أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - ( السّر تحت السّرير) : سرّ مذبحة ماسبيروه .. مع مبارك وتحت سريره















المزيد.....

( السّر تحت السّرير) : سرّ مذبحة ماسبيروه .. مع مبارك وتحت سريره


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 17 - 22:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أولا
هناك محطات أساس فى تاريخ مصر بعد ثورة 25 يناير 2011 .
1 ـ المحطة الأولى يوم 25 يناير والبطولة فيها للشعب ، والمحطة الثانية يوم معركة الجمل ، والبطولة فيها للشعب أيضا . ثم المحطة الثالثة وهى عزل مبارك بعد نزع سلاح الحرس الجمهورى فارتعب مبارك وهرب الى شرم الشيخ متنازلا عن الرئاسة . فى هذه المحطة الثالثة تأكد وقوف الجنرالات مع الثورة ضد قائدهم الأعلى (مبارك ) بعد أن خدموه ثلاثين عاما . وقوف الجنرالات هذا لم يكن تأييدا للثورة ولكنه خوفهم على أنفسهم من مجىء الوريث رئيسا وقائدا أعلى لهم ، وهم يرونه شابا مستبدا سىء الخلق لا يحترم كبيرا ولا يرحم صغيرا ، وهو يكرههم ويعمل على إقصائهم ليجىء بجنرالات يضمن ولاءهم . وفى الفترة الأخيرة قبيل عزله أصبح مبارك معزولا تماما عما يجرى ، وأصبحت مقاليد الأمور فى يدى الوريث وأم الوريث، واصبح لزاما على المشير لو أراد رؤية الرئيس أن يمرّ على الوريث ليقدم له فروض الولاء والاحترام . بقيام الثورة وصمود الثوار أمام وحشية البوليس وقف الجنرالات موقفا سلبيا . فى البداية ، لم يدافعوا عن الشعب ، تركوا بوليس مبارك يقتلون الشباب الأعزل وخصوصا يوم موقعة الجمل ، وحين فشل البوليس فى قمع الملايين عقد مبارك مجلسا عسكريا وأمر جنرالاته بابادة المتظاهرين فى التحرير ، لم يبادر الجنرالات بالرفض بل بدءوا التنفيذ الجزئى بمناورة ارهاب للمتظاهرين فأرسلوا فوقهم طائرات تزمجر وتهدد على أمل أن يرتعبوا ويتفرقوا فلم يحدث . أيقن الجنرالات أنه لا بد من مواجهة عسكرية مع الشعب، هم (بقواتهم وطائراتهم ودباباتهم وصواريخهم المشتراة من عرق الشعب للدفاع أساسا عن الشعب وليس لقتل الشعب) ،والشعب الأعزل بصرخاته وهتافاته وحبه لمصر وأمله فى الحياة الكريمة . عندها كان الجنرالات بين اختيارين كلاهما مرّ : إمّا طاعة مبارك وإبادة وقتل ملايين المصريين بالطيران والمدفعية الثقيلة ، وما يعنيه هذا من نتائج رهيبة داخليا وخارجيا ستنتهى بالتأكيد الى قيام ثورة الجيش عليهم وقتلهم جميعا وقتل مبارك وذريته ، وإمّا عصيان مبارك وعزله والحلول محله . بالاختيار الثانى بقيت مشكلة فرعية وهى تحييد الحرس الجمهورى وكان هذا سهلا . ومن هنا نقول إن هذه المحطة الثالثة يظل فيها الشعب هو البطل ، فلولا صموده ما اضطر جنرالات مبارك الخاضعين له طيلة ثلاثين عاما الى التمرد عليه وعزله ونفيه الى قصره الاسطورى فى شرم الشيخ .
2 ـ المحطة الرابعة هى جلب مبارك وولديه للمحاكمة . وكان هذا مستحيلا لولا بطولة الشعب المصرى . بعد عزله أعطى الجنرالات لمبارك وزوجته وولديه كل المميزات الحياتية وسمحوا لهم بتهريب الأموال والتحف و النفائس ، بل أصبح يصدر تصريحات تهدد وتتوعد . الشعب البطل هو الذى تظاهر بمليونية وهدد بالزحف الى شرم الشيخ واحضار مبارك للمحاكمة ـ فاضطر الجنرالات الى إحضاره الى المحاكمة . كانت محاكمة تمثيلية هزلية بكل المقاييس ، فخدم مبارك هم الذين يحاكمون سيدهم الذى لم يعرفوا سوى الركوع له ثلاثين عاما ، ولا يزالون يحتفظون له بكل الولاء ، وحتى لو فكّروا فى التملص من الولاء له فهم شركاؤه فى الفساد والسرقة . أى لو تكلم فسيفضحهم ، ثم إن أولئك الخدم يحاكمون مبارك بقوانين مبارك وبأجهزة مبارك فى الأمن وفى النيابة ، وبالتالى كان لا بد أن تنتهى هذه التمثيلية الى تأجيل بعد رد المحكمة والنظر فى تعيين دائرة أخرى . كل ما حدث فى هذه المحطة هو نقل مبارك من شرم الشيخ الى مستشفى قرب القاهرة وبكل المميزات .
3 ـ والآن تدخل مصر المحطة الراهنة وفيها حدثت مذبحة ماسبيرو . هى مرحلة المواجهة بين الشعب والجنرالات. فقد وصلت الأمور بقادة المجلس العسكرى الى نهاية الطريق المسدود ..توالى الفشل .. وانتهت جعبة الأعذار ، وفرغت كل أساليب المراوغة ، وأدمن الجنرالات إصدار قوانين واعلانات دستورية فوقية يعتبرون فيها الشعب من جنود الأمن المركزى عليهم الطاعة وإمتثال الأوامر ، ويعتبرون الوطن معسكرا حربيا ، وقد عينوا لادارة هذا المعسكر وزارة عصام شرف التى لا تختلف عن فريق من صفّ الضباط محترفي خدمة القادة وكبار الضباط ، ومعهم المستفيدون من نظام مبارك ، ثم لديهم قوة من الميليشيات من البلطجية والبوليس ومطبلى الاعلام فى الصحف القومية والتليفزيون. والأخطر من هذا السلفيون بكل تنظيماتهم العلنية والسرية ، وهم آخر من إنضم الى الثورة وأول من ركب موجة الثورة وأول من استفاد منها . ولاؤهم الحقيقى هو للسلطان القائم ، فمها بلغ عداؤهم له فهو أقرب اليهم من دعاة الليبرالية والحرية والعلمانية . ومهما إشتدت سطوة السلطان المستبد القائم فهم المستفيدون من حكمه وهم المؤهلون لوراثته ، أثناء حكمه ينشرون دينهم السلفى و يتغلغلون من خلاله الى الأغلبية الساكتة الصامتة ، وعندما يتأهب المستبد للسقوط فهم آخر من يثور فى وجهه وأول من يركب موجة الثورة وأسبق من يستفيد منها . من هنا فالتحالف بين الجنرالات الذين يمثلون نظام مبارك وبين السلفيين من (إخوان وجماعات ) قائم ومستمر ومستقر ، ولأنه تحالف سياسى يقوم على المصلحة والتنازع على الغنائم والمحاصصات فلا بد أن يتعرض للخلاف والشّد والجذب . وهكذا استغل الجنرالات ما فى أيديهم من أوراق لتثبيت نفوذهم. كان الاستحقاق الفورى على الجنرالات هو استمرار محاكمة مبارك والانتهاء منه . تطورات محاكمة مبارك كانت تلك هى العناوين الكبرى فى مصر والعالم كله . بعد ردّ المحكمة كان لا بد من استمرار الزخم والضغط على الجنرالات لاستكمال المحاكمة واستمرار مثول مبارك أمام المحكمة . هذا هو المتوقع . ولذا كان لا بد للجنرالات من الدخول فى منعطف جديد يلهى الناس عن مبارك ومحاكمته . والحلّ الأمثل هو استغلال الفتنة الطائفية . استعمل جنرالات مبارك نفس طريقة مبارك فى ذبح الأقباط قربانا للاستمرار فى السلطة . مذبحة كنيسة القديسين فى الاسكندرية كانت آخر جرائم مبارك الطائفية ، ومذبحة ماسبيرو كانت أبرز جهود جنرالات مبارك فى صرف الأنظار عن الاستمرار فى محاكمة مبارك . فى كل تلك المذابح تجد الجناة هم هم ؛ دعاة السلفية من خدم مبارك وجنرالاته ، والتدخل السياسى والبطش البوليسى والعسكرى . الفارق هنا أن مبارك كان يكتفى ببوليس العادلى وخدمات النائب العام ، أما الجنرالات فلم يروا بأسا من استخدام التليفزيون الرسمى لتدبير المؤامرة ورأوها بطولة وانتصارا عسكريا وشهامة لا مثيل لها حين استخدموا المدرعات فى دهس المتظاهرين علنا وعلى رءوس الأشهاد ، ثم بكل صفاقة يعقدون مؤتمرا صحفيا يخرجون فيه ألسنتهم للجميع قائلين بلسان الحال لهم : طظ ..
أخيرا
1 ـ المرحلة السادسة والحاسمة : إذا كانت البطولة فى المرحلة الخامسة للجنرالات بانتصارهم المشرّف على المصريين العزّل فإن على الشعب المصرى وجيشه البطل أن يكون البطل فى هذه المحطة السادسة والحاسمة . لقد تأكد أن جنرالات مبارك هم أشد منه عداوة للشعب المصرى ، وأشد منه خيانة للوطن ، وعليه فلا بد من مظاهرات مليونية تعمّ مصر تقودها أمهات مصر يستنجد فيها المصريون بالجيش المصرى ليخلصهم من جنرالات مبارك .ولا بدّ أن تستمر هذه المظاهرات حتى لو بلغ شهداؤها عشرات الألوف . فالحرية ثمنها غال .
2 ـ بدون هذه التضحيات سيدفع المصريون عشرات السنين من الذّل والقهر بحيث يترحمون على أيام مبارك .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ...
- ( شريك النخعي ) أجرأ قاض في الخلافة العباسية
- ( كتب،وكتاب ) فى السياق القرآنى :(4) (كتاب ) القرآن و( أهل ا ...
- بيان المركز العالمى للقرآن الكريم إستنكارا لمذبحة الأقباط فى ...
- لا يصح ان ينتهي الحلم الكردي بوقوع الفرد الكردي رقيقا لمستبد ...
- ( كتب،وكتاب ) فى السياق القرآنى:(3)(كتاب ) القرآن مصدق للكتب ...
- الوزير الصاحب إبن عباد .. بين السيف والقلم
- ( كتب ، وكتاب ) فى السياق القرآنى: (2) (كتب كتاب بمعنى الكتا ...
- ( كتب ، وكتاب ) فى السياق القرآنى: أولا (بمعنى الالتزام والف ...
- بين مبارك وأبى لهب ( 3 / 3) : إستحالة التوبة
- بين مبارك وأبى لهب ( 2 / 2 ) : التشابه فى الزوجة
- بين مبارك وأبى لهب ( 1 ) (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا ك ...
- تآمر ابن خلدون على دولة المماليك..( الوجه الآخر لابن خلدون ف ...
- فى التأصيل القرآنى : الطهارة والرجس
- أبناؤنا المراهقون فى الغربة وفى الغرب
- ( أناهيد ) و (يزيد )..قصة عشق مجهولة بين سطور التاريخ الأموى
- 280 مليون جنيه فقط ..!! لحية عار تسير على قدمين
- بين بلال الأشعرى وحسنى مبارك
- متى يتعلم سلفيو مصر الانتماء لمصر:
- كيف تكون شاهدا على قومك يوم الحساب ؟


المزيد.....




- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - ( السّر تحت السّرير) : سرّ مذبحة ماسبيروه .. مع مبارك وتحت سريره