أولويات لعموم مواطني العراق وليس لأغلبيته!

د. أسعد الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 244 - 2002 / 9 / 12 - 03:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

 الولايات المتحدة

نشر من على موقع النهرين بتأريخ 11/9 بيان بعنوان "أولويات المواطن العراقي في الداخل" صادر عن احد فروع منظمة حقوق الانسان العراقية. وللاهمية التأريخية التي يستحقها ذلك البيان بودي ان أسجل اعتزازي به مع ذكر بعض الملاحظات البسيطة راجياً من محرر البيان ان يتسع صدره لها لاسيما واني احد العراقيين الذين يتوجه اليهم بخطابه القيم.
أولاً: ان اطلاق اسم (منظمة حقوق الاغلبية الشيعية) على منظمة حقوق انسان مناضلة ضد الظلم والعسف الطائفي البغيض في عراقنا المضطهد من قبل النظام هو عملية اضعاف وليس اغناء لتلك المنظمة الجماهيرية العريضةلان المنطق يقول ان المظلومين كلما زاد عددهم اشتد ساعدهم وعظم بأسهم على عدوهم المشترك!
ثانياً: لاشك ان ذكر لفظة (الاغلبية الشيعية) في بيان يراد منه رفع الحيف عن ضحايا الظلم والطائفية يولد تناقضاً منطقياً واضحاً في التركيب اللغوي فجماهير الشعب العراقي المغدور هي ضحية لعسف وجور ول(الضحية) بعد وصفي اقرب الى الضعف منه الى الاستكبار اما (الاغلبية) فأنها صفة اجتماعية تعكس القوة! ناهيك عن الشعور بالاحباط الذي قد يتولد لدى سائر الضحايا من العراقيين غير الشيعة في حالة قدر للعراق ان يتحرر من الاضطهاد والطائفية اياها وينتقل الى انبعاث (اغلبية) مهيمنة جديدة. هل ياترى سوف يستمر مسلسل (الهيمنة) بتغيير هوية (الاغلبية)؟ انني اعلم بالطبع انه لانية لشريحة عراقية ان تتسلم (راية) الهيمنة التي رفعها النظام الدكتاتوري والانظمة البغيضة من قبله أعلم ذلك لعدة اسباب منها ان عراق الغد سيكون ــ بأذن الله ــ تعدياً بعيداً عن الطائفية ومنها اعتقادي الجازم بأنه لايوجد في بلدنا العراق شيعي واحد يفكر بأضطهاد غيره وغير ذلك من الاسباب. لكن السؤال يبقى قائماً هل يفكر الآخرون من الشرائح العرقية الأخرى كما افكر انا؟!
ثالثاً: جاءت الأولويات الأربعة عشر متلائمة مع متطلبات و ظروف المرحلة الحاسمة الحالية ولا أعتقد ان هناك في داخل العراق او خارجه من يعارضها او يقلل من اهميتها بالنسبة لعراق الغد الديمقراطي التعددي. على انني اود الاشارة الى فقرتين وردتا في الأولويتين 2 و3 فالاولى تدعو الى البحث عن المفقودين الشيعة والاكراد بالدرجة الاولى ثم تستدرك فتشير الى الاقليات الاخرى! ما هذا التدرج في التخصيص ما دام النظام ــ كما يعلم الجميع ــ يوزع اضطهاده على جميع العراقيين؟ لماذا لا (يخصص) هذا البيان الهام كل العراقيين؟ والثانية تدعو لاعادة المهجرين من طائفة معينة وان كان القارئ يعلم ان معظم عمليات التهجير قد استهدفت الفئة من العراقيين التي يخصصها البيان. من ناحية اخرى تشير تقارير عديدة لمنظمات حقوق الانسان الى ان التهجير قد شمل سائر الفئات العراقية بهذا الشكل او ذاك. فما دامت هذه المنظمة ترعى حقوق الانسان العراقي مما اكسبها احترام وثقة كافة العراقيين فمن باب اولىعليها الا تجزئ ذلك المجهود الكبير وتتفرغ للدفاع عن عراقي دون آخر مهما كانت الدوافع نبيلة.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل