أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جون إيدن - لماذا سكتت واشنطن عن عراق الثمانينيات؟














المزيد.....

لماذا سكتت واشنطن عن عراق الثمانينيات؟


جون إيدن

الحوار المتمدن-العدد: 238 - 2002 / 9 / 6 - 06:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
الخميس 05 سبتمبر 2002 03:52
 
ليس هناك عبارة أكثر تأليبا للرأي العام الأميركي ضد الرئيس صدام حسين من قول المسؤولين الأميركيين انه "ضرب شعبه بالغازات السامة". وهذا تلميح الى ان الجيش العراقي استعمل الأسلحة الكيماوية في بلدة حلبجة في كردستان العراقية عام 1988 خلال الحرب العراقية ــ الايرانية .. وبعد ذلك في المنطقة المدارة من قبل المتمردين الأكراد المدعومين من قبل طهران بعد وقف اطلاق النار بخمسة أشهر.وبما ان استعمال العراق للغازات السامة في الحرب والسلام كان معروفا للقاصي والداني يقفز الى الذهن سؤال كبير: لماذا لم تفعل الإدارة الأميركية أي شيء آنذاك؟ الحقيقة هي ان "اللوبي" الموالي لبغداد كان مهيمنا في إدارة ريغان لدرجة انه جعل البيت الأبيض يحبط محاولة من قبل مجلس الشيوخ لمعاقبة العراق على انتهاكه لمعاهدة جنيف الخاصة بالأسلحة الكيماوية والتي وقعت عليها بغداد. وهذا جعل الرئيس صدام حسين يعتقد بأن الولايات المتحدة حليف ثابت له، وهو استنتاج مهد الطريق لغزوه للكويت واحتلالها، مما أدى الى حرب الخليج عام 1991 التي لم تتكشف عواقبها كلها بعد.وما بين اكتوبر 1983 وخريف 1988 استخدم الجيش العراقي مائة الف قذيفة تحتوي على غاز الخردل الذي يحدث تقرحات في الجلد وداخل الرئتين وغاز الأعصاب الذي يدمر الجهاز العصبي وغاز السيانيد الذي يقتل ضحيته فورا. وانطلاقا من استعمال هذه الاسلحة الفتاكة الى الحد الأقصى لصد الهجمات الايرانية تحول الجيش العراقي الى استعمالها كسلاح رئيسي خلال هجماته المضادة في فصلي الربيع والصيف لعام 1988 لاستعادة الأراضي العراقية التي كانت القوات الايرانية تسيطر عليها آنذاك بما فيها شبه جزيرة "الفاو".وكانت وزارة الدفاع الأميركية على علم تام باستعمال العراق للأسلحة الكيماوية خلال تلك الهجمات، وهذا ما أكدته قبل اسبوعين صحيفة "نيويورك تايمز". فبعد ان استعاد الجيش العراقي بمساعدة تخطيطية أميركية، شبه جزيرة "الفاو" أرسل العقيد ريك فرانكونا، ضابط في وكالة المخابرات العسكرية الأميركية، متقاعد حاليا، الى ساحة المعركة لتفقدها بمرافقة ضباط عراقيين، وقالت "نيويورك تايمز" ان فرانكونا شاهد مناطق محددة على انها ملوثة كيماويا ومخلفات حقن "أتروبين" مبعثرة مما دلل على ان العراقيين تحصنوا اتقاء لتأثير الغازات السامة التي قد تذروها الرياح باتجاه مواقعهم.في عام 1986 بعد ان فحص خبراء من الأمم المتحدة 700 حالة اصابة في صفوف القوات الايرانية استنتج الخبراء بأن بغداد استعملت غاز الخردل وغاز الأعصاب عدة مرات، وبدلا من إدانة بغداد، عملت واشنطن وموسكو معا على ربط إدانة بغداد برفض اطالة امد الحرب من قبل طهران لرفضها قبول وقف اطلاق النار ما لم يتم وصف العراق بالمعتدي. ورغم تكرار الولايات المتحدة لحياديتها إلا انها كانت منحازة لبغداد ولم تضع أي وقت دون ان تزود العراق بالمعلومات الاستخبارية بواسطة طائرات "إيواكس" ــ انظمة الانذار المبكر المحمولة جوا، المملوكة للسعودية والمدارة من قبل وزارة الدفاع الأميركية. وبمجرد ان استأنفت واشنطن وبغداد العلاقات الدبلوماسية عقب اعادة انتخاب رونالد ريغان في نوفمبر 1984 ازدهر التعاون العسكري بين البلدين.واعتبارا من يوليو 1986 وبمساعدة من البنتاغون التي أوعزت لطياريها بالتعاون مع نظرائهم العراقيين تحسنت دقة اصابة الطائرات العراقية الحربية لاهدافها، وبحجة حراسة ناقلات النفط الكويتية، بنت الولايات المتحدة قوة بحرية في الخليج اشتبكت مع الزوارق الايرانية واغرقت اثنين منها ردا على اطلاق صواريخ ايرانية على ناقلة نفط ترفع العلم الأميركي في المياه الاقليمية للكويت.وعلى هذه الخلفية بدأت بغداد تضرب طهران بصواريخ سكود في اواخر فبراير 1988. ولاستعادة حلبجة من ايران والأكراد المتحالفين معها الذين استولوا عليها في مارس هاجمها الطيران الحربي العراقي بقنابل الغازات السامة وكان الهدف اخراج القوات الايرانية منها (كانت قد غادرتها) آنذاك. وبدلا من ضرب الايرانيين قتل ما بين 200.3 و5000 مدني كردي، ورغم المناظر الفظيعة التي بثتها وسائل الإعلام الايرانية إلا ان واشنطن لم تصدر أية ادانة . ولم يقرر مجلس الأمن الدولي ارسال فريق للتأكد من ان بغداد استخدمت الأسلحة الكيماوية إلا بعد وقف اطلاق النار ومع ذلك رفضت بغداد التعاون مع مجلس الأمن.وبدلا من الضغط على العراق، اختار وزير الخارجية الأميركي آنذاك جورج شولتز القول بان المقابلات التي اجريت مع الأكراد اللاجئين الى تركيا ومصادر أخرى "دون تحديد هويتها" تشير الى ان العراق استعمل اسلحة كيماوية، ومن جانبه قال السير جيفري هاو وزير خارجية بريطانيا آنذاك ان هذين العنصرين "لا يشكلان دليلا قاطعا" وبالتالي لم تتخذ أية اجراءات عقابية ضد بغداد.هكذا انتهت قصة استعمال العراق للأسلحة الكيماوية .. ولم يرتفع صوت واشنطن إلا بعد مرور 14 عاما عندما بدأ صقور إدارة بوش يؤلبون الرأي العام الأميركي بعبارة "انه ضرب شعبه بالغازات السامة!".
الوطن القطرية


#جون_إيدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الجيش الإسرائيلي يشن غارات جوية على شمال قطاع غزة
- دراسة تحذّر: لا تثقوا بالذكاء الاصطناعي.. أصبح سيّداً في الخ ...
- برلين وبروكسل تحذران إسرائيل من تنفيذ عملية برية في رفح
- السعودية.. شرطة مكة تقبض على مواطن تركي بعد ظهوره في مقطع في ...
- -حرائق وإسعافات في المستوطنة-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من است ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض مواجهة طويلة الأمد مع حماس؟
- -وزع أشلاء الضحية واحتفظ بالرأس-.. جريمة مروعة تهز منطقة الن ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 12 صاروخ -فامبير- في أجواء مقاطعة ...
- زاخاروفا: كل متواطئ في الهجوم على أراضي جمهوريتي دونيتسك ولو ...
- ماكرون: يجب على أوروبا أن تكون مستعدة -لردع- روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جون إيدن - لماذا سكتت واشنطن عن عراق الثمانينيات؟