أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بكر عويضه - ليس من أجل أمينة














المزيد.....

ليس من أجل أمينة


بكر عويضه

الحوار المتمدن-العدد: 234 - 2002 / 9 / 2 - 03:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

الشرق الأوسط، 30/2002
ما الذي يجعلني هنا في لندن مهموما وقلقا ازاء امر يحدث على بعد الاف الاميال، هناك في قرية فونتو (ولاية كاتسينا) النيجيرية؟ السبب الأول بالطبع هو انني اعايش الحدث كما لو انه يحدث في الحي الذي اعيش فيه، او كما لو انني من اهل القرية النيجيرية ذاتها. شكرا يا ثورة الاتصالات. نعمة انت، لا شك، ونقمة في الوقت نفسه؟ بالتأكيد. في زمن الانترنت، الديجيتال، والفضائيات، صار بامكاننا ان نكون هنا وهناك في اللحظة التي نرى. نتناول طعام الافطار في لندن فيما نتبادل الرأي مع من يتناولون طعام الغداء في كراتشي. ويتجاوز الامر مجرد تبادل الرأي الى عقد صفقات، واتخاذ قرارات، وعما قليل سنرى العجب العجاب، اعجبنا او لم يعجبنا، اخذنا به واستفدنا مما يفيدنا منه، او ركبنا رؤوسنا ثم غرزناها في صحارينا مصممين على ان نبقى خارج الزمان والمكان، صارخين بلا وجل: لا علاقة لنا بالأمر!
لكن، شئنا ايضا ام ابينا، من الامور في زماننا ما لا نملك منه فكاكا، ولا هربا. أليس المسلمون امة معنية ببعضها البعض؟ اذا كان الحال هكذا، فان اعدام امرأة مسلمة في قرية نيجيرية رميا بالحجارة لم يعد امرا يخص تلك القرية وحدها، او انه في اطاره الأشمل والأعم ليس بالأمر الذي يخص بلدا واحدا هو نيجيريا.
لسنا هنا في صدد الدخول في تعقيدات قضية المواطنة النيجيرية امينة لاوال. ليس هذا مجالنا، ولا هو همّنا. لكننا امام تعقيدات قضية تتعلق بالاسلام نفسه كمعتقد يخص مليار انسان على وجه هذا الكوكب ولا يعني فقط اهل تلك الولاية في نيجيريا. نحن امام تعقيدات مسألة انتقلت الى بيوت اكثر من مليار انسان، مسلمين وغير مسلمين، وبات الحديث في تلك البيوت لا ينحصر في مصير النيجيرية امينة فقط، بل راح يتجاوز قضية امينة الشخص ليلامس قضية المعتقد نفسه، مثيرا التساؤلات عن «انسانية» هذا الدين، وعن «ضوابط» الادانة والتبرئة في معتقد المسلمين، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالحياة والموت، وخصوصا اكثر حين يكون الموت رميا بالحجارة في عصر يستكثر تنفيذ الاعدام حتى بالحقنة.
كيف اذن، والحالة هكذا، يمكن اعتبار امر كهذا خارج اهتمام المسلمين كافة، والاسلام نفسه موضوع على طاولات التشريح وتحت مجاهر التساؤلات وكشافات الغمز واللمز منه في عالم ما بعد هجمات 11 سبتمبر الكريهة؟
كلا، ليس هذا بالأمر الذي يترك لنيجيريا وحدها ان تتعامل معه. يجب ان تكون هناك فزعة من اجل الاسلام نفسه اذا لم تكن من اجل احقاق الحق في مصير امينة كشخص. لا بد ان بين مؤسسات المسلمين وشخصياتهم من اذا توجه الى اهل ولاية امينة استمعوا اليه. وليس المطلوب التوجه اليهم بغرض اثنائهم عن الالتزام بتطبيق احكام الشريعة، بل اقناعهم بأنهم اذا تعجلوا في التطبيق بلا روية ولا تثبت انما يضعون الاسلام والمسلمين في موقف حرج. ألا يكفينا ما نحن فيه منذ كارثة الحادي عشر من سبتمبر؟

 



#بكر_عويضه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بكر عويضه - ليس من أجل أمينة