اليوم العالمي للعمال يختلف كليا عن عيد الشغل

الحركة الشيوعية الماوية

الحوار المتمدن-العدد: 3712 - 2012 / 4 / 29 - 20:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

غرة ماي : اليوم العالمي للعمال يختلف كليا عن عيد الشغل .

اقترن اليوم العالمي للعمال - 1 ماي - بأحداث 1886 بشيكاڤو حين نزل آلاف العمال إلى الشوارع مطالبين بتحسين أوضاعهم ومتحدين اجهزة القمع التي واجهتهم بوحشية فسقط العديد من الضحايا وأصبح يوم غرة ماي رمزا للنضال من اجل يوم عمل بـ8 ساعات ثم قننت الأممية الشيوعية الثانية هذه الذكرى في 1890 وجاءت ثورة أكتوبر الاشتراكية في 1917 لتعطي لهذا اليوم بعدا سياسيا جديدا تكون فيه الطبقة العاملة والجماهير الكادحة سيدة نفسها تعد من خلال الديمقراطية الشعبية والسلطة الاشتراكية إلى القضاء على نظام استغلال الإنسان للإنسان .

ايها العمال

ان يوم 1 ماي يعيد الى الاذهان شعار يا عمال العالم اتحدوا ! اتحدوا مع شعوب العالم وأممه المضطهدة ضد سياسة النظام الامبريالي الذي يريد الخروج ظرفيا من ازمته الدورية على حساب الشغالين في العالم قاطبة.ان النظام الامبريالي في مرحلة العولمة الوحشية في ازمة ، فالرأسمالية في اليونان في ازمة وهي كذلك في اسبانيا والبرتغال وفرنسا...وتحاول الراسمالية تحميل العمال وشعوب العالم تبعات ازمتها الخانقة من خلال سن سياسات " التقشف " والضغط على الأجور من جهة وشن الحروب الاقليمية لتنشيط الصناعات الحربية وانعاش اقتصادها عبر تدمير الدول وتفكيكها ثم إعادة "اعمارها" .

يا شعبنا المناضل

ان التاريخ تصنعه الشعوب بنضالاتها وصمودها في وجه أعدائها الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية وقد جاءت الانتفاضات العربية لتثبت للعالم أجمع ان الشباب المنتفض يرفض سياسة صندوق النقد الدولي واصلاحاته الهيكلية ويناهض مجموعة ال8 المتحكمة في قوت الشعوب ورقابه كما يرفض غطرسة العملاء و تسلطهم .غير ان الانتفاضات العربية ، نظرا لغياب القيادة الثورية الملتزمة بمطالب الانتفاضة ، لم تنجح في تحقيق الشعارات المرفوعة وتمكن عملاء الامبريالية في تونس ومصر وليبيا من إعادة ترميم البيت الداخلي من خلال دعم التيارات الاسلامية بكل أنواعها والمحافظة في نفس الوقت على احتياط الاحزاب الحاكمة سابقا مع بعض التعديلات التي تتطلبها الاوضاع الناجمة عن الانتفاضات .

يا جماهير شعبنا الكادح

إنه من حقنا أن نثور ومن حقنا أن نجني ثمار التضحيات التي قدمها آلاف الشهداء.انه من حقنا أن نقرر السياسات التي تخدم مصالح الشعب لذلك لايجوز ان نترك النهضة -السلفية – تستفيد من تضحياتنا وتركب على شعاراتنا لفرض بديلها القروسطي الداعي الى إحلال الخلافة السادسة ولقطع الايدي والأرجل وصلب المعارضين...كما لايمكن السكوت أمام المساعي الحثيثة لعودة الدساترة في ثوب جديد وهو نفس السناريو الذي يتم اعداده في ليبيا ومصر وحتى سوريا.
انه من حقنا أن نثور ضد مخططات الامبريالية الساعية الى فرض مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي يقضي بجعل الكيان الصهيوني شرطي المنطقة مع النظام التركي –عضو في الحلف الاطلسي- من اجل ضمان مواقع النفوذ واستغلال النفط والغاز والمواد الاولية بأبخس الاثمان .

يا جماهير شعبنا الصامد

ان مواجهة العنف الامبريالي والرجعي بلغ مستوى الكفاح المسلح في فلسطين والعديد من البلدان واتخذ شكل حرب الشعب في كل من الهند والبيرو والفليبين وكردستان تركيا وفي النيبال- رغم الانقسامات الحالية – واثبتت الثورات ان الجماهير - طال الزمان أو قصر - ستواجه العنف الرجعي بالعنف الثوري المنظم من اجل الحفاظ على مكاسبها والسير قدما نحو تحررها وإقامة سلطة ديمقراطية شعبية تخدم مصالح الشعب فعليا .

أيها الشباب العامل في المدن و الارياف

تنظم ! تنظم و استعدّ للنضال ! تنظم لأن حكومة الترويكا الحالية أو الجمهورية المدنية المزعومة التي ينادي بها البعض لن تحل مشاكلك التي انتفضت من أجلها . واصل احتجاجاتك التي تشهد تصاعدا ملحوظا فمن الوقفة الاحتجاجية الى الاعتصام والاضراب الجزئي الى الاضراب العام الجهوي ولما لا الاضراب العام في كافة انحاء البلاد ...
لاأحد يستطيع تقرير مصيرك عوضا عنك فبيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحادات الاخرى تستعمل نضالاتك لتناور في اطار الصراع على الكرسي فهي تعلن عن الاضربات ثم تلغيها بتعلة فتح الحوار مع الترويكا .لقد تبنت قيادات النقابات مفهوم النقابة المساهمة وهي تعقد الصفقات وتمضي الاتفاقات ضد مصالح الكادحين وهي مستعدة لإمضاء عقد اجتماعي أو ميثاق وطني مع النهضة .ان البيروقراطية النقابية حولت 1 ماي من موعد نضالي الى احتفال رسمي افرغته من محتواه الطبقي و الثوري .
كما ان الاحزاب التي تدعي تمثيل الطبقة العاملة قد خانت قضية الطبقة العاملة أكثر من مرة : فحزب العمال له تاريخ أسود في خيانة العمال سواء في الحقل النقابي أو السياسي ، و قد سبق أن تحالف مع الاخوان في اطار خطة امبريالية للتداول على السلطة ( هيئة 18 أكتوبر) وهو يكرر باستمرار أنه ضد اسقاط حكومة النهضة ، أما ما يسمى " العائلة الوطنية " المنخرطة في مسار الوفاق الطبقي والمصالحة مع الاعداء مثل حزب العمل الوطد او حركة الوطد فقد تحولوا الى نقابويين حياديين يقود موقفهم السياسي الكرسي و المصلحة الذاتية قبل كل شيء .
أيها العمال ، أيها الفلاحون

ان الشعب المنتفض في حاجة اكيدة الى قيادة ثورية تنسق تحركاته وتبلور برنامجا على المدى القصير والبعيد وترسم اشكال النضال والتنظيم من اجل تطوير شعارات الانتفاضة والارتقاء باساليب مواجهة السياسة الرجعية المستعدة لبيع البلاد والعباد الى الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية( قطر والسعودية) .
ان قضية فرز هذه القيادة يبدأ بتوحيد الحلقات والمجموعات الثورية التي لم تنخرط في مسار الانتخابات المهزلة وهي قضية حياة او موت بالنسبة للحركة الثورية من جهة ولمصير الشعب من جهة ثانية .
ان دعم الامبريالية للتيارات الدينية يعني الرجوع بالمجتمع الى القرون الوسطى و إغراقه في الجهل و الصراع الطائفي ، ويكفي النظر الى واقع افغانستان او الصومال للتأكد من خطر الاستبداد الديني في حالة صعوده الى السلطة .
لذلك وبمناسبة غرة ماي - رمز التضامن الأممي – و وفاء لشهداء الانتفاضات العربية ، فانه من الضروري نبذ النزعات الانشقاقية في الحركة الثورية والتجرد من الذاتيات والنظر الى واقع الشعب وواقع الصراع الطبقي من أجل توحيد كل الحلقات الثورية التي اثبتت وقوفها الى جانب الشعب المنتفض .

-عاش نضال الطبقة العاملة في الوطن العربي و العالم
- الأرض و الحرية و الكرامة الوطنية للجماهير الشعبية
- دساترة و اخوانجية عملاء الامبريالية

الحركة الشيوعية الماوية- تونس-
29 أفريل 2012

#الحركة_الشيوعية_الماوية (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات