أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مصطفى العبد الله الكفري - التنمية المستدامة وتدمير البيئة















المزيد.....

التنمية المستدامة وتدمير البيئة


مصطفى العبد الله الكفري
استاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد - جامعة دمشق


الحوار المتمدن-العدد: 1064 - 2004 / 12 / 31 - 09:24
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


أكدت تقارير البنك الدولي أن تدمير البيئة وتزايد النمو السكاني يشكلان عامل إعاقة لجهود التنمية في دول العالم الأكثر فقراً. وقد جاء في تقريره السنوي عن البيئة لعام 2001 أن بعض الدول الفقيرة تخسر ما بين أربعة وثمانية في المئة من قيمة إجمالي ناتجها المحلي بسبب الخسائر الناجمة عن انخفاض الإنتاجية وسوء استخدام الموارد الطبيعية وتدهور البيئة. إن انحسار وتراجع مساحات الغابات واستنزاف التربة وعدم كفاية موارد المياه وتدهور مصائد الأسماك تعد عوامل تهدد نوعية حياة وصحة الملايين في الدول الفقيرة وتجعلهم أكثر عرضة للكوارث. يؤكد تقرير البنك الدولي أن معدلات الادخار الحقيقي في حوالي 30 دولة، قد باتت سلبية وفي الوقت الذي ينخفض فيه دخل الفرد السنوي في 20 دولة أخري.
يستخدم مصطلح (التنمية القابلة للاستدامة) للتعبير عن السعي لتحقيق نوع من العدل والمساواة بين الأجيال الحالية والأجيال المقبلة. وهذا يعني أن لا تُعرض العمليات التي يتم بوساطتها تلبية حاجات الناس وإشباعها للخطر قدرة الأجيال المقبلة على تلبية حاجاتها وإشباعها، ومصطلح التنمية يعني في نفس الوقت، بالنسبة لمعظم الناس، السعي لتحسين مستوى المعيشة والحصول على حياة أفضل، الذي يقاس عادة بمستوى الدخل واستخدام الموارد المتاحة ومستوى التقدم التقاني. وبذلك نجد أن للتنمية المستدامة أهداف بيئية واجتماعية واقتصادية.
ويبدو الأمر البيئي واضحاً في التنمية المستدامة من خلال الموارد الثلاثة المتجددة التي تتوقف عليها حياة الإنسان وهي الأرض، الماء والهواء. وتتوضح ملامح التدهور البيئي من خلال المؤشرات التالية:
ـ يدمر الحت في كل عام حوالي 6 ملايين هكتار من الأراضي الزراعية في العالم.
ـ يقضي التشبع بالمياه، والتملح، على مساحة تقدر بحوالي 1 مليون هكتار في مختلف أنحاء العالم.
ـ يفقد العالم سنوياً مساحة تتراوح بين 16 و 20 مليون هكتار من الغابات المدارية والغابات الأخرى.
ـ تؤدي الممارسات البيئية في إدارة الأراضي والمياه إلى تدني نوعية 1 مليون هكتار من التربة تعادل 11% من التربة الخصبة.
ويرتبط حجم الأثر الذي يخلفه الإنسان على البيئة، أياً كان مستوى التنمية، بحجم السكان، ونصيب الفرد من الاستهلاك، والضرر البيئي الناجم عن تقدم التقانة واستخدامها لإنتاج ما يستهلك. ويخلف السكان الذين يعيشون في البلدان المتقدمة اكبر الأثر السلبي على البيئة العالمية. ومن المتوقع أن تتضاعف الآثار البيئية السالبة في البلدان النامية بسبب المعدلات العالية للنمو السكاني والتزايد المستمر في أعداد الناس الذين يطمحون في تحقيق حياة افضل بأية وسيلة، مما يؤدي إلى احتمال تزايد الأضرار التي تلحق بالبيئة.
من المؤكد أن أنماط الاستهلاك واستخدام الموارد في الدول الصناعية المتقدمة (دول الشمال) مسؤول عن التدهور البيئي في دول الشمال وجزء من التدهور البيئي في دول الجنوب. وبخاصة ما يتعلق منها باختفاء الغابات ومقاسم المياه المرتبطة بها، حت التربة، التصحر والسحابة البيئية التي تخيم فوق المدن الصناعية الكبرى. ويرافق هذه الآثار أثاراً أقل وضوحاً منها:
ـ تراكم غازات ثاني أكسيد الكربون في الجو.
ـ انخفاض محاصيل الأسماك بسبب الصيد الجائر، في شتى أنحاء العالم.
ـ تلوث الأراضي وموارد المياه بالمواد الكيماوية وغيرها من المواد الخطرة.
كما أن التلوث في إمدادات المياه العذبة المتجددة يهدد صحة الإنسان وسلامته. ويمكننا توضيح ذلك بالمؤشرات التالية:
ـ يقدر عدد الأشخاص الذين يفتقرون إلى إمكانية الحصول على مياه شرب نقية بحوالي 1300 مليون شخص في عام 1990.
ـ كما يقدر عدد الأشخاص الذين يفتقرون إلى إمكانية الحصول على خدمات الصرف الصحي بحوالي 1800 مليون شخص.
ـ هناك حوالي 2000 مليون شخص حياتهم معرضة للخطر بسبب الأمراض التي تنقلها المياه الملوثة، يموت منهم حوالي 4 ملايين نسمة سنويا .
ـ في عام 1990 عانى 20 بلداً يسكنها حوالي 130 مليون نسمة شح المياه الذي يعرّف بتوفر اقل من 1000 م3 من المياه لكل شخص سنويا.
ـ حوالي 80 بالمائة من المياه العذبة في العالم يتم استخدامها في مجال الزراعة.
ومن الممكن أن يؤدي شح المياه إلى إعاقة عملية التنمية الاقتصادية، نظراً لأن عملية التصنيع تزيد من الطلب على المياه وبخاصة في مراحلها الأولى.
لذلك يتحتم اليوم أكثر من أي وقت مضي العمل علي زيادة الفرص بصورة ملموسة أمام الملايين الذين يشعرون اليوم بأن لا نصيب لهم في عائد ومزايا التقدم الاقتصادي والاجتماعي والمضي في تحقيق ذلك مع المحافظة علي التوازن البيئي بأسلوب صحيح.
إن النتائج التي توصل إليها البنك في تقريره لم تأخذ في الحسبان الآثار المتوقعة للتغيرات المناخية التي تهدد بتقويض جهود التنمية علي المدي البعيد وقدرة مئات الملايين من البشر في الدول النامية علي التخلص من الفقر. ذلك أن تغير الأنماط المناخية عالمياً من شأنه أن يؤدي إلي هبوط في معدلات الإنتاج الزراعي في الدول الاستوائية وتلك الواقعة في جنوب المناطق الاستوائية وخاصة الدول الأفريقية جنوبي الصحراء. ويخلص البنك الدولي في تقريره للتأكيد علي أنه يعمل مع عدة دول علي تطوير نظم مالية للدفع مقابل الخدمات البيئية،
وهكذا فإن الاستراتيجية البيئية للبنك تقوم علي توجيه متكامل للمخاوف البيئية بهدف صياغة استراتيجيات لخفض معدلات الفقر وتحديد حالات الإقراض من عدمها. فالنمو الاقتصادي ينبغي ألا يكون علي حساب صحة الناس وفرص المستقبل بسبب التلوث وتدهور الموارد الطبيعية والأنظمة البيئية. في هذا الإطار هاجم علماء البيئة البنك الدولي بسبب تمويله مشروعات إنمائية كبناء السدود الضخمة، وأسلوب الإقراض الذي يتبعه صندوق النقد.
أن التنمية لا تتم عن طريق التقليد للخبرات التي حصلت عليها البلدان المتقدمة. أو إتباع نفس الخطوات التي مرت بها اقتصادياتها. وتشكل القدرة على تنظيم الخبرة والمعرفة عنصراً أساسياً من عناصر التنمية، إن عدم توفر الخبرات الكافية يؤخر حدوث التنمية مراحل وسنوات. فالتنمية ممكنة ولكنها تحتاج إلى عمل ومتابعة.
الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
جامعة دمشق – كلية الاقتصاد
[email protected]

- مصطفي العبد الله الكفري، جريدة (الزمان)، العدد 1685، التاريخ 2003 - 12 – 15.
- المصدر السابق.



#مصطفى_العبد_الله_الكفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الاقتصادي والتنظيم الاقتصادي
- الانظمة الاقتصادية المعاصرة
- تنمية الموارد البشرية وإمكانية رفع فعاليتها
- سياسات تشجيع الاستثمار في الجمهورية العربية السورية
- اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي في ظل المتغيرات الاقتصادي ...
- الفكر الاقتصادي في اليونان القديم
- الأفكار الاقتصادية لدى أرسطو (384 - 322 ق.م)
- (*)الأفكار الاقتصادية والنشاط الاقتصادي لدى الفراعنة
- الملتقى الثامن لمجتمع الأعمال العربي عمان – المملكة الأردنية ...
- أفلاطون والأفكار الاقتصادية
- أهم عوائق التنمية الاقتصادية في الدول العربية
- العولمة والهوية الثقافية
- العالم الإسلامي جغرافياً وسكانياً
- الشراكة المتوسطية
- خصائص الاقتصاد السوري والتجربة التنموية *
- المشرق العربي يقوم بدور الوسيط بين شعوب دول المتوسط
- تأثر البحث العلمي في الدول العربية بمنهجية البحث العلمي الغر ...
- التعاون البحثي بين الجامعات العربية والجامعات الأوروبية في م ...
- التعاون البحثي والعلمي بين جامعة دمشق والجامعات العربية والا ...
- مسيرة التعاون العربي الإفريقي


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مصطفى العبد الله الكفري - التنمية المستدامة وتدمير البيئة