المركزالإعلامي للثورة الأحوازية التابع للجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي
الحوار المتمدن-العدد: 1065 - 2005 / 1 / 1 - 05:43
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
انتفاضة الثاني و العشرين من كانون الاول / ديسمبر 2002 و الدروس الماخوذة
شهدت شوارع مدينة الاحواز العاصمة المحتلة و عدد من مدن الاحواز انتفاضة شعبية شاركت فيها كل شرائح شعبنا و خصوصا الشباب منهم في مثل هذه الايام من عام 2002 و كان لهذه الإنتفاضة الانعكاسات الداخلية المهمة و الخارجية. واذا اردنا ان نلخص تلك الانعكاسات و التاثيرات, علينا اولا ان نعرف ماهو السبب الحقيقي وراء تلك الاتتفاضة الجماهيرية العارمة التي اضافت الى صفحات نضال شعبنا صفحة مشرقة كي نصل في مابعد الى النتائج المطلوبة .
و الاسباب الاساسية للانتفاضة هي:
1- الاحتلال الايراني : الاحتلال الايراني يعد السبب الاساسي وراء كل نضال شعبنا و كل اشكال نشاطاته السياسية و الثقافية الرامية لطرده و التخلص منه ‘ حيث الاحتلال الايراني الغير مشروع على ارض الاحواز كان وما زال وراء حرمان شعبنا من ابسط حقوقه الانسانية و القومية و الحياة الكريمة و كان و مازال السبب الاساسي وراء الفقر و الحرمان الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و التعتيم الاعلامي ‘ لذا كان من الطبيعي جدا ان يتنفض شعبنا ليتخلص من كابوس الاحتلال وكل تبعاته التي اشرنا الى بعضها لكي يعيد كرامته و حقوقه القومية و الانسانية فوق ارضه.
2- فشل مخططات السطات الايرانية في دمج الهوية العربية الاحوازية في الهوية الايرانية, ان السلطات المحتلة الايرانية حاولت جاهدة طيلة الثمان و السبعين عام الماضية ان تمسخ الهوية العربية الاحوازية و دمجها في الهوية الايرانية و بذلت قصار جهدها لذالك ‘ حيث مارست سياسة التفريس بكل اشكالها حتى وصلت الى منع الاسماء العربية للمواليد العرب وترويج الثقافة الفارسية و تزوير التاريخ العربي و الاسلامي و بناء شخصيات وموسسات عربية متواطئة مع السلطات ‘ كل هذا خلف ردة فعل عكسية قوية تمثلت بحفاظ الشعب العربي في الاحواز على هويته القومية و قيمه الانسانية الاصيلة و مقاومة خطط و اساليب السلطات الايرانية بكل الوسائل .
3-عدم وفاء السلطات الايرانية بوعودهم: جرب الشعب العربي الاحوازي الايرانيين منذ عقود و خاصة في العقدين الماضيين او منذ ان نكث الخميني بوعده في اعطاء الشعب الاحوازي جزء من حقوقه القومية بعد ان وصل للسلطة و تنصل عن وعوده و قام بقمعهم في مدينة المحمرة ‘ كما انكشف زيف خاتمي و وعوده لانصاره العرب الذي وعدهم بجزء من حقوقهم الدستورية كان قد اثبت عند الشارع الاحوازي ان لا الوعود الايرانية و لا انصارهم العرب قادرين على تلبية المطالب الاحوازية الاساسية خصوصا ما يخص الحقوق القومية و على العكس ان الشارع الاحوازي شهد تصعيدا في القمع و مصادرة الاراضي في زمن الاصلاحيين و خاتمي اكثر من أي وقت مضى (قمع مدن الفلاحية ‘عبادان ‘السوس ‘ الخفاجية ) مما جعل الشارع الاحوازي يصل الى اليقين ‘ ان التصعيد و المواجهة هي وحدها قادرة على استعادة الحقوق المغتصبة .
و بعد ان تعرفنا على بعض الاسباب الرئيسية التي تسببت الى انتفاضة شعبنا في الثاني و العشرين من ديسمبر لعام 2002 نحاول الوصول الى دراسة تلك الانتفاضة ونقاط قوتها و ضعفها وكذالك النتائج و المواقف المطلوبة مستقبلا .
بدأت السلطات الايرانية هجومها على شعبنا بحجج واهية و هي جمع اقراص المظغوطة "السيدي" و التي اعتبرتها تهدد كيانها و ثقافتها الفارسية و شنت هجومها الواسع حيث ملأت شوارع الاحواز المدينة و خصوصا الجانب الغربي و الجنوبي منها اللاف الشرطة و الحرس المدججين لترهيب الشارع الاحوازي و لزرع الخوف في قلوبهم. بالتاكيد لم يكن الهدف هو جمع الاقراص بل كانت الهجمة هذه متزامنة مع التهديدات الامريكية للعراق الشقيق و التي كانت ايران على علم بما يحدث تحت الكواليس. كما كانت ذلك التحرك و الهجمة الشرسة لجس النبض عند الاحوازيين و زج الناشطيين الاحوازيين في السجون قبل حصول أي احداث في المنطقة .
بدء النظام اعمال القمع و العسكرة و كان يظن انها عملية بسيطة تتم خلال ساعات او يوما اويومان و لكن ما حصل على العكس تماما. فعمليات المداهمة للبيوت و القمع فجر الغضب الشعبي المتكدس في الشارع الاحوازي و خرجت جماهيرنا من حالة الدفاع الى حالة الهجوم و بدأت قوات الاحتلال تاخذ حالة دفاعية حيث هاجمت الجماهير الغاضبة المحلالت الحكومية ومراكز الحرس و الشرطة و بدأت الاصطدامات تاخذ منحا اخر حيث مشاركة الشباب الواسعة و مناصرة الاهالي و العوائل الاحوازية للمتتفضين اصبح يرعب النظام و يشكك في قدرته على السيطرة بالطرق المعمولة. لذا قام النظام الايراني باعتقالات واسعة شملت حسب اعتراف رئيس المحاكم الايرانية في الاحواز الاف المعتقلين و عدد غير قليل من الجرحى. كما قامت السلطات العسكرية الايرانية بتحريك دباباتها من معسكرها الواقع قرب دارخوين و الفرقة 92 في مدينة الاحواز ‘ كما لجأت السلطات الايرانية الى زج كل عناصرها العرب و لجنة الوفاق و عناصرها للتوسل و الترهيب و التطميع و اقناع المنتفضين بالكف عن الانتفاضة و الجلوس في البيوت و مارست هذه العناصر شتى الطرق لاسكات الانتفاضة و قمعها ‘ وبالتالي كانت الانتفاضة و رد شعبنا البطولي لممارسات النظام الارهابية جاءت كصفعة قوية في الوقت المناسب وكانت اهم النتائج و الدروس لهذه الانتفاضة الباسلة على الصعيدين الداخلي و الخارجي على النحو التالي:
على الصعيد الداخلي :
1- كشفت هذه الانتفاضة مدى وعي شعبنا القومي و السياسي و تلاحمه و قدرته على التصدي و تحدي خطط السلطات الايرانية كما و كشفت الحظور الواسع لجيل الشباب في الانتفاضة و مناصرة الاهالي و العوائل .
2- كشفت هذه الانتفاضة زيف قدرات مخابرات و شرطة السطات الايرانية وضعف معلوماتها و معرفتها عن مايدور في اروقة الفكر الاحوازي الوطني .
3- كشفت هذه الانتفاضة العملاء و المرتزقة المتلبسين و فضحتهم و فضحت شعاراتهم واثبتت ان لا بديل عن العمل الجماهيري المنظم و ان مواجهتنا الحقيقة مع السلطات آتية لامفر منها.
4- ارتفاع معنويات شعبنا و كسر حاجر الخوف عكس ماكان يتصور النظام وكسب الخبرة النضالية .
نقاط ضعف الانتفاضة:
1- عدم وجود قيادة سياسية موحدة.
2- عدم وجود شعارات موحدة و مطالب معينة.
3- عدم وجود ارتباط منظم بين المنتفضيين في المدن المختلفة.
4- عدم وجود خطة اعلامية منسقة لنقل الاحداث الى الخارج و الراي العام.
5- عدم القدرة على تهييج اكبر عدد من المواطنيين لاسباب تتعلق في الاعلام و التنسيق بين المدن و القرى.
هذه النتائج و غيرها كانت من اهم الدروس على الصعييد الداخلي.
و اما على الصعيد الخارجي فكان للانتفاضة الاثر الكبير ايضا و من اهم الدروس و النتائج الذي حققتها الانتفاضة:
1- اعطت الانتفاضة للعمل النضالي و التنظيمي الاحوازي في الخارج شرعية اقوى حيث الانتفاضة خلقت واقعا جديدا عند المؤسسات الدولية و الانسانية و التنظيمات الثورية العربية و الاجنبية و الايرانية حتى ‘ و اصبح العمل الاحوازي المنظم خارج الاحواز معرفا من خلال الجماهير في الداخل .
2- كشفت الانتفاضة للعالم الواقع العربي الرافض للوجود الايراني في الاحواز و عرفت القضية الاحوازية الى حدا ما للمؤسسات الانسانية و الدولية و الاعلامية و كانت حافزا لتحرك تنظيمي احوازي و جماهيري في العديد من البلدان الاروبية و الامريكية .
3- كشفت نقاط ضعف الحركة السياسية الاحوازية و عدم قدرتها على قيادة العمل الجماهيري في الداخل كما كشفت ضعفها الاعلامي و الارتباطي مع المؤسسات الاعلامية العربية و الاجنبية كما و على الصعييد المؤسسات الانسانية و الدولية .
4- شكلت حافزا قويا للتقارب الاحوازي في عمل التنظيمات الاحوازية في الخارج حيث بدا نشاطا احوازيا ملموسا خلال ايام الانتفاضة بين الحركات الاحوازية المخلصة لتوحيد الصف و نبذ الخلافات.
5- جعلت العديد من المهاجريين الاحوازيين اليائسين من العمل الثوري العودة الى صفوف النضال مجددا. هذه و غيرها من الدروس و التجارب كانت نتيجة مواجهة شعبنا المجيدة مع سلطات الاحتلال الايراني و بالتاكيد سيكتب عن هذه الايام البطولية في المستقبل الكثير و ستظهر عنها العديد من الدروس على الصعيدين الفردي و التنظيمي . كما اننا نعد شعبنا اننا سنأخذ بعين الإعتبار كل الدروس و النتائج التي حققتها انتفاضة الثاني و العشرين من كانون الاول من عام 2002 نصب اعيننا ‘ و نجعل منها جسرا لمسيرة شعبنا حتى النصر و دحر الاحتلال.
ستبقى مسيرة شعبنا خالدة و انتفاضته مجيدة
عاش نضال شعبنا
ابو شريف الاحوازي 01,01,2004
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟