أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جديع دواره - صراع كراسي .. أم صراع رؤى...؟















المزيد.....

صراع كراسي .. أم صراع رؤى...؟


جديع دواره

الحوار المتمدن-العدد: 1099 - 2005 / 2 / 4 - 10:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


دمشق:
إقالة العماش من إدارة هيئة مكافحة البطالة
منذ خطاب القسم وتولى السيد الرئيس بشار الأسد مقاليد الحكم ، وما تبع ذلك من تغييرات على مستوى الخطاب الرسمي، بدءً بمقولة التحديث والتطوير ..وانتهاءً بمشروع الإصلاح المنشود، هناك حرب خافته" على نار هادئة" معلنة حيناً، وصامته أحياناً، تجري داخل مؤسسات الدولة، ربما كان ابرز رموزها المعلنين وزير الصناعة السابق(الزعيم)، وها هي تطال اليوم مدير هيئة مكافحة البطالة و الحبل على الجرار...السؤال الذي يطرح نفسه ..ما أبعاد هذه التغييرات ؟ هل هي مجرد تبديل أشخاص ؟ ماذا تخفي خلفها؟ و لمصلحة ماذا؟
إذا كنا سنتوقف عند قضية الدكتور حسين العماش، فإننا نسارع إلى القول بأنه لا يهمنا شخص العماش، ( مع تقديرنا لشخصه الكريم بوصفه مواطن عربي سوري) بقدر ما يهمنا ما جرى معه ضمن سياقه العام ، بوصفه إجراء حكومي له دلالاته التي قد تمنحنا شيء من المعرفة، أو مزيدا من التجهيل بما يجري داخل مؤسساتنا المنوط بها قيادة البلد إلى بر الأمان..!!
الدلالة الإعلامية..وعقلية محاكم التفتيش!!
لا يمكن أن ندخل في قراءة ما وراء الحدث وتحليله حتى يتحول إلى خبر، ولا يتحول الحدث إلى خبر إلا إذا امتلك عناصر الخبر، وقامت وسائل الإعلام بنشره وإذاعته. لكن مهلاً.. إن لدينا محترفي إعلام يستطيعون أن يصنعوا الخبر ويقرؤوا حيثياته و يحللوا أبعاده بضربة واحدة، فقد تولت جريدة الثورة القيام بكل هذه المهام الإعلامية، وبضربة واحدة وقاضية، حيث أعلنت خبر إقالة العماش وأرفقته برأي مجهول المصدر( مصادر مطلعة) يقول بان الإقالة بسبب فشله الذريع كذا...ثم في مادة أخرى تحت الخبر مباشرة هناك كيل من الاتهامات للعماش الذي أوقع نفسه كذا.. لأنه انتقد الحكومة و أعلن انه لا يتقاضى أجره منذ تسعة اشهر ويُدرّس ولديّة بالخارج..كذا..، حتى غدا اسمه على كل لسان، وتوقعت شخصيا، أن يساق في اليوم التالي إلى السجن..!! حيث قامت الجريدة الموقرة بإقالته وإصدار الأحكام عليه، وكأنها محكمة تفتيش ..! و ليست وسيلة إعلام يفترض أن تتمتع بشيء من الموضوعية، وتتريث قليلا حتى تقوم لجان مختصة بتقييم ومراجعة عمل الهيئة و الوقوف على القرائن و الأدلة وتقديمها للقضاء إذا وجدت بها ما ادعته الجريدة...!! الغريب أن الأمور جرت بسرعة البرق، وقد تناست الجريدة عشرات المواد و بمختلف وسائل الإعلام الرسمية بما فيها جريدة الثورة نفسها، التي تتكلم عن إنجازات الهيئة ، وعلى لسان شخصيات رسمية وغير رسمية، ووزراء و حتى لرئيس الوزراء نفسه، وعلى مدى ثلاثة سنوات من العمل حيث اعتبرت مثالاً يُحتذى..والعماش على رأسها..!!
و الأكثر غرابة بإعلامنا الرسمي انه حين يتطلب الأمر الإسراع في نقل حدث ما، وإطلاع الناس عليه، يخرجون علينا قائلين نحن لا نضحي بمصداقيتنا من اجل سبق صحفي، يجب أن نتأكد أولاً..!! و من أكثر من مصدر أن الخبر صحيح ...!! وبعد أن تنقل وسائل الإعلام في الخارج ما يجري في بلدنا وأمام أعيننا يتأكدون بأن الخبر صحيح و لا غبار عليه...!!
فأي منطق هذا الذي يمشي على رأسه في جريدة الثورة ...منطق غياب ابسط المعايير المهنية(فصل الخبر عن الرأي..وتعدد وتنوع المصادر ..ووجود القرائن..الخ)
أين تبخرت كل دعوات الانفتاح و قبول الآخر والمصداقية والشفافية..( ياعمي تغيرنا ليش ما عم تصدقوا..!!)التي ما فتئت جريدة الثورة الرسمية على إطلاقها..!! انه نفس المنطق القديم الجديد و إن اختلفت الشعارات، منطق العقيدة و التحيز واللاموضوعية التي ترفع و تقصي من تشاء
الدلالة الإصلاحية..وعقلية الغنيمة!!
لقد مضي على عملية محاربة الفساد أكثر من عقد، وتتابعت فصولها وطالت رئيس وزراء سابق وعدد من المسؤولين والوزراء ..لكن منذ خطاب القسم، جرى ربط محاربة الفساد بمشروع إصلاحي تحديثي، وجرى التأكيد من قبل السيد رئيس الجهورية، بأن العملية ليست سحرية بل معقدة وتتطلب جهود جبارة، ولا يمكن اختزالها إلى مجرد قضية أشخاص، لكن يبدو أن كثيرين صمّوا آذانهم عن سماع مثل هذه الاطروحات ...!!الإصلاح الاقتصادي والقضائي والإعلامي والإداري ، كل أنواع الإصلاحات، والتحديث والتطوير وكل ما يدور بهذا الفلك، بالنسبة لهم ليس أكثر من استبدال أشخاص ووجوه، و تحت يافطة واحدة، الشرفاء والنزهاء بدلا من الفاسدين والمخربين، لذلك حينما، يأتي رئيس حكومة (درعاوي) نسبة إلى درعاـ تجد ان نصف الوظائف والوزارات تصبح درعوية، وتتغير هذه القبائل بين حلبية أو حمصية..الخ حسب نَسب المبشر بالإصلاح و من أي محافظة سيكون..وغدا الأمر و كأنه عقلية رسمية سائدة، كل مسؤول يأتي بالنزهاء من قبيلته..!!ويطرد الطاقم القديم، هكذا يسوقون الإصلاح، ويسوقون أنفسهم بوصفهم أبطاله.
طالما الأرقام و الوثائق تشير إلى إنجازات لا تتوقف عند 126الف فرصة عمل، بل تتعدى ذلك إلى برنامج التشغيل المضمون و إيجاد شبكة من العلاقات الداخلية والخارجية المواتية لخدمة أهداف الهيئة، ومشاريع أخرى طموحة، خطة لتشغيل مئة ألف عاطل عن العمل كل عام، بينما على سبيل المثال لم يستطع مكتب التشغيل في ريف دمشق تشغيل اكثرمن 3000 عاطل عن العمل خلال اربع سنوات ـ بما فيهم المقبولين بالمسابقات ـ من اصل 133 الف عاطل مسجلين في ذلك المكتب..!! فلماذا الإقالة إذاً ؟ ولماذا هذا التخفيض بموازنة الهيئة؟ ولماذا هذا الصرار على رفض القروض والمنح الخارجية، عل سبيل المثال(الغاء قرض البنك الاسلامي10مليون دولارـ مدة تسديده 23سنه منها 21 سنه دون فوائد +3مليون دولار منحة ) أليس مواطنينا أحوج ما يكون لاستثمار هذه الموال والاستفادة منها..!! وقد بلغ عدد العاطلين العمل مليون ومئتي الف، وفقا لاخر تقرير صادر عن مكاتب التشغيل..؟ لماذا والهيئة بكل طاقمها وفروعها أشبه بورشة عمل، و الكل يشيد بإدارة العماش و كفاءته..!!على الحكومة تقديم المبررات، فالأمر لا يتعلق بفصل لاعب في فريق كرة قدم..! وتوجهات الحكومة لا تتعلق بهيئة هامشية لا يرتبط مصيرها بمصير الناس.. وطالما لم يتضح من الأمر سوى ما ساقته جريدة الثورة، فالقياس يصبح واردا ، وبالتالي لا يمكن أن نؤول الإقالة إلا ضمن صراع (القبائل) و المحسوبيات وتحت نفس اليافطة، يافطة الإصلاح..!!
الدلالة السياسية..والصراع الصامت..؟
إن أي نظام حكم في العالم يحتاج إلى مشروعية، غير تلك التي تعطيه إياها صناديق الاقتراع، وبصرف النظر جزئيا عن مصداقية تلك الصناديق، تلك المشروعية التي تسعى إليها الأنظمة لها علاقة بالإنجازات..ماذا تستطيع أن تقدم فعليا للناس..وما هو المشروع الذي تحمله؟ وما هي إمكانية تحقيقه على ارض الواقع؟ وهذا ما سعى إليه السيد الرئيس بشار الاسد وما مثله خطاب القسم، لكن وكما يقول المثل الإنكليزي، الواقع عنيد..!
لذلك نعتقد ان الكلام عن صراع بين حرس قديم وحرس جديد له ما يبرره، فبعد أكثر من ثلاثة عقود، أصبح هناك طبقة سياسية ـ إدارية متسيدة و تحتل مواقع مفصلية في الدولة، ليس من السهل ان تتخلى عنها ببساطة، لا لصالح مشروع إصلاحي، ولا لما هو أدنى من ذلك بكثير، هناك امتيازاتها ومصالحها، لذلك ستحاول تفشيل أي توجهات إصلاحية حقيقية، وستعمل على إفراغها من مضمونها، لأنهم يدركون و يستشعرون بان وجودهم مرتهن ببقاء الأمور كما هي..
قد يتساءل البعض وما علاقة هذا بهيئة مكافحة البطالة، و الجواب هو، أن الهيئة أحدثت بعد تولى السيد الرئيس بشار الأسد مقاليد الحكم، وأنيط بها التصدي ربما لأعقد مشكلات الاقتصاد السوري المتمثلة بتفاقم البطالة، إذاً فهي تمثل الرؤية الجديدة والجادة لتقديم إنجازات حقيقية تمس شرائح واسعة من الناس في أسفل الهرم الاجتماعي، والأرقام المعلنة في التقارير الصادرة عن الهيئة تشير إلى تحقيق إنجازات ليست قليلة، من هنا فإن طريقة التعاطي معها، تكتسب أهمية استثنائية ودلالة ملموسة لجهة مآل المشروع الإصلاحي المنشود، فقد كشف العماش لجريدة تشرين قبل إقالته بيوم واحد عن تخفيض ميزانية 2005للهيئة من 15 مليار إلى 5 مليار ليرة ..!!مما يشكل مؤشرا خطيرا ومدعاة للاستغراب، ربما أكثر من إقالة العماش نفسه.
يبدو أن فصول إجهاض النوايا الإصلاحية، تنتقل من ميدان إلى آخر، فبالأمس ضاق البعض ضرعا، بفسحة الحرية التي فتحت، وأودعوا دعاة المجتمع المدني السجون، واليوم يحاولون قضم وإجهاض مشروع مكافحة البطالة الذي علقت الناس عليه آمالهم، فأين ستكون المحطة القادمة..!؟



#جديع_دواره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جديع دواره - صراع كراسي .. أم صراع رؤى...؟