أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حيدر محمد الوائلي - قتلوا في هذا اليوم صديقي














المزيد.....

قتلوا في هذا اليوم صديقي


حيدر محمد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 3487 - 2011 / 9 / 15 - 14:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



في تفجيرات الحلة، وعند طلوع الصبح...
كانت حمامات بيضاء تسبح طائرة وسط سماءٍ زرقاء...
كم هو جميلُ هذا المنظر الهادئ والذي يبعث على السلام والطمأنينة قل نظيرها في أرض العراق...
فقط السماء لم يمسسها سوءاً وفساداً في أرض العراق التي امتلأت دماً وجرحاً على طول الخريطة بساطٍ ممتد من جثث الضحايا مطروحة على أديم الأرض من هذه الأجساد...
أرضٌ أفسد فيها سياسيين ومسؤولين ودول جوار واحتلال وبقايا نظام سابق ومما كسبت حراماً وسحتاً أيديهم وجروا معهم أيدي الناس (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)...

صباح الخير كانت التحية لتعطي أملاً ضئيلاً بخير وسط زحام البؤس والسوء...
صباح الخير...!!
ها !! يا هذا أي خيرٍ ترجوه في هذا الصباح...
تفجيرٌ أبى إلا أن يفسد فرحة اليوم التعيس الذي فيه الفرحة والراحة نادرة من النوادر فأبى التفجير إلا أن يكدرها تماماً...
وجاء النذير عقب التفجير...
لقد قتلوا محمداً...
ومحمد هذا صديقي عشت معه.. ياما وياما ضحكنا وتمازحنا معاً.. أكلنا الزاد معاً فصارت عشرتنا زاداً وملح...
لم نكفر بصداقتنا ونخونها كما يفعل اليوم بعض السياسيين والمسؤولين ورجال الدين والأحزاب فيما بينهم...
صاح النذير بصوتٍ كصوت كدوي صوت التفجير أن أسكت فمحمد قد مات...
يا هذا التفجير من أنت لتقتل صديقي...!!
قال التفجير ومن صديقك محمد هذا كي أعير له إهتماماً وأقتله؟!
ففهمت على الفور أن قصد التفجير الذي كان بأسم الله ومحمد الرسول (ص) الذي يفهموه على طريقتهم ليقتلوا الله ومحمد الرسول الحقيقي (ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)...
كان قصد التفجير الذي سهّل حصوله ومهد له الفاسدين من سياسيي العراق ومسؤوليه ودول الجوار والأحتلال وبقايا النظام السابق أن يصبح ويمسي في أرض العراق...
كان قصده أن يقول قد مات محمد الرسول الذي أرسله الله رحمة وهدى ونور وطمأنينة وسلام للبشرية...
أراد القول بأن في التفجير محمد الرسول (ص) قد مات...
ولكن صديقي محمد مات فيه أيضاً...
ماتوا سوية إذاً.. رسالة محمد (ص) وصديقي محمد...

في هذا اليوم والأيام دول (وتلك الأيام نداولها بين الناس) لكي يعوا ويفهموا ويعرفوا ولكن يأبى الغبي ألا أن يكرر خطئه كل يوم...
في مطعم (حسّان) في (بابل)...
كان محمد يتناول طعام الفطور بما رزقه الله من مالٍ قليل لا يساوي معشار معشار ما سرقته السياسة من خيرات العراق...
كان أعزباً فلا طاقة له بتكاليف الزواج، ومن أين له بمالٍ للزواج...
انتهى من الفطور ودلف لباب المطعم حيث كشك الشاي الساخن ورائحة الهيل تفوح منه بعطرٍ أجمل من العطور المريبة التي تفوح من الغرف المغلقة في دهاليز سياسيي العراق ومسؤوليه...
أن أسكب لي يا صاحب الشاي قدحاً من شايٍ يعدل المخ الذي أشغلته وأتعبته وأوجعته صراعات السياسيين وفسادهم...
سكب الشاي وبلحظة موسيقى هادئة لطقطقة الملعقة في قدح الشاي تدوره وتفوح من القدح رائحة أزكى من رائحة القصور الرئاسية والمباني الحكومية الفخمة...
في تلك اللحظة دوى الانفجار أن يا محمد سيرتاح مخك للأبد...
أن يا محمد كف التفكير فستذهب لربٍ لا فساد عنده ولا ظلم وغبن وقتل كما يحصل في العراق...
لقد استنكروا يا محمد في وسائل الأعلام قتلك...
وياما كنا نضحك على عبارات الاستنكار البائسة والفارغة تلك التي سئمنا صدورها منهم...

وداعاً يا محمد وكانت تلك شِقشِقة هَدَرَت ثُمّ قرّت قد صدرت من قلبٍ موجوعٍ بفقد صديق وفقد أخ...
سبقتني دمعتي للكتابة يا صديقي وأنا أتذكر تلك الأيام...
أيام كنا وقبل بضعة أيام كنا سوية، فصارت كان يا ما كان...

الفاتحة سأقرئها على روحك يا محمد لتنزل الطمأنينة والسلام على روحك وروح من أستشهد معك من ضحايا أبرياء قضوا في الانفجار لتنزل هذه الفاتحة لعنة وصفعة على الفاسدين والقتلة الذين أوصلوا العراق إلى ما هو عليه اليوم...
الفاتحة سأقرئها بصوتٍ عالٍ كي يسمع من سد بأنملتيه الفاسدتين أذنيه كي لا يسمع صوت المظلوم...
وويلٌ للظالم من غضب المظلوم...
(الفاتحة)



#حيدر_محمد_الوائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دين الله ونبيه (ص) أم دين السياسة والرغبة (الحلقة الرابعة وا ...
- دين الله ونبيه (ص) أم دين السياسة والرغبة (الحلقة الثالثة 3/ ...
- دين الله ونبيه (ص) أم دين السياسة والرغبة (الحلقة الثانية 2/ ...
- دين الله ونبيه أم دين السياسة والرغبة ( الحلقة الأولى 1/4)
- بين السياسة والكهرباء والميزانية ومعاناة السنين الطويلة
- الأسباب وراء إنقطاع التيار الكهربائي المستمر في العراق
- أحلام الحرية كوابيس (قصيدة)
- السبب فينا نحن والاعتراف بالخطأ فضيلة
- التفكير أولاً والعمل ثانياً والتقوى ثالثاً
- ويمن عليك الموظف إن أدى واجبه
- ما هو هدفك في الحياة ؟!! أم أنت تعيش على الصدفة !!
- أجرات أمنية مشددة
- تعلم الصبر من علي بن أبي طالب لتنال الظفر (الحلقة الخامسة وا ...
- تعلم الصبر من علي بن أبي طالب لتنال الظفر (الحلقة الرابعة 4/ ...
- تعلم الصبر من علي بن أبي طالب لتنال الظفر (الحلقة الثانية 2/ ...
- تعلم الصبر من علي بن أبي طالب لتنال الظفر (الحلقة الأولى 1/5 ...
- تعال لنا ... يا محمد لترانا .. مسلمين ولا اسلام (الحلقة الثا ...
- تعال لنا ... يا محمد لترانا .. مسلمين ولا إسلام (الحلقة الأو ...
- قالوا مات العراق فقلت من أحيا العظام وهي رميم (الحلقة الرابع ...
- قالوا مات العراق فقلت من أحيا العظام وهي رميم (الحلقة الثالث ...


المزيد.....




- بلدة يابانية تكافح السياح بحجب إطلالة شهيرة لجبل فوجي بستارٍ ...
- انقضت عليها وفجرتها.. كاميرا توثق لحظة قصف سيارة شرطة أوكران ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مواصلة عملياته في مناطق محددة من رفح ( ...
- بعد تلويح مصر بالانسحاب من جهود الوساطة.. أي تنازلات ستقدمها ...
- شاهد: الصين تجري مناورات عسكرية حول تايوان وتطوّقها بسفن وطا ...
- إسرائيل توجه بمواصلة التفاوض غداة نشر فيديو لاحتجاز مجندات
- قاذفة -سو-34- الروسية تستخدم في منطقة خاركوف قنابل نفاثة بعي ...
- أول حالة وفاة بمرض معد انتقل بمياه الفيضانات الملوثة جنوب ال ...
- بنادق الصيد سلاح فعال في مكافحة درونات FPV
- -من أعطاك الحق بتهديد ضيف على الشاشة؟-.. مذيع RT يرد على ضيف ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حيدر محمد الوائلي - قتلوا في هذا اليوم صديقي