أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخليل - أزمة الثقافة














المزيد.....

أزمة الثقافة


أحمد الخليل

الحوار المتمدن-العدد: 1082 - 2005 / 1 / 18 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


منذ عشرات السنين ونحن نتحدث في الجلسات والملتقيات ووسائل الإعلام عن أزمة المسرح وأزمة السينما وأزمة الكتاب، ونادرا ما يتم التركيز على أساس هذه الأزمة المستعصية منذ عقود، وكل الأطراف المعنية في قضية الثقافة والفن تدخل في صراعات لا طائل منها واتهامات باطلة تزيد من الأزمة وتسعد من بيده الحل ولا يريد تقديمه فتتحول القضية الثقافية إلى مجرد قضايا شخصية وخلافات بين القائمين على المؤسسات الثقافية والمبدعين من أدباء وفنانين.. ورغم تبدل الأشخاص القائمين على رأس المؤسسات الثقافية ومنها مؤسسة السينما إلا أن الأزمة تفاقمت ومؤهلة للتفاقم باستمرار، ولم يبق من المؤسسات الثقافية والفنية على أرض الواقع سوى الجانب الاحتفالي والكرنفالي الذي يزيد من الورم الإعلامي الخبيث على حساب صحة الجسد الثقافي المرشح لمزيد من الاعتلال...
في كل بيان وزاري ثمة فقرة مقتضبة عن أهمية الثقافة والفن كونهما يبنيان الإنسان والحضارة والحاجة المستمرة إلى دعمهما إلى آخر ما هنالك من جمل إنشائية لاتقدم ولا تؤخر في الشأن الثقافي، وفي كل موازنة جديدة نرى حصة الثقافة والإعلام هي الأقل، رغم كل الظروف المحيطة بنا وضرورة التسلح بخطاب ثقافي تنويري متعدد وفن يرتقي بذوق الإنسان ويطور إحساسه بالجمال وبقيم الخير والعدالة والإنسانية، لكون الأسلحة الأخرى دخلت مرحلة الصدأ وأثبتت عجزها عن المواجهة، ولكون الثقافة هي الحصن الأخير المدافع عن حضارتنا وهويتنا ووجودنا ..
ونسأل هنا هل شخص الوزير أو المدير هو الأساس بالنهوض بالوضع الثقافي والفني والإعلامي في البلد رغم أهمية عنصر الكفاءة في شخص الوزير أو المدير؟
لأكثر من عقد وبحكم مهنتي واهتمامي أتابع الحركة المسرحية والسينمائية والثقافية عامة في بلدنا، وخلال هذا الزمن نادرا ما كنت أرى مسؤولا يحضر نشاطا ثقافيا أو فنيا، إلا إذا كان هذا النشاط تحت رعايته ، وهذا يعكس أمرا في غاية الأهمية وهو مدى تقدير واحترام بعض المسؤولين لقضية الثقافة والفن ومدى إدراكهم لضرورتها في التنمية والتطوير وتأهيل الإنسان ليكون كفؤا في أي عمل يؤديه ..
بالمقابل يكون مصير المثقف الإهمال والتهميش والفقر والانعزال وربما الهجرة،
وهذا الأمر ينعكس بشكل واضح في ميزانيات وزارتي الثقافة والإعلام ، حيث لا تشكل ميزانية وزارة الثقافة أكثر من 1% من الميزانية العامة،كما تم تخفيض ميزانية وزارة الثقافة مؤخرا( 25 % ) فهل نستطيع تأسيس صناعة سينمائية متطورة ومسرحا راقيا بهكذا ميزانية هزيلة يذهب أغلبها كرواتب للموظفين، وكيف يمكن أن نقنع مخرجا مسرحيا بالعمل لمدة أربعة أشهر كحد أدنى بين بروفات وعروض بأجر لا يتجاوز (35 ) ألف ليرة سورية وبعد ذلك نستغرب من هروب الفنان والمخرج إلى الدراما التلفزيونية ؟!! بينما هذا المبلغ يتقاضاه الفنان عن حلقة تلفزيونية واحدة فقط!!
إن ميزانية مسلسل كربيع قرطبة الذي أنتجته سوريا الدولية يكاد يساوي ميزانيتي مديرية المسارح ومؤسسة السينما، كما أن أجر النجم الشهير (مارلون براندو) عن دوره في فيلم القيامة الآن رغم صغر الدور يساوي ميزانية مؤسسة السينما !!
إن هامش التحرك المتاح أمام المدير أو الوزير لا يتعدى العشرة بالمائة!! فكيف يمكن إنتاج عشرة أفلام سينمائية سنويا مثلا بمبلغ لا يتعدى الثلاثين مليون، وأكاد أجزم أن أي مدير من مصلحته أن يقال أن في عهده أنتج مئة فيلم مثلا للسينما السورية وأن في عهده شهدت السينما ازدهارا ملفتا، فقبل تغيير مدراء المؤسسات الثقافية ينبغي وضع الميزانيات اللائقة بنهوض سينمائي ومسرحي يليق بحضارتنا وأيضا تغيير الأنظمة والقوانين الناظمة لعمل المؤسسات الثقافية وتشجيع رجال الأعمال للاستثمار في السينما والمسرح من خلال إعفاءهم من نسبة من الضرائب كما في بعض البلدان حيث يتسابق رجال الأعمال لدعم الثقافة والفن، وبعد رفع ميزانيات السينما والمسرح وإنشاء صالات لائقة وتغيير القوانين حاسبوا المدراء إن هم لم ينتجوا ثقافة وأفلام مسرح أو أعاقوا عملية الإنتاج الثقافي
..إن أعضاء حكومتنا الموقرة يتناسون أن الثقافة هي وزارة الدفاع الحقيقية في هذه الظروف الحرجة وفي ظل هذا الحصار على بلدنا فأي جائزة يحصل عليها عرض مسرحي أو فيلم سينمائي في مهرجان عالمي أو عربي هي بمثابة(هجوم) حضاري وثقافي ومساهمة حقيقية في حوار الحضارات وتقريب الشعوب من بعضها البعض والتخفيف من الكراهية التي تبثها السياسة كل يوم عبر الفضائيات والحروب، والثقافة هي من تقنع الآخر بعدالة قضايانا ورقي حضارتنا وتغيير الصورة المكرسة لدى الآخر عن العرب والإسلام.
عندما زار السيد رئيس الجمهورية تركيا مؤخرا اصطحب معه فرقة انانا إيمانا منه بدور الفن في التقارب بين الشعوب والدول ، وعندما باشر الدكتور عماد مصطفى مهمته كسفير لسوريا في واشنطن بدأ حواره مع المجمع الأمريكي بالموسيقا حيث عزفت فرقة المعهد العالي للموسيقا في عدة ولايات أمريكية وهل هناك مدخلا أفضل للحوار مع الشعب الأمريكي غير الفن ؟!!
ونأتي هنا بمثال قريب وهو فيلم آلام المسيح للنجم الاسترالي ميل جيبسون والذي كما أعتقد أفاد العرب وقضيتهم بشكل غير مباشر أكثر بآلاف المرات من كل الخطب الطنانة على مدى نصف قرن !
مفارقة !!
يوجد في دمشق حوالي ثمانمائة (800 ) جامع أغلبها تم بناؤه في سبعينات القرن الماضي بينما هناك وبنفس المدينة صالتي مسرح وسينما واحدة تعود لمؤسسة السينما وعدة صالات سينما قطاع خاص لايتجاوز عددها أصابع اليد، فهل التدين والعبادة بحاجة إلى بنية تحتية أما الثقافة فليست بحاجة إلى هكذا بنية؟!
وأخيرا..
فإذا أردنا إنتاج ثقافة جادة وإعلام متطور ومؤثر ابسطوا يدكم قليلا فمصارفنا لديها مئات المليارات المجمدة دون أي خطط استثمارية أو مشاريع تنموية وأفضل حقل للاستثمار هو الإنسان صانع الحضارات والمدنية،فهل حكومتنا الرشيدة تستجيب وتضع على رأس أولوياتها دعم الثقافة ؟



#أحمد_الخليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماسك يوضح الأسباب الحقيقية وراء إدانة ترامب في قضية شراء صمت ...
- خيوة التاريخية تضفي عبقها على اجتماع وزراء سياحة العالم الإس ...
- بين الغناء في المطاعم والاتجاه للتدريس.. فنانو سوريا يواجهون ...
- -مرضى وفاشيون-.. ترامب يفتح النار على بايدن و-عصابته- بعد إد ...
- -تبرعات قياسية-.. أول خطاب لترامب بعد إدانته بقضية الممثلة ا ...
- قبرص تحيي الذكرى الـ225 لميلاد ألكسندر بوشكين
- قائمة التهم الـ 34 التي أدين بها ترامب في قضية نجمة الأفلام ...
- إدانة ترامب.. هل يعيش الأميركيون فيلم -الحرب الأهلية-؟
- التمثيل التجاري المصري: الإمارات أكبر مستثمر في مصر دوليا
- -قدمت عرضا إباحيا دون سابق إنذار-.. أحد معجبي مادونا يرفع دع ...


المزيد.....

- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخليل - أزمة الثقافة