أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أمير طاهري - دبليو بوش بين الريغانية والبوشية















المزيد.....

دبليو بوش بين الريغانية والبوشية


أمير طاهري

الحوار المتمدن-العدد: 252 - 2002 / 9 / 20 - 02:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
الخميس 19 سبتمبر 2002 04:44
 

على مدى عامين تباينت التوقعات والتكهنات عن شكل الاتجاه الذي ستتخذه الادارة الاميركية تحت قيادة الرئيس جورج دبليو بوش.
وفي البداية كان من المفترض ان يكون هذا الاتجاه نحو السياسة "البوشية" باعتبار ان الولد يتبع أباه. فجورج بوش الأب ينتمي الى ما يعرف داخل الحزب الجمهوري بتقاليد "النادي الريفي"، كذلك ترأس بوش الأب ادارة كانت تشبه حكومات المحافظين في بريطانيا في زمن ما قبل ثاتشر، وتقوم فلسفة جمهوري النادي الريفي على خليط من التقاليد الارستقراطية الخيرية، وعلى ايمانهم بالاقتصاد المختلط وبالحرية في الحياة الشخصية، وجميع الرؤساء الاميركيين الجمهوريين جاءوا من هذا النادي الريفي، باستثناء وحيد هو الرئيس رونالد ريغان الذي كان ينتمي لتقاليد الجمهوريين المعروفين باسم "ذوي الياقات الزرقاء". ولكن ما ان انتخب بوش الأب وكان نائبا لريجان رئيسا حتى انقلب على طريق سلفه وأعاد احياء تقاليد النادي الريفي مرة أخرى. فعلى صعيد السياسات الداخلية أحدث زيادة ضريبية كبيرة، وابتعد عن المتشددين المسيحيين الذين كانوا يطالبون دائما بأميركا أشد صرامة.
وعلى صعيد السياسة الخارجية أسقط بوش من حساباته سياسة المواجهات التي كان يتبناها ريغان، وأعاد احياء مبدأ الوفاق مع الاتحاد السوفيتي، وزاد تمسكه بسياسة "الاحتواء" التي دعا لها جورج كينان ودين أتشيزن أواخر الاربعينيات، ولهذا فقد بذل بوش الأب كل ما في وسعه ليمنع تفكك الاتحاد السوفيتي في اللحظة الأخيرة، من منطلق انه لم يكن يعرف كيف يواجه عالماً جديداً عليه، ولا يستطيع توقعه، وهو نفس السبب الذي جعل ادارته تجاهد لتمنع تقسيم يوغسلافيا، ولم يتخل عن مبدئه هذا إلا عندما قادته ثاتشر لدخول حرب تحرير الكويت عام 1990، بعد ان اقتنع بحتمية القضاء على صدام حسين.
على الجانب الآخر، فقد كان ريجان يحرص على تطبيق سياسات الجمهوريين ذوي الياقات الزرقاء، ففي عام 1981 دخل ريجان في صراع مع المراقبين الجويين وكسبه، وهو الصراع الذي أدى الى تفتيت نظام العمل الاميركي الصارم، كما أجرى تخفيضاً كبيراً في الضرائب بما فيها الضرائب على الزيادة في رأس المال، لينهي بذلك أربعة عقود من السياسات الاقتصادية المشتركة بين الحزبين.
وكان ريغان يحاول اعادة تشكيل التوازن الذي اربكته الليبرالية في الولايات المتحدة عبر خطاباته الحماسية وبدفعات قوية من الوطنية التي قد يقول عنها البعض انها كانت تصل لحد "التعصب"، وفي نفس الوقت كانت سياساته تحظى باجماع وموافقة الجمهوريين من النادي الريفي.
ولم يكن ريجان يؤمن بسياسة الاحتواء وكان مقتنعا بأهداف سياسة الردع والتي كانت تعني الاطاحة بأعداء الولايات المتحدة الاميركية، وكان الدليل الأول على ذلك عندما أرسل المارينز الاميركيين الى جرينادا للاطاحة بالنظام الماركسي هناك والذي تدعمه كوبا والاتحاد السوفيتي، ثم بدأ في دعم المجاهدين الافغان وامدادهم بالاسلحة المتطورة بما فيها صواريخ ستينجر.
وقدم الدعم نفسه لرجال العصابات المعادين للشيوعية والذين استطاعوا في ما بعد الاطاحة بالنظم الشيوعية في نيكاراجوا والسلفادور، وهنا بدأ سباق التسلح، الذي أفلس روسيا، فقد زرعت موسكو صواريخ "اس اس 20" في قلب أوروبا مما كان يعني تغييراً في موازين القوى في تلك المنطقة الموضوعة منذ 1945، ولم يكن أحد وقتها يتوقع رد الفعل الاميركي، لكن ريغان قام بوضع صواريخ في المانيا الغربية وجعل روسيا هدفا لها، كما ساندت ادارته بقوة الحركة المناهضة للشيوعية في بولندا والمجر وتشيكوسلوفاكيا وهو ما أضعف الامبراطورية الشيوعية.
وفي عام 1982 ساند ريغان بريطانيا في حرب الفوكلاند ليؤكد الانتصار على النظام الارجنتيني العسكري، وفي عام 1985 أعطى أوامره بضرب طرابلس في ليبيا وهو الأمر الذي أدى الى تغييرات تاريخية في السياسة الخارجية الليبية، وفي عام 1987 اغرقت القوات الاميركية المعسكرة في الخليج نصف القطع البحرية الايرانية ودمرت نصف حفارات البترول وكانت نتيجة ذلك فورية عندما اوقفت ايران استهدافها لناقلات البترول الكويتية وقبلت بوقف اطلاق النار مع العراق.
ولكن دعونا نعود للحالة الراهنة، فمن الواضح ان بوش الابن يريد الانتماء لـ"الريغانية" وليس لـ"البوشية"، فداخليا قام بوش بأكبر خفض ضريبي في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية متجاهلا كل التهديدات بعجز في الميزانية، وفي سياساته الخارجية، فواضح ان لدى دبليو بوش ميلاً "ريغانياً" وقد ظهر هذا الميل في افغانستان، وهو ما أعطى شهادة ميلاد لمذهب "الاعمال الوقائية" الجديد الذي أرساه بوش الابن وهو نفس المذهب الذي أصبح لدى الولايات المتحدة بمقتضاه الحق في مهاجمة أي بلد تشك في انها قد توجه إليها أي هجوم، ولذلك فليس بالمفاجأة ان أغلب مساعدي والده السابقين بما فيهم جيمس بيكر وبرنت شوكروفت ولورانس ايجلبرجر أعلنوا معارضتهم لسياسة بوش في ضرب العراق في مقالات كتبوها وفي مقابلات تلفزيونية أجريت معهم. وليس بالغريب أيضا ان أغلب مساعدي ريغان السابقين ومنهم الكسندر هيج وجورج شولتز وكاسبر وينبرجر وفرانك كارلوتشي أيدوا ضرب العراق.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل تستطيع الريغانية أن تحيا بدون ريغان وهل لدى جورج دبليو بوش المليونير الابن لواحدة من أغنى عائلات النادي الريفي المصداقية الكافية ليصبح بطلا جمهوريا على مبادئ ذوي الياقات الزرقاء؟
فسر نجاح ريغان يرجع الى التحالف القوي الذي خلقه في قلب الطبقات العاملة الاميركية وبالذات في الولايات الصناعية بالغرب الاوسط، في حين ان دبليو بوش فاز في الانتخابات بهامش ضيق جدا، وكان الفضل يعود للولايات الجنوبية (وفي الحقيقة ان آل جور حصل على نصف مليون صوت أعلى منه)، في نفس الوقت استطاع ريغان ان ينصب نفسه زعيما للجمهوريين بلا منازع، فحتى اعضاء النادي الريفي سلموا له بالقيادة. ولذلك فكي يسير دبليو بوش على خطى ريغان فعليه أولا أن يبعد نفسه عن جمهوريي النادي الريفي. وقبل أن يسعى لتحالف دولي لمذهب "الضربات الوقائية" عليه ان يسعى لخلق تأييد اميركي داخلي كاف لاستراتيجية بالغة الخطورة مثل هذه.
وستكون انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تحل في الخامس من نوفمبر المقبل هي الاختبار الأول له، فاذا استطاع ان يحول شعبيته الظاهرة الى اصوات حقيقية للجمهوريين، فعندها يمكن لدبليو بوش أن يعيد نجاحات ريغان التاريخية، وما عدا ذلك فلن يكون أكثر من اسم في الاحصاءات التاريخية.
الشرق الأوسط اللندنية


#أمير_طاهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا وإيران .. طريقتان للحياة الإسلامية
- حينما يحال جلاد اسطنبول على التقاعد
- بن لادن مات وهذا هو الدليل


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أمير طاهري - دبليو بوش بين الريغانية والبوشية