رد على تهديدات صدام حسين على جماهير كردستان
لقد هدد صدام حسين، كعادته، جماهير كردستان، أثناء كلمة ألقاها أمام عملاء نظامه في يوم 13/11/2001، وفي نفس الوقت ناشد الأحزاب الكردية الحاكمة وحذرهم لاختيار طريق الحوار معه لحل القضية الكردية والأوضاع المعلقة في كردستان، وأشار إلى أنه في حالة رفضهم سيختار الحل العسكري لعودة كردستان. وكذلك قال: لا شيئ يمنعه من زيارة كردستان، وفي حالة عدم موافقة الأحزاب الكردية بالحوار معنا فنذهب للحوار مع الشعب الكردي المجيد، وأمر طبيعي أن يضرب الأب صفعة على ابنه ليفيقه وجره إلى الطريق الصحيح!!.
يا رئيس عصابة القتلة البعثيين (صدام حسين ) : أتظن بأنه يوجد شخص عراقي، أو حتى من غير العراقيين، من الذين راقبوا عن قرب الممارسات الوحشية التي اقترفتها أنت ونظامك على امتداد العقود الثلاثة من حكمك الأسود بحق جماهير العراق من دعاة التحرر، يشك بأن بقاء نظامك الدموي المعادي للإنسان قائم على القمع والإعدام وحربك التي دامت سنين وسنين، واستخدام الغازات السامة وتشكيل العشرات من المؤسسات القمعية ومختلف مراكز التعذيب وفرض الدكتاتورية السافرة وعمليات القتل والأنفال وذبح النساء واضافة البربرية الإسلامية إلى فاشيتكم! وبهذا الخصوص فلا أنت ولا أي مواطن عراقي له أدنى شك، بأن جماهير العراق قد أصدر في محكمته الثورية حكم الموت عليك وعلى نظامك، ويحاولون اقتناص أية فرصة كان لتنفيذ حكمهم. إن الحقيقة الراسخة عند جماهير العراق، يتمثل بعدم إمكانية حدوث عملية التغيير لصالح جماهير العراق والتيار الداعي للحرية داخل المجتمع كخطوة اولى، إلا بسقوط نظامكم الأسود ذات السجل الإجرامي وإزالته باعتباره المانع الرئيسي. إن نظامكم يشكل عائقا" في طريق أية انعطاف وتحول في المجتمع نحو إقامة مجتمع يليق بالمطالب والأماني والرغبات الإنسانية لجمالهير العراق. ولهذا فإننا ومعنا جماهير العراق نتطلع إلى ضرورة إزاحتكم من السلطة. فإذا تتذكر ولو للحظة واحدة انتفاضة شباط الجماهيرية في الجنوب وآذار في كردستان، التي إندلعت في سنة1991، ستفهم إلى أي حد يضمر جماهير العراق السخط والحقد لنظامك المعادي للإنسان، ويتحينون الفرص بغية الخلاص. وأنك رأيت بعينيك كيف أن تلك القيادة، التي تدعو جماهير العراق وكردستان بوجوب معاملتها كتاج رأسها، قد دحرت، وكيف أن مقراتهم ومواقعهم سويت بالأرض! في الحقيقة أنك ونظامك مديونان لأمريكا،لأنها سمحت، بغية عدم أنفلات الأوضاع من إرادتها، باطلاق يديكم للسيطرة مجددا" على المدن وانتزاعها من أيدي الحماهير المنتفضة في شمال وجنوب العراق وبالتالي خلق أكبر كارثة وحشية. ولأنها فرضت الحصار الاقتصادي على جماهير العراق التي تحولت إلى أداة لتلقوا بها أزمات نظامكم الخانقة على الجماهير وهذا ما ساعدكم بطبيعة الحال على إطالة عمر نظامكم.
يا رئيس الحكومة القذرة بسجلها الإجرامي ( صدام حسين): عندما تقول: إذا لم تقتنع الأحزاب الكردية بالحوار معنا فسنقوم بها مع الشعب الكردي؟! ماذ تقصدون؟ من هم الشعب الكردي؟! أتقصدون مجموعة العملاء المحيطين بكم! والذين يعتبرون شركاء مثلكم في خلق العشرات من الكوارث الإنسانية التراجيدية في كردستان ومطلوبون للمحاكمة من قبل جماهير كردستان؟!. أو تقصدون، أقرباء وأصدقاء وأبناء عشرات الالوف من الأشخاص من اللذين زال حتى آثارهم في عمليات الأنفال السيئة الصيت، بالشعب الكردي؟! أم تقصدون ذوي ضحايا حلبجة من اللذين لم يفارق رائحة غازي السيانيك والخردل لحد الآن من أنوفهم؟! أو ربما تقصدون ذوي آلاف البرزانيين اللذين أبادهم جيشك السيئ السمعة في إحدى الليالي بذريعة الدفاع عن نظامك؟!. أو تقصدون أهالي آلاف القرى اللتي أمرت بتسويتها مع الأرض؟!. أم تقصدون آباء وأمهات وإخوة وأخوات آلاف الشباب اللذين أعدمتهم أمام أعين آبائهم وأمهاتهم ومن ثم حملت ذويهم تكلفة الطلقات التي تم بها إعدامهم، وبالتالي منعتهم حتى من تلقي التعازي؟!. أم تقصدون أقرباء وأصدقاء آلاف المناضلين والشرفاء من االلذين فارقوا الحياة تحت التعذيب في سجون ومجازر أبوغريب والموصل ونكرة السلمان والهيئة التحقيقية الخاصة في كركوك وطوارئ السليمانية؟!. هؤلاء يشكلون الشعب الكردي، وهم اللذين قدموا الإجابة لك ولنظامك في آذار 1991. وعليه فأنك ونظامك، ليس في كردستان فقط، بل في عموم العراق أيضا" غير شرعيان، وأنكم باقين لحد الآن بقوة السلاح واستبداد السلطة جاثمين على رؤوس الجماهير. أنكم لستم فقط ذلك الطرف الذي لا يمكن الدخول معهم في الحوار لحسم القضية الكردية، بل يجب بالحضور الجماهيري في الميدان وعن طريق ثورة العمال وجماهير العراق الذي يتطلع لغد أفضل، إسقاط نظامكم وحتى دفنه بعيدا" عن أنظار المجتمع. إن الممثلين المنتخبين والشرعيين من قبل جماهير كردستان مع إحدى المراجع الدولية مثل منظمة الامم المتحدة يمكن أن يشكلون طرفا" في إدارة وتنظيم عملية استفتاء جماهيري عام وحر في كردستان وبعدها اضفاء الشرعية على نتيجتها مهما كانت، للاقرار على المصير السياسي لكردستان وتشكيل دولة مستقلة لجماهير كردستان. فإذا كانت إجابة الأحزاب الكردية الحاكمة، هو الموافقة على دعوتكم، فلا بد بأنهم سيواجهون موجة من اعتراض وسخط عميقين وواسعتين لجماهير كردستان وسيواجهون أيضا" مصيرا" مجهولا". هذا هو نداءنا لكما.
طاهر حسن
15/11/2001