سامر عنكاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1054 - 2004 / 12 / 21 - 11:53
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عانت المرأة العراقية من الدكتاتورية بشكل لم يعان احد مثلها من قبل, فقد ذاقت من الألم والعذاب فوق ما يحتمله البشر على يد الدكتاتورية البغيضة، التي ألقت بفلذات أكبادها في المحرقة، في أتون ثلاثة حروب خارجية وحرب داخلية ضروس. وخلال هذه الحروب حاول الدكتاتور ولمدة خمسة وثلاثين عاما تصفية كل الأحزاب الوطنية العراقية في داخل الوطن وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي. وانتهت حماقات الديكتاتورية وسياساتها بمجيء القوات الأمريكية إلى الخليج، واحتلال العراق.
قلبت الدكتاتورية كل الموازين الطبيعية، وبدأ الآباء والشيوخ والنساء بدفن أحبتهم الذين سقطوا ضحايا سياسيات الديكتاتورية من قمع وعنف وحروب داخلية وخارجية, والطبيعي انه الأبناء يدفنون الآباء بعد عمر طويل. وكان نصيب المرأة العراقية في هذا الأمر كبيراً.
المرأة نصيرة للسلام دائما، لأن الحرب تأكل أبناءها، وتقتل زوجها وأخوها وأبوها وحبيبها. فالمراة كقاعدة عامة، وفي كل مكان من هذا العالم الجميل مع السلام وضد الحرب. ولا يعرف احد ماذا تعني الحرب مثل المرأة العراقية.. مثل ألام العراقية مثل البنت العراقية مثل الأخت العراقية, الحرب تعني لها الدم... تعني الأجساد الممزقة... تعني الموت لمن تحب. تصور من تحب ممزق أمامك مضرج بدمائه في سبيل تحقيق مطامح الكبار. وفي سبيل خزعبلات تحقيق الهوية.. تارة العروبة والأمة، وتارة الايديولوجيا.
يشارك النساءَ في نصرة السلام العمالُ والفلاحون والطلاب، ويقفون دائما ضد الحرب لأنهم وقودها. فالأغنياء بمنجى من الموت في الحروب، لذلك يدعون إليها لتحقيق المصالح والمكاسب على حساب دماء العمال والفلاحين والفقراء وألام وعذابات النساء.
يا أيتها المرآة العراقية الحنون انزعي الحجر من صدور الرجال.. وازرعي قلوبا تنبض بالحب والعدل والمساواة لننعم جميعا بالحياة!
من مأثرة للرفيق الخالد فهد انه ليلة إعدامه، قال: سامحيني يا امي لقد عذبتك كثيرا، ولكني لم أرى طريقا آخر لتحرير شعبي من الاستعمار والاستغلال!
وساعة الإعدام قال الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق.
بوركتم أحفاد فهد الخالد, وبوركت قائمتكم اتحاد الشعب.
خيار المرآة العراقية لن يكون لقوى الظلام والسلفية المقيتة وقوانينها التي تستعبد المراة، وتستبعد مشاركتها بالحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتختزل دورها في الحياة، إلى دور خادمة مطيعة، أسيرة تنتظر السجان مدى الحياة.
كما أن خيارها لن يكون لبقايا القومانيين الذين أذاقونا الموت والدمار في حروب طاحنة عدائية.. ولن يكون لقوى البقاء تحت أسر الاحتلال واستلاب الإرادة والإدارة والسيادة.
أيتها ألام العراقية العظيمة الصابرة يا أم الشهيد يا أمي قولي لابنك:
( يبني من رحت للموت جنت الكم صديقة ولو تجيني اليوم تلكه أمك رفيقة
والطريق الزين يتفرزن طريقه والدرب معروف وأفكارك هوية)
انتخبي صوت السلام, قائمة اتحاد الشعب ليتربى أطفالك في أحضانك في بيتك وليس في المقابر.
أيتها العراقية الشامخة!
اعطي صوتك لاتحاد الشعب نداء السلام لكي لا يموت الأطفال أطفالا... ولا يموت الصغار صغارا... ولا يموت الشباب شبابا... لكي لا تنطفئ شمعة برياح الاستبداد والإرهاب قبل الأوان.... صوتي لاتحاد الشعب لأنها الأبهى... اعطي صوتك للطيبين بلا حدود المتحررين من كل أشكال التعصب القومية والدينية والطائفية. وولاءهم فقط للإنسان.. وللعراق.
صوتي أيتها المرأة المناضلة للذين وقفوا مع الإنسان قبل الحرب، لعلمهم بنتائج الحروب من خراب ودمار وموت... ووقفوا مع الإنسان بعد الحرب ضد الإرهاب وتقتيل الأبرياء من أبناء الشعب العراقي.
أيتها المرأة العراقية الباسقة واجهي أعداءك من بقايا المجتمع ألذكوري.. بقايا الإنسان القديم.. بقايا الإقطاع.. بقايا المغول والتتار والبربر.. بقايا أصحاب النظرة الدونية للمرأة.. بقايا من كانوا يسمونك حرمة وعوره، بالتصويت لقائمة اتحاد الشعب الأصدق في التعبير عن الحرية والمساواة. فالمساواة ليست منة من احد.. هي حقك الطبيعي في الحياة انه حقك الطبيعي في الفرح والسعادة.
أيتها ألام الباسلة يا مشروعا للتضحية من اجل الأبناء!
لقد وهبتنا الحياة وحملتنا تسعة اشهر في أحشاءك وذقتي عذابات المخاض والآم الولادة وسهرت الليالي وكبرنا. عليك أن تحافظي علينا وتمنحينا ديمومة الحياة وتبعدي الموت عنا. صوتي لاتحاد الشعب لمنع نزيف الدم في حمامات القومية والطائفية. فالاقتتال يجعل ألام الشيعية حزينة والأم السنية حزينة والأم المسيحية حزينة والأم الصابئية حزينة والأم الازدية حزينة والأم العربية حزينة والأم الكردية حزينة والأم التركمانية حزينة والأم الكلدواشورية حزينة والأم الارمنية حزينة.
فيا نساء العراق اتحدن وصوتن لاتحاد الشعب صوت السلام والأمان.
أيتها النساء العراقيات اتحدن وانتخبن اتحاد الشعب من اجل وطن حر وشعب سعيد.
أيتها المراة العراقية خذي بيدنا لتحقيق مطالبك في الحياة الحرة الكريمة ولتحقيق طموحات الشعب العراقي في السلام والأمان والعمل.
أيتها المراة العراقية رفرفي بثوب عرسك حمامة سلام بيضاء في سماء الوطن. الوطن الذي اتحاد الشعب فيه هو طريق الشعب.
#سامر_عنكاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟