هدية العام الجديد:الأمن السوري يمنع تصوير برنامج تلفزيوني عن القامشلي

بافي جودي

الحوار المتمدن-العدد: 1068 - 2005 / 1 / 4 - 10:55
المحور: القضية الكردية
    

وكي لا يظن القارئ أن البرنامج الذي منع تصويره يتعلق بأحداث القامشلي أوضح في بداية المقال أن البرنامج لم يكن سوى سهرة بمناسبة رأس السنة في أحد مطاعم القامشلي(مجمع صحارى)وكان من المفروض أن تشمل السهرة التطرق إلى جميع أطياف المجتمع(بما فيهم الأكراد والأرمن والسريان والعرب طبعاً)وبعد أن تكبد معد البرنامج المسكين(دلبرين موسى)عناء السفر من دمشق إلى القامشلي(حوالي 900 كم) وبعد أن حصل على توقيع المحافظ صبيحة تسجيل السهرة،وبعد أن تم إعلام الفرق الفلكلورية والفعاليات الثقافية من جميع الأطياف للإستعداد للسهرة،فوجئ الجميع بهدية الأمن السياسي السوري في محافظة الحسكة الذي(طعج)توقيع المحافظ(الحاكم العرفي للمحافظة)و(طعج) من جهة أخرى قرار مدير التلفزيون السوري الذي وجه بإعداد هذه السهرة متوهماً أن هناك تغيراً ما قد حصل في النظر إلى هؤلاء البشر مواطني الدرجة الثالثة بعد الوعود المعسولة والتصريحات الرنانة من المسؤولين الكبار وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد بوجود مسألة كردية وبوجود بشر آخرين غير العرب على هذه الأرض المباركة مهبط الديانات السماوية وبلد الأمن والأمان والاطمئنان،فإن دل هذا على شيء فإنه يدل أن ثمة خديعة ما يمارسها المسؤولون السياسيون بحق الشعب السوري،فيصرح السياسي تصريحاً يمتص به غضب الجماهير من جهة،وتقوم أجهزة الأمن بخوزقة المواطن وإسكاته بوسائلها المعروفة من جهة أخرى،وهذا يذكرني بتعامل بعض عناصر الأمن الجنائي مع باعة البضاعة المهربة حيث يبيع المهرب للمواطن سلعة ما ثم يخبر الجنائية عليه،فيتم القبض عليه ومصادرة البضاعة وابتزاز المواطن بمبلغ كبير مقابل عدم كتابة ضبط بحقه،وهكذا تعود البضاعة إلى المهرب،ويبلع المواطن الموس على الحدين.
فإذا كان مجرد عرض الأغاني الكردية والفلكلور الكردي من المحظورات في سوريا فعن أي ا نفتاح يتحدث المسؤولون وعن أي تطوير وتحديث يتكلمون؟؟وعلى من يضحكون؟؟؟
وإذا كانت السلطة الأمنية واحدة كيف يوعز مدير التلفزيون بالإعداد لبرنامج وهو يعرف سلفاً أنه مجهض؟؟طبعاً لن نغفل عن شكر مدير التلفزيون السوري(توفيق أحمد) الذي حاول مراراً تسليط بعض الضوء على القضية الكردية بعد أحداث القامشلي،وحاول جاهداً اللعب على الهامش الصغير المتروك له بنية طيبة لكن لا حياة لمن تنادي.
وإذا كانت الفضائية السورية لا تعرض الرسائل القصيرةs.m.s
التي تحتوي أي إشارة كردية بمناسبة حلول العام الجديد،فلا عجب أن يمنع الأمن سهرة تلفزيونية لمجرد أنها ستقول أن في القامشلي قوماً غير العرب،أظن أن على العقلية السورية الأمنية أن تدرك أنها أصبحت بالية ومتخلفة وأنها تتعامى عن رؤية العالم المتغير حولها،وأنها عاجلاً أو عاجلاً ستفوت بالحيط كما يقول المثل السوري

#بافي_جودي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات