قوة الاحتمال تهزم بطش الاحتلال

فايز صلاح أبوشمالة

الحوار المتمدن-العدد: 1080 - 2005 / 1 / 16 - 10:35
المحور: القضية الفلسطينية
    

عندما يغلق شارون معبر البضائع (كارني) في منطقة المنطار بقطاع غزة يكون قد غلّق على إسرائيل السبل إلا من سبيل الانسحاب دون شروط، ودون تنسيق يسعى إليه جاهداً، إن إغلاق المعابر نتيجة لعجز المحتل عن مواجهة إبداعات المقاومة، وفيه آلية ضغط تهدف إلى تحريف مسمى المجرم الذي يصب حقده على المدنيين، ويوفر المبرر لأولئك الذين سيظهرون على الشعب الفلسطيني بالقول والتنظير الباطل، والمقولات التي يرددها الغاصبين، أولئك الذين سيتهمون المقاومة الفلسطينية بأنها وراء إغلاق معبر البضائع، مثلما كانت المقاومة البطولية وراء إغلاق معبر المسافرين في رفح، متناسين ومتجاهلين أن المحتلين، هم من يغلق الأرض و السماء، ويقتل البشر، ويهدم الحجر، ويقلع الشجر، وأن مقاومة المحتلين مشرّعة من السماء، ومشهرة على الأرض، ولا يقبل بالمحتلين إلا كل ذليل، وأن لكل فعل رد فعل، وأن من سعى إلى التحرر عليه أن يتحمل تبعات ذلك، من التدمير والتجريف، والإغلاق، والهدم، والقتل، والجرح، والأسر، وكل ما يفكر به قاتلنا من وسائل، وما عدا ذلك فهو طالب خنوع، وراضٍ بالركوع لغير الله.
إن الإرهاب من طبع الاحتلال لا بسبب المقاومة، أما من يتوجع من الإغلاق ومن صعوبة تحمل الإيذاء المادي، فعليه أن يستعين بالله والصبر والتجلد لا أن يلوذ بالتشكي والتأوه، لأن صاحب الشكوى الحقيقة لا يتشكى، فمن فقد الولد والبيت والأرض والشجر ومصدر الرزق، ومن ضحى بزهرة العمر، ومن يقبع في الأسر، ومن فقد أحد أطرافه، كل أولئك لا يتأوهون، ولا يصرخون، ولا يستغيثون بترياق القاتل، الذي يولول هم أولئك الذين تضررت بعض مصالحهم، وبعض مكاسبهم، وتأخر صرف مهام أسفارهم، فراحوا يتهمون المقاومة بأنها السبب في إغلاق المعبر، ويبرئون الاحتلال الذي يكبلهم بالأغلال، فهل كان الاحتلال قبل ذلك يسهل العبور والسفر والتنقل للجميع، أم أن ما فسد كله قد فسد جزؤه.
ولكي أطمئن أولئك المولولين أقول: لن يتأخر شارون في إغلاق معبر البضائع مثلما فعل بمعبر المسافرين، والسبب يعود إلى أن الضرر الذي سيلحق بإسرائيل من الإغلاق، يكاد أن يعادل الضرر الذي سيلحق بالفلسطينيين، وأن التجار اليهود، والتجارة اليهودية، والمصلحة الإسرائيلية العليا تقتضي أن لا يطول إغلاق معبر البضائع، وإن طال، فالشعب الفلسطيني لها وإن عظمت، والاستعانة بالله على الشدائد التي تجلب الكرامة أهم من العويل كاللواتي يستعطفن عابر السبيل، لأن البديل عن الاحتلال هو الاستلام، وشعار المرحلة يجب أن يكون: الاحتمالُ يهزم الاحتلالِ، ولا يقر بغير ذلك إلا كل خوارٍ مختال.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات