أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود امين - المهرجان الثقافي السابع لنادي الرافدين في برلين















المزيد.....

المهرجان الثقافي السابع لنادي الرافدين في برلين


داود امين

الحوار المتمدن-العدد: 3486 - 2011 / 9 / 14 - 09:07
المحور: الادب والفن
    



غنى المضمون يلتحم برغبة جادة في وحدة ثقافية وديمقراطية

للمرة الثالثة ألبي دعوة كريمة من زملائي في نادي الرافدين في برلين، للمساهمة في واحد من أهم المهرجانات الثقافية العراقية المقامة خارج الوطن، فقد عكف نادي الرافدين الثقافي العراقي في برلين، والذي تأسس منذ عشرين عاماً، وبمختلف هيئاته الإدارية المتعاقبة، على تجميع الجالية العراقية، ذات التوجه الديمقراطي، وتنظيم فعاليات إجتماعية وثقافية متنوعة لها، كما إحتل النادي مكانة ممتازة لدى الجهات الرسمية وغير الرسمية الألمانية، وإكتسب ثقتها ودعمها المادي والمعنوي، ومنذ مهرجانه الثقافي قبل عامين، كانت وزارة الثقافة العراقية حاضرة في نشاطاته، ممثلة في وكيل الوزارة السيد فوزي الأتروشي، كما إنفتح النادي، في مهرجاناته الثقافية السنوية السبعة، على المثقفين العراقيين خارج المانيا، وإستضاف العشرات من خيرة مبدعي ثقافتنا العراقية في الشعر والقصة والرواية والمسرح والتشكيل والسينما والموسيقى، وإستضاف مثقفين عرب أيضاً، من مصر والسودان ولبنان وفلسطين وغيرها، وقدم قبل دورتين، باحثة أثارية ألمانية متخصصة بالأثار العراقية في محاضرة هامة. ومن خلال صلتي المباشرة، وصداقتي الشخصية لمعظم الزملاء الذين تعاقبوا على إدارة هذا النادي الثقافي المتميز، تلمست الروح الفدائية العالية، ونكران الذات، والعمل الطوعي الخالي من المصلحة الشخصية، لدى الكثير منهم، والتي أطمح وبإعتزاز كبير بالجميع، بأن تظل هي السائدة وأن يكون نادي الرافدين الثقافي العراقي في برلين واحة للثقافة الديمقراطية الأصيلة، ونموذجاً للعمل الجماعي، الذي يؤشر بوضوح لعراق الديمقراطية الذي نحلم بصنعه جميعاً.
يوم الوصول
رحلة الباص من كوبنهاكن إلى برلين، وقبل يوم من بدء المهرجان، كانت مريحة وممتعة، خصوصاً عندما يكون بصحبتك رفيق سفر ممتع، أدمنت على مرافقته، كالصديق الفنان طالب غالي، فبعد ساعتين من لحظة السفر، كنا وباصنا وعشرات الباصات والسيارات الأخرى داخل العبّارة العملاقة، التي أمتعتنا ولساعتين جديدتين، بمنظر البحر وأمواجه المتلاطمة ونوارسه المحلقة، ولم تكن الساعتان والنصف الباقيتان، بعد الوصول للأرض الألمانية وحتى محطة الوقوف متعبتين، فالزميل الدكتور مجيد القيسي، نائب رئيس النادي، كان يقف في إستقبالنا في الكراج، ولم يتركنا حتى أدخلنا شقة صغيرة وسط برلين، تتوفر فيها كل مقومات السكن المريح، وحين غاب قليلاً، عاد ويداه محملتان بالخبز والفاكهة والحليب والشاي والأجبان وقناني الماء وغيرها، ولما غاب لمهام أخرى مشابهة، كنا ( طالب وأنا ) وبعد قيلولة ضرورية، نغادر شقتنا لنتفحص المكان الأليف الذي يحيط بسكننا. أسفل البناية كان لقاؤنا حميماً بالأصدقاء الأعزاء الدكتور صادق إطيمش ومحمد الجاسم وزميل ثالث، فهم وصلوا تواً من مدن ألمانية بعيدة، وسيسكنون في شقة مماثلة لشقتنا في نفس البناية، ودعناهم لنواصل رحلة إستكشافنا للمكان، مكتشفين أننا نعيش في حي شرقي، بل عربي بإمتياز، فتحتنا مباشرة يقع مطعم { فروج المدينة} الذي يبدو من سعته وإزدحامه، أنه مطعم معروف، لذلك كان عشاءنا فيه، وعلى إمتداد شارعنا تقع عشرات المحلات المتنوعة والمطاعم والمقاهي العربية والتركية، وكانت الالفة والحميمية هي سيدة المكان، وهي مبعث إرتياحنا، نحن المتعودون، من عشرين سنة في الدانمارك،على سيادة المظاهر الغربية وطغيانها!
في المساء زارنا الفنان منصور البكري، أحد الفاعلين الأساسيين القلائل في تنظيم وإنجاح مهرجان هذا العام، وكان بصحبته الدكتور طارق حسون فريد، الفنان والأكاديمي البارز، القادم من الوطن، للمشاركة في مهرجان نادي الرافدين، وكان الوقت الذي أمضيناه مع منصور والدكتور طارق، والحوارات التي تخللته، غنياً وممتعاً.
اليوم الأول من المهرجان
ظهر يوم الخميس 8| 9 |2011 بدأ المهرجان الثقافي السابع لنادي الرافدين في برلين أول فعالياته، بحفل إفتتاح دشنه الفنانان الموسيقيان محمد كمر وفرات حسين قدوري بمعزوفات موسيقية رائعة على آلة الجوزة والقانون، بعدها دعا عريف الحفل، الفنان منصور البكري الحاضرين للوقوف دقيقة حداد، إحتراماً لشهداء الثقافة العراقية، ورحب بالضيوف القادمين من الوطن ومن البلدان الأوربية، كما رحب بالمبدعين الذين سيساهمون في فعاليات المهرجان، وبالضيوف الحاضرين، وبطاقم السفارة، وفي مقدمتهم السفير العراقي في ألمانيا، الدكتور حسين الخطيب، الذي إرتجل كلمة وصف فيها المثقفين بأنهم منارات الشعوب، وبأن الجلاد لم يستطع كسرهم، كما تحدث عن العراق الجديد، والعملية السياسية الجارية فيه، وقال إنها تحبو ولا تخلو من أخطاء! وبعد كلمة السفير عادت جوزة الفنان محمد كمر لتمارس سحرها، ناقلة الجميع من قمم جبال كردستان لأهوار الجنوب.
كلمة الهيئة الإدارية للنادي، باللغتين الألمانية والعربية، ألقاها الدكتور مجيد القيسي، وفيها شكر السفير العراقي وطاقم السفارة لحضورهم حفل الإفتتاح، كما شكر المنظمات العربية والكردية والألمانية المساهمة في المهرجان، وشكر المساهمين والضيوف القادمين من الوطن ومن أوربا ومدن ألمانيا المختلفة. بعده جاء دور الفنان فرات حسين قدوري، الذي قدمت أوتار قانونه معزوفة موسيقية رائعة. ثم كانت الكلمة الألمانية الوحيدة لممثل{في آي أ } بعده جاءت الكلمة الهامة لرئيس إتحاد الأدباء العراقيين الأستاذ فاضل ثامر، والذي تحدث بجرأة ووضوح عن واقع الثقافة العراقية وما تتعرض له من عداء من مؤسسات الدولة وبعض مسؤوليها، كما أشار لآلية المحاصصة الجارية في العراق، وإنعكاسها السلبي على وزارة الثقافة، والثقافة عموماً، وطالب بأن تخصص وزارة الثقافة ووزارة الخارجية أيضاً، دعومات خاصة لنشاطات نادي الرافدين والنوادي الثقافية المماثلة له، والموجودة في الكثير من بلدان العالم، وقد قوطعت كلمة رئيس إتحاد الأدباء بالتصفيق والتأييد من قبل جمهور الحاضرين. وبعد كلمتي مؤسسة حقوق الإنسان في البلدان العربية فرع ألمانيا، والنادي الرياضي، كان هناك عرض شامل ومتقن، وعلى شاشة كبيرة، تناول العراق بقومياته وأديانه وأثاره ومعالمه ومدنه .. الخ. وكان مسك ختام حفل الإفتتاح عود الفنان طالب غالي، وهو يترنم بأغنيتين من ألحانه الجميلة حيث ( الهوى كردستاني ، ويسأل بالشفايف يسأل بالعيون ) .
بعد إستراحة قصيرة إنتقل الجمهور لقاعة أخرى في نفس البناية ليبدأ حوار عنوانه ( رياح التغيير في العالم العربي وأثرها على العراق ) شارك فيه الأساتذة نبيل يعقوب من مصر وعصام حداد من لبنان وصادق إطيمش من العراق، وأداره وساهم فيه الدكتور حامد فضل الله من السودان. وقد بدأ الأستاذ نبيل يعقوب مداخلته مؤكداً إن واقع عالمنا العربي ونظمه في غاية التعقيد، فالأنظمة التي إكتسبت شرعيتها في السابق، من شعارات ثورية وإشتراكية ووحدوية، فشلت فشلاً تاماً، ومارست إستبداداً شاملاً وسياسة إفقار وتهميش للطبقة الوسطى، حتى كادت تختفي، لذلك لم يكن أمام الجماهير الشعبية، وسكان المدن بشكل خاص، سوى خيار إسقاط هذه الأنظمة، ولكن المشكلة هو إن التغيير مسَّ بعض الرؤوس العليا، ولم يمس السلطة الحقيقية التي ظلت متماسكة، ومن يدقق في المشهد المصري جيداً يلحظ أن السلطة ظلت متماسكة، في حين أن القوى الشعبية مشتتة، لذلك فإن خطر إجهاض الثورة كبير، فالثورة في مصر يقودها الأن أعدائها!
أما الدكتور صادق إطيمش فأكد على التشابه بين الثورات العربية، وتسائل هل إن هذا التشابه كان صدفة أم ضرورة تأريخية؟ فجميع هذه الأنظمة مرتبطة بالغرب، وقد جعلت من بلدانها ملكاً خاصاً لها، وشرعت الوراثة! وأكد أن جميع الثورات لم ترفع شعارات متطرفة، ولم يقدها حزب أو أحزاب معينة، فالجماهير إكتشفت نظريتها الجديدة وهي { العفوية } وإن جميع هذه الثورات قمعت من قبل بلطجية النظام.
أما الأستاذ عصام حداد فتحدث عن النظام الرأسمالي العالمي ودوره فيما آلت إليه أوضاع بلداننا العربية من بؤس وقهر وتخلف.
مدير الندوة الدكتور حامد فضل الله وجه أسئلة لنبيل يعقوب تتعلق بماهية المجلس العسكري الذي يقود السلطة في مصر الأن؟ فأجاب يعقوب بأن المجلس العسكري يتكون من مجموعة جنرالات عينهم مبارك، وكانوا مخلصين للنظام ولرئيسه، ولم يعارضوه، كما إنهم لم يتحركوا ضد القمع الدموي الذي حدث في بداية الثورة، وهناك حقيقة ربما لا يعرفها الجميع، وهي إن الجيش المصري له وضع إقتصادي خاص في مصر، فهناك 25% من الأقتصاد المصري بيد الجيش! هناك مصانع ومزارع يديرها الجيش، ويشرف عليها عسكريون متقاعدون، وهي غير خاضعة لجهاز الرقابة! وممنوع على منتسبيها أن ينتموا إلى أو يشكلوا نقابات!! لقد رفض المجلس العسكري ان يجري حواراً مجتمعياً حول الدستور، كما إنهم حاكموا منذ نجاح الثورة حتى الأن 12 ألف مدني مصري أمام محاكم عسكرية، وهذا الرقم لم يصله النظام السابق في 10 سنوات! وقد جرت العديد من المداخلات والإستفسارات من قبل الحاضرين على مضمون الحوار وعنوانه وصلته بالوضع العراقي.
بعد إستراحة قصيرة وعلى نفس القاعة إحتشد ستة شعراء بينهم شاعرتان، وهم جميل الساعدي ودلال محمود وحامد حميد وكريم الأسدي وهيفي برواري ومحمد الجاسم، وقد قدمهم الدكتور مجيد القيسي، فقرأوا تجارب متنوعة تمتد بين القصيدة العمودية التي أجاد فيها الشاعران جميل الساعدي وكريم الأسدي، وقصيدة النثر التي أبدعتها مخيلة حامد حميد ومحمد الجاسم، ورقة كلمات الشاعرتين دلال وهيفي وهما تنشدان للوطن والأنسان. بعد هذه الأمسية، كانت فترة العشاء في نفس المكان، والذي أعقبته جلسة مفتوحة ولعدة ساعات، كان سيدها عود الفنان طالب غالي وصوته، ونحن نرافقه، في العذب والممتع من الألحان العراقية الخالدة، وبها أختتم اليوم الأول للمهرجان .
تليها الحلقة الثانية



#داود_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقرات خفيفة على أبواب رحلة تاسعة !
- مشهد الناصرية الثقافي في السبعينات


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود امين - المهرجان الثقافي السابع لنادي الرافدين في برلين