مفهوم الديمقراطية من منظور حزب النهضة الوطني الديمقراطي السوري

عبد الحميد ملكاني

الحوار المتمدن-العدد: 1065 - 2005 / 1 / 1 - 05:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

مفهوم الديمقراطية من منظور حزب النهضة الوطني الديمقراطي السوري يمكن أن أوجزه بالآتي كما قرأته فأقول:
من أجل تحقيق الديمقراطية فلابد من إتاحة الفرصة لكل أفراد المجتمع ولكل فئاته الاجتماعية وأطيافه وفعالياته وتياراته الفكرية لتساهم في بناء المجتمع وأن يكون للمواطنين فرصة متكافئة في نصيب عادل من الثروة الوطنية يتقاسمون خيراته ويعيدون توزيع ثرواته بشكل عادل، وبذلك تؤكد الديمقراطية سيادة الشعب التي ترسخ اللحمة الوطنية لديه بما يساعد على تحقيق أهدافه وآماله.

فالديمقراطية تعني إذن تمتع أفراد المجتمع وجماعاته وشرائحه ومختلف فئاته بحريتهم السياسية وحريتهم الاجتماعية التي لا يمكن الفصل بينهما، فالصلة بينهما وثيقة لأنهما يمثلان الحرية الحقيقية بالتحرر من الاستغلال بكل أشكاله. وهذا يتطلب توفير ضمانات للحرية الشخصية وتوفير الأمن بالنسبة لجميع المواطنين في كل الظروف وتأمين كل الضمانات لحرية الفكر والتعبير والنشر وضمان حرية الصحافة وحرية التجمع واحترام الرأي والرأي الآخر والتمتع بحرية التملك أي بحق الملكية الفردية وحرية التجارة والصناعة دون اعتداء على الحرية العامة أو تجاوز على حرية المجتمع والمصلحة العامة.

وهي تعني أيضاً تمتع المواطنين في الوصول إلى فرصة عمل لائقة وحقهم في التعليم والحماية الاجتماعية والحماية الصحية وحماية حقوق الأمومة والطفولة والأسرة مما يتطلب تحديداً واضحاً لمؤسسات الدولة وسلطاتها واختصاصاتها الرسمية والمنظمات غير الحكومية (هيئات المجتمع المدني) بما يؤدي إلى رسم سياسة اقتصادية واجتماعية متوازنة بتصور كلي يضمن التحديث والتطوير والتجديد باستمرار وصولاً إلى المشاركة في السلطة وتداولها بالاستناد إلى الحوار بما يحقق حسن الأداء وكفالة أمانته، وبذلك يكون مصدر السلطة هو إرادة الشعب، لا إرادة فرد أو طائفة أو طبقة معينة أو فئة أو حزب واحد بعينه.

هكذا فالعمل الديمقراطي في المجالات الآنفة الذكر سوف يتيح الفرصة لتنمية ثقافة نابضة بالقيم، عميقة في إحساسها بالإنسان صادقة في تعبيرها عنه، قادرة بعد ذلك كله على إضاءة جوانب فكره وحسه وتحريك طاقات كامنة في أعماقه خلاقة ومبدعة ينعكس أثرها بدوره على ممارسته للديمقراطية وفهمه لأصولها وكشفه لجوهرها النقي الصافي وذاب في كيانه وانسكب في لا شعوره وتجلي في عقله في صورة أفكار عملية تحول إلى صيغ فنية، إلى تنوع في الصناعة... وفي الأزياء وفي الموسيقى فناً، وفي الرسم صوراً رائعة وفي الشعر نفحة صوفية أو واقعية ... وهذا كله لب الثقافة ودمها وروحها وبذلك نصل إلى نهضة وطنية ديمقراطية والوصول إلى غد لسورية. مشرق وعزيز.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل