أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فريدة غلام - دراسة بريطانية عن التمثيل السياسي للمرأة: الكوتا عامل حاسم















المزيد.....

دراسة بريطانية عن التمثيل السياسي للمرأة: الكوتا عامل حاسم


فريدة غلام

الحوار المتمدن-العدد: 1044 - 2004 / 12 / 11 - 05:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في العام 2000م قامت لجنة الفرص المتساوية The Equal Opportunities Commission (EOC)

، التي أنشأها البرلمان البريطاني في العام 1976م، كبيت خبرة في مجال متابعة قضايا المرأة، بدراسة مقارنة، راجعت فيها اللجنة كافة الوثائق والسياسات المتعلقة بالتمثيل السياسي للمرأة في بريطانيا وفي ست دول صناعية أخرى هي أستراليا، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، السويد واسبانيا.

واستهدفت اللجنة بالإضافة إلى المقارنة هدفين أساسيين هما:

1) تحديد الاستراتيجيات المستخدمة لتحقيق نسب تمثيل أعلى للنساء، وكيفية الاحتفاظ بتلك المستويات

2) فحص الأدلة والبراهين على العلاقة الطردية بين تطوير سياسات النوع الاجتماعي المتزنة عند التمثيل السياسي للنساء، والتغيير في السياسات العامة في البلد.

قامت الدراسة بمسح الأنماط المتبعة للتمثيل السياسي للنساء في بريطانيا والدول الست الأخرى في محاولة لمعرفة العوامل الأساسية المؤثرة في مستويات التمثيل، وتناولت بعمق مراجعة وتقييم أنماط التمثيل النسائي في البرلمان البريطاني في كل من: البرلمان الوطني في وستمنيستر ، البرلمان المحلي الاسكتلندي ، البرلمان المحلي في ويلز والبرلمان الأوروبي .

وقد رحبت اللجنة بقانون مناهضة التمييز على أساس الجنس أو النوع الاجتماعي الذي يدعو إلى اتخاذ إجراءات ايجابية لتمثيل النساء في الشأن العام وخاصة فيما يتعلق بالترشيح للانتخابات، حيث وضع هذا القانون حدا لتكاسل الأحزاب البريطانية في اتخاذ سياسات داخلية تمثيلية للمرأة، مزيلا مخاوفها من الاصطدام القانوني بالتشريعات والأعراف السائدة ومحفزا لها من تطبيق استراتيجيات التعويض الايجابي للمرأة في هياكل ومناصب الحزب وأيضا في قوائمه الانتخابية للبرلمان.



نتائج الدراسة:

استخلصت لجنة الفرص المتساوية في دراستها أن للأحزاب السياسية دورا أساسيا في دعم التمثيل السياسي للمرأة في البرلمان، وحملتها مهمة اتخاذ الإجراءات التعويضية الايجابية، حيث اعتبرت اللجنة اعتماد الأحزاب السياسية استراتيجيات الفعل الايجابي، العامل الحاسم في رفع نسب المرأة في مجالس التشريع الوطني .

وتوصلت الدراسة إلى أنه حتى يتحقق التغيير المنشود لابد من توفر كتلة حرجة من النساء الملتزمات تبلغ 30% من أعضاء المجالس التشريعية. وهذا ما حدث بالفعل في البرلمانات المحلية في بريطانيا، كبرلمان ويلز والبرلمان الاسكتلندي .

يبلغ المتوسط العالمي للتمثيل النسائي في البرلمانات اليوم 15٫6 % ، وتتقدم رواندا الدول بنسبة تمثيل نسائية برلمانية تبلغ 48٫8 % ، ثم السويد بنسبة 45٫3 % (Inter-Parliamentary Union ، يوليو 2004م) ، أما البحرين فتأتي في التسلسل العالمي قبل اليمن مباشرة في المرتبة ال 121 بنسبة مئوية مساوية للصفر ومثلها المرأة الكويتية أما الإماراتية والسعودية والقطرية فهن في وضع أكثر بدائية لعدم وجود مؤسسات تشريعية منتخبة حتى الآن.



ما هي العوامل المؤثرة في مستويات التمثيل النسائي:

وجدت الدراسة أن الثقافة النمطية والمعتقدات المتحيزة ضد المرأة مازالت منتشرة ومتعايشة مع نقيضتها من أيديولوجيات الفرص العادلة للمرأة وأن العوامل الحاسمة في زيادة التمثيل السياسي للنساء هي العوامل السياسية ، وليست العوامل الاقتصادية كخروج المرأة للعمل . وعندما وعت الأحزاب السياسية لثقل المعوقات الثقافية والاجتماعية شرعت في تبني سياسات وإجراءات ايجابية دفعت بأدوار المرأة دفعا قويا إلى الأمام.



1) النظم الانتخابية المتبعة في البلد

ان الأنظمة الانتخابية المتبنية نظام التمثيل النسبي ، والدوائر متعددة النواب ، والقوائم الحزبية ، أنظمة صديقة لتمثيل المرأة بخلاف نظام الأغلبية ، وتتضاعف فيها فرص تمثيل النساء بخلاف نظام الصوت الواحد الذي تنخفض نسبة حظوظ المرأة فيه إلى النصف.



2) أنظمة الكوتا ( الكوتا الحزبية والانتخابية) :

توصلت الدراسة إلى أن استخدام أنظمة الكوتا عامل سياسي هام جدا في تحقيق فرص المشاركة للنساء ، ويطبق الحزب نظام الحصة أو الكوتا على عدة مستويات ،فهناك مستوى المناصب الحزبية الداخلية party quotas) ) وهناك مستوى اختيار المرشحين candidate quotas)) في الانتخابات وهو الأهم ، و بينت الدراسة أيضا أن لتطبيق الكوتا في المراحل المتقدمة لترشيح ممثلي الحزب، أثر بالغ وكبير في زيادة التمثيل النسائي.

وبالنسبة للأحزاب البريطانية ، فان تطبيق أنظمة الكوتا يكون بالقانون العام الملزم أو عبر النظم والقوانين الداخلية للحزب ، حيث تتخذ بعض الأحزاب إجراءات تحسينية بشكل غير رسمي ،وهذه بدورها تتحول مع الزمن إلى أعراف.

أما البعض الآخر من الأحزاب فيسن الأحكام بشكل رسمي في النظام الأساسي للحزب.



3) هيكلية الأحزاب والاستراتيجيات المتبعة لدعم المرأة

استخدمت الأحزاب البريطانية ثلاث استراتيجيات لدعم النساء في الأحزاب ، أولها استراتيجية التغيير المحدود ، وثانيها استراتيجية الفعل الايجابي affirmative action مثل تصميم البرامج والأنشطة التدريبية لبناء القدرات والمهارات، وثالثها استراتيجية التمييز الايجابي Positive discrimination مثل أنظمة الكوتا وإجراءاتها الدقيقة من حيث مواقع النساء على اللائحة .

انفرد حزب العمال البريطاني من بين الأحزاب البريطانية ،بتخصيص قوائم أو لوائح خاصة للنساء في الفترة قبل الانتخابات 93-96م ، على المستوى الداخلي للحزب وعلى مستوى القوائم الانتخابية لانتخابات ويستمنستر في العام 1997م ، وحسب نظام اللوائح النسائية يتم اختيار النساء في الحزب وترتب أسماؤهن على اللوائح ليشغلوا في الانتخابات التالية، نصف مقاعد الأعضاء القدامى ونصف مقاعد الأعضاء الجدد في البرلمان.



4) المسارات المهنية

غالبية النساء البرلمانيات ، كانت لهن مسارات سياسية تقليدية ، كالمشاركة في النشاطات النقابية ، أو المشاركة في المجالس البلدية.



فرنسا تؤيد المناصفة السياسية

ومن بين الدول المشمولة بالدراسة، كانت فرنسا ، الدولة الوحيدة التي فرضت نظام الحصة بالمناصفة عبر القانون حيث أصدرت القانون رقم 493- 2000 في 6 يونيو من العام 2000م و سمي بقانون المناصفة parity law .

ويسري القانون على الانتخابات البلدية التي يزيد عدد سكانها على 3500 نسمة، وانتخابات المحافظات ومجلس الشيوخ والانتخابات التشريعية وانتخابات البرلمان الأوروبي والانتخابات الخاصة بمجلس النواب في كورسيكا.

وبالنسبة لجميع الانتخابات التي تعتمد مبدأ الاقتراع باللوائح ، أي التمثيل النسبي ، فان القانون يفرض نسبة 50% من المرشحين من كلا الجنسين على اللائحة ، على أن تتشكل كل لائحة بالتناوب من مرشح من كل جنس من الجنسين، وإذا ما نقض الحزب تلك الأحكام سقطت قوائمه وسحبت من الانتخابات. أما في الانتخابات التشريعية ، فان الأحزاب السياسية المخالفة تعاقب في حصتها من التمويل العمومي من الحكومة. وقد طبق القانون في مارس 2001م، وعلى الرغم من عدم القدرة على الحكم على نتائجه، إلا إن نسبة عدد النساء زادت في المجالس البلدية في المدن من 22 % إلى ٫5 47%.



تجارب بعض الأحزاب

بعض الأحزاب كانت سباقة للعمل بأنظمة كوتا داخلية للحزب ، وفي هذا المضمار تقدمت أحزاب اليسار والوسط عن أحزاب اليمين لتشكل ضغطا على أحزاب اليمين لتقتدي بها .

ففي ألمانيا عمل حزب الخضر بالكوتا في العام 1980م ، والاشتراكيين الديمقراطيين في 1988م والحزب الديمقراطي المسيحي في 1996م.

أما في السويد فحزب اليسار قدم الكوتا الحزبية في العام 1990م و والحزب الديمقراطي المسيحي في العام 1993م ، أما الأحزاب المحافظة فلم تتحرك بعد.

لقد ارتفع التمثيل النسائي في الأحزاب التي طبقت الكوتا بشكل ملحوظ ، وفي البداية طبقت هذه الأحزاب نظام الحصة في المناصب الداخلية ،كما حدث في أسبانيا وحزب العمال في استراليا والحزب الديمقراطي المسيحي في ألمانيا ، ثم تقدم التطبيق تدريجيا لحصص النساء على القوائم الحزبية للانتخابات ، وهذه أقوى وأكثر تأثيرا. و خلصت الدراسة إلى أن الكوتا الانتخابية كانت فاعلة دوما في زيادة عدد التمثيل النسائي بغض النظر عن النظام الانتخابي، على الرغم من فاعليتها المثلى عادة عند توفر نظام التمثيل النسبي .



النتائج على مستوى السياسات اللازمة:

على سياسات النوع الاجتماعي المتوازنة للتمثيل السياسي للمرأة ،أن تضمن:

- عدم التمييز ضد المرأة في مرحلة اختيار المرشحين على قوائم الأحزاب

- عدم التمييز ضد المرأة في الأنظمة الانتخابية لانتخاب المرشحين

- عدم التمييز ضد المرأة في عمليات اتخاذ القرار

وهذه السياسات لابد وأن تنفذ من خلال استراتيجيات ومنهجيات ايجابية متنوعة تتخذها الأحزاب بجدية.

- على الحكومة أيضا تقديم تشريعات تشجع الأحزاب على إيصال أعداد أكبر من النساء إلى البرلمان ، وهذا يفرض تغييرا في النظام الانتخابي عندما يأتي الأمر لاختيار المرشحين إلى البرلمان واعتماد أنظمة متقدمة للقوائم مثل التناوب ( رجل / امرأة)

- على الحكومة أيضا توفير آلية اتصال مباشرة بينها وبين النساء في البرلمان ، للتأكد من متابعة تطبيق الأجندة النظرية للحكومة ، ويمكن تسمية هذه الآلية بمسميات مثل وحدة المرأة أو وحدة المساواة ، على أن ترعاها بالتمويل اللازم والكوادر البشرية العاملة والمعلومات ، وتصلها بكافة الوزارات بروابط قوية.



#فريدة_غلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إطلاق أول مسابقة لـ-ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-
- الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف امرأة قُتلت في غزة منذ بدء ال ...
- -الحب أعمانا-.. أغنية تقسم الموريتانيين بين حرية المرأة والع ...
- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فريدة غلام - دراسة بريطانية عن التمثيل السياسي للمرأة: الكوتا عامل حاسم