أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وحيد كوريال ياقو - واخيرا القذافي زعيم الزعماء وملك ملوك افريقيا هو - النِكست - الجديد















المزيد.....

واخيرا القذافي زعيم الزعماء وملك ملوك افريقيا هو - النِكست - الجديد


وحيد كوريال ياقو

الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 12:49
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ ان تعلمنا القراءة والكتابة عرفنا ان ليبيا هي الكلمة التي سواء كتبتها من اليمين الى اليسار او من اليسار الى اليمين فهي تبقى نفسها لا تتغير ولا تتبدل ولا تختلف ..
وبعد ان درسنا الجغرافيا تعلمنا ان ليبيا هي من اكبر بلدان المغرب العربي مساحة في شمال افريقيا ولها ساحل طويل على البحر الابيض المتوسط مقابل القارة الاوربية وقريب منها ، وكان معلم الجغرافيا يقول لنا ان هذه الميزة جيدة جدا ، وستستفاد منها ليبيا كثيرا في المستقبل حيث ان القرب من اوربا هذه القارة المتطورة والمتحضرة ستلقي بظلالها على ليبيا بسهولة وخاصة ان ليبيا فيها الكثير من الموارد الطبيعية وبالأخص النفط ، وهذا ما سيجعل ليبيا تتطور اكثر وتتقدم اسرع بسبب هذا القرب لسهولة الوصول اليها ، وان هذه الصفة لا تتوفر لدى بلدان كثيرة مثل العراق ودول الخليج وكذلك دول جنوب وشرق اسيا البعيدة جدا عن اوربا حيث يستغرق الوصول اليها ايام واسابيع وشهور ، ولهذا فمن الممكن ان تصبح ليبيا قريبا مثل دول اوربا المتطورة !!! ، كان ذلك قبل اكثر من اربعين عاما ..
واما معلم التاريخ فقد كان يقول لنا ان ليبيا هي بلد المناضلين الاشداء امثال ( عمر المختار ) صاحب المقولة الشهيرة ( نحن ننتصر او نموت ) وغيره من المناضلين الذين ناضلوا وكافحوا من اجل ليبيا الى ان نالت استقلالها ، وكان ذلك ايضا قبل اكثر من اربعين عاما ..
واما بعد ذلك فلست ادري كيف ان ليبيا هذه الكلمة التي لا تتغير ولا تتبدل قد تحولت في غفلة من الزمن الى ( الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى ) ؟ وهل كان ذلك بقدرة قادر ، ام بمكر ماكر محتال ومجنون أرعن استهتر بالقيم والاخلاق واستهزأ بالمباديء ، فخان ملكه اولا وانقلب عليه واستطاع بعد ذلك ان يحول ليبيا الى ملك صرف له ولأولاده ليتوارثوها من بعده ؟ ..
هذا المجنون الذي أفسد كل شيء في ليبيا واصبح رمزا للاستعلاء والرعونة والاستهتار ، فأعتبر نفسه القائد الاعلى والفاتح الاول وزعيم الزعماء وملك الملوك وغير ذلك من الالقاب التي اطلقها على نفسه بنفسه ، فأصبح بذلك مصدرا للسخرية ليس فقط في ليبيا وبقية الدول العربية بل في العالم اجمع ، فوصفوه واطلقوا عليه صفاة كثيرة منها مجنون ليبيا وعيل ليبيا وغيرها من الصفات التي تليق به ..
ولكن مهما يكن فقد استطاع هذا المجنون المحتال الذي درس في مدرسة ( العروبة الخاصة لصناعة الدكتاتوريات ) وتخرج منها بأمتياز بأطروحة في اسلوب تفجير الطائرات المدنية التي سبق فيها ( بن لادن ) ، استطاع ان يتسلط على رقاب ابناء ليبيا لأكثر من اربعة عقود طويلة من الزمن الصعب ، استطاع خلالها ان يحول اسم ليبيا الى هذه التسمية الطويلة التي لا مثيل لها في العالم ( الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى ) بعد ان جرد ليبيا من مضامين كل هذه الاسماء ومدلولاتها الحقيقية ، فاصبحت ليبيا لا جماهيرية ولا شعبية ولا اشتراكية ولا عظمى ولا حتى دولة ولا دستور ولا مؤسسات ولا حقوق ولا حريات ولا هم يحزنون ، لا بل اراد ان يحولها الى ( المملكة القذافية ) تشبها او على غرار بقية الممالك العربية مثل المملكة السعودية والمملكة الهاشمية ومملكة ال صباح وال نهيان وغيرها من الممالك التي لم يعلن عن تسميتها الرسمية بعد ..
فأصبح بذلك من اكبر اثرياء العالم واكثرهم بطشا وطغيانا ولكن ثمن ذلك كان باهضا جدا دفعه ابناء ليبيا مرغمين مضطرين وهم يعانون من الظلم والبطش والفقر والحرمان ، والحصيلة كانت جفاف ارض ليبيا حيث لم يبقى فيها شيئا اخضرا سوى ( الكتاب الاخضر ) الذي ألفه بنفسه واراد له ان يكون دستورا ليس فقط لليبيا بل للعالم ايضا ، فوضع فيه نظريته الخيالية المحفورة على رمال الصحراء المتحركة ، لملم فيها افكار الشرق والغرب واراد لها ان تكون بديلا عن النظرية الاقتصادية الماركسية والرأسمالية على حد سواء ، اي ان تصبح النظرية العالمية الثالثة في العالم وعلى مدى التاريخ ، والاكثر من هذا فقد قيل انه اراد لهذا الكتاب ان يكون بديلا عن ( القران ) ايضا حيث اعتقد انه سيغير به وجه الكون ومسار الشمس وحركة الكواكب والنجوم !!! .
وهكذا استطاع هذا المجنون ان يجعل ليبيا بعد اربعة عقود من الزمن ، بعيدة جدا عن اوربا القريبة منها جغرافيا وجعلها ابعد ما تكون عن تطورها وتحضرها وتقدمها التكنولوجي ، فأصبحت ليبيا ابعد عن اوربا حتى من ابعد بلدان شرق اسيا التي بينها وبين اوربا عشرات او مئات الالاف من الاميال بعكس ما كان يقول لنا معلم الجغرافيا قبل اكثر من اربعين سنة ...
كل هذا بفضل هذا المحتال المجنون الذي اسمه او لقبه ( القذافي ) نسبة الى جده الاعلى ( قذاف الدم ) ، هذا المحتال الذي أتى من عمق الصحراء واراد ان يصبح ملكا للادغال والرمال والبداوة ، فصنع لنفسه الخيمة الشهيرة التي نصبها أينما حل في عواصم العالم وفي ساحاتها العريقة وبجانب قصورها الفخمة وامام فنادقها الراقية ، هذه الخيمة التي تكدس عليها غبار الصحراء والبداوة والتخلف فتجمع حولها الذئاب المفترسة والثعالب الماكرة والافاعي المتلونة وكل انواع الحشرات الضارة ..
ولكنه لم يكن يعلم انه سيأتي يوما ستهب على خيمته هذه رياحا قوية تقلعها من اساسها وترميها الى مزابل التاريخ ولم يكن يعلم ايضا انه سيكون هناك ليلة ليلاء تهب فيها عواصف شديدة تقلع كتابه الاخضر المنصوب في كل ساحات ليبيا وتحوله الى ركام من حجر ، ولم يكن يتوقع انه في يوم ما سيظهر شباب الانترنيت والفيس بوك وبمجرد ان يعملوا ( كلك ) على ( الماوس ) سيفضحون كل اكاذيبه وادعاءاته التي كان يطلقها طيلة هذه العقود من خلال قنواته الفضائية والاعلامية التي كانت تنقل له ليل نهار خطاباته وادعاءاته وامجاده المزعومة ، ولم يكن يتصور ابدا انه في يوم ما سينتفض عليه وعلى غيره من الحكام المعمرين هؤلاء الشباب ويرفعون بوجهم شعارهم العتيد ( الشعب يريد اسقاط النظام ) ، ويقولون له ولأمثاله من الزعماء المدمنين على الحكم ( ارحل .. ارحل .. ارحل ) وعندها سيلتف حول هؤلاء الشباب كل ابناء الشعب ، فتنهار امبراطوريته الوهمية المبنية على الكذب والدجل فوق كثبان صحراء افريقيا ، وبذلك يسدلون الستار على عصر الجهل والظلم والطغيان ليشرق يوم جديد ويظهر عصر جديد ، عصر العلم والمعرفة والتكنولوجيا ، عصر الانترنيت والفيس بوك ، هذا العصر الذي فضح جهل هؤلاء الحكام وهدم جبروتهم وكسر قوتهم وبطشهم لينهي بذلك مرحلة الانظمة الشمولية الاستبدادية التسلطية التي نُصبت على رقاب الشعوب خلال القرن الماضي ، ليكون عصر من غير بطل تحرير ومن غير قائد ضرورة او زعيم ابدي او ملك ملوك ، هذا العصر الذي غيَر ملامح هؤلاء الحكام الطغاة المستبدين المدمنين على الحكم فاضطربت احوالهم وانقلبت اقوالهم رأسا على عقب ، فهؤلاء المتجبرون الذين كانوا الى حين يدعون انهم يصنعون التاريخ وانهم يمنحون الحياة للناس ويدعون أما هم او الفوضى واما هم او الارهاب واما هم او الدمار ، ها هم الان يتسارعون الى التنازل عن كل ما كانوا يدعون به وينادون بالاصلاح وتعديل الدستور والنظر في مطالب الناس واجراء الانتخابات ويؤكدون بعدم الترشيح لولاية ثانية ويقسمون انهم سيمنعون اولادهم من الترشيح ايضا ، انهم يظهرون بمظهر الخراف الوديعة ولكن بعد فوات الاوان حيث ان الشعب قد قال كلمته وخير ما فعل ، فحذاري من هؤلاء الحكام المخادعين كلهم ، وحذاري من تصديق اقوالهم حيث انهم من افعالهم يعرفون ومن اموالهم ينكشفون، فهم ذئاب مفترسة وافاعي سامة وحرباء متلونة ، وعلى ابناء الشعوب العربية عدم تصديق اقوالهم الفارغة وادعاءاتهم الباطلة ، بل يجب دعم مساعي هؤلاء الشباب الثائرين ضدهم لقلعهم من جذورهم واساساتهم ، انه عصر تغيير الطغاة الذي بدأ بفارس الامة في بغداد العراق شرقي البلاد وفُتح الباب على مصراعيه في تونس في غربي البلاد ليشمل حكيم الامة وكبيرها في مصر في قلب البلاد والان جاء دور زعيم الامة وملك ملوكها الذي قال لابناء شعبه انهم ( جرذان ) و ( عملاء ) و ( ان لم تحبونني فلا تستحقون الحياة ) ، ثم بعد حين يصحى فيعود ويقول ( ان الشعب الليبي كله يحبني ومستعد للتضحية من اجلي ) !!! ، فها هو الشعب الليبي يثبت له هذا الحب ويبرهن له هذه التضحية ، وها هم هؤلاء الشباب الثائرين في ليبيا الذين أبوا الا ان يكونوا عند حسن ظن معلمهم الاول ( عمر المختار ) وان يطبقوا مقولته ( نحن ننتصر او نموت ) فها هم يقذفون بالقذافي الى مزابل التاريخ مكللا بعاره ومبجلا بأثمه وليثبتوا للعالم انه اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر .
نتمنى للشعب الليبي الحرية والتقدم والتطور ، وان تعود ( الجمهورية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمة ) الى ليبيا الكلمة التي لا تتغير ولا تتبدل ، وان تبقى ليبيا الدولة الكبرى في المغرب العربي حرة ، وان تصبح ليبيا قريبة من اوربا لكي على الاقل لا نكذٌب ما قاله لنا معلم الجغرافيا قبل اكثر من اربعين عاما ..
والى ذلك سيبقى ابناء الشعوب العربية الاخرى يتساءلون ( هو اِز ذَ نِكست ) ؟ وسواء كان هذا ( النِكست ) من شرق البلاد او من غربها او حتى من جنوبها فهذا لا يهم ، المهم ان يكون هناك دائما ( نِكست ) ..
والى ان يأتي هذا ( النِكست ) الجديد الذي ننتظره بفارغ الصبر سيكون لنا كلام اخر ...



#وحيد_كوريال_ياقو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار حول - النِكست - الجديد
- باركوا لمبارك ، هذا - النِكست - الجديد !!!
- بعد العراق وتونس - هو اِز ذَ نِكس - ؟
- حكومة الشراكة الوطنية سوف لن تكون افضل من كهرباء الشبكة الوط ...
- كلمة لا بد منها بعد انتهاء الانتخابات وبغض النظر عن النتائج
- الانتخابات وثعالب السياسة وديك احمد شوقي


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وحيد كوريال ياقو - واخيرا القذافي زعيم الزعماء وملك ملوك افريقيا هو - النِكست - الجديد