أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لينا تقلا - القهر الاجتماعي للمرأة في النظام القبلي














المزيد.....

القهر الاجتماعي للمرأة في النظام القبلي


لينا تقلا

الحوار المتمدن-العدد: 1074 - 2005 / 1 / 10 - 10:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كثر الحديث أو الكتابة عن مشاكل المرأة العربية في مجتمعنا العربي وإمكانية إتاحة الفرص لتعليمها وتحريرها من القيود الاجتماعية والعادات والتقاليد العصابية البالية المفروضة عليها.

وعلى الرغم من أن المناداة والمطالبات بتحرير المرآة قد ازدادت واتسعت في الآونة الأخيرة و(المترافقة بالانفتاح النسبي على حضارات العالم وثقافته) وعلى الرغم أيضاً من أننا لا نستطيع تجاهل ونكران الفارق لمكانة المرأة الاجتماعية ودورها الاجتماعي المتغير في أواخر القرن الماضي والوقت الحاضر، إلا أن هذا التغيير بقي محصوراً ضمن إطار محدود يحظر النظر إلى عمق ذات المرأة وكيانها ونفسيتها من جهة ويعزز النظرة العصابية المتوارثة للمرأة في ذهنية الرجل ومواقفه ومنظومته الاجتماعية والفكرية.

فواقع المرأة في هذا المجتمع ليس سوى واقع القهر والاستلاب والتحجيم والاختزال.

فالمرأة في هذا النظام ملك للقبيلة أو العشيرة وأداة حسنة لخدمتها تتلخص وظيفتها أو قيمتها إن صح التعبير في وظيفتين هما:

- دعم قوة القبيلة من خلال الإنجاب: حيث يختزل كيانها ودورها إلى مجرد رحم منجب قيمته في قوة خصوبته وقدرته على إنجاب الذكور بالتحديد. وبشكل مستمر إلى أن تستنزف المرأة قدرتها على الإنجاب فتصبح مهملة مهمشة لا قيمة لها (وبذلك فرصة تتاح للرجل للزواج عليها من أخرى) وأيضاً النظرة للمرأة العاقر والتي لا قيمة لها، لعدم قدرتها على أداء واجبها الأول( الإنجابي) وهي ترمز في العشيرة إلى الموت أو القحط لعدم وفرة الإخصاب لديها.كما تعتبر المرأة في هذا المجتمع الوسيطة في دعم قوة العشيرة وتعزيز أواصر روابطها الداخلية ضد ما يحدث من خلافات أو عواصف خفية في العشيرة، حيث يتم تقرير مصيرها مسبقاً من خلال قسرها على الزواج من (ابن عمها أو أحد الأقارب ) دون اعتبارات تأخذ في شعورها في الحب أو الانسجام، وبشروط الرجل البدوي المتمثلة بالطاعة العمياء لأهله والولاء لهم وخدمتهم واحترامهم ( فمن مصلحته البقاء والحفاظ على مكانته في العشيرة)

- أما وظيفة المرأة الثانية تكمن في كونها وسيلة أو أداة مصاهرة يتم من خلالها إقامة تعاضدات وبحالفات بين القبائل أو العشائر، حين تفرض المصلحة ذلك على كل من هذه العشائر وهكذا إضافة إلى مظاهرو أشكال استلاب أخرى تأخذ طابع أحكام مطلقة تطلق على المرأة:كالمرآة القاصر(العبء على أهلها في إطعامها وكسائها وتزويجها ) والمرأة الانفعالية و(هم سمعتها ) والمرأة العورة والتي تشكل ( هماً لأسرتها من حيث سترتها ومراقبتها) والمرأة الخادم (الأداة المسخرة لخدمة الأهل والإخوة الذكور والزوج بصمت وصبر )مقابل تحمل عبئها المادي وستر عورتها.

وغير ذلك من أشكال أخرى ربما قد أصبحت معروفة في مجتمعاتنا.

وضمن هذه المنظومة الفكرية المعقدة نرى المرأة مسحوقة أو متبنية اختزالها واستلا بها وشعورها بالدونية بشكل ماز وشي لخدمة الأطراف الأقوى التي تخشاهم وتخشى بطشهم فيها أو ممارسة عنفهم عليها وتشعر بالخوف الاجتماعي منهم ويتجسد هذا الاستلاب من خلال غبن أو رفض الاعتراف بحقوقها وكيانها وأنوثتها وكرامتها في سياق تبجح الرجل وفوقيته وجبروته كمتسلط وطاغية، مما يعزز ويدعم علاقات الاستكانة والخضوع والقهر والولاء وسط هذه المنظومة.

وضمن الإطار المجتمعي المحيط بالمرآة عموماً واستشهاداً بالنموذج المذكور أعلاه في هذه الشريحة كشواهد وأمثلة، عن أوجه اختزال واستلاب المرأة لا بد من القول: إن عدم الاعتراف بحقوق المرأة وكيانها واستغلالها بوسائل مختلفة يعتبر نوع من العدوان على الإنسانية أو شكل من أشكال العبودية أو إن صح التعبير هو عملية تسلط وقهر تأخذ منحاها في محورين أولهما تحجيم المرأة واختزالها وثانيهما استلابها واستغلالها بطرق متعددة.

وأخيراً يجب ألا يفوننا القول بأن أن الاهتمام بقضايا المرأة ومشاكلها هو اهتمام بمشاكل المجتمع العربي ذاته فالمرأة تشكل نصف المجتمع وتنجب وتربي الرجال والنساء وقضيتها متعلقة ومرتبطة بقضية الإنسان العربي والشخصية العربية من حيث تركيبتها وتكوينها وايديولوجيتها فرداً، فجماعة، فمجتمع له: آماله ومستقبله وتطلعاته و.. وحقوقه في أن يأخذ مكانته الراقية في العالم..

فواقع المرأة في مجتمعها ووضعيتها هو بمثابة مقياس تقويمي نحكم من خلاله على مدى تقدم ونمو مجتمع ما وارتقائه وإن كنا حقاً نبتغي الارتقاء بمجتمعاتنا والوصول بها إلى الأفضل.

لا بد لنا من إيلاء العناية والاهتمام بقضية المرأة العربية وتحررها والبحث في معوقات انطلاقها وتقدمها على جميع المستويات وفي مختلف المنظومات والشرائح البنيوية للمجتمع المحيط. والسعي الحثيث للعمل على تغيير الأنماط الاجتماعية والثقافية لسلوك الرجل بهدف تحقيق القضاء على التحيزات والعادات والمعايير الغير المتكافئة بين الجنسين والممارسات القائمة على الاعتقاد بأن الرجل وجب أن يكون في دوره النمطي أعلى من المرأة فلا بد أيضاً من قلب الأوضاع الاجتماعية العفنة ابتدءاً من المفاهيم المتشنجة اجتماعياً والمتخلفة وانتهاءً بالأطراف المتسلطة والسائرة بقنوات الوراثة في العادات والأعراف والتقاليد ----والمحاولة للعمل على ممارسة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية والتمتع بها على أساس المساواة بين الرجل والمرأة كخطوات أولى فعلية لتجنب الازدواجية التي تعيشها المرأة بين تبعيتها للرجل عملياً وبين مناداتها من خلال مجتمعها بالتحرر والمشاركة نظرياً.

فمن حق المرأة أن تتمتع بصحة نفسية مع ذاتها ومجتمعها ولا ننسى كم أننا في مجتمعنا وعلى الأقل بحاجة إلى الأم المؤهلة التي تربي أبناء مستعدين لدخول معترك الحياة بكل ما فيه من علوم وتقنيات وصرا عات.

فلنتخيل إذاً نمط التربية التي تقوم بها أم مسحوقة مستلبة جاهلة لا تدرك واقع عصرها الحديث الذي تعيش فيه، والغائبة عنه ولا تدرك كم للتربية الأسرية والتنشئة الاجتماعية السليمة أهمية في بناء مجتمع متماسك ومتقدم.



#لينا_تقلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لينا تقلا - القهر الاجتماعي للمرأة في النظام القبلي