تنعزل يوماً بعد يوم ولن يكون أمامها في النهاية إلا خيار اللحاق بهذا التيار أو السقوط نهائياً من الحياة السياسية . )) .
بما أن الرفيق قدري يؤكد أن القيادات انقسامية اذن فلن تنجر لتلتحق بتياره هذا لسبب أنها انقسامية حسب زعمه ، وبالتالي ستبقى في احزابها ، كما ان سقوطها ليس محتماً في العمل السياسي لأن الحياة الاجتماعية فيها تعقيدات كثيرة حسب المفهوم المادي للتاريخ، لذلك توجد احتمالات كثيرة وكثيرة غير اللحاق به وغير السقوط النهائي ، ثم ان محاولة استعداء واتهام القيادات الشرعية بهذه الصفات هي مخالفة كبرى للقواعد اللينينية ولا تليق بقائد شيوعي مثل الرفيق قدري الذي كان جزءا من هذه القيادات حتى الأمس القريب ، وكيف أعطى لنفسه الحق في تكفير هذه الأحزاب وقياداتها وإصداره مثل هذه الفتاوى الطفولية أنه أمر غريب حقاً ومؤسف جداً وذلك ربما لأنه استثير بسبب رسوبه كما يوضح هذه الحالة لينين إذ قال : (( عندما تسمعون نقداً بدون محتوى , نقداً من أجل النقد , احترسوا , فتشوا عما إذا كان كبرياء مقدم النقد قد جرحت أو أنه استثير )) إن قول لينين هذا أصاب كبد الحقيقة المرة التي يعيشها الرفيق قدري بعد رسوبه واستثارته.علما انه ليس هو اول او اخر من يرسب في الهيئات القيادية ، بل هذا جزء من النضال اليومي الطويل المرتبط بطبيعة العمل الحزبي .
10ـ يتابع الرفيق قوله : (( هل نمتلك إمكانية أن نمارس الترف وننتظر ثلاثين سنة أخرى للوحدة الآتية من فوق ؟ الواقع والوضع لا يسمح لنا بذلك يجب أن نضغط من (( تحت )) لتحقيق الوحدة إذا التحقت القيادات أهلاًُ وسهلاً أما إذا لم تلتحق فان الحياة والواقع سيجد الحلول الملموسة لهذا الموضوع . )) ........
فيما يخص الضغط من (( تحت )) فانا اوافق الرفيق قدري في ذلك، وهذا ممكن للقواعد أن تعمل وتناضل من أجل تمثيل قناعاتها بشكل افضل، من قبل القيادات , على شتى المواضيع التي تطرحها الحياة اليومية وهذا أمر طبيعي , يحصل في كل زمان ومكان من أجل التفاعل فيما بينها لأنها مترابطة ومتفاعلة تنظيمياًُ لتحقيق الأهداف المطلوبة ضمن الأسس والأنظمة الشرعية، أما دعوة الرفيق للقيادات بلهجة التحدي السافر بقوله : (( إذا التحقت القيادات أهلاً وسهلاً )) والا فلا ......... ان هذه الدعوة على الطريقة البدوية العشائرية والتي عفى عنها الزمن والتي يعود إليها الرفيق قدري الآن ، كما كان يدعو الأمير وهو متربع على عرش مضاربه يؤهل ويسهل للزائرين و الوافدين إليه ، واذا لم يأتوه فلا أهلاً ولا سهلاً اهذا هو الشكل النضالي من الطراز اللينيني الجديد الذي ابتدعه الرفيق قدري ليجرفنا جميعاً إليه، وهل يستطيع أن يدلنا على قيادة واحدة في التاريخ جاءت تركض خلف (( قاعدتها )) الحكيمة ,معلنة لها التوبة والغفران.؟ وهنا لابد من تذكير الرفيق قدري بموقفه وموقفنا جميعاً والمتفق كلياً مع الكلمة التي ألقاها الرفيق خالد بكداش فيما يخص وحدة القواعد في رده على الرفيق مراد يوسف في اجتماع اللجنة المركزية عام ( 1976 ) حيث قال : (( ومن المفهوم حسب مبادئ المركزية الديمقراطية ونظام الحزب الداخلي أن سياسة الحزب ترسمها الهيئات العليا : المؤتمر واللجنة المركزية والمكتب السياسي ولكن هناك من يقول أن القواعد هي التي تحدد سياسة الحزب وان جماهير أعضاء الحزب هم الذين يحددون سياسته وينتج من مثل هذا الكلام عن الهيئات العليا هي التي يجب أن تخضع للدنيا وأن الأكثرية يجب ان تخضع للأقلية . فاذا كنا شبه جيش كما يقول لينين فطبعاً هيئة الأركان (( القيادة )) هي التي تقرر الضربة الرئيسية ولكن إذا أخذنا بآراء هؤلاء البعض من الرفاق , فالعكس يجب أن يجري, أي أن الجنود يقررون اتجاه الضربة الرئيسيةوعلىالأركان أن تنفذ؟ )) ألم يكن الرفيق قدري من دعاة هذا الموقف؟ واليوم يدعو الى عكسه تماماً فما الذي حصل؟ ولماذا هذا التناقض والارتداد عن هذه المواقف التي جاء لينسفها من جذورها ؟ ثم كيف اقنع نفسه بان القواعد ستجري وراءه لمجرد هذه الأفكار التي ماهي الا ضرب من الخيال والتناقض , إن أعلى درجات العداء للقواعد هو الاستخفاف بها , واعتبارها أحجار شطرنج يحركها الرفيق قدري أو غيره كما يريد فمن هم القواعد اذاً ؟ انهم أناس شيوعيون ملتزمون بفكرهم وقناعاتهم في كافة الفصائل , ولكل منهم شخصيته الاعتبارية المستقلة ، وكل شخصية لها تفكيرها وقناعتها، ولها خصوصيتها في الثقافة والوعي بدرجات متفاوتة ،أن في هذه القواعد كل الشرائح الاجتماعية للمجتمع , ففيها المثقفون الكبار، والمهندسون، والأطباء، والباحثون، والاقتصاديون، والفنانون، والكتاب والأدباء، والفلاسفة، والخبراء، والعمال، والفلاحون، والبسطاء، وغيرهم وغيرهم، وكل منهم سيد نفسه، وحر في تفكيره والتزامه بهذا الفصيل أو ذاك ومعظمهم لا يريدون العمل في الهيئات القيادية لأسباب كثيرة أهمها ابتعادهم عن حب الذات والظهور , لذلك فهم جنود مجهولون يستحقون كل احترام، وهؤلاء كانوا قد عقدوا مؤتمراتهم الانتخابية، وانتخبوا بوعي ومسؤولية ممثليهم في الهيئات الأعلى وصولاً للقيادات التي يعاديها الرفيق قدري كلها رغم ملاحظات هذا الرفيق أو ذاك ،على هذا القائد أو ذاك، نتيجة الخلافات والتباينات التي تحدث عنها لينين بقوله : (( ثمة ينبوع للخلافات لاينضب هو الطابع الديالكتيكي للتطور الاجتماعي الذي يجري في غمرة من التناقضات وعن طريق التناقضات )) فلماذا يقلل الرفيق قدري من اهمية هذه القواعد عندما يوعز اليها بان تسير في تياره هذا متخلية عن التزاماتها واحزابها, واذا سلمنا بصحة ونجاح مشروعه هذا واستطاع أن يجرف كل القواعد المتواجدة هنا أو هناك (( وهذا مستحيل طبعاً )) فهل ستبقى هذه القواعد عنده هكذا عناصر مشتتة متفرقة بدون تنظيم، ودون قيادة لهذه التجمعات القاعدية، وهذا أخطر ما يدعو إليه أعضاء الحزب لأن في ذلك حل كامل للحزب وهيئاته، أم أنه سيضطر أخيراً لتشكيل قيادات مثلها مثل سابقاتها من القيادات التي سيكون لها مؤيدوها ولها معترضوها، وستنجم خلافات جديدة لا محالة , وبالتالي لم يبق أمامه خيار آخر سوى تشكيل قيادات لهذه القواعد والإعلان عن تشكيل حزب جديد ثالث ورابع وخامس بعكس ما قاله سابقاً بأنه لم يشكل حزبا رابعا أو خامسا أو أنه سيتراجع عن دعوته هذه ليوعز لهذه القواعد الجرارة التي سارت خلفه أن تعود الى أماكنها السابقة من حيث أتت لأن مشروعه هذا قد فشل مثل غيره, وهذه هي النتيجة المحتمة التي سيصل إليها الرفيق قدري شاء ذلك أم ابى، لان الوصول الى هذه النتائج الضارة ستسبب كثيراً من أنواع اليأس والإحباط والفشل، خاصة لمن اقتنع بمشروعه هذا وانجرف وراءه نتيجة المغامرة، ونتيجة لغياب أي اساس فكري وسياسي عنده ، كما وصف هذه الحالة لينين بخلافه, ورده على مارتوف حيث قال : (( أقترح على الرفيق مار توف باسم هيئة التحرير أن يصدر فوراً كل اتهاماته في كراس خاص واذا لم يفعل ذلك مار توف فسوف يبرهن فقط أنه يستهدف خلق مشاحنة في اجتماع (( العصبة )) وليس التنقية الأخلاقية للحزب )) . وهل اختار الرفيق قدري السير على خطى مار توف المنشق ؟ لخلق مشاحنة في الحزب بحجة توحيد الحزب؟ ولذلك فمن الأفضل للرفيق قدري أن يصدر كل اتهاماته للاخرين في برنامجه لدراستها ومناقشتها كي لايحدث الاخلال بالوحدة التي يعتبرها لينين هامة جداً حيث قال : (( ان الإخلال بالوحدة هو التستر بالصراخ عن الوحدة )) وهكذا فالوحدة تتحقق بالعمل والإرادة لا بالصراخ عن الوحدة ومهاجمة الاخرين .
11ـ ثم يتابع الرفيق قدري حديثه قائلاً : (( يستطيع أن يجمع الشيوعيين وأن يحول مجموع الموقعين على الميثاق اليوم الى تيار جارف يجرف الشيوعيين كلهم )) أيضا يتحدث الرفيق قدري عن ثقة مطلقة لا وجود لها في الواقع، لأنه لايمكنه ان يجرفهم كلهم,بل ربما بعضهم،.ثم ما هو مصير الذين لم ينجرفوا وراءه ولم يلتحقوا بهذا التيار؟ هل سينتحرون ؟ أم أنهم سيبقون يزاولون أعمالهم في هيئاتهم المستقلة موازاة لحزب ثالث ورابع وخامس أو أكثر والحبل على الجرار ........ثم ان الرفيق قدري يعلن صراحة عن نفسه أنه (( تيار )) ضمن حزب رسمي حتى الآن وفي هذا مخالفة واضحة للتعاليم اللينينية السليمة التي تحارب بشدة كل تيار داخل التنظيم الحزبي والذي عبر عنه (( تقرير جوانب الأزمة )) حيث جاء فيه مايلي : (( أن تعدد النظر الى الأمور لايعني حكماً وجود (( مدارس )) و (( منابر )) ضمن الحزب فالحزب هو المدرسة الوحيدة هو منظمة طوعية وليس تجنيداً إجباريا ولا يجوز الخوف من الذين يناقشون بل من اللذين يوالون دون نقاش . ممن يجهلون الأمور ويعملون على تجهيل الأخرين وايضاً وأن الكادرات التي تتسابق على ارضاء المسؤول لا تستطيع تطوير الحزب لاسياسياً ولا فكرياً ولا تنظيمياً , أما ما يسمى بحرية (( التيارات )) شيء آخر تماماً )) .لان التيار هو انقسام عملي عن الحزب.
ثالثا – الخاتمة :وأخيراً فهذه وجهة نظر أخرى لهذا الميثاق والذي أرى فيه قصوره الكلي، وأرى أنه لم ولن يحل مشكلة أخطائنا وسلبياتنا، بل زادها خطأ أخراً وأضاف أزمة جديدة بعد عشرين عاماً على الأزمة الأخيرة والتي لم تتعافى جراحنا منها حتى الآن، كما أضاف حزبا أخرا وانقساماً آخرا، واذا جرى تكريس هذا النهج وهذا التقليد الذي يخول أي رفيق قيادي يفقد مركزه في القيادة أن ينقلب على الحزب ويدعو الآخرين للحاق به وبتياره ليجرفهم إليه، فان الانقسامات ستتكرر الى مالانهاية .!.. فهل هذا ما ينشده الرفيق قدري في (( ميثاقه )) الذي لن يكون الا كذلك، انقساماً جديداًَ وأزمة جديدة وحزب رابع وخامس في أحسن الأحوال شاء ذلك أم أبى وذلك ثمنا لخسارته(( منصبه ))00 مما يتوجب عليه الاستعاضة عنه (( بمنصب )) آخر أقوى وأكبر وأفضل وذلك بالسير قدماً باتجاه تشكيل تيار في البداية لينتهي بحزب في النهاية، حزباً خاصا به ومفصلاً على مقاسه ورفاقه، وهذا أمر محتم لا مفر منه، الا إذا قرر إعادة النظر في موقفه ونشاطه هذا قبل فوات الأوان وبدأ في البحث عن مبادرات وحلول مع رفاقه للخروج من أزمته الحالية مع حزبه، وهذه الظواهر توجد احيانا ويمكن معالجتها ضمن الأسس والأطر الشرعية للخلاص منها كلها أو بعضها، وهذا شيء طبيعي ويمكن بهذا الشكل أن يكون الرفيق قدري حقق شعاره
(( لا انقسام ولا استسلام )) أما أن تصل الأمور الى حد الانقسامات وتشكيل منظمات وهيئات وجرائد موازية غير شرعية فهذا هو انقسام حقيقي عن الحزب واستسلام كامل للنهج الخاطئ، وهذا أمر خطير وغير مقبول وفيه كل الضرر لا عليهم فقط، بل على الحركة الشيوعية كلها في سوريا، واقول كفانا تشتتاً وانقساماً وازمات، وعلينا أن نعمل جميعاً على حل كل مانستطيع من أمور عالقة، ونصحح كل ما نستطيع من سلبياتنا , ونواصل النضال ضد كل أخطاء الماضي والحاضر , لنتمكن من السير بخطى صحيحة متماسكة نحو المستقبل المنشود الذي ينتظرنا جميعا كما نحن ننتظره ونعمل لأجله الآن وغداً، وان كل غد لناظره قريب .....


نزيه الضاهر
السقيلبية ـا 5/5/2001



#نزيه_الضاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول نشرة -قاسيون- العدد / 237 / الخميس 23 / كانون أول /2004


المزيد.....




- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...
- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - نزيه الضاهر - ((وجهة نظر أخرى لوثيقة (( ميثاق شرف الشيوعيين السوريين