أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادر بشير بابان - حصاد الخيارات اصبح تصعيد في تصعيد














المزيد.....

حصاد الخيارات اصبح تصعيد في تصعيد


عبدالقادر بشير بابان

الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بات العالم يواجه موجه من ثقافة التصعيد على الكثير من المحاور وفي مختلف مناحي الحياة الاجتماعية منها والسياسية والاقتصادية والاعلامية والقيمية ؛ وعلى مستوى الحكومات والشعوب على حد سواء بسبب الانفتاح غير المدروس على سيناريوهات مختلفة ماأدى الى ظهور مفاجآت حادة غير متوقعة في تفكير وسلوك الناس من افتعال للازمات الى الاساءة والتنكيل بالاخرين الى صناعة فبركات سياسية ؛ والركون الى اجندات تخريبية تهدد امن وسلامة المجتمع جنبا الى جنب بناء مجموعة من القيم الثورية ؛ والانقلابات الاجتماعية الجريئة على واقع لم يتحمل المزيد من الظلم والعنف وتهميش واقصاء الاخر بفضل تلك التغيرات الكبيرة ؛ والمتغيرات الدولية ؛ والانعطافات التاريخية في عقلية الشعوب مرة واحدة دون سابق انذار ؛ والتعامل مع الواقع المستجد بمصطلحات جديدة مثل : الحراك السياسي والاجتماعي على شكل احتجاجات غاضبة ؛ ومظاهرات عارمة بوجه حكوماتهم ؛ وكان احد اهم اسبابها وأقواها شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت ؛ وطريقة التفكير وفق نظرية المؤامرة لأفتعال الخصم الافتراضي وصولا الى الفوضى الخلاقة لنسف البنية التحتية للقيم واقامة قواعد العولمة محلها لتحقيق الديمقراطية ولكن على الطريقة الامريكية في المنطقة....
ان هذه التداعيات الخطيرة ادت الى اخفاق العملية السياسية في الكثير من الدول العربية والغربية بسبب بروز خصومات سياسية ؛ وعداوات طائفية وقومية ومذهبية مازاد الهوة بين الفرقاء السياسيين ؛ فلجأ كل فريق الى اتهام الاخر حتى كثرت المغالطات والمزيدات السياسية والاملاءات غير العقلانية ماادى الى تفجير بؤر التوترات الداخلية ؛ وتهميش الاخر المختلف بسبب الأصطفافات الطائفية السياسية ؛ فخلق جو من الانفلات الامني ؛ وتعطيل لمؤسسات الدولة ؛ وهدم للبنية التحتية للاقتصاد ؛ وضرب الثوابت الاجتماعية في المجتمع ( الجانب القيمي ) بسبب غياب المعيار الصحيح لمعرفة الثوري وتمييزه عن البلطجي والشبيحة مايؤدي بالتالي الى انزلاق الدول نحو هاوية الحرب الاهلية ...
في ظل هذه الضبابية السياسية التي اختلطت بأجندات تخريبية خارجية وجد العالم نفسه يعيش على وقع انفجار جديد ؛ وصراع دولي رهيب ؛ ووعيد بأشعال الارض ؛ وقتل النسل من دول توزع التهديدات والوعيد بلا رقيب ...دول تصطنع الفوضى لدرجة لايمكن احتوائها بقصد حرق المنطقة ؛ والسير بها من سوء الى اسوأ للاستحواذ غير المشروط على ثرواتها وخيراتها ؛ ولتكون كل الاطراف بحاجة الى حرب لحل مشاكلها ...
ان هذه السيناريوهات المجهولة النهايات ستدخل المنطقة والعالم في مخطط عسكرة المنطقة لزيادة نفقات الدفاع ؛ ومن ثم اجراء القيام بمناورات وتمارين افتراضية للحرب كضربة استباقية قبل ادخال الشرق الاوسط وشمال افريقيا بل والعالم في نفق الحروب والصراعات ...
وهذه الاوضاع السياسية والاجتماعية والدولية المربكة والمحيرة ترجمتها وسائل الاعلام على شكل دعوات تحريضية سلبية بعيدة عن المهنية والحيادية لتتحول بعد ذلك الى حرب باردة من كلامية ونفسية فوظفتها قادة الشر لتكون نواة حروب تدميرية وعراك داخل المجتمعات الامنة ؛ وهذا الخطاب السياسي الاعلامي يعكس سياسات وسائلنا الاعلامية التي لاتتابع ولاتعرض في نشراتها الاخبارية وتقاريرها الا صور العنف والقتل والانفجارات حتى صار حديث الشارع والناس تصعيد في تصعيد العنف حتى طالت ابعاد تلك الثقافة التصعيدية فلذات اكبادنا اطفالنا الابرياء وشبابنا الاعزاء قادة المستقبل فصار الجميع لايستهويهم الا الالعاب النارية وحيازة الاسلحة ؛ واعلان العنف تجاه زملائهم في المحلة والمدارس والملاعب ماأثقل كاهل نسائنا المنكوبات منذ عقود فتراهن آمهات ثكلى ؛ وزوجات تندب حظها في زوجها المقتول او المفقود في مجتمع بشري لايعرف سوى لغة التهديد والوعيد والتصعيد ؛ وهو الاخطر في ثقافة التخريب لان التصعيد المفتعل سياسيا واجتماعيا واعلاميا سيغير رسم المعادلات ؛ وفرص التحولات وخارطة الطريق الى سلسلة من الزوابع السياسية وبث الرعب في النفوس وتفكيك لقيم الفضيلة وسبب لزوال نعمة الامن والامان والاستقرار في المجتمع ...
فثقافة التصعيد هذه هي مهمة سرية لأجراء توازن الرعب بين مصادر القوة والسطوة في العالم من منطلق المثل القائل : ( ومن بعدي الطوفان ) لرجحان كفة الصراع والازمات والنزاعات مقابل الانفراج في دولهم لترميم وضعهم المتصدع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وما الازمات المالية والحروب الالكترونية والاستخبارية الا خير دليل على ذلك .... أنها بحق لعبة الكبار شياطين الانس على الارض ... وللحديث بقية



#عبدالقادر_بشير_بابان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تونس.. الروس يكرمون أجدادهم بذكرى النصر
- باريس.. فعاليات روسية بعيد النصر
- ترامب يدعو لهدنة لـ 30 يوما في أوكرانيا
- الإسكندرية.. الروس يحتفلون بعيد النصر
- هيئة المطارات: باكستان تعلن غلق مجالها الجوي أمام جميع الرحل ...
- مسيرات -الفوج الخالد- في دول العالم
- ترامب: يجب على موسكو وكييف العمل على إنهاء الصراع في أوكراني ...
- موقع واللاه العبري: الإمارات تبلغ إسرائيل رفضها التعاون مع آ ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: يجب تطبيع العلاقات بين روسيا والول ...
- مصر.. السلطات تحقق في جريمة كشفتها طفلة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادر بشير بابان - حصاد الخيارات اصبح تصعيد في تصعيد