أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف نصرت الهرمزي - فلسفة التغيير















المزيد.....


فلسفة التغيير


سيف نصرت الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 05:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فلسفة التغيير
المقدمة Introduction:

شاع الاعتقاد بان التغيير يؤدي الى الارباك والاضطراب وربما يصل الامر الى حدوث الازمات والكوارث ، خاصة وان الارباك والتخلل الذي ينتج عن ظاهرة التغيير لا يقتصر تأثيره السلبي على الجوانب غير الملموسة المعنوية بل يتعداه الى التأثير السلبي ليلوح المجال المادي .
تعد ظاهرة التغيير القضية الأولى في عالم اليوم ، عالم المتغيرات السريعة ، عالم لا تهدءا حركته أو تتوقف ، و تتجلى ظاهرة التغيير كذلك في حياتنا اليومية ، ومن حولنا ، وقد يظهر في صور متعددة ، كالتغيير في الأوضاع الاقتصادية ، الاجتماعية ، السياسية ، التكنولوجية و في أنماط التفاعلات الدولية بمختلف اشكالها ، التي تعد جزء من هذا العالم المتغير بصفتها نظام مفتوح على البيئة المتواجد فيها ، هذا ما يجعلها تتفاعل مع التغيرات الجارية فيه ، وذلك لتحقيق التوازن المطلوب، عن طريق التغيير.
وفي ضوء الفرادة التاريخية انه من دون شك ان اهم ما اشرته ظاهرة التغير في هيمنة الامبراطوريات المندثرة امثال الاغريق والرومان ... الخ ، وعلى ما يبدو ان الاقوام وضعت معطى التغيير في اطار الظاهر والملموس والتعامل معه ، ولعل اعلى ما يجذبنا في استقراء الاحداث والمتغيرات بان البشر هم مادة التغيير وهم صُنّاعه ، وان العالم الذي يعيش فيه البشر هو ساحة التغيير وادارته وان المستقبل الذي نتطلع اليه وتنشده الكثر من الدول والامبراطوريات اصبح وامسى رهان البشر والزمن .
والمتعمق في جذور التغيير الادائي يجده ظاهرة متجذره ومتجدده باعتباره سببا رئيس في اعادة ورسم النظام الدولي على اشكال مختلفة وباطر متعددة كذلك ، ولان العالم بمختلف الحقب والازمان يعيش حالة مستمرة من التغيير تختلف سرعته مع التقدام بل نجزم اننا نعيش في التغيير المتلاحق الذي يصعب تحديده او تصوره بسبب الحجم الهائل المتواتر الذي يصيب اجزاء حياتنا اليومية على مستوى الفرد ومستوى النسق العالمي وصولا الى تلاشي الحدود الفاصلة للزمان والمكان .
والتاريخ البشري أرانا الكثير من النماذج التي تمثلت بأمم وحضارات ارتفعت في بعض المراحل الزمنية وارتقت ولكنها ركدت وجمدت في مراحل أخرى وسقطت، يقول الإمام السيد الشيرازي(دام ظله):«أما المجتمع الراكد فهو الذي يقف في مكانه بدون تجديد في فكر أو صنعة.. في المجتمع الراكد يركد كل شيء ويسير الزمان ببطء وتخلو الحياة عن التجدد ويكون كل فكر جديد وحركة جديدة موضع الاعراض.. المجتمع المـــتصاعد لابد أن يــــكون التصاعد مـــن ذاته وكل جديد يزيد الاجتماع تصاعداً وتحركاً إلى الأمام.
 فلسفة التغيير Philosophy of change:
ان فلسفة التغيير فلسفة عميقة من الصعب تحديدها في سطور او مؤلف وذلك لامتدادها الزمني منذ وجود الخليقة ، وأن المنهج الفلسفي يتضمن تعميما يتجه من العيني الى الكلي .وهذا التعميم يقوم على الوصف أكثر مما يقوم على الاستنباط ، يرى أن الاستنباط ليس الا وسيلة مساعدة للتحقق لا ينبغي أن تكون له الاولوية في المناهج الفلسفية . والمنهج المسمى بمنهج التعميم الوصفي الذي يتخذ شكل وصف البنية "الستاتيكية Static"، يضع مكان الوصف المورفولوجي وصفا للعملية الديناميكية للحياة القائمة على الحركة والتغيير ،في بدايات المناظرات والمجادلات بين فلاسفة الوجود والتغيير امثال ( طاليس، فيثاغورس، هرقليطس) وفلاسفة الثبات امثال (بارمنيدس، وملسيوس )، كان اعتقاد "طاليس Thales" بان:((التغيير بين الليل والنهار يرجع الى ان الشمس قرص طافي على سطح البحر)) وعرفه "هرقليطس Heraclitus" بان التغيير هو ذلك الزمان الموجود الأزلي ألذي هو عبارة عن التغير المستمر للموجودات فهو بذلك يكون الزمن مقدار للحركات والسرعة لهذه المتغيرات حيث قال بمقولة الفلسفية ((أن كل شيء في تغير ألا التغير فهو ثابت لا يتغير)) غير له معاني كثيرة وتشمل مواضيع كبيرة أيضا فهو يدخل في كل شيء .. والثبات موجود وبقوه فهو في وجهة نظري (المحرك للتغير) فالثبات طريق والتغير هو السائر، دار جدل بين ثلاثة فلاسفة : قال الأول "هيرقليطس Heraclitus" أن كل شيئ متغير وأن التغير سابق للثبات ، وقال الثاني "زينون Zenon" أن كل شيئ ثابت وأن الثبات يسبق الحركة .. أما الأخير فهو صاحب المدينة الفاضلة " أفلاطون Plato" يقول ((أن العوالم عالمان .. عالمنا الذي نعيش فيه والعالم الذي ينتظرنا .. أما عالمنا الذي نعيش فيه فهو عالم التغير ويستمد طاقته من عالم الثبات (عالم المثل))، فالعالم الآخر الذي يتحدث عنه أفلاطون هو العالم الذي لا يوجد فيه تغير بل هو عالم الثبات .. المليئ بالكمال والخلود والمثالية وهو العالم المناظر للعالم المتغير، والمتطلع للحياة يجد التغيير سنة من سنن الله في الكون، وهو ضد الثبات ، كما أنه تعبير عن حركة دائمة تكتنف المخلوقات على شكل تراتبية تنازلية وتصاعدية .
والحقيقة ان العلم الذي يكون عن طريق العلل هو علم كلي ثابت دائم لأنَّ العلل كذلك دائمة ثابتة لا تغيّر فيها كما أنَّ العلم الحاصل عن طريق المعلول لا تغيّر في صورته العلمية، وعلى هذا الأساس يثبت بأنَّ العلم الحسي لا يكون كلياً .ولا يخفى فإنَّ هذه المسألة مبنية على النظر المشائي الذي ذهب إلى أنَّ هذه المفاهيم مأخوذة من مصاديقها المادية، وحيث إنَّ هذه المصاديق متغيرة فتكون هذه العلوم تابعة لها في التغيّر، وذلك نظير علمنا عن طريق الرؤية (بحركة زيد ما دام يتحرك)، وبمجرد توقف الحركة يتغيّر هذا العلم .
عرف "أفلاطون Plato" التغيير بمعنى الزمان بأنه مقدار الحركة في الموجودات التي هي صورة للمتغيرات وأن الزمان اعتباري ابدي وأنه مخلوق ليس له نهاية وليس له بداية وليس له حيزاً وغير مقسم الى اجزاءه الثلاثة وانما يكون كذلك عند البشر على اساس صورة الزمان الجوهرية لكون الجواهر لها الأعراض تعرف من خلالها فأن ألعرض لهذا الزمان هو قياس الزمان ومعرفته من خلال الحركة والمتابعة لكل من حركة الأفلاك يكون الزمان معروف المقدار عندما خلق الله هذا الكون وهذا لا يعني بعدمية الزمان قبل ذلك و أنما هو أبديته وأزليته وأن استمراره ليس بالزمان وألا لزم افتقار الزمان الى زمان أحر و أنما استمراره لأنه من قبل علة تامة وهو الله سبحانه وتعالى.
ويرى "أرسطو "Aristotle أنه مقدار الحركة وهو ما يسمى "بالنقلة" حيث أن الزمان مرتبط بالمكان وهذه الحركة التي يتم الانتقال بها من مكان الى آخر انما يتم بها تحقق الزمان وتغيره فالزمان يكون هو مقدار الحركة وهذه الحركة أنما تنوجد بوجود المكان والذي يوجد بوجود الأجسام وأنه اعتباري نسبي وان البدن البشري هو ألذي جعل للزمان محدودية ووعاء بما يتلائم مع مادية الجسم فأن الزمان ذلك الجزء الجوهري من العالم لا يمكن للبشر أن يشعر بجوهريته ألا من خلال ألتجرد من المادة. اما "كارل ماركس فقد كان من السباقيين لدراسة هذه الظاهرة التي غيرت كل شيء في المجتمع الأوربي وربط التغيير الاجتماعي بالعامل الاقتصادي , وذلك باعتباره فيلسوفاً, واجتماعياً, واقتصادياً. لقد زعم ماركس أن وراء كل تلك التغييرات والتحولات الاجتماعية عوامل اقتصادية بحتة. مدعياً أن هناك ثلاث عوامل اقتصادية تحرك المجتمع وتدفعه للأمام, وذلك حسب نظريته المادية التاريخية (historical materialism) , "Karl Marxفقد قال (ليست مهمة الفلسفة تفسير العالم وانما تغييره)).
وتأصيلاً لذلك فان النظرة الدهرية المطلقة للزمن قد تغير وحلت محلها النظرة النسبية ، اذ ينظر للزمن واكنه مرتبط بظاهرة التغيير ، فبدون الزمن يفقد التغيير دلالاته اذ ينتفي الوعاء الذي يحتضن التغيير، وبدون التغيير يتوقف الزمن ، اذ يمثل التغيير مؤشرا لكل الانتقال والتتابع والتواتر.
تنطلق مقولة ماركس هذه من فرضيات عديدة وتحتمل تفسيرات عديدة كما يلي:
 أن مهمة الفلاسفة هي تغيير التاريخ
 أن جل الفلاسفة - السابقين - قد تخلوا عن مهمة تغيير التاريخ
 أن جل الفلاسفة - السابقين - قد اكتفوا بمهمة فهم التاريخ
 ان المهمة الصحيحة المطلوبة حاليا هي تغيير التاريخ لا فهمه
 أن هناك قدر من التضارب بين مهمة فهم التاريخ وبين مهمة تغيير التاريخ
 أن فهم التاريخ ربما يعيق تغيير التاريخ
 أن تغيير التاريخ أهم من فهم التاريخ
 أن التغيير المطلوب للتاريخ هو مسألة واضحة ومحددة لا تتطلب سوى التركيز عليها. فهي لم تعد تتطلب فهم، بل تتطلب البدء فيها فورا، دون تضييع وقت في تلكؤ الفهم.
 أن تغيير التاريخ بل وفهم التاريخ هي مسائل إراداوية تخضع لرغبات الفلاسفة، بحيث يمكن لهم إختيار هذه أو تلك
 أن فهم التاريخ هي مهمة عفا عليها الزمن، بحيث أصبح المطلوب حاليا وبإللحاح هو تغيير التاريخ وليس فهمه.
 أنه من الممكن تماما تغيير التاريخ، في حال اتخاذها كمهمة ملحة للفلاسفة.
 أنه بإمكان الفلاسفة تغيير العالم بدل الإكتفاء بتفسير وفهم العالم.
وعليه اذا كان العلماء قد اتفقوا على كون التغيير ، عملية جوهرية وحتمية الا انهم تفاوتوا في ابراز الياته واسبابه ومسباته الانية والبعدية ، ولعل ابرز دليل على الاشكالية الادراكية للرؤى الفلسفية في الفكر الفلسفي التقليدي باعتبارها رؤى ميتافيزيقية التي تصور التغيير على انه صفة طارئة عارضة يتميز بها عالم الحس والمادة عن عالم المثل والحقيقية ، الامر الذي كان سببا رئيسا وراء تعالي الاصوات التي توهم الاخرين على استحالة احداث التغيير الايجابي لاقتراب التغيير من الفلسفة المثالية المطعمة بأصداف الواقع التي ترعرعت فيه.
وهكذا فإن استخدامنا لمصطلح التغيير يقصد به حالات التحول التي يخوضها المجتمع بعمومه للانتقال إلى أوضاع أفضل تمكنه من الانطلاق إلى المستقبل، لكن ليس كل تغيير يكون نحو الافضل وهذا يدخل في باب التغيير المقصود وغير المقصود ، او كون هذا التغيير خيار ام بديل . وان حالات التحول التي يخرج منها المجتمع - بأفراده ومؤسساته وهيئاته وصولا الى مركز قرار الدولة والتفاعلات الدولية في النسق الدولي - أكثر إيجابية وفاعلية وقوة وقدرة على إدارة شئونه، وعلى محاسبة قيادته ومكافئتها ومعاقبتها، وعلى التصدي لمحاولات كبته أو قهره. ومن ثم فإن حالات التحول التي يتم فيها استبدال قلة مسيطرة متحكمة بقلة أخرى دون المشاركة الإيجابية والفعالة من قبل وحدات المجتمع المختلفة لا تدخل في نطاق مصطلح التغيير الذي نردده في الادبيات الأكاديمية التي تتطلع الى التغيير الامثل لندخل في بوتقة الأمثلة سواء في حدودها الدنيا او العليا وهي تكتنفها مكنونات المصلحة المنشودة لتحقيق المرجو والمطلوب.

 تعريف التغيير defined the Change :
التغيير هو الشيء الذي لا يمكن تجنبه في الحياة الإنسانية، إذ تعيش المجتمعات باختلافها التغيير في مجالات كثيرة مما دفع بالمؤسسات الاقتصادية إلى دراسة التغيير و العمل على مواكبة التغيرات المختلفة في البيئة و الاستفادة منها من خلال تسيير عمليات التغيير فيها نحو مستويات أفضل، والتغيير لغة في المعجم الوسيط هو " جعل الشيء على غير ما كان عليه"، واصطلاحاً يعرف في العلوم الاجتماعية على أنه "التحول الملحوظ – في المظهر أو المضمون – إلى الأفضل".وفي اللغة العربية نجد أن تعريف التغيير لا يختلف كثيرا عن التعريف الإنكليزي للمصطلح أو تفسيره. فالتغيير مصدر يعبر عن صيغة مبالغة مشتق من الفعل (غيّر) الشيء بمعنى حوله وبدله بآخر، وأيضا جعله غير ما كان عليه في السابق، وتغيّر: تحول وتبدل.
ويعرف التغيير ادرياً على انه ((التحول من حال إلى حال، والتغيير في المنظمات أو التغيير النظمي يعني التحول أو التنقل أو التعديل من حال إلى حال أخرى)) ويعرف التغيير أيضا: ((هو مجموعة من ردود الفعل التي تستهدف مواجهة ما يحدث من تغيرات في البيئة، عملا على استعادة التوازن ))ويعرف التغيير بانه(( عملية طبيعية، تقوم على عمليات إدارية معتمدة، ينتج عنها إدخال تطوير بدرجة ما على عنصر أو أكثر، ويمكن رؤيته كسلسلة من المراحل التي من خلالها يتم الانتقال من وضع حالي إلى وضع جديد))
ويعرف التغيير في علم الاجتماع على انه ( (انتقال المجتمع بإرادته من حالة اجتماعية محددة إلى حالة أخرى أكثر تطوراً)) بمعنى الانتقال بأي تجمع بشري إلى الأمام، وبناء قدرته على الفعل، هي حالات التحول التي يخرج منها المجتمع - بأفراده ومؤسساته وهيئاته- أكثر إيجابية وفاعلية وقوة وقدرة على إدارة شؤنه، وعلى محاسبة قيادته ومكافئتها ومعاقبتها، وعلى التصدي لمحاولات كبته أو قهره. ومن ثم فإن حالات التحول التي يتم فيها استبدال قلة مسيطرة متحكمة بقلة أخرى دون المشاركة الإيجابية والفعالة من قبل وحدات المجتمع المختلفة .

 المفاهيم المقاربة للتغيير Conceptual approach to change
يمكن البحث عن معاني متعددة للتغيير، إذ يمكن أن يفهم بشكل عام ومجرد بدلالة التحول والانتقال من حالة إلى أخرى مختلفة عنها، أو أن يؤطر بشكل أكثر تحديدا في كونه يشير إلى تسلسل مستمر من الاختلاف في مظاهر الحالة عبر الزمن، بيد انه لا يجب الخلط بين مفهوم التغيير وبعض المفاهيم التي هي جزء منه أو ذات صلة مباشرة به على الرغم من أن البعض ينظر إليها على أنها مناظرة أو مرادفة له. فمثلا يمكن الإشارة إلى بعض المصطلحات القريبة من مفهوم التغيير مثل: الانقلاب والتحول والتعديل والانتقال والتغير أيضا. وبقدر تعلق الأمر بالتفسير الإنكليزي لمعنى التغيير، نجد أن هذا التفسير حاول أن يوجد فرقا جوهريا بين كلمتي التغيير والتغير أسوة بالتفسير العربي. فالتغيير في اللغة الإنكليزية هو (Change) أما التغير أو ما يترجم في أحيان عديدة على انه تحول فقد استخدم له مصطلح (Changeability) أي القدرة على التغيير، وأيضا مصطلح (Mutation).
فبالنسبة للكلمة الأولى نجد أنها تحمل معنى يختلف عن ( التعديل –Alter) وكذلك (التحسن- Modify) وغيرها من المعاني التي تفيد معنى التمييز. وعليه فالتغيير في اللغة الإنكليزية هو استمرار حالة الاختلاف والتي تطبع سمات ظاهرة معينة مقارنة بمدة سابقة للظاهرة نفسها وليس لغيرها، وهنا يكمن المعنى الحقيقي للتغيير فهو مرتبط بظاهرة أو نظام ما تتعرض سماته العامة أو أجزاء منه الى حالة اختلاف مقارنة بالمدة السابقة له بغض النظر عن الأمد الزمني، بحيث نقول أن الاختلاف الموجود بين المدتين فضلا عن استمرار الاختلاف لمدد أخرى متلاحقة هو ما يعبر عنه بحدوث حالة التغيير، أما الاختلاف كمصطلح فيستخدم للمقارنة بين سمات حالة وحالة أخرى لا تتشابه معها في صفاتها الكلية، أما كلمة تعديل Alter)) فيقصد بها الحالة المقصودة التي طرأ عليها نوع من الاختلاف في بعض سماتها وليس في مجموعها الكلي، حتى وان كان التعديل طفيفا كونه بشكل عام يعبر عن حدوث حالة تغيير. أما التحسن Modify)) فيعني أن التغيير الذي طرأ على الحالة المعنية إنما نحو الأفضل وليس الأسوأ، عكس الحالة التي تعني التغيير نحو الأسوأ التي يستخدم مصطلح التراجع للتعبير عنها.
ومن المصطلحات المقاربة جدا لمفهوم التغيير هو التغير بدلالة (Changeability) لهذا هو يقترب كثير من مفهوم التغيير من الناحية الاصطلاحية ، لكنه في الواقع يختلف من الناحية اللغوية ، فالتغيير مسالة غير ارادية في الحدوث عكس التغيير فهو مسالة ارادية الحدوث بمعنى ان التغيير سلوك واعي في التغير وهذا ما سنتحدث عنه في موضوع التغيير المقصود والتغيير الغير مقصود.
وكذلك ياتي بمعنى التغيير التحول (converting) اي التغير من حال الى حال اخر جديد بمعنى (( فن التحول من نقطة معلومة الى نقطة معلومة اخرى ، فيؤخذ بصورتين الاولى بدلالة تغيير صورة الشيء ذاته، او اخذه باعتبار استبدال الشيء بغيره)) و كما يقترب مفهوم التغيير من الاصلاح (reform) والتطور(developing) التي تستخدم بشكل تبادلي.




المصادر :

1. القاموس العربي ، هيئة الابحاث للترجمة ، دار الراتب الجامعية ، ط1 ، بيروت ، 1998.
2. إبراهيم مصطفى و اخرون ، المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية ، الجزء الاول ، بلا .
3. منعم صاحي العمار ، الافتتاحية ، في فلسفة التوجه نحو المستقبل ، قراءة في دروبه ، مجلة قضايا سياسية ، جامعة النهرين، كلية العلوم السياسية ، العددان 23/24 ، 2011 .
4. محمد بهجة جاد الله كشك ، المنظمات و أسس إدارتها ، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، الطبعة الأولى، 1999.
5. وليد عبد الحي ، الدراسات المستقبلية في العلاقات الدولية ، المركز الثقافي العربي،ط1، الجزائر 1991.
6. جيترار جهامي ، فهوم السببية بين المتكلمين والفلاسفة بين الغزالي وأبن رشد : (دراسة وتحليل)، منشورات دار المشرق، ط2 بيروت ، 1977.
7. عماد مؤيد جاسم محمد المرسومي، أثر دراسة قوى التغيير في استشراف مستقبل الدولة القومية -التنمية البشرية أنموذجا، اطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلية العلوم السياسية جامعة النهرين ، 2006.
8. محمد حسين الطباطبائي، نهاية الحكمة، مؤسسة النشر الإسلامي ، ايران- قم ، 1992.
9. حسام الألوسي ، الزمان في الفكر ألديني والفلسفي وفلسفة العلم ، المطبعة ألمؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط 1 ، بيروت ، 2005.
10. منعم صاحي العمار ، التفكير الاستراتيجي وادارة التغيير، محاضرة القيت على طلبة الدكتوراه ، قسم الاستراتيجية ، كلية العلوم السياسية ، جامعة النهرين ، 2008-2009.
11. قاموس المعاني، على شبكة المعلومات الدولية الانترنيت :
http://www.almaany.com/
12. نظرية التغير الاجتماعي عند مالك بن نبي و كارل ماركس، انظر شبكة المعلومات الدولية الانترنيت ، http://30dz.justgoo.com/t535-topic
13. أمير الغندور، مهمة ماركس: التغيير لا الفهم - تفكيك الماركسية ج 3، الحوار المتمدن- العدد: 3436 - 2011 / 7/24، على شبكة المعلومات الدولية الانترنيت: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=268552



#سيف_نصرت_الهرمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليات التغيير الناعمة


المزيد.....




- السعودية.. مكتب محمد بن سلمان ينشر فيديو على قارب وينعى بدر ...
- السعودية تقتص من الغامدي بقضية وفاة شعيب متأثرا بطعنة آلة حا ...
- ماكرون يواصل -غموضه الاستراتيجي- تجاه روسيا
- أميت شاه: استراتيجي هادئ، يخشاه الجميع، وكان وراء صعود مودي ...
- عالم روسي يتحدث عن تأثير التوهج الشمسي
- مركبة كيوريوسيتي تكتشف ماضيا شبيها بالأرض على الكوكب الأحمر ...
- أسباب الرغبة الشديدة في تناول الجعة
- أيهما أسوأ، أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم الداعمين الغربيين لتل ...
- البيت الأبيض يعترف بأن المساعدات الأمريكية لن تغير الوضع في ...
- تقارير: لا اتفاق حتى الآن في مفاوضات القاهرة بشأن غزة والمنا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف نصرت الهرمزي - فلسفة التغيير