أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باقر الموسوي - كــــل من يدعي انه قادر على محاصرة الفكـــر فهو جاهل














المزيد.....

كــــل من يدعي انه قادر على محاصرة الفكـــر فهو جاهل


باقر الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 236 - 2002 / 9 / 4 - 05:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




إن الفرق بين الانسان وبين الاشياء المتحركة الاخرى هو إمتلاك الانسان للفكر الذي يستطيع من خلاله أن يميز ويبدع وينتج ويتفاعل ويتأثرويتأمل ويرصد ؛ وإذا كان لكل إنسان موقعه الخاص به وتجربته الخاص به فمن الطبيعي أن تختلف الرؤى وتختلف الافكار وهذه سنة من سنن الحياة وقد جاء في قوله تعالى { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم} وكذلك قوله تعالى { لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة} من خلال ذلك نرى بأن الاختلاف في الافكار وفي الرؤى مسألة طبيعية ولكن هنالك من يريد للبشر أن يصبحوا نسخة واحدة في التفكير وفي التحرك وكأن نهاية السلم الفكري والثقافي والحضاري تنتهي اليه ساعيا الى تنصيب نفسه وصيا على الفكر أو رسولا للحقيقة والهداية متحديا السنن الالهية -سنة الاختلاف- { ومن آياته خلق السماوات والارض وإختلاف ألسنتكم وألوانكم} والحديث المروي عن الرسول الاكرم محمد ص( إختلاف أمتي رحمة ) وكذلك سنة التدافع في قوله تعالى { فلولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين } وهذا الاختلاف في الافكار من خلاله يعرف الفكر الصحيح من السقيم ويعرف الحق من الباطل والصالح من الطالح كما في قول الشاعر
فلولا القبح ماعرف الجمال ****** ولولا النقص ماعرف الكـــمال
ولكن مع شديد الاسف هنالك من لايطيق أن يكون لدينا فكر منفتح على الآخر وذلك بسبب الانانية وحب الذات التي يعشها بعض الناس بسبب تحجرهم وتقوقعهم في بؤرة مظلمة ضيقة لاترى النورأو في كهف مظلم خالي من نوافذ تطل على الواقع فنرى هؤلاء الناس يسعون لمحاصرة فكر الآخر ولكن هيهات أن يفلحوا في ذلك لان الفكرة عندما تنطلق تشق استار الحجب وتسير في طريقها متحدية كل القوى ومهما كان موقع هذه القوى ؛ إن هذا التشنج الفكري والجمود والانطواء على الذات يعمل جاهدا على محاصرة الفكر أو إقصائه من الساحة وتكريس الفكر الاحادي مما يسبب الى حالة ممارسة الفكر الاكراهي مما يؤدي الى نشوء المقدسات للتراث الفكري ولبعض الممارسات التي لاتمت الى التقديس بصلة؛ هذا الارهاب الفكري وهو من أقسى وأشد انواع الارهاب ولدّ حالة من حالات الرفض والتمرد والابتعاد عن الدين الاسلامي الحنيف لان الذي مارس هذا الارهاب من يدعي أنه قيم ووصي على الشريعة ناسيا أو متناسيا أنه بشر وقابل للخطأ والصواب مما انعكس سلبا على الحالة الاسلامية المعاصرة ؛ إن جوهر المشكلة هنالك من يرفض الآخر لانه الاخر وهنالك من يقبل الأنا لأنه الأنا وهذا ناتج للأنانية والهوى وحب الذات الأمر الذي يدفعهم الى التراشق بالفتاوى الأحتراب والاقتتال والطعن بالآخر؛ ولكن هيهات ان يقتل الفكر وأنى لهم هذا لم يستطع كفار قريش على محاصرة الرسالة رغم الارهاب الفكري الذي مارسوه لقتل الرسالة المحمدية لقد نقل لنا القرآن الكريم صورة مفصلة عن ذلك الارهاب الفكري الذي مارسه الكفار والمشركين ضد الانبياء والرسل بسبب التقديس والتقليد الاعمى للآباء في قوله تعالى { وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون } وفي آية اخرى { قال أولو جئتكم باهدى مما وجدتم عليه آباءكم} تصدوا بكل قوة للفكر الجديدوهو الفكر الاكثر هدى والارشد والاصلح ويمنحهم وضوح في الرؤية لانه يخالف دين آباءهم واجدادهم وهذا مانراه جليا في واقعنا المعاصر مجرد أن تختلف مع الاخر تبدأ التصفيية الفكرية فضلا عن الجسدية ولاتوجد ثقافة- رأيي صحيح يحتمل والخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصحة- وكأنه يملك الحقيقة المطلقة المنزلة من السماء وهذا تسبب التقديس الاعمى للموروث الفكري والثقافي ؛؛ هل كان الرسول الاكرم شاكا بدينه وبرسالته لكن نرى القرآن الكريم يحدثنا على لسان رسوله { وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} ولكن نرى اليوم من يجعل لنفسه القدسية يرفض كل من لايتفق مع فكره ويستخدم سلاح الفتوى الفتاك لأقصائه أو تصفيته ويعتقدون أن الساحة ضيقة لاتتسع للفكر المنفتح وهنالك مقولة لأحد المفكرين المعاصرين السيد فضل الله يقول (دع الفكرة تحاور الفكرة ودع العقل ينفتح على العقل ودع القلب ينفتح على القلب والساحة تتسع للجميع) نعم الساحة تتسع للجميع ولايمكن محاصرة الفكرة وكلما حوصِرالفكر سوف تصل الى العقول أسرع



#باقر_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باقر الموسوي - كــــل من يدعي انه قادر على محاصرة الفكـــر فهو جاهل