أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سفر - الفضاء العربي بين الابحاث الغربية والواقع المتحول..حين نرى أنفسنا بمرآة الاخرين















المزيد.....

الفضاء العربي بين الابحاث الغربية والواقع المتحول..حين نرى أنفسنا بمرآة الاخرين


علي سفر

الحوار المتمدن-العدد: 1076 - 2005 / 1 / 12 - 09:42
المحور: الادب والفن
    


بعيدة في مراميها, و بعقلية السيطرة المتفردة على مجمل حياة الشعوب , تقاسمت الأجهزة الإعلامية الحكومية العربية مجمل الفضاء العربي طيلة عدة عقود , حاولت فيها أن تبسط على الأرض سيطرة الخطاب المعلب الذي يحاول تثبيت سلطة الحاكم في وجه المعارضات التي لم تكن تملك حولاً لها و لاقوة في مواجهة تفرد الحزب الواحد و حاشية وبطانة السلطة بكل مناحي الحياة المجتمعية.. لا حقل الإعلام فحسب و لكن هذه الأجهزة و رغم كونها قد ظلت وحيدة في سيطرتها و بدون منافس طيلة أكثر من ثلاثة عقود فإنها قد فشلت فشلاً ذريعاً حتى في تأسيس بنيتها الداخلية القادرة على المنافسة , و بغض النظر عن الأسباب التي تجعل من الإعلام الحكومي عاجزاً بشكل عام عن اللحاق بما هو غير حكومي و سلطوي , فإن المشكلة الحقيقية التي يخلفها عجزه لا تبقى محصورة في كونها مجرد مشكلة إعلامية ..بل إنها تتصاعد في تجلياتها لتصبح عجزاً سلطوياً عن مقاربة الحديث و الجديد في ما يفيد استمراريته ذاته وكذلك تقبله للعناصر الجديدة الحادثة في الحياة , و من هنا يصبح العجز الإعلامي هو كناية عن فراغ جوهري في بنية الخطاب الذي ظل يصدح وحيداً طيلة العقود الثلاث التي ساد فيها التلفزيون في المنطقة العربية حتى بداية ظهور المحطات التلفزيونية الخارجة عن سلطة الريموت كونترول الحكومي ( mbc1990 ) .. و لعل ظهور هذه المحطة و ما تبعها من محطات حكومية ( حاولت المنافسة كالفضائية المصرية ) و أخرى خاصة حاولت إثبات الوجود و الدخول في السوق الإعلامية و الإعلانية البكر كشبكة أوربت أو شبكة art مثلاً ) .. قد أفسح المجال لظهور عقلية إعلامية جديدة كانت عناصرها كامنة في بنية الإعلام الحكومي ذاته و متوفرة أيضاً في النماذج الغربية التي تسبق التجربة العربية على كافة المستويات كما هو معلوم للجميع ...
هذه العقلية الإعلامية الجديدة تقارب في بنيتها الداخلية لأن تنتقل من مجرد كونها محض أداة إعلامية إلى أدوات موجهة وفاعلة سياسياً ومؤثرة حتى في القرار السياسي و نموذج قناة الجزيرة أوضح من مجرد التذكير به .. , غير أن هذه المقاربة بين الإعلامي و السياسي لا تجد أكلها في اختصار الحالة الإعلامية إلى محاولة اللحاق بالخبر بل إلى صناعته كما تطرح أغلب المحطات التلفزيونية القادرة على السيطرة على عقل المشاهد العربي ..و من بؤرة صناعة الخبر تتضح للجميع تلك المرامي التي تحاول هذه المحطات أن تصل إليها .. و لعل أي قراءة للواقع الإعلامي العربي دون مقاربة هذه الزاوية / البؤرة تبقى عاجزة عن التوغل في عمق الواقع الحالي للمحطات التلفزيونية التي يفرضها الحدث السياسي و استتباعاته كما تفرضها الرغبات المتعلقة بحاجات السوق الاقتصادية ..!!
و تبعاً لهذه الحقيقة التي نعتقد برسوخها في عالم الميديا راهناً , تبقى أي قراءة للوضع الإعلامي العربي غير قادرة على توضيح بنية الحالة الإعلامية الراهنة , و لعلها إن حصلت فإنها ستكون واقعة لا محالة في أسر الحالة الحرفية و تفاصيلها و غير متعمقة في صلب و جوهر الواقع ذاته و من النماذج التي يمكن لن أن نتوقف عنها كنموذج للقراءة المفارقة للواقع كتاب " الفضاء العربي " و الذي قام بإعداده للقارئ الغربي مجموعة من المؤلفين بإشراف فرانك مرمييه و الذي ألحق بعنوان فرعي هو ( الفضائيات و الإنترنيت و الإعلان و النشر )* ..
فهذا الكتاب الذي تجاوز عدد صفحاته الستمائة صفحة هو كتاب مؤلف من قبل عدد من المؤلفين العرب و الغربيين ليقرأه الباحث الغربي كصورة بحثية عن واقع حقيقي هو الواقع العربي ..! و لكن المشكلة التي يطرحها وجود الكتاب في اللغة العربية تكمن في أن من يتحدث عنهم الكتاب سيقرأون صورتهم كما شاهدها الآخرون دون أن تتاح لهم الفرصة في تعديلها أو المساهمة في شرحها أو تصويبها ...!!
فالبحث الإعلامي هاهنا ينطلق من البحث العملي شبه الموثق لكنه يسقط في واقع اللا راهنية .. نظراً لكون الأبحاث التي قيدت فيه قد أنبنت على حيز زمني محدد و هنا قد يتساءل أحد ما عن كون كل الأبحاث تعلق في زمكانيتها .. و بما ينفي صفة المشكلة عن هذه الملاحظة غير أن البحث في الأمر يوضح حقيقة أن سرعة التطورات في عالم الميديا و في كل الحقول تجعل من البحث الذي كتب قبل عام أو أكثر شبه عديم الفائدة حالياً , سيما و أن أغلب الأبحاث لا تكرس البحث الأكاديمي المفهومي الذي يؤصّل آليات البحث ذاتها بل إنها تنزع صوب مقاربة التفاصيل الواقعية و كأنها ثابتة و غير قابلة للتحول و هنا نرى و كمثال على هذا الأمر أن المادة التي يبحث فيها الكتاب عن المواقع العربية على شبكة الإنترنيت قد أمست عديمة الفائدة في ضوء الطفرة الحالية التي يعيشها العالم الثقافي و الإعلامي في ما يخص بناء المشهد العربي على الإنترنيت و كذلك عالم المحطات التلفزيونية العربية التي تستعد للانطلاق حالياً عبر تبني الحكومات ذات الطابع الليبرالي الاقتصادي لمشاريع جبارة تسمح لظهور نوع جديد من المحطات الفضائية هي أشبه بالشبكات المتكاملة.. و أيضاً يلفت الانتباه أن الواقع السوري الإعلامي قد اختصر عبر دراسة صحفية باهتة تناول فيها كاتبها دور الخيال الدرامي السوري في واقع الإعلام العربي ..!!
فالفضاء العربي الذي كان شبه محدودٍ قبل عام , ليس ذاته الفضاء العربي بعد التحولات الاقتصادية و السياسية التي فرضها غزو و احتلال العراق مثلاً ... ومن هنا نعود إلى المنطلقات البحثية في هذا المشروع العلمي الذي نفذ بالتعاون بين مجموعة من المؤسسات العلمية البحثية العربية و الفرنسية لنجد أن هناك شبه فجوة ( لا نعجز بعد قراءة الكتاب عن تبين أسبابها ) تحكم العلاقة بين البحث و الواقع ... فجوة تقوم على كون النتائج المستخلصة في مجمل الدراسات قد صيغت ضمن أفق الراهن الآني و ليس الراهن الاستراتيجي .. فعندما ينظر البحث إلى واقع كون المحطات الحكومية العربية عاجزة عن اللحاق بمثيلاتها الغربية أو مثيلاتها العربية الخاصة و يرى في تفاصيل هذا العجز ضرورة إعادة قراءة بنية مفهوم الصحافة التلفزيونية في المنطقة العربية يصبح من الضروري التوجه صوب قراءة جوهر الفكرة الإعلامية ذاتها في بنية السلطة العربية و هذا ما سيقودنا إلى قراءة الواقع السياسي بالضرورة كي لا يصبح الإقرار بعجز هذا الاعلام هو عجزاً إنسانياً و ليس عجزاً معرفياً بسبب تحجر المفاهيم و العقليات السائدة و المتحكمة بواقع الأعلام نظرياً و عملياً و من هنا نتوقف عند كيفية وجود بحث يتناول " اللبنانيون ودورهم في تنمية صناعة عالم التلفزة " و عدم وجود بحث آخر يطرح بنية الإعلام في لبنان الذي يتحول فجأة من الليبرالية إلى حالة السيطرة الحكومية و الرقابية حين تبدأ مصالح الفئة الحاكمة مهددة بسبب محطة صغيرة كمحطة mtv و التي تم إغلاقها رغم ارتباطها بواقع الميديا العربية عبر عدة تحالفات ... !!
هل يكمن السبب في العقلية الانتقائية التي تقود باحثاً إلى هذه الزاوية و تقود الآخر باتجاه مختلف ..؟ أم أن ثمة أسباب أخرى تدفع المراكز البحثية الغربية صوب مجموعة من الزوايا دون الإفصاح عن أسبابها الاستراتيجية ...؟
مشكلة هذا الكتاب هو أنه لا يكتفي بطرح الأسئلة " العميقة " كما يؤمل من الأبحاث التي تقارب الواقع العربي بل أنه يفترض أن أسئلته المقترحة هي ما يشكل الفضاء العربي و بتفاصيله و لهذا نراه يقارب العنوان و بشكل يعيدنا إلى ثبات الحقائق و تكرسها و بالتالي تحجرها لا تحولها و موائمتها للتحولات الواقعية في المجتمع الذي لا تنفصل فيه الحالة الإعلامية عن التفاصيل السياسية التي يعيشها ...
غير أن حسنات ترجمته إلى اللغة العربية لا تتوقف عند إبرازه للعديد من آليات البحث العلمي في مجال الإعلام بل إنها تتعدى ذلك إلى طرح الأسئلة المتعلقة بغياب البحث العلمي الإعلامي العربي و شبه غيابه التام و بما يجعل من أبحاث مكتوبة بعقلية العبور هي المعبرة عن واقعٍ مفتوحٍ على مجمل الاحتمالات ... !


• الفضاء العربي ( الفضائيات و الإنترنيت و الإعلان و النشر )
تأليف مجموعة من المؤلفين
بإشراف : فرانك مرمييه
ترجمة : فريدريك معتوق
الناشر : دار قدمس ( بدعم من وزارة الخارجية الفرنسية و السفارة الفرنسية بلبنان ضمن مشروع جورج شحادة للتعاون )
دمشق – 2003
600 صفحة – قطع متوسط



#علي_سفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القارئ و النص لسيزا قاسم
- تأسيس المجتمع تخيلياً - لكورنيليوس كاستورياديس - البحث في صو ...
- تلفزيون الواقع في صيغته العربية


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سفر - الفضاء العربي بين الابحاث الغربية والواقع المتحول..حين نرى أنفسنا بمرآة الاخرين