أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزي البكري - رشة بلسم على الجرح العبقري‏














المزيد.....

رشة بلسم على الجرح العبقري‏


فوزي البكري

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 19:47
المحور: الادب والفن
    


كُـتِبَت هـذه القصيـدة عندمـا كـان الفنـان الـشهـيـد لا يـزال في غيبوبته التي امتدَّت حوالي أربعين يـوماً، بـيـن الـيـوم الـذي أُصـيـب فـيـه بـرصـاصـة الغــدر واليـوم الذي أَسلـم فـيه الــروح في خـريـف 1987
(أمنية بالشفاء الى الاسم الحركي لفلسطين.. ناجي العلي..)



للحْظَـةٍ
تَـوَقَّـفَـتْ عنْ وَحْـيها السَّـمَـاءْ
وَخُـضِّـبَـتْ مَلامِـحُ المَسيحِ بِالدِّمَـاءْ
فَـأَطْـلَـقَتْ شَرَاذِمُ اليَـمِـينْ
رصاصة َ الوداعْ..
لكـنَّها في وَجْـهِـهِ الحزينْ
تحوَّلتْ لِـقُـبْـلَـةٍ
تُعـمِّـقُ الـلـقـاءْ

فَـلْـيَـفْـرَحِ الأطْـفـالُ في الخيامْ
وَلْيَرْقُصِ الأطْـفـالُ في الخيامْ
صديـقـُهُـمْ
ضميرُهُـمْ
حَـنْـظَـلَـةٌ
تـقـلَّـدَ الوسامْ
رصاصة ً جبانة ً حَـمْـقـاءْ
لـكـنَّها شهادةٌ
بأنَّ ريشة َ الـفـنَّـانِ
بينَ ابْـجَـديـةِ النِّضالِ
ألفٌ.. و.. ياءْ

يا ناجيَ الجَـمالْ
الكادِحونَ يسْـألونَ كَـيْـفَ حَـنْـظَـلَـةْ
ويطْـلـبـون مِـنْـهُ انْ يَـدُسَّ
في مرارةِ اليمين قُـنْـبـلةْ

والجَّائعونَ في مخيَّماتِ الـكَـدْحِ واجـِمُـونْ
يُصدِّقون تارةً
وتارةً يُكذِّبونْ
هَلْ يَـبْـلغُ الرَّصاصُ قِـمة َ الفنونْ؟!
وهل تُصابُ ثورةٌ بكل ذلك الجنونْ؟!

هل تُشْنَقُ الفراشة ُ البيضاءُ
في أشعةِ الصَّباحْ
هَلْ تـُخْـنَـقُ الطيورُ في اوكارِها
وتخرجُ النجومُ عن مدارِها
لأنَّ طاقـمـاً مُـشَـوَّهاً من الثُّوارِ
يُـتْـقِـنُ الـنِّـبَـاحْ؟!

شُـلَّـتْ يَـدَاك يا يمينْ
شُـلَّـتْ يداكْ
ايُّـها المَـغْـروسُ في الوجْدانِ كالسِّـكينْ
شُـلَّـتْ يَـدَاكْ
وَفُـقِـئَـتْ بِرِيـشـةِ الـنَّـقـاءِ مُـقْـلـتـاكْ

بـِالـنَّـبْـضِ خـافـقـاً فـؤادُهُ
ما زالْ
حـنْـظـلـةٌ غـداً
يـقـومُ مِـنْ سَـريـرهِ
ليصفـعَ الـوجـوهَ الكـالحـاتِ بالـنِّـعـالْ
يصوغُ مِـنْ ريشـتِـهِ الـشُّـعـاعْ
لـيـحـرقَ الـقـنـاعْ
عَـنْ سِـحْـنَـةِ الـيـمـيـنْ
ويـنـصـبَ الـكـمـيـنْ
لِـمَـنْ تـحـوَّلـوا
عـصابة ً مَـأْجـورةً منَ الرعاعْ

يا ناجيَ النضالْ
سَـلِـمْـتَ
يا حقيقـة ً أغْـرَبَ مِـنْ خَـيَـالْ
سَـلِـمْـتَ
يا أُنـشـودةً
مَـنْـقـوشة ً في دَفْـتـرِ الأطفـالْ

يا صَرْخـة ً
مَـذْبوحة ً على حناجـِـرِ الرجـالْ

يا عاشـقـاً
حـنـيـنـُهُ عـطـاءْ
الـيـكَ بـاقـة ً مِـنَ الـوفـاءْ
إلـيـكَ قُـبْـلَـة ً
مَـغْـمـوسة ً بِنَسْمةِ الرجـاءْ
عـلـيـكَ الـفُ وابـلٍ
مِـنَ الـشِّـفـاءْ

يا ناجيَ النضالِ.. قُـمْ
فالأرضُ مَـنْ يحتاجُ
عَـبْـقـرية َ الفنَّانِ
ليستِ السماءْ

يا ناجيَ النضالِ.. قُـمْ
وعـلِّـمِ الـتـاريـخَ
كيفَ تنْطقُ اليراعة ُ الخرْساءْ
وعـلِّـمِ الأجْـيـالَ
كـيـفَ - بالـمِـدَادِ -
يُـصنعُ الـفِـداءْ

١ آب ١٩٨٧

فوزي البكري شاعر فلسطيني مولود في البلدة القديمة من القدس، يعيش ويسكن فيها، له ديوانان شعريان، "صعلوك من القدس القديمة،" صادر عن دار الصوت عام ١٩٨٥، و "قناديل على السور الحزين،" صادر عام ١٩٩٧، له كراسة بعنوان "شدي حيلك يا بلد،" اصدرتها جمعية الدراسات العربية، وله كاسيت زجليات صوتية بعنوان عبد الباقي هون. له موقع http://www.fawzialbakri.org



#فوزي_البكري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. مقترح برلماني بتقليص الإجازات بعد ضجة أثارها فنان معرو ...
- رُمي بالرصاص خلال بث مباشر.. مقتل نجل فنان ريغي شهير في جاما ...
- أهم تصريحات بوتين في فيلم وثائقي يبث تزامنا مع احتفالات الذك ...
- السينما بعد طوفان الأقصى.. موجة أفلام ترصد المأساة الفلسطيني ...
- -ذخيرة الأدب في دوحة العرب-.. رحلة أدبية تربط التراث بالحداث ...
- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزي البكري - رشة بلسم على الجرح العبقري‏