أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راشد هشام - الدوائر غير الفكرية الثلاث: قراءة في واقع الفكر الديني المعاصر.















المزيد.....

الدوائر غير الفكرية الثلاث: قراءة في واقع الفكر الديني المعاصر.


راشد هشام

الحوار المتمدن-العدد: 3493 - 2011 / 9 / 21 - 18:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأصل في الفكر أنه متجدد ومتغير على شرطي الصيرورة التاريخية والوعي الإنساني بخلاف النص فهو ثابت، ذلك أن الناس ليسوا سواء ولا على وزان واحد في الفهم والإدراك، كما أنه قد يتوفر في زمن من العلم المعرفي ما لا يتوفر في زمن آخر، والنص رهين في فهمه بمجمل الوعي الإنساني (السمع والبصر والفؤاد) وكلما علا السقف المعرفي ومعه الإدراك والوعي كلما علا فهم النص، ومن تم يحافظ النص نفسه على كيانه ووجوده إلى جانب هذا المتحرك المتغير الذي يضمن للنص البقاء كلما قدمه لنا مرنا قادرا على العطاء المتجدد وإلا كان مصير النص وإن كان مقدسا الاستهلاك والتجاوز، على هذا سار الفكر البشري المصاحب للنص منذ الوحي به متجددا ومتغيرا بتغير الزمان والناس، مفسرا لكل الظواهر، قائدا حضاريا بامتياز.

غير أن كثيرا من الذين أورثوا الكتاب عطلوا شرطي الصيرورة التاريخية وتطورها الطبيعي والوعي الإنساني المتنامي بفضل العلم المعرفي الحديث، وأورثوا معه كل المداخل الفكرية والأدوات المعرفية التي أنتجها العقل الإسلامي في مغامراته الأولى لفهم النص ظالمين أنفسهم والناس بهذا الإرث المستلب للنص حتى أصبح لا يفهم إلا من خلاله.

تصدى البعض لهذا المأزق الفكري بمنطق المقتصد أو السابق بالخيرات وأعملوا قدراتهم ومعارفهم واقترحوا مداخلهم الفكرية وأدواتهم المعرفية للتعاطي مع النص من جديد قصد استنطاقه استنطاقا آخر يخالف تماما ما أنتج في مجتمع بخصائص "البدوية والزراعية التقليدية والتجارية الوسيطة أو ما قبل الصناعية عموما" حسب تعبير الأستاذ الكبير أبو القاسم الحاج حمد، غير أن هناك من يرفض هذا التوجه العلمي الكبير كالدكتور طه عبد الرحمن الذي يرى أن بعض الحداثيين –ممن أعدهم من المقتصدين أو السابقين بالخيرات في هذه المحاضرة- لهم ثلاث استراتيجيات أو خطط في التعاطي مع النص وهي الأنسنة والأرخنة والعقلانة، وأن هذه المناهج وبمنطق الحويط الحائر تمس من قدسية النص بشكل أو بآخر، نعم الرجل من أهل الدار مشارك في العديد من القضايا التي تهم الفكر الديني المنهك، إلا أنه حفظه الله أفرغ كل جهده في تدبير الشأن الديني بمنهجي المقاربة والتوفيق أكثر من البحث عن طرح تجديدي على مستوى الرؤية المنهجية والمعرفية، وليته فعل.

ما كان للتراثيين أن يحملوا الناس إرثا غير الكتاب ومثله معه (السنة النبوية) وفيهم قول الله تعالى "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير" الآية 32 من سورة فاطر، كان المعول عندهم على هذه المداخل الفكرية والأدوات المعرفية المجربة في استنباط النص أن تبقى مجيدة قادرة على العطاء المتجدد عند كل توظيف لها دون إخضاعها للنقد المعرفي أو تحديثها كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

لم يواجه الإرث الديني البشري المهيمن على الناس والمستلب للنص أية رجة ابستيمولوجية ومعرفية جادة نثق بنتائجها في إظهار نواقص ومثالب هذا الإرث البشري لعدة أسباب منها أن التراثيين يرفضون بقوة كل طرح تجديدي على مستوى الرؤية المنهجية والمعرفية ويعلنون الحرب على كل المجددين، وأن بعض المنتسبين إلى حركة التجديد يقدمون مشاريعهم الفكرية في الغالب بعيدا عن مقتضيات الإيمان بالله والدعوة إلى العمل الصالح، هذا الانفصام الفكري جعل من الجبهة الداخلية لبعض المجددين مكشوفة لخصومهم، وهو ضعف ينبغي معالجته.

الحرص على توريث الفكر الديني البشري ورفض النقد المعرفي (الابستيمولوجية) أو تحديث المداخل الفكرية والأدوات المعرفية بالعلم المعرفي الحديث جعل العقل الإسلامي يتحرك ولقرون طويلة داخل ثلاث دوائر غير فكرية وهي مناط أزمة الفكر الديني المعاصر، فماذا عن هذه الدوائر غير الفكرية الثلاث؟

هي دوائر ثلاث غير فكرية بكل تأكيد أسهمت وبشكل مباشر في إحباط الإقلاع الطبيعي للفكر الديني في العصر الراهن، وأدخلت الأمة المسلمة في عصور من الانحطاط والسقوط، أولها هيمنة الإرث الديني البشري دون تسليم بأي طرح تجديدي آخر، وثانيها المسكوت عنه، وثالثها اللامفكر فيه.

ووجه حصر الدوائر غير الفكرية في ثلاث كون العقل المعاصر المتلقي للنص وللفكر معا أهمل الأول واكتفى بالثاني وتمسك بمداخله ونهاياته الفكرية ولم ينتج، وسكت عن كثير من المواضيع رغم الإحراج أحيانا ولم ينتقد أو يناقش، ثم اقتصر على المداخل والطروحات المفكر فيها ولم يبادر إلى غيرها، فكان من شأن هذا الإهمال والإحراج والاقتصار أن أدخل الفكر الديني اليوم في أزمة خانقة تحتاج إلى جرأة وجهد كبيرين.

هذه الدوائر غير الفكرية كشفت عن عدم جاهزية العقل الإسلامي اليوم في التعاطي مع النص المقدس بشكل مغاير للتعاطي الأول، وأبانت عن ضعفه في إنتاج معرفة أخرى غير التي صدرت عن المتقدمين، وكشفت أيضا عن التبرم الفكري في مناقشة القضايا العالقة والمحرجة للكثيرين ناهيك عن الخوض في مواضيع غير مسبوقة أو مفكر فيها.

الدائرة الأولى: هيمنة الإرث الديني البشري.

وهو أول شراك يقع فيه كل خلف لسلف، إذ الخروج عن المألوف شديد والنفوس منه نافرة، ولأن الإرث الفكري بمثابة منطقة الراحة الذهنية التي لا تكلف عناء ولا مشقة، كما أن الخوف من الزلل والشطط يجعل الخلف متشفعا بفكر السلف منتهيا إليه في كل شيء حتى ما استجد ولو بلي القول أحيانا بدل التسليم بقول تجديدي آخر.
هذا الجنوح الفكري وهيمنة السابق على اللاحق ظاهرة عامة في المعرفة شهدتها كل الأمم باختلاف أديانهم وثقافتهم، فجليلي مثلا العالم الفيزيائي الشهير واجه موجة رفض غاضبة عندما قال بكروية الأرض ودورانها خلافا لما هو سائد في الفكر الكنسي آنذاك ليتعرض من أجل ذلك وبكل أسف لعقوبة الإعدام على يد مخالفيه فسجل التاريخ فعلهم وإثمهم كما سجل علمه وصدقه، أتحدث هنا عن أنموذج للإرث الفكري السائد والمجرد عن النص لكن حينما أخصه بالديني فالحديث ذو شجون.

يعتقد عدد من العلماء اليوم وإلى حد بعيد أن المداخل الفكرية والأدوات المعرفية عند الأولين هي المفاتيح الوحيدة الممكنة لفهم النص ويجب الاحتكام إليها في كل الطروحات الفكرية دون تسليم بنقدها أوتحديثها فضلا عن إبداع مداخل فكرية أخرى التي إن لم تكن أقدر على فهم النص فهي على الأقل ستقدم لنا فهما آخر موازي للفهم الأول للخروج من دائرة الهيمنة والاستلاب البشري للنص.

أقول هيمنة الإرث الديني البشري وهو الفكر السائد المنسوب إلى الدين ولا أقول التراث لسببين اثنين، أولهما: ليس كل التراث ساد أو يسود لتدخل مجموعة من العوامل السياسية والفكرية وغيرهما في تهميش جوانب هامة من تراثنا، ثانيهما: أن التراث وكما أبدع في ذلك أستاذ الأجيال الدكتور محمد عابد الجابري رحمه الله ينظر إليه بمنظاري الفصل والوصل؛ بمعنى النظر إلى التراث من حيث هو معاصر لنفسه، والتراث من حيث هو معاصر لنا، وأرى أن التراث المعاصر لنفسه إنتاج فكري تحقق بفضل مصاحبة العقل للنص بضرب من الإعمال لا الإهمال، وأن التراث المعاصر لنا استهلاك فكري ليس إلا، الأول دائرة فكر وإبداع متجدد قادر على البناء والعطاء والثاني شراك وتخلف.

ومن تم يدعونا التراث المعاصر لنفسه إلى الإفادة من قوته الإبداعية وقدرته على توظيف الوعي الإنساني والعلم المعرفي لتحقيق النهضة، كما يدعونا التراث المعاصر لنا إلى مزيد من الاستيعاب والتجاوز بما يناسبنا وربما تنقية ما علق به من نواقص ومثالب في وقت أصبح السائد من الإرث الديني ينزل عند المسلمين منزلة الإطار المعرفي المحدد الذي تفسر فيه كل الظواهر ليكون بهذا الاعتبار وجها آخر من الإيديولوجية، لذلك سجل التاريخ طوائف وحروبا ودما وسجالا كان للسيف فيه القول الفصل.
إن التعاطي مع التراث بهذا الطرح الثنائي والموضوعي يجعلنا نميز أيضا بين العلماء وأوعية العلم، فدرب العلماء الاجتهاد المستمر والتجديد، كما أن درب أوعية العلم الاجترار والتقليد.

إذا هيمنة الموروث الفكري ظاهرة عامة أصابت كل الأمم ومنها الأمة المسلمة، وأن الإرث الديني البشري تراث موصول بنا من غير إعمال عقل فيه في الغالب وأنه إطار معرفي محدد ارتقى إلى درجة الإيديولوجي، وأنا أتعامل مع هذه الطروحات الثلاثة بالرفض.



الدائرة الثانية: المسكوت عنه

المسكوت عنه في الفكر الديني بسبب إحجام البعض هو تردد منافي لطبيعة البحث العلمي الموضوعي، لم نكن ننتظر من الشيخين الزرقا وأبو زهرة رحمة الله عليهما ومعهما الشيخ القرضاوي حفظه الله الإحجام عن حد الرجم فقط لأنه ذكر في أحاديث في الصحاح رغم تعارضه الصريح مع كتاب الله تعالى في الآية 25 من سور النساء: "فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب" وبنفس المداخل الفكرية والأدوات المعرفية عند التراثيين فإن الحدود والقصاص لا تناسخ بينها وأن المتزوجات الأحرار الزانيات عليهن عقوبة الرجم حتى الموت، والإيماء المحصنات الزانيات عليهن نصف هذه العقوبة، والرجم حتى الموت لا نصف له، ناهيك أن الرجم ينتمي إلى شريعة الإصر والأغلال، أما المسكوت عنه بسبب إهمال العقل دائرة غير فكرية طالت النص فنمت واتسعت نتيجة إجماع ضمني وغير واعي امتد عبر أجيال متعاقبة إجتمعت حول أدوات معرفية وطروحات فكرية وعقدية نالت شرف التقديس ولم يعد أحد يقوى على مناقشتها وانتقادها وإن بدا عوجها وكانت مصدر إحراج.

لم يكن الشاطبي محجما ولا مترددا في المقدمة الرابعة من كتابه الموافقات حينما قال: "كل مسألة مرسومة في أصول الفقه لا ينبني عليها فروع فقهية أو لا تكون عونا في ذلك فوضعها في أصول الفقه عارية" ، رحمه الله لم يخش في الله لومة لائم بهذا الطرح العلمي الموضوعي الصريح حينما اعتبر وجود مجموعة من القضايا الفكرية والأدوات المعرفية في أصول الفقه عارية وأنها لا ينبني عليها فرع فقهي أو أدب شرعي ورغم ذلك وضعت ضمن مباحثه، هذا الإفصاح الجريء من طرف الشاطبي كشف عن واقع الأزمة الفكرية منذ ذلك الوقت وعن بعض مسبباتها، بل إن كتابه الموافقات أو التعريف بأسرار التكليف هو محاولة تجديدية للخروج منها.

لم يكن الشاطبي بدعا من العلماء في رد ما ليس من أصول الفقه فهذا ابن حزم الظاهري يرفض الكثير من الأدلة الظنية كبعض صور الإجماع والقياس وما يتعلق بمسائل التعليل وصور الاستدلال الأخرى كالاستحسان وغيره، وأبو بكر بن الطيب الباقلاني الذي أخرج من أصول الفقه عددا من الأدلة الظنية كالقول في عكس العلة ومعارضتها والترجيح بينها وبين غيرها وتفاصيل أخبار الأحكام كأعداد الرواة والارسال، فالمباحث الأصولية تلتقي في مجملها عند الأصوليين أنفسهم حول ثوابت محددة كالاعتراف بحجية القرآن والسنة واعتبارهما المصدرين الأوليين للتشريع وتتفرق في متغيرات اجتهادية كاختلافهم في عدد من الأدلة وبعض الأدوات المعرفية.
ومرد هذا الاختلاف الفكر والتدبر لأنهم رحمهم الله يعتبرون أن كل دليل شرعي مبني "على مقدمتين إحداهما راجعة إلى تحقيق مناط الحكم، والأخرى
ترجع إلى نفس الحكم الشرعي، فالأولى نظرية وأعني بالنظرية ما سوى النقلية سواء علينا أثبتت بالضرورة أم بالفكر والتدبر، ولا أعني بالنظرية مقابل الضرورية، والثانية نقلية" حسب تعبير الشاطبي رحمه الله.

وليعذرني القارئ الكريم إن لمس من قلمي تجرأ لا أقصده في طرحي لتساؤلات حول المسكوت عنه في بعض الطروحات الفكرية والأدوات المعرفية وأمثل له بباب التعارض والترجيح أناقش منه فكرة التعارض بين النصوص ومسالك الترجيح وهي على النحو التالي: هل هناك نصوص دينية ومن مصدر إلهي واحد تقبل التعارض؟ أم أن الجواب بالتدرج في التشريع كان وما لازال المنفذ الوحيد لهذا السؤال، أليس التعارض الظاهر للبعض في عدد من النصوص سببه سوء الفهم أو قصور في الطروحات الفكرية والأدوات المعرفية؟ وعلى فرض صحة القول بالتعارض بين النصوص هل يجوز لنا التدبير بنسخ السابق من النصوص باللاحق منها؟ وهل يسوغ لنا ولو احتمالا القول بإسقاطها؟ ومن يملك هذا الحق؟

فإذا كان اختيارك القول بعدم جواز التعارض بين النصوص ورفض مسالك الترجيح فيها خاصة النسخ والإسقاط، فاعلم سيدي أن كثيرا من الناس وإن علا كعبهم أقبلوا على النص بما لا يطيقه منهم فنظروا ونظموا أبوابا أطرت مادة معرفية اقتضتها الساحة الفكرية وقتئذ وأنها اليوم غير قادرة على الصمود أمام النقد المعرفي أو التحديث.

الإقبال على النص بما لا يطيقه موصول إلى اليوم فالدكتور محمد شحرور ومن منطلق اللاترادف في لغة العرب وفي كلمات القرآن قسم النص حسب الموضوع إلى قرآن وكتاب ورتب على ذلك تصورا حسب تقديري لا يستقيم على طول الطريق، ولو تأمل قليلا وبنفس منهجه وأدواته ومداخله في الآية السابعة من سورة آل عمران: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا وما يتذكر إلا أولوا الألباب" لتبين له أن الأمر لا يتعلق بكتابين وإنما بمستويات الفهم: القرآن فالكتاب ثم أم الكتاب وكذلك الأمر بالنسبة للتوراة والكتاب منه والإنجيل والكتاب منه وعليه فالرجل مدعو إلى مراجعة مشروعه الفكري.

الدائرة الثالثة: اللامفكر فيه.

إذا سلمنا بأن الدائرتين الأولى والثانية هما محلا خلاف بين العلماء الداعين إلى التجديد على مستوى الرؤية المنهجية والمعرفية والعلماء الداعين إلى التراث (منهجا ومعرفة)، على اعتبار أن كل فريق يقدم من الدفوع ما يدعم موقفه، فمن المؤكد أن دائرة اللامفكر فيه سترجح كفة فريق على حساب الفريق الآخر دون إمكانية التسليم بالموقفين معا. فماذا عن اللامفكر فيه؟

إن ذات الأدوات تنتج بالضرورة ذات المعرفة، وإن السبل الواحدة تؤدي إلى نهايات واحدة مهما طال تأمل العلماء والمفكرين في النص، ومن تم فإن الفكر الديني اليوم يتحرك في مساحات فكرية بأدوات معرفية ومداخل فكرية محددة سلفا دون أمل في فتح مساحات فكرية أخرى في ظل التمسك المستمر بنفس أدوات المتقدمين والرفض المعلن للابستيمولوجيا وللعلم المعرفي الحديث.

لا تستطيع المساحات الفكرية السابقة التي أجابت عن اهتمامات المجتمع وقت إنتاجها أن تواصل نشاطها وبنفس الحيوية في مجتمع مغاير كما ونوعا فعلى العكس تماما فاليوم يتأكد فشلها في تأطير الفكر الديني عند المسلمين، وتبدي إفلاسا كبيرا في الإجابة عن اهتماماتهم المتزايدة ومتطلباتهم المتجددة، الشيء الذي ينبئ عن معركة فكرية حقيقية ضد التراثيين حول الأدوات المعرفية الحديثة والمساحات الفكرية غير المطروقة من قبل، وأحسب أنها ستحسم لصالح خصومهم.

أغلق التراثيون الباب على كل التفكير وليس التفكير التجديدي على مستوى الرؤية المنهجية والمعرفية فحسب، وقعدوا مجموعة من القواعد أطرت مشروعهم وخاضوا في منع البدع وهو كل أمر مستحدث في الدين ونحن معهم غير أني أتحفظ عن توسيع معنى البدعة لتتجاوز أمر الدين وتشمل كل مطمح تجديدي فضلا عن أمر الدنيا، كما حاجوا وجادلوا بما اشتهر عندهم: ما سلفك في المسألة؟ فاختزلوا الدنيا والدين أولهما وآخرهما في سلف هذه الأمة.



#راشد_هشام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راشد هشام - الدوائر غير الفكرية الثلاث: قراءة في واقع الفكر الديني المعاصر.