أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي ?اطع المالكي - الوقوف على أرض الواقع أم السير على مسطرة الرفيق باسل سليم؟















المزيد.....

الوقوف على أرض الواقع أم السير على مسطرة الرفيق باسل سليم؟


هادي ?اطع المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 1037 - 2004 / 12 / 4 - 09:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كتب السيد باسل سليم في الحوار المتمدن عدد 1035 ليوم 2 كانون الأول(ديسمبر) مقالاً بعنوان:(نشر الجريدة الحزبية أم سقوط وطن:أزمة الحزب الشيوعي العراقي).ولكوني شيوعياً عراقياً ،عشت بين ظهرانين شعبي ، قبل سقوط الديكتاتورية البغيضة وبعدها ، ولم أعرف الكثير من شعاب مكة فقط ، وإنما عرفت أيضاً أن أكثر مساطر أليساريين والقوميين العرب لاتنفع لولوجها. المقال إبتداءاً من عنوانه يستدعي الوقوف أمام ماجاء فيه والتعليق على كثير مما ورد فيه فهو يشير إلى أزمة الحزب الشيوعي العراقي . هكذا بجرة قلم وعلينا أن نصدق ، فقد أشار الرفيق لها ، وبرهن عليها بخطأ قرار الحزب : تحمل المسؤولية والإشتراك بمجلس الحكم والحكومة . والمصيبة أن الخطيأة لم يرتكبها الحزب الشيوعي العراقي وحده ، إنما كل القوى الأساسية التي أخذت على عاتقها مهمة التصدي للديكتاتورية الفاشية وقدمت الملايين على هذا الطريق . أظن لاداعٍ لذكرها . مؤكد أن الرفيق يعرفها ، فضحايا النظام الساقط أكثر من مجموع ضحايا كل الأنظمة العربية الإستبدادية والأقل إستبدادية ، مضافاً إليها كل ضحايا الصهيونية . وبالتالي علينا أن نستنتج أن القوى السياسية العراقية إما غبية أو في أحسن الأحوال (ماتعرف راسها مِن رجليها) ، وحمداً لله لم يتهمنا بالعمالة .


لاأدعي أني سأرد على كل ماتفضل به السيد باسل سليم أو الإجابة على كل تساؤلاته ، بل أُ شير إلى بعض الأمور والتوضيحات التي أرى من الضروري تبيانها ، دونما إلتزام متسلسل بما ورد في المقالة ، فلربما لم يطلّع كثيراً على ملابسات القضية العراقية ، أوتناساها ، سهواً ، أو لربما (لخبطت دماغه) الفضائيات العربية المقاومة لتطلعات الشعب العراقي ، فهي التي باتت تصوغ تصورات المواطن العربي في أيامنا هذه .

ـ أحب أن أُطمئن الكاتب أولاً أن الحزب الشيوعي العراقي ، قد إتخذ قراره بالمشاركة بمجلس الحكم ومن ثم الحكومة ، بعد إستشارة المنظمات والكوادر الحزبية في داخل الوطن وخارجه. وكانت الغالبية العظمى من رفاقه ومنظماته مع هذا التوجه . أما كون الكاتب لايعتقد بهذا ، فهو من حقه بالطبع ومن حقنا نحن أن لا نتبع ظنونه... ومن واجب صحافة الحزب وقياداته أن تشجع وتسهل نشر ألآرآء المختلفة ، حتى لو تعارضت مع سياسته وتوجهاته لقرار الإشتراك في الحكم ، لكن لاأظن من واجبها أن تستغيث وتنادي طلباً لنشر رأيٍ ما يتعارض مع توجهات الحزب. وقد تسنى لي زيارة الوطن لعدة أشهر والعمل في إحدى منظماته ، واللقاء بأوساط واسعة من الشعب والشيوعيين ، ووجدت إرتياحاً كبيراً لدى الغالبية ، لمشاركة الحزب والقوى الأخرى ذات الإسهامات النضالية والجهادية ضد النظام الساقط . والعملية برمتها ليست تحالفاً كما يبدو لكاتب المقال وللبعض تسميته ، إنما هي إشتراك من موقع المسؤولية الوطنية في رسم معالم مستقبل الوطن والشعب ،وعدم تركهما بين مطرقة الإرهابيين وسندان المحتلين.

ـ ثمة أمر مهم ، علينا جميعاً مراعاته والعمل به: من منطلق الحرص المتبادل والمسؤولية المشتركة والترابط الوثيق بين نضال شعوبنا ، من حقنا وواجبنا كثوريين ويساريين أن نبدي وجهات نظرنا بما يجري في البلدان العربية الأخرى ، وأن نضع إمكاناتنا في خدمة نضال الحركة الوطنية والديمقراطية ـ إن إحتاجت لذلك ـ في أي بلد من بلداننا ، ولكن ليس من حقنا أن نكون أوصياء وننوب عن الممثلين السياسيين لأي شعب من شعوبنا ، ومهما كانت المبررات لذلك ، خصوصاً في المنعطفات التاريجية . وأظن أن القوى السياسية العراقية بمختلف إتجاهاتها ، الوطنية والديمقراطية والإسلامية ليست عاجزة عن القيام بمهماتها التاريخية أزاء شعبها ووطنها مهما كانت كبيرة .

ـ لدينا نحن الشيوعيين العراقيين في ظرف بلادنا الحالي مهمات نضالية ، أنبل من مهمة ألإنشغال بالرد على بعض الكتابات الحاقدة ،
التي تتناول مواقف حزبنا السابقة أو الحالية ، أو الرد على بعض التصورات والتقديرات غير المتفهمة لخصوصية وضعنا العراقي ، من قبل بعض الأحزاب الشقيقة . .فأمامنا مهمات التصدي مع القوى المشتركة معنا في المسؤولية للإرهابيين من بقايا نظام الجحور ، المتحالفين مع القوى السلفية المتطرفة ، وإستكمال بناء مؤسسات الدولة والمجتمع ، ومنها المؤسسات الأمنية والدفاعية ، لكي تستطيع القيام بحفظ الأمن والنظام ، وليتسنى لنا إنهاء الإحتلال بطريقة سلمية تجنب شعبنا المزيد من الويلات والحروب التي أخذت منه الكثير، الكثير . وأمامنا مهمة المضي قدماً في إستكمال العملية السياسية المفضية إلى إستقرار الأوضاع في بلادنا وإنهاء الإحتلال ، ناهيك عن المهمة النبيلة التي تنهض بها منظمات الحزب بكافة مستوياتها لتوسيع صلات الحزب بين أوساط الشعب ، لينهض بالمهام الجسام التي يتصدى لها .

إن المأزق الذي تمر به بلادنا الآن ، أدخلنا فيه نظام (البلطجية) الساقط، وإتخذ أبعاداً أكثر خطورة وتعقيداً بعد إحتلال الولايات المتحدة ، التي ماكانت لتستطيع ذلك لولا سياسات النظام المباد المتهورة والمستهترة بمصير الوطن والمنطقة . ولم يكن يُخفى علينا ولاعلى غالبية قوى شعبنا أن مصالح أمريكا في بلادنا والمنطقة وأجندتها الخاصة ، هي الدافع ألأساس لعدم سماعها نداءات الرأي العام العالمي ، المناهض للحرب ، وألإعتراضات الدولية الكثيرة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي . وكنا مع غيرنا من قوى شعبنا قد رفضنا خيار الحرب لإسقاط النظام ، لكن عندما حصل ذلك ، ولم نستطع لا نحن ولا غيرنا منع وقوع الإحتلال ، وجدنا أنه من الضروري أن نضم جهودنا لجهود القوى الوطنية والإسلامية للمساهمة في بناء الوطن من جديد ، بعد أن تركه النظام المنهار خراباً.
أما مشاعر الناس الخاصة ، ومنهم الشيوعيين فلا يمكن لأي حزب أو حركة أن يؤطرها كما يشاء.... ليتشفى الناس بأيتام النظام المنهار كما يحلو لهم ، فقد ذاقوا على أيديهم ماتعجز آلآف الكتب عن وصفه لعشرات السنين القادمة ، ولن يعرف الكثيرون وإلى ألإبد مصير ذويهم ... ألهذا الحد أنت حريص على شعور أيتام الحزب المنهار من شماتة العراقيين؟ وكيف لشخص يدعي أنه شيوعي ـ ولا أشك بذلك ـ التباكي على الإرث الحضاري الذي لايمكن إسترداده والذي هو من نتاج الإنسان ، أكثر مما يتباكى على الإنسان نفسه ؟ أوليس ألإنسان أثمن رأسمال ؟ الإنسان الذي إستبيحت حياته على يدي فارس الأمة وقطعانه ولم يتورع في أي لحظة عن هدر كرامته أو إستخدام أية وسيلة في سبيل إذلاله والفتك به....وهل أن المفارم البشرية وحملات تنظيف السجون من المساجين السياسيين وألإبادة الجماعية للأكراد والشيعة بالأسلحة الكيماوية.....وألخ من إنجازات النظام السابق القومية هي من خيالات رفاقك الشيوعيين والوطنيين العراقيين؟

ـ لم ننسَ ياسيدي نحن الشيوعيين العراقيين مصالح شعبنا ، وقد كانت نصب أعيننا عندما إتخذنا قرارنا ، الصعب بالتأكيد .. وقد يكون طريقنا مليئاً بالأشواك والألغام ، لكنها مسؤولياتنا وقرارنا التاريخي أن نكون مع شعبنا وفي الصفوف الأمامية من حركته الوطنية والديمقراطية . أماألإنقسامات التي يمكن أن يثيرها قرارنا ، فدعوها لنا وأهتموا بشأن إنقساماتكم وأنظروا وأبحثوا في كيفية النهوض بالدور المطلوب منكم القيام به أزاء شعوبكم ، وسنكون سنداً لكم في نضالاتكم بالتأكيد، كما كنا دوماً .

ـ وأخيراً أقول : نعم هناك جدوى من إشتراكنا في الحكم ، حيث يمكننا وشركاؤنا على الأقل وضع أسس نظام ديمقراطي فيدرالي(إتحادي وليس إنفصالي، مثلما يحاول بعض الأخوة العرب تصويره) ، حتى في ظل ألإحتلال ـ المحكوم بإتفاقيات مع ألأُمم المتحدة والحكومة المؤقتة ـ ونقصر أمد ألإحتلال، بدلاً من تركه مدة غير معلومة ، ونجنب شعبنا المنهك من الحروب والحصار والجوع ، الدخول في معركة غير متكافئة، ربما يريد البعض أن نخوضها نيابة عنه.
إننا نناضل فعلياً ويومياً ضد الإحتلال ، ولكن بصورةٍ سلمية ، ولاننكر حق المقاومة ، فنحن مقاومون ونعتقد أن المقاومة السلمية هي الشكل المناسب في ظروفنا الملموسة ، أما ألإعمال ألإجرامية التي يذهب ضحيتها أبناء شعبنا فهي من صنف ألإرهاب....كنت أتمنى لو أشرت لنا على بعض ألأمثلة التي تدل على وجود مقاومة مسلحة نبيلة ، غير أعمال ألإرهابيين التي يريدها البعض عنواناً لشعبنا . إننا نبني سياستنا إستناداً إلى الواقع والظرف الملموس الذي تمر به بلادنا ، ونحاول جديين تدقيق سياستنا وملامسة الواقع . ومن بين أولوياتنا العمل على خلق توافق وطني واسع على الخطوط العامة التي تضمن مستقبل ديمقراطي لبلدنا يستوعب كل مكونات شعبنا القومية والدينية والطائفية ، كعوامل قوة لا ضعف . ووضع أسس دولة القانون من خلال إجراء الإنتخابات ، التي ستتمخض عنها جمعية إنتقالية مؤقتة تعد الدستور الدائم وتطرحه على الشعب للإستفتاء ، وتشكيل حكومة منتخبة تتولى مهمة إنهاء ألإحتلال البغيض .

هادي ?اطع المالكي

03/12/2004
مالمو/السويد



#هادي_?اطع_المالكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي ?اطع المالكي - الوقوف على أرض الواقع أم السير على مسطرة الرفيق باسل سليم؟