أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامية السّلوم - محاولة قراءة نص يترجم الروح الكردية إلى اللغة العربية لإبراهيم اليوسف















المزيد.....

محاولة قراءة نص يترجم الروح الكردية إلى اللغة العربية لإبراهيم اليوسف


سامية السّلوم

الحوار المتمدن-العدد: 1058 - 2004 / 12 / 25 - 05:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


وطن
هذا المجاور للكلام

إذا اشتهته الأسئلة

هذا المقيد بالمواعيد الكثيرة

يعتري الأصوات

ما نسجت تدرجهاالودود

يغوي اللهاث مباغتا ًصلف السدود

يروي دواخلنا الكسيرة

ثمّ يهمي بالورود

هذا المساور روحنا ...أبهى الطيوف

يصوغ لهفتنا ولا ينسى تأّلّق طلعها

مستدرجاً أشكالنا ..وسط .انحدار

الأمثلة ...

- حيث (( الطوى ))

- حيث (( الحدود))

هل أسميه الوطن ؟.. من ديوان عويل رسول الممالك...

إبراهيم اليوسف.....
من يرى صورته، يرى في عينيه حجل الأكراد ونظرةً ما استوعبت حجم اليقين وفداحة بعد المعجزة.

من يعرفه شخصيّا ًيعرف قلباً يسمى ( الوطن ) , يعرف وطناً ملامحه في وجه إنسانٍ حقيقي .حتّى إنّه

يقدّم نفسه رسولاً للممالك لا حاملاً فكراً ذاتياً خاصّا ؛ بل هو مجرّد رسولٍِ لوطنه, لا يقدر على الكلام

فيطلق صوته وشعره عويلاً. وبدلاً عن صورته الشخصية, لتفهم هوية المتكلم , يقدم لك ملامح ( وطن)

الجموع

((بدلاً عن الصورة الشخصية, الّتي توضح شكل صاحبها ,يكتب وطناً ( يجاور الكلام) ولا يصل إلى وضوحه

عندما تصل الأسئلة إلى درجة الشهوة....(بدلاً عن الصورة الشخصية... وطن ) ًّ . وهو عنوان أولى قصائد ديوان ((عويل رسول الممالك))

هذا الإنسان(( الوطن)) يتكلم عن الجمع بصيغة المفرد الأكبر الأعلى الذي يحوي بانفراده كل الجموع " بدلاً عن الصورة الشخصية " التي توضح شكل صاحبها ،يكتب وطنا ً" يجاور الكلام"،ولايصل إلى وضوحه عتدما تصل الأسئلة إلى درجة الشهوة
هو ليس صورة للماضي أو للحاضر ,فقد تجاوز الزمن فأسره المستقبل بمواعيده الكثيرة؛فبات يعيش على الوعود التي تقيّد الحاضر .بعد مجاورة الكلام في حال الّشهوة يعتري الأصوات على تدرّجها الودود الذّي نسجته.بعد المجاورة يأتي الإعتراء ونموّ الّصوت أو تكوّنه أو نسجه دون أيّ عنف ؛والصّوت جسد الكلام .

بعد الودّ تأتي الغواية للّهاث بفعل مشاركةٍ((مباغتاً)) بين طرفين؛ الطّرف الأّول ((هذا ))دون مشارٍٍِ إليه واضح

,والطرف الاّخر ((صلف السدود)),فالبغتة ليست من طرفٍِ واحدٍ تجاه اّخر ,وكأّنما صلف السّدود,هنا,لا يمنع الغواية في عملية تجسيد الوطن إلى الدرجة المادية للممارسة الجنسيّةالّتي تنتهي عنده بالإرواء... يروي دواخلنا

الكسيرة ....؛وكأنّ صلف السدود التي تقف حاجزاً يمنع الحضور الجسدي لوطن المتكلّم ,يشارك بمفاجئة ذاته

, وكأن السدود موجودةٌُ بين الوطن و اللّهاث , أي داخل تكوين الجسد اللّغويّ الّذي يحاول المتّكلّم رسمه .

وهذا السّدّ ليس فيه ماء بقدر ما فيه" رعد" فهو ((صلف))كثير الرعد قليل المطر. أو ربما يستحضر المتكلّم العلاقة

بين الأشياء من خلال الزواج فيباغت بإغواء اللّهاث صلف السدود ليدنّي من حظوة السدود و منزلتها كزوجة

لهذا الوطن.
وبعد الغواية يأتي الرّيّ؛يروي الدّواخل الكسيرة لجماعة المتّكلمين الّذين ينتمي إليهم المتكلم ,أو بعد مباغتة السدود الخارجة يتمّ ري العمق المتعدّد المشترك الكسير ,وبعد ذلك يستحضر الري الورود فيسقط بالشّرب,

فلا يتجسّد بل يتلاشى في الدّواخل ,أو ربما يضيع بالحضور ,فيتلاشى قبل تجسيده,وذلك مما يستدعي وجود الروح بعد عجز الجسد عن استيعاب وجود هذا الوطن.

يساور هذا الوطن الروح فيأخذ بها,فهو ((أبهى الطيوف)).

هو ربما أحلى وأبرق من ألوان الطيف بعد المشهد المائي السابق .

أو ربما هو أحلى أنواع الجنون لأنّ الحقيقة المادية المجسّدة لم توجده.أو ربما هو أبهى ما يراه النائم من أخيلة

لأن الصّحو لم يستحضره.

بعد الجسد والروح,بعد مساورة الرّوح, تأتي صياغة الّلهفة الجديدة لجماعة المتكلمين ,مع عدم نسيان تألّق طلع اللّهفة,ثمر هذه اللّهفة أو تألق

نتيجة هذه اللّهفة ,وهو الغائب يستدرج أشكال جماعة المتكلم على تعدّدها((وسط انحدار الأمثلة)) فالوطن المؤلف من هذه الجماعة ليس وطناً

حلما ًجميلاً ,مع ما يمثّله من انحدار يستدرج الوطن أشكال الجماعة .وسط الضّعف حيث الجوع البالغ حد ّالطّوى ,حيث الحدود الّتي يختفي الكلام عند ذكرها .. ربّما لأن وطن المتكلّم حلم دون حدود ,غير واقعي ّ,أو أن حدوده الفراغ من الجهات الأربع لأنه يمثّل عالم المتكلّم ولا حدود خارجه

فيذكر الحدود بالمطلق ويترك فراغاً يعبر عن جهاتها الأربع .
وبعد حدود الصّمت يأتي سؤال عن ال((وطن)) الّذي حاول المتكلم رسمه مبتدئاً به نكرة ومعرّفاً به غامضاً غائباً حاضراً في الجسد والروح ,

بديلاً عن الصورة الشخصيّة ,يقف عند تسميته ويتساءل عن إعلان إ نتما ئه إلى ذلك الضياع الجميل الّذي أخذ جسده وروحه ,هذا الجسد الّذي اشتهته الأسئلة واعترى الأصوات وأغوى اللّهاث وروى الدواخل الكسيرة و همى بالورود في النهاية ,وساور الرّوح بمعزل عن الجسد,وهو

((أبهى الطيوف)) على الإطلاق .هذا الجسد قد صاغ الّلهفة بهيّة الطلعة , قد صاغ إشراقة الحياة وهو ينهض من انحدار الأشكال الظّاهر مقابل تألّق

الطّلع الباطن .هناك تأتي حيثيات المكان حيث((الطوى)) دون أي تعليق. حيث الحدود الّتي تستحضر الجغرافية- تستحضر المادّ ة والتجسّد الحقيقي على الأرض.... عندها يسكت الكلام أو يظهر الوطن الغامض المجاور للكلام صمتًا رغم فعله الكبير بالجسد وبالروح وبالمستقبل

الآتي .هذا البديل عن الذ ّات مرسوماً بالكلمات على الورق ,ولم يطلق عليه المتكلم اسماً,هذا الضياع الواقعي .((هل أسميه الوطن ؟)).وهنا

يأتي ((الوطن)) بالمطلق غير معروف يحتاج إلى تساؤل من أجل تسمية . يحتاج الإ نتماء إ لى إعادة نظر ,إلى تساؤل هذا الرسم في النّصّ

مع ما يحمله من ضياع صاحبه , هو الوطن؟؟..
إن كان لا , فقد أفنى المتكلّم كلّ قوّته وأبدل صورته الشخصية بصورة عدم انتماء , بصورة لا وطن ,بصورة ضياع.

وإن كان نعم , فقد انتمى إلى هذا الضياع الّذي سلبه ذاته ؛فانتمى إليه لا إلى ذاته , ورأى فيه صورة تعبر عن نفسه , صورة بديلة عن

صورته الشخصيّة, بديلاً عن شخصه جسداً وروحاً وتفاعلاً مع الآخر ...صورة جماعة توحّدهم على تعدّدهم في الدواخل والأرواح

والأشكال ,فيها من الضياع ما فيها من محاولة إيجاد الذات في رسم ملامح صورة مشتركة لألم شعب يحمله المتكلّم, ولا ينفي وجود

غيره في هذا الأ لم ,فيعدّد المتكلمين ولا يوحدهم , ويحملهم معه ملامح هذه الصورة البديلة عن انفراده عنهم ,فيتماهى في الجماعة ,وربّما بذلك

يصل عويله ,وهو رسول الممالك مقارباً للّصوت , صامتاً, صائحاً,غير مفهوم, مبهم ,هو الحياة بضياعها ,هو مشروع وجودِ وهويّة.

سامية السلوم

ناقدة أدبية لبنانية

الصورة الشعرية عند سليم بركات-رسالة ماجستير

تحت الطبع

تحضرحاليا رسالة دكتوراة في نقد الشعر -الجامعة الأمريكية



#سامية_السّلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامية السّلوم - محاولة قراءة نص يترجم الروح الكردية إلى اللغة العربية لإبراهيم اليوسف