أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي عجام - الأب يساري والبنت متدينة والأبن بينهما... الإنتخابات تدخل بيوت العراقيين وتفجّر نقاشات جريئة














المزيد.....

الأب يساري والبنت متدينة والأبن بينهما... الإنتخابات تدخل بيوت العراقيين وتفجّر نقاشات جريئة


علي عجام

الحوار المتمدن-العدد: 1092 - 2005 / 1 / 28 - 08:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بغداد - , خلود العامري: «ليست الحياة كئيبة في بيوتنا مثلما تبدو خارجها» هذا ما يقوله عبدالرزاق الموظف السابق واليساري الميول في وصف «الحوارات الجريئة والحرة» التي يشهدها منزله البسيط في بغداد. في هذا المنزل تتباين المواقف والآراء بحدة وحيوية تفتقدها الحياة اليومية الموزعة بين نمطين باتا ثابتين: اعمال العنف من جهة وازمات العيش المتفاقمة بين تيار كهربائي شبه غائب ووقود شحيحة في بلاد النفط.

فيما يبدو الأب متحمساً للإنتخابات، تتحدث الابنة بشيء من التحفظ تشير إلهام وهي تحتضن ابنها (سنتان) الى ان «الإنتخابات ستكرس الإنقسام الطائفي في العراق اذا لم تسبقها مصالحة وطنية» بينما يبدو لؤي (82 عاماً) حلقة وصل بين «تفاؤل» الأب و«تردد» الأخت فيقول: «الإنتخابات ستجعلنا نكتشف انفسنا بحرية من دون ان يقيدنا نظام معين باتجاهاته القسرية».

لا يستغرب الأب موقف ابنته المختلف ولا التزامها السلوك المؤطر بمرجعية دينية مع انه يساري «ابنائي احرار في اختيار مواقفهم ، هكذا أبدو منسجماً مع نهج في الحياة، دافعت عنه واخذ مني حياتي ومباهجي وآمالي» وهو لا يتردد في مناقشة حديثها عن «المصالحة الوطنية » بود وبنبرة خافتة متسامحة وان كان متضايقاً في تعليقه: «علينا ان نعرف مع من تكون المصالحة وكيف».

الابن العائد لتوه من معرض تشكيلي سيعرض فيه اعماله الى جانب عدد من الرسامين والنحاتين الشبان، يقول: «صحيح اننا نحيا ازمة حياتية ثقيلة لكنها ستنتهي مع وجود نظام مراقبة يمنع السلطة من اساءة استخدام المال العام. سنبني احياء اجمل وهذا ما توفره جمعية عامة ينتخبها الناس».

الخال وهو ضابط في الجيش السابق وعاطل عن العمل حالياً يوجه ملاحظة ساخرة الى ابن اخته «المتفائل»... «اتمنى ان لا تكون لوحاتك قد تلطخت بطين الشارع وانت تنقلها من بيتكم» في اشارة الى الاوحال التي اكتظت بها شوارع الحي إثر موسم مطر وافر في بغداد وفي حين يكتفي الرسام الشاب بابتسامة ترد الأخت: «راح يقتلنا برومانسيته واحلامه التي لا تنتهي بعرض لوحاته في باريس ولندن» ثم توجه حديثها الى شقيقها «استغفر ربك وصلِ بدلا من الرسم » هنا يرد لؤي على إلهام بعتاب جدي: «اخاف من سطوة افكار المتدينين امثالك، انهم يكثرون من وضع علامات الحرام على ممارسات عادية».

يتدخل الأب لتخفيف نبرة الحديث بين ابنه وابنته: «لا تتضمن لوحات لؤي ما يخدش الحياء ولا افكاره بل على العكس ارى انها تعكس افكاراً عن التضحية الإنسانية وهذه تعليها كل الاديان» ويزيد في « تطمين» ابنته لافتاً الى ان «الإنتخابات ستفرز برلماناً سيكتب الدستور الذي سيصون حقوق الفرد ويمنع التطاول على قيم المجتمع وضوابطه وابرزها الدين الإسلامي».. هنا تتدخل الأم المشغولة باعداد الشاي، وتوجه حديثها الى ابنتها «والله اخشى عليكم، فالسياسية والديموقراطية تشتتاكم وانتم ابناء اسرة واحدة فكيف ستكون عليه حال المتنافسين من الأحزاب؟».

تنهض البنت من مكانها بعد ان تضع ابنها في حضن جده وترد على أمها فيما تأخذ منها صينية اقداح الشاي وصحن الكعك «انا اتنفس عندكم، وهي فرصة لي فابن اختك (زوجها) يمنع الحديث في السياسة ويقول انها تبعدنا عن امور الدين والتزام الواجب الشرعي» وما ان تنتهي الهام من جملتها، حتى يعلق لؤي ساخراً «تقدرين على ابي وعليّ لأننا نؤمن بحقك في التعبير عن رأيك، ولا تقدرين على زوجك».

ومع صوت دوران الملاعق الصغيرة في اقداح الشاي الزجاجية، يهدأ الحديث الذي يتنوع في بيوت عراقية كثيرة الا انه في بيت عبدالرزاق السعدي يأخذ طوراً متجدداً ما ان تتوجه انظار اهل البيت الى شاشة التلفزيون حيث تعرض قناة عربية تقريراً اخبارياً عن موجة جديدة من العنف في العراق حصيلتها عشرات الضحايا.

الوجوم الذي يرتسم على الوجوه ينقطع مع بث اعلان عن الإنتخابات عقب انتهاء التقرير «المكتظ» بالجثث وذلك الإعلان المرسوم بتأثير قوي للصورة حيث تسقط اوراق بيض مكتوب عليها ما يبعث على الثقة بالمستقبل في صندوق اقتراع، يقابله تعليق من الأب الذي يحاول رسم ابتسامة حزينة جداً «في صندوق الانتخابات سنضع حداً لموت العراقيين الرخيص» ويرد الجميع: «ان شاء الله».

** الجامعات العراقية تؤجل الامتحانات

وسط تزايد المخاوف من انفلات الوضع الامني وارتفاع نسبة حوادث التفجيرات والتصفيات مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية، بدأت الجامعات العراقية تنفيذ خطة واسعة تقضي بانهاء الفصل الاول من العام الدراسي الحالي وفضل بعض الجامعات تقديم موعد الامتحانات الفصلية وانهاء الفصل الدراسي قبل اسبوعين من موعد الانتخابات، فيما قررت جامعات اخرى تأجيل امتحانات الطلاب إلى ما بعد اجراء الانتخابات.

واكدت مصادر مطلعة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية ان الوزارة منحت رؤساء الجامعات وعمدة الكليات حق اختيار الموعد المناسب لاجراء الامتحانات الفصلية لهذا العام.

وأوضحت المصادر ان العديد من الجامعات فضل تأخير الامتحانات ومنح طلابها اجازة قبل موعد الانتخابات بعشرة ايام على الاقل ووجهت وزارة التربية كتاباً رسمياً إلى المدارس لتزويدها باسماء الطلاب الذين يشغل ذووهم مناصب من الدرجة الاولى والثانية والثالثة والرابعة في مؤسسات الدولة لاعفائهم من الدوام اليومي في المدارس واقتصار حضورهم على الامتحانات تلافياً لتعرضهم للقتل أو الاختطاف بسبب عمل ذويهم في هذه المؤسسات ويؤكد العديد من الطلاب انقطاع زملائهم عن الدوام اثر تعرض أحد افراد عائلاتهم إلى الاغتيال بسبب العمل في المؤسسات الحكومية فيما اضطر آخرون إلى الحضور برفقة الحراس الشخصيين



#علي_عجام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الجيش الأمريكي يكشف عن عدة هجمات للحوثيين في البحر الأحمر وت ...
- المفوضية الأوروبية قد تحظر TikTok
- -القيادة المركزية الأمريكية-: الحوثيون أطلقوا 6 صواريخ ومسير ...
- خبير: الجيش الروسي قد يبيد قوات كييف حتى قبل اجتياحه الشامل ...
- مصرع 25 شخصاً وإصابة 17 آخرين بحادث سقوط حافلة في البيرو
- -رفح يمكنها الانتظار، الرهائن لا يمكنهم-.. متظاهرون يغلقون ا ...
- شاي المتة .. مشروب -سحري- لفقدان الوزن وإذابة دهون البطن
- الحكم بالسجن 22 عاما على أمريكي -حاول بيع معلومات حساسة لروس ...
- أعضاء في الكونغرس يحذرون -العدل الدولية- من ملاحقة المسؤولين ...
- عالم فيزياء يخرج بنظرية تفسر عدم اتصال الحضارات الكونية مع ك ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي عجام - الأب يساري والبنت متدينة والأبن بينهما... الإنتخابات تدخل بيوت العراقيين وتفجّر نقاشات جريئة