أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد الهيلالي - سلسلة وثائق المنظمة الماركسية-اللينينية المغربية -إلى الأمام- مرحلة 1970 – 1980 (الخط الثوري) الحلقة الأولى: -حول القضايا الإستراتيجية في فكر منظمة -إلى الأمام- من خلال وثائقها- الجزء الأول:















المزيد.....



سلسلة وثائق المنظمة الماركسية-اللينينية المغربية -إلى الأمام- مرحلة 1970 – 1980 (الخط الثوري) الحلقة الأولى: -حول القضايا الإستراتيجية في فكر منظمة -إلى الأمام- من خلال وثائقها- الجزء الأول:


فؤاد الهيلالي

الحوار المتمدن-العدد: 3472 - 2011 / 8 / 30 - 08:07
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بمناسبة الذكرى الواحدة والأربعين لتأسيس المنظمة الثورية الماركسية- اللينينية المغربية "إلى الأمام"، يقوم الكاتب بنشر سلسلة جديدة حول وثائق وتاريخ منظمة "إلى الأمام" اعتمادا على وثائقها ومعايشة الكاتب لمسيرتها النضالية الثورية سواء عند تأسيسها أو من خلال المسؤوليات الوطنية والمحلية التي تحملها في العديد من المناطق والقطاعات وفي المعتقلات والسجون وفي المعارك السياسية والإيديولوجية التي خاضتها ضد الخطوط الإصلاحية والبلانكية والتحريفية أو من خلال المعارك الداخلية التي انفجرت داخلها بعد اعتقالات 74- 76، لذلك تعتبر هذه الحلقة جزءا من سلسلة قضايا تهم تجربة منظمة "إلى الأمام" منها ما هو إيديولوجي أو استراتيجي ومنها ما هو سياسي أو تنظيمي، وجوانب التجربة في معمعان الصراع السياسي والطبقي الذي عرفته بلادنا من 1970 إلى 1980. في هذا الجانب سيعرض الكاتب العديد من المعطيات حول تجارب السجون والمعتقلات والعمل السري ويميط اللثام عن مجموعة من القضايا التي طالها النسيان المتعمد الذي أدخلته فيها الخطوط التصفوية والتحريفية مما وضع أجيالا من المناضلين تحت هيمنة التصفويين والتحريفيين الذين، تحت شعار "تجديد المنظمة"، قاموا بإعادة كتابة تاريخها بعدما أدخلوا المقص على طريقة بروكسيوس اليوناني المشهورة، ثم بثوا أفكارهم التحريفية تحت شعار "مواجهة الدوغمائية واليسراوية"، منصبين أنفسهم مجددين ومبدعين والحال أنهم قطعوا مع الرصيد الثوري لتلك التجربة وسقطوا في مستنقع الإصلاحية والتحريفية. وقد بدأت عملية الانحراف عن الخط الثوري ابتداء من سنة 1980 وسارت تدريجيا إلى حد حل المنظمة الغير المعلن في التسعينيات. واليوم يقع على كاهل كل المناضلين الماركسيين-اللينينيين الثوريين، مهما اختلفت بعض جوانب اجتهاداتهم، النهوض بالمهام التاريخية لبناء حزب البروليتاريا الثوري المغربي عبر استيعاب الدروس التاريخية للحركة الماركسية-اللينينية المغربية وخاصة تجربة منظمة "إلى الأمام" من خلال التقدم على طريق الوضوح الإيديولوجي والسياسي نحو بناء الوحدة المتينة لكل الشيوعيين المغاربة.
تأتي هاته السلسلة إذن لتساهم بكل تواضع في إغناء الرصيد المعرفي والتاريخي للتجربة الثورية الماركسية-اللينينية بالمغرب وتقديم كل المعطيات الممكنة فوحدها "الحقيقة دائما ثورية".
على هذا النحو وكما جاء أعلاه، ينشر الكاتب سلسلة من الوثائق على حلقات تغطي جوانب إستراتيجية وسياسية وتنظيمية ونضالية وإيديولوجية وكذا بعض التجارب الملموسة لعمل المنظمة السري داخل وخارج أسوار المعتقلات والسجون. وسننشر في هذا العدد الجزء الأول من الحلقة الأولى: "حول القضايا الإستراتيجية في فكر منظمة "إلى الأمام" من خلال وثائقها".


لائحة الوثائق الصادرة عن المنظمة الماركسية – اللينينية المغربية: "إلى الأمام"
- المرحلة الممتدة من 1970 إلى 1980 -

عنوان الوثيقة تاريخ الإصدار
سقطت الأقنعة، فلنفتح الطريق الثوري 30 غشت 1970
التحليل السياسي المقدم إلى لجنة التنسيق الوطنية نونبر 1971
قاطرة الجماهير وقاطرة المساومين )لجنة التنسيق الوطنية(- الشهيد عبد اللطيف زروال 1971
إستراتيجية الثورة وإستراتيجية التنظيم مايو 1971
مهامنا في الوضع الراهن 19 مارس 1972
6.بيان تأسيس النقابة الوطنية للتلاميذ )بالاشتراك مع منظمة "23 مارس"( أبريل 1972
7.الثورة في الغرب العربي في الفترة التاريخية لاندحار الإمبريالية 4 مايو 1972
8.الوحدة الجدلية لبناء الحزب الثوري والتنظيم الثوري للجماهير – أبراهام السرفاتي 29 مايو 1972
9.مختلف أشكال العنف الثوري )دراسة( 1972
10.دور العنف في التحول الثوري )دراسة( 1972
11.من أجل الجبهة الثورية الشعبية )ظروف النضالات الشعبية وأحداث 10 يوليوز( موقعة ب: لجنة العمال من أجل الجبهة الثورية الشعبية( 3 يونيو 1972
12.مسودة حول الإستراتيجية الثورية )اللجنة الوطنية( 30 يونيو 1972
13.تناقضات العدو والآفاق الثورية بالمغرب – الشهيد عبد اللطيف زروال وأبراهام السرفاتي 10 سبتمبر 1972
14.بيان 3 أكتوبر )لجنة التوحيد( 3 أكتوبر 1972
15.الوضعية السياسية الراهنة ومهام اليسار )لجنة التوحيد( 5 أكتوبر 1972
16.عشرة أشهر من كفاح التنظيم – نقد ونقد ذاتي )تقرير 20 نونبر، صادر عن اللجنة الوطنية لمنظمة "إلى الأمام"( 20 نونبر 1972
17.الوضع الراهن والمهام العاجلة للحركة الماركسية – اللينينية المغربية )النص الكامل الداخلي( 6 أبريل 1973
18.لنبن الحزب الثوري تحت نيران العدو )جريدة إلى الأمام عدد 9( صيف 1973
19.الندوة التحضيرية للقطاع الطلابي )نص صادر عن الكتابة الوطنية( 29 غشت 1973
20.نحو تهييء شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية )نص صادر عن الكتابة الوطنية( - الشهيد عبد اللطيف زروال 20 أكتوبر 1973
21.الخط الجماهيري ودور المنظمة الجماهيرية )خطة عملنا داخل جمعية المغاربة بفرنسا( – تقييم 1974
22. من أجل خط ماركسي لينيني لحزب البروليتاريا المغربي )نقاش منظمتنا مع الفصيل الثالث( 8 مارس 1974
23. حول تدقيق بعض المفاهيم مايو 1974
24. حكم عبد الله الحسن الدليمي حكم الجوع والعطش والسيمي )منشور صادر عن منظمة "إلى الأمام"( 29 يوليوز 1974
25."حول الصمود":كراس حول التعذيب وكيفية مقاومته – الشهيد عبد اللطيف زروال 1974
26. بناء الحزب البروليتاري، بناء التحالف العمالي– الفلاحي مسيرة واحدة )إلى الأمام عدد 11( 1974
27. مضمون وأهداف الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية )إلى الأمام عدد 14( 1974
28. الموقف الوطني الحقيقي من الصحراء ومهام الحركة الجماهيرية وقواها الثورية والديمقراطية )إلى الأمام عدد 19( 1974
29. أهمية سلاح النظرية )مقالة صادرة بجريدة "إلى الأمام"( 1974
30. "لنحسن الاستعمال الخلاق لسلاح التنظيم" صادرة في "الشيوعي" 1974
31. "ما هو الإطار الشيوعي؟" وثيقة صادرة في "الشيوعي" 1974
32. طريقان لتحرير الصحراء )كراس( شتنبر 1974
33. "خطة تكتيكية مشتركة" صادرة عن نشرة "الوحدة" (الوثيقة مشتركة بين منظمتي "إلى الأمام" و"23 مارس") أكتوبر1974
34. النظام الداخلي لمنظمة "إلى الأمام" )تم حسمه من طرف الكتابة الوطنية بعد ندوتين للأطر( أكتوبر 1974
35.البرنامج الديمقراطي )إلى الأمام عدد 21( 1975
36.من أجل عزل الحكم الرجعي العميل، تعزيز الوحدة النضالية، تحقيق البرنامج الديمقراطي موقع بالمنظمة الماركسية اللينينية المغربية "إلى الأمام" 12 فبراير 1975
37.تقييم لاعتقالات 74–75 )صادر في "الشيوعي"( صيف 1975
38. حول الأحزاب الملكية )تطوير للبرنامج الديمقراطي( إلى الأمام عدد 25 1975
39. نص حول الأمازيغية صيف 1976
40.رسالة جوابية لأعضاء اللجنة الوطنية وأطر المنظمة المركزية ل "إلى الأمام" المقيمين بسجن اغبيلة – أبراهام السرفاتي، إدريس بنزكري، عبد الرحمان نوضة، فؤاد الهيلالي، محمد السريفي خريف 1976
41.هل سكان الصحراء يشكلون شعبا؟ أكتوبر 1976
42. الجمهورية العربية في الصحراء انطلاقة الثورة في الغرب العربي )معروفة بوثيقة 13 نقطة( أكتوبر 1976
43. ."لنستعد" )تحليل سياسي( أكتوبر 1976
44. المرحلوية أو "المنشفية الجديدة" – أبراهام السرفاتي 29–30 نونبر 1976
45. البرنامج الديمقراطي نهاية 1976
46. التناقض الأساسي والتناقض الرئيسي- أبراهام السرفاتي 18دجنبر 1976
47. لنكشف عن حقيقة التدخل في الزايير من طرف الحكم العميل – بيان موقع من طرف المنظمة الماركسية اللينينية المغربية "إلى الأمام" 25 أبريل 1977
48.ليسقط برلمان الخونة والانتهازيين –موقع من طرف المنظمة الماركسية اللينينية المغربية )إلى الأمام( 6 يونيو 1977
48. عقد الحماية الفرنسية من جديد )بيان موقع من طرف المنظمة الماركسية اللينينية المغربية "إلى الأمام"( 19 مايو 1978
49.نداء للتضامن مع المعتقلين السياسيين بالمغرب)منظمة "إلى الأمام"( 14 دجنبر 1978
50. بصدد "ما العمل"؟ أرضية الاتجاه الثوري للمنظمة بالسجن المركزي صادرة باسم اللجنة القيادية – فؤاد الهيلالي 1979
51.بيان سياسي داخلي عن اللجنة الوطنية بمناسبة الذكرى 9 لتأسيس المنظمة 30 غشت 1979
52. بيان توضيحي حول بيان التجميد صيف 1979
53. عشر سنوات من الكفاح والصمود 30 غشت 1980

وثائق الخلاف

1.موضوعات حول الوضع السياسي: عباس المشتري، عبد الله المنصوري 1978
2. الحد الفاصل بيننا )أرضية الاتجاه الداعي إلى حل فصائل الحملم: عبد الله زعزاع( 1979
3. نقد نظرية الثورة في الغرب العربي )عباس المشتري، عبد الله المنصوري( 1979
4. تحليل سياسي حول الوضع السياسي )بمثابة رد على وثيقة "موضوعات حول الوضع السياسي" موقع من طرف أربعة رفاق ينتمون للخط الثوري من بينهم: فؤاد الهيلالي، إدريس الزايدي، عبد الرحيم الأبيض) 1979
5.نحو التصعيد في الصحراء )أبراهام السرفاتي( 31 أكتوبر 1979
6.المهام العاجلة للمنظمة )إلى الأمام( 1979
7.البرنامج الانتقالي )مهمات الوضع السياسي، إعادة البناء، تقييم تجربة 78–79( أرضية التحالف اليميني – عباس المشتري، عبد الله المنصوري وأبراهام السرفاتي 1979
8.وثيقة بدون عنوان (اتجاه داعي إلى حل فصائل الحركة الماركسية اللينينية)
9. الرفيق نودة بين شقشقة اللسان وضعف الذاكرة )رد على رفيق) – بقلم فؤاد الهيلالي( 1979
10. بيان التجميد للعضوية من منظمة إلى الأمام )52 توقيع( يونيو 1979
11. التحولات البنيوية الطبقية للنظام في سنوات 70 (الجزء الثاني: "الأشكال السياسية" )أبراهام السرفاتي( 1979–1980
12.بيان من داخل السجن المركزي بالقنيطرة إلى الشباب المغربي والرأي العام الديمقراطي )بيان القطع مع المنظمة للاتجاه اليميني: عباس المشتري، عبد الله المنصوري وآخرون( 22 فبراير 1980
13. حول بعض التأملات الأولية النقد الذاتية لسنة 1979 )حول الأخطاء اليمينية ل: أبراهام السرفاتي وتحالفه مع اليمين 17-3-1980
14.إعادة البناء في مواجهة العفوية والفوضوية خريف 1980
15. بيان توضيحي حول الإشاعات الأخيرة )رد الأربعة المنتمين للتيار الثوري: فؤاد الهيلالي، إدريس الزايدي، عبد الرحيم الأبيض، محمد كرطاط على الحملة الواسعة التي أطلقتها القيادة الجديدة للمنظمة ( بقلم فؤاد الهيلالي 16 شتنبر 1980
16.نداء إلى الرفاق الأربعة )من الداخل( - رسالة من مناضلي الداخل إلى الرفاق الأربعة 13 شتنبر 1980
17.نداء إلى رفبق )من السجن( - السجن المركزي 1 أكتوبر 1980
18.نداء إلى الرفاق الأربعة ) من اللجنة الوطنية( - السجن المركزي 9 دجنبر 1980
19.بيان من الرفاق الأربعة ) فؤاد الهيلالي، إدريس الزايدي، عبد الرحيم الأبيض، محمد كرطاط( - بقلم فؤاد الهيلالي 9 يونيو 1980
20. رسالة إلى رفيق حول مهام الثوريين الماركسيين اللينينيين داخل "إلى الأمام" : بقلم فؤاد الهيلالي 18 يونيو 1982
21.حول بيان المرتدين – عدد 4 – 82 )إلى الأمام( - السلسلة الجديدة 1982
22.العفوية والفوضوية: الطريق المسدود )إلى الأمام عدد 4( - السلسلة الجديدة 1982


الهوامش:
لجنة التنسيق الوطنية هي الهيئة القيادية لتنظيم "أ" )إلى الأمام لاحقا (قبل الندوة الوطنية الأولى المنعقدة بالرباط في 31 دجنبر 1971 – 1 يناير 1972.
اللجنة الوطنية هي الهيئة القيادية التي انتخبتها الندوة الوطنية لتنظيم "أ" 31 دجنبر 1971– 1 يناير 1972 . (انظر لائحة أعضاء اللجنة الوطنية لمنظمة "إلى الأمام" أول قيادة ممركزة للمنظمة).
لجنة التوحيد هي الهيئة المكلفة من طرف التنظيمين "أ" و "ب" )إلى الأمام و23 مارس لاحقا( في أكتوبر 1972 للإشراف على عملية التوحيد بين المنظمتين.
الفصيل الثالث هو التيار الذي انشق عن تنظيم "ب" في 1972 والذي أطلق على نفسه اسم "لنخدم الشعب".

لائحة منشورات المنظمة الماركسية اللينينية المغربية: "إلى الأمام"
- من 1972 إلى 1976 -


اسم الجريدة أو النشرة تاريخ الإصدار آخر عدد مجموع الأعداد
1. "أنفاس" بالعربية )مشتركة بين التنظيم أ و ب(
« Souffle » بالفرنسية )مشتركة بين التنظيم أ و ب( مايو 1971

مايو 1971 فبراير 1972

فبراير 1972
8

2. "المشعل" نشرة لفرع "إلى الأمام" بالرباط خاصة بالتلاميذ أصدرتها لجنة التنسيق بين الثانويات. اللجنة كانت تمثل ثانويات: م. يوسف، الليمون، الحسن الثاني، نزهة، عمر الخيام ومدارس محمد الخامس. 1971 1972
3. "أنفاس" فرنسية، عربية )أ. ب( صدورها بفرنسا بعد منع "أنفاس" بالداخل غشت 1972 أكتوبر 1974 6
4. الطريق الوحيد )أ. ب(، نشرة سرية 1972 أكتوبر 1974 10
5."مغرب الصمود" نشرة سرية لمنظمة "إلى الأمام" و نسختها بالفرنسية « Maroc Resistance » سرية 1972 يونيو 1974
6.جريدة "إلى الأمام" (ابتداء من العدد 2) شبه جماهيرية.
انفراد "إلى الأمام" بالجريدة ابتداء من العدد 7 أكتوبر 1972 يناير 1976 (25) 25
7.نشرة "الوحدة": نشرة داخلية مشتركة بين "أ" و "ب" نوفمبر 1972 أكتوبر 1974
8."الشيوعي": نشرة مركزية داخلية لمنظمة "إلى الأمام" دجنبر 1972 صيف 1975 5 أو 6
9."المناضل": لسان حال النقابة الوطنية للتلاميذ . صدورها بشكل مشترك بين المنظمتين من 1972 إلى 1974. وانفراد "إلى الأمام" بنشرها ابتداء من نهاية 1974 أبريل 1972– 1974 بشكل مشترك 1976
10."الشرارة": نشرة موجهة للطبقة العاملة )سرية( أكتوبر 1974 1975 2
11."مغرب النضال" نشرة لمنظمة "إلى الأمام" صادرة بفرنسا )شرعية( 1975
1977
5
12."4 مايو": نشرة موجهة للمناضلين الطلبة (صدر عدد واحد( ربيع 1975
1
13."طريق الثورة" نشرة لمنظمة "إلى الأمام" صادرة بفرنسا 1976 1977 5
14."24 يناير": نشرة ناطقة باسم الطلبة الديمقراطيين )إلى الأمام( يناير 1976 1
15."إلى الأمام" السلسلة الجديدة
ابتداء من 1980



I- تقديم عام:

إذا كانت انتفاضة 23 مارس 1965 التاريخية منعطفا لتحول حاسم في نمو المسيرة النضالية لشعبنا الكادح باعتبارها :
1- نقدا دمويا لأحزاب الإصلاح في المغرب معلنة بذلك عن قطيعة حسية وعفوية للجماهير مع خط الإصلاح البرلماني ومع التحريفية الانتهازية.
2- مؤشرة على بداية إفلاس كبير للخط البورجوازي الصغير لأحزاب الإصلاح التي مرت بفترة انتعاش امتدت من 1958 إلى 1965 لتبدأ في الانحدار باندلاع أحداث الانتفاضة المجيدة لسنة 1965.وذلك بدخول هذه الأحزاب في مسلسل مساومات مشهورة مع النظام مقدمة له كلما اشتدت أزمته اختناقا أحسن المساعدات للخروج من أزمته. وهي بذلك تكشف عن طبيعتها الطبقية وخطوطها الإيديولوجية والسياسية وتعاملاتها مع قضايا شعب مضطهد ومستغل من طرف نظام كومبرادوري تبعي وهو الأمر كذلك في تعاملاتها مع قضايا تحرر الشعوب من قبيل القضايا العربية والمغاربية ( هزيمة يونيو 67، قضية فلسطين، قضية الصحراء الغربية...).
فإن سنة 1970 هي سنة تلاقي العوامل الموضوعية والذاتية وتضافر الجهود لتأسيس وتشكل الانوية الرئيسية للحركة الماركسية - اللينينية المغربية، التي عرفت بروز تنظيمين هما:
- تنظيم "أ" الذي تأسس في 30 غشت 1970 بعد انفصال العديد من مناضليه(مثقفون ملتفون حول مجلة أنفاس، أساتذة، طلبة، وتلاميذ،.) عن حزب التحرر والاشتراكية( الحزب الشيوعي المغربي سابقا) وآخرون مستقلون عنه.تنظيم "أ" هو التنظيم الذي أطلق عليه اسم منظمة "إلى الإمام" بعد إنفراده بإصدار جريدة "إلى الإمام" على إثر خلاف مع تنظيم "ب".
- تنظيم"ب" الذي تأسس في 23 مارس 1970 على إثر انفصال العديد من المناضلين عن حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وتشكيلهم حلقات تتبنى الماركسية-اللينينية. وهو التنظيم الذي أطلق عليه في ما بعد اسم "منظمة23 مارس" بعد إصدار هذه الأخيرة لجريدة 23 مارس على إثر خلافها مع تنظيم "أ".
وسيعرف خريف 1971 نشوء تنظيم جديد أطلق عليه تنظيم "ج" وسيعرف فيما بعد بفصيل "لنخدم الشعب"، بعد انشقاقه عن تنظيم "ب".

II- حول ظروف تأسيس الحركة الماركسية اللينينية المغربية عموما.
منظمة "إلى الأمام" خصوصا.

تحدثنا أعلاه عن تلاقي الظروف وتظافر الجهود الفاعلة في تأسيس الحملم سنة 1970 إلا أنه لابد من التذكير بأن تلك النشأة لم تكن فقط رغبة ذاتية بقدر ما كانت كذلك نتيجة لضرورة موضوعية ستعبر عن نفسها آواخر الستينات وصولا إلى لحظة التأسيس سنة 1970 كتتويج تركيبي وبلورة وتركيز لعدة أفكار وتصورات أجابت عن تساؤلات المرحلة التاريخية لدى العديد من المناضلين الثوريين المغاربة.
1. العوامل الموضوعية المساهمة في تأسيس منظمة "إلى الأمام".

إن العوامل الموضوعية المؤدية لتأسيس منظمة "إلى الأمام" هي نفسها التي ساهمت في تأسيس الحركة الماركسية-اللينينية المغربية.ويمكن إجمالها في ما يلي:
 على الصعيد الأممي:
- تنامي المد الثوري التحرري للشعوب الذي هز أركان النظام الاستعماري الامبريالي في العديد من بلدان القارات الثلاث (إفريقيا، أمريكا اللاتينية، آسيا)( حركات التحرر الوطني في المستعمرات البرتغالية: أنغولا،مزمبيق،غينيا-الرأس الأخضر. وفي جنوب إفريقيا، ناميبيا، زيمبابوي، أورغواي، البرازيل، كولومبيا، الأرجنتين، بوليفيا. الثورات الشعبية بقيادة الأحزاب الشيوعية في الهند-الصينية :الفيتنام، اللاووس، كامبودج...).
- اتساع المد النضالي لحركة الطبقة العاملة وحركة الشباب في دول المركز الرأسمالي( نضال الطبقة العاملة في الستينات، حركة مايو 1968 في فرنسا، ومايو "الزاحف" في إيطاليا ورفرفة راية الثورة العالمية وشروقها وانفضاح الخيانات التحريفية للثورة العالمية ...).
- انطلاق الثورة الثقافية البروليتارية الصينية بقيادة "ماوتسي تونغ" كإبداع ثوري لتجاوز البناء الاشتراكي البيروقراطي عن طريق بلورة خط الجماهير إيديولوجيا، اجتماعيا، سياسيا، اقتصاديا وثقافيا. بالاعتماد على الطاقات الهائلة التي تفجرها الجماهير في الثورة واقتحامها للبنى الفوقية وتثوير لعلاقات الإنتاج و ضرب مراكز تواجد القوى التحريفية داخل الحزب والدولة وبناء سلطتها الشاملة بقيادة الطبقة العاملة و طلائع حزبها الثوري.
- انفضاح خط الانحراف البيروقراطي التحريفي لتجارب البناء الاشتراكي عن الأهداف والمبادئ الثورية للماركسية اللينينية في الاتحاد السوفياتي وأروبا الشرقية بعد وفاة الرفيق ستالين.

 على الصعيد العربي.
- تنامي تبعية الأنظمة الرجعية العربية للأمبريالية والصهيونية مشكلة جميعها الثالوث الامبريالي الصهيوني الرجعي المعادي للمصالح التحررية لشعوب المنطقة عربيا ومغاربيا.
- فشل أنظمة برجوازية الدولة( الناصرية، البعثية...) في إنجاز مهام التحرر الوطني والبناء الديمقراطي لطبيعتها الطبقية المعادية للديمقراطية وللمصالح الاستراتيجية للطبقة العاملة( الفشل في تحرير فلسطين، انفضاحها أكثر أمام الهجمة الرجعية(الأردن 1970)، هزيمة 5 يونيو 1967، فشل الإصلاح الزراعي وبناء اقتصاد وطني مستقل عن الامبريالية ...) وإدراك الجماهير أن معركة النضال ضد الصهيونية هي نضال مرتبط بالنضال ضد الامبريالية والرجعية أي نضال طبقي ضد كل أعدائها.
- اتساع حركة التعاطف والالتفاف حول المقاومة الفلسطينية خاصة بعد معركة الكرامة 1968 في الأردن ونشوء اليسار الفلسطيني الماركسي اللينيني(الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 1967، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين 1968) و نشوء الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل واندلاع الثورة في ظفار وتحول الجبهة القومية في اليمن إلى تنظيم ماركسي لينيني بقيادة عبد الفتاح إسماعيل وسالم ربيع وأخرون وانطلاق تجربة اليمن الديمقراطي.

 على الصعيد الوطني.
- تعمق أزمة النظام الديكتاتوري الكمبرادوري بالمغرب وإتساع دائرة نهبه لخيرات البلاد وقمعه واضطهاده للشعب المغربي وطبقاته الوطنية والشعبية في سياق تحالف بنيوي إستراتيجي بين المصالح الكمبرادورية والمصالح الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية والعسكرية للأمبريالية العالمية خاصة الفرنسية والامريكية.
- تنامي نضالات الجماهير الشعبية على امتداد خريطة الوطن بعد استعادة الطبقة العاملة المغربية لديناميتها ونهوضها النضاليين واتساع نضالاتها الكبرى في المدن والقلعات المنجمية ابتدءا من سنة 1968 وتميزها بطول نفس والروح الكفاحية العالية وإبداع أشكال تنظيمية خارج الجهاز البيروقراطي للاتحاد المغربي للشغل( إضراب مناجم خريبكة، مناجم جرادة، النسيج، المطاحن...).
- تصاعد نضال الفلاحين الفقراء والصغار وتصدر"شعار الارض" لنضالاتهم السلمية والعنيفة
( إنتفاضة بني ملال، سطات، تسلطانت، اولاد خليفة...).
- انخراط الشبيبة المدرسية في النضال الجماهيري إبتداءا من 1968 ضمن انطلاقة شمولية وروح نضالية عالية أججتها الخيانات الاصلاحية والتحريفية لنضالات الجماهير الطلابية والتلاميذية وبذلك إتخدت موقعا متقدما في النضال توفرت شروطه الموضوعية والذاتية بنمو الحركة الجماهيرية بشكل عام. ومن العوامل المساهمة في اتساع دائرة نضالاتها وتجذرها وذلك من خلال توسيع قاعدتها من ابناء الجماهير الكادحة( وصول أفواج مابعد 67 و68 إلى الجامعة من أبناء الجماهير الشعبية بعدما كانت حكرا على أبناء البرجوازية. إن هذا المعطى ساهم في تحقيق تبدل كمي وكيفي داخل الحركة الطلابية التي أخذت تجذر مواقفها من المشاكل المطروحة على صعيد التعليم. وقد ساهم اليسار الثوري الناشئ في ذلك كما سيظهر في المعارك المجيدة للشبيبة المدرسية في فبراير-مارس 1970، التي إنتهت تحت تكالب الإصلاحية والتحريفية في المشاركة الخيانية في مؤامرة إفران السيئة الذكر.
- لقد عمقت نضالات مايو- يونيو الوضوح أكثر بفعل حجمها بطبيعة القوى الإصلاحية والتحريفية داخل الجامعة.إن معارك التجنيد في مايو- يونيو 1970( معارك التي قادتها الحركة الطلابية ضد التجنيد الإجباري الذي تعرض له مجموعة من قيادة وأطر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في محاولة يائسة للنظام من أجل قمع حركتها ). هي أول المعارك التي خاضتها الحركة الطلابية في استقلال شبه تام عن الأحزاب الإصلاحية والتحريفية( الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وحزب التحرر والاشتراكية) التي تخلت كعادتها عن المعركة وعن مناضلي الحركة الطلابية المعتقلين.فكانت بداية الصراع السياسي والايديولوجي ضد الإصلاحية والتحريفية، الذي كان في معركة التجنيد تلك أول مشهد من نوعه داخل القطاع الطلابي وعكس بالفعل نمو الحركة الطلابية الذي لم يكن إلا انعكاسا لنمو الصراع الطبقي على الساحة الوطنية.
- اتضاح عجز الأحزاب الإصلاحية عن قيادة الحركة الجماهيرية(الشيء الذي أظهرته انتفاضة1965) وتطور الصراع داخلها. وانفضاح مواقفها من النظام ومن سياساته الطبقية وكذا مواقفها المتخاذلة من قضايا الشعوب العربية(قبولها ضمنيا للقرارات التصفوية التي صاغتها الإمبريالية الأمريكية بمساعدة التحريفية السوفياتية)(قرار مجلس الأمن 1967، مشروع روجرس 1970، أنظر موقف علي يعتة زعيم التحريفية عندما استعمل"جدليته" المعهودة لمساندة الثورة الفلسطينية وفي نفس الوقت لتأييد المشاريع التصفوية التي صيغت لتصفية المقاومة الفلسطينية: قبوله مشروع روجرس).
- ففي خضم هذه النضالات عموما(اتسام الحركة الجماهيرية بطول النفس والروح النضالية وإبداعها لأساليب نضالية جديدة وكذا بلورتها أشكال تنظيمية خارج تحكم الأجهزة البيروقراطية للإتحاد المغربي للشغل ولجوئها إلى العنف الجماهيري المضاد للعنف الرجعي للنظام: اولاد خليفة، عمال قطارة...) وفي سياق ما كانت تموج به حركة الشبيبة المدرسية(الحركة الطلابية والتلاميذية) انبثق اليسار الماركسي اللينيني الثوري وضمنه منظمة "إلى الأمام" كقوة ثالثة في الميدان في وجه النظام والإصلاحية والتحريفية. فالجماهير الشعبية والحركة الطلابية خاصة لم تعرف اليسار الماركسي اللينيني إلا عند انبثاقه الصحيح في هذه النضالات وقيادته لها.

2. في الحركة الطلابية وعلاقتها بنشأة منظمة "إلى الأمام".

إن الحديث عن علاقة الحركة الطلابية ودورها في نشأة تنظيم "أ" (منظمة "إلى الامام" لاحقا) قد يطول بنا نظرا لما لهاته العلاقة من أهمية بالغة. لكن سنختزل هنا أهم العوامل والعناصر المتضافرة التي ساهمت بقسط في نشأة وولادة المنظمة الماركسية اللينينية المغربية "إلى الأمام".
إن الفترة الممتدة من 1968 إلى 1969 وهي الفترة التي تفصل بين المؤتمر12 والمؤتمر 13 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب"اوطم".
إن أهمية الفترة تتجلى في كونها عرفت عناصر جديدة شكلت أرضية تغيير تدريجي ونوعي داخل الحركة الطلابية:
- أولها: صعود الطلبة الشيوعيين وبداية مراجعة لوضعهم كأقلية خاضعة باستمرار لهيمنة الاتحاديين الذين كانوا يهيمنون على النقابة "أوطم".
- ثانيا:اتساع دائرة نفوذهم(أي الطلبة الشيوعيين) بل سيطرتهم على مجموعة من المعاهد والمدارس العليا مثال: المدرسة المحمدية للمهندسين(EMI)، المدرسة الوطنية للادارة(ENA)، وINSEA الشيء الذي استمر إلى حدود ما قبل تشكيل الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين.
- من المعروف أن الخط السياسي الذي كان يسير عليه الحزب الشيوعي المغربي (حزب التحرر والاشتراكية لاحقا) في تحالفاته السياسية يقوم على ما كان يسميه "وحدة القوى الوطنية والتقدمية" وقد اتسمت علاقة الحزبين الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والحزب الشيوعي المغربي بفترة طويلة نسبيا امتدت من 1959 إلى ما وراء 1965 بقليل بوجود إتفاق سلام بينهما داخل الجامعة يقوم على مبدأين:
المبدأ الاول : القرارات الاساسية الخاصة بسير المنظمة الطلابية "أوطم" يجب إخضاعها للنقاش بين مسؤولي الحزبين على كل مستويات المسؤولية داخل الجهاز الطلابي "اوطم"( كان هذا المبدأ عموما يخرق من طرف الاتحاديين).
المبدأ الثاني: العمل باللوئح المشتركة بين الحزبين والتي تقدم إلى الجموعات العامة للطلبة للتصويت أو المصادقة في مناسبات مختلفة.
إدا كان المبدأ الاول قد تم إفراغه من مضمونه على يد الاتحاديين الطلبة فإن المبدأ الثاني لم يكن مصيره أقل سوءا من الاول. فقد كانت الاغلبية للاتحاديين دائما على مستوى المكتب التنفيذي (le comité éxecutif) تسير بمعدل 1/7 أي ستة للاتحاديين وواحد لطلبة التحرر والاشتراكية بينما يطبق مبدأ 2/21 بالنسبة للجنة الادارية أي 19 للاتحاديين و2 لطلبة التحرر والاشتراكية ومبدأ 2 أو 3/11 بالنسبة لمكاتب التعاضديات في كلية الآداب والمدرسة العليا للآساتذة و12/60 مندوب بالنسبة لفرع الرباط لتمثيليته في المؤتمر.
كانت القيادة الانتهازية اليمينية للحزب تضع دائما وحدة "القوى الوطنية والتقدمية"فوق كل إعتبار، كان شعاره يقوم على مبدأ "وحدة – وحدة – وحدة" عكس المبدأ الثوري "وحدة – نقد – وحدة" . كانت سياسة حزب التحرر والاشتراكية إتجاه أحزاب "الكتلة الوطنية" تقوم على تبعية مطلقة لهاته الاحزاب البرجوازية أي كان الحزب يقوم بدور "المقعد الاحتياطي" ( un strapontin) في داخل الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد الوطني لطلبة المغرب و دور ذيلي تبعي على المستوى السياسي العام مثال :الموقف من الاستفتاء الدستوري لسنة 1970 عندما صوت ب"لا" إلى جانب أحزاب "الكتلة الوطنية" .
إن هاته العلاقة الذيلية كانت تتعرض دائما لمحاولة إعادة النظر من طرف القاعدة الطلابية للحزب لكن كانت تواجه بيروقراطيا من طرف القيادة تحت مبرر الانضباط في إطار ما تسميه هاته القيادة "بالمركزية الديمقراطية".
لقد كانت القواعد توجه نقدا مستمرا لخط الاتحاد الوطني للقوات الشعبية داخل الجامعة والمستعمل للحركة الطلابية كجسم للمناورة مع النظام . كان صراع هذا الحزب مع النظام عبارة عن حرب إستنزاف حيث الخطة والاهداف تظل دائما مجهولة لذى الحركة الطلابية مما كان له إنعكاسات سلبية على حركة المطالب للطلبة وكذا إنعكاساتها على الانشطة التنظيمية لأوطم (إنتخابات اللجن، إجتماعات المناضلين، الجموعات العامة) التي تعد تحضرها إلا قلة منتمية للحزبين.
إبتداءا من سنة 1968 بدأ الحزب(ح ت ش) يغيير من خطته داخل الجامعة، فماهي الاسباب والدوافع إلى تغيير خط سير الحزب ؟
- إبتداءا من صيف 1968 أعلنت جريدة " الكفاح الوطني " لسان الحزب الشيوعي المغربي، عن تأسيس حزب التحرر والاشتراكية الشيء الذي أكدته الندوة الصحفية لعلي يعتة في أكتوبر 1968 وبلاغ المكتب السياسي المؤقت للحزب الشيء الذي كان يعني أن الحزب قد إكتسب الشرعية القانونية التي طبعا سيقدمها على أنها نتيجة لنضالات الجماهير الشعبية ولدور الحزب باعتباره فصيل طليعي لحركة التحرر الوطني المغربية . في حقيقة الامر كان الحزب يحاول إخفاء أية محاولة للربط بين الشرعية القانونية المكتسبة في تلك اللحظة وزيارة "نيكولا بودغورني" الوزير الاول السوفياتي للمغرب التي توجت بإتفاقات تجارية بين الاتحاد السوفياتي والمغرب تنفتح على إثرها السوق السوفياتية أمام الصادرات المغربية خاصة الحوامض التي كانت تعاني في تلك الفترة من المنافسة الحادة من السوق الاوربية المشتركة.
كانت مصلحة الحزب قائمة على الظهور ب :
 قوة داخل القطاع الطلابي لإعطاء نوع من القيمة والمصداقية لنفسه أمام سيده السوفياتي التحريفي خاصة أن جل تواجده يتمركز داخل الحركة الطلابية.
 الاستفادة من إكتسابه للشرعية القانونية وإعتمادها للظهور في وضع لائق أمام شركائه البورجوازيين من أحزاب "الكتلة الوطنية" التي غالبا ما كانت تبرر رفضها لإنضمامه للكتلة تحت مبرر أنه حزب غير شرعي. وطبعا كل هذا وكدائما تحت شعاره المقدس " وحدة القوى الوطنية والتقدمية".
- كما جاء أعلاه في فقرات سابقة كان السياق العام داخل الحركة الطلابية يتسم بوضع تعليمي متفجر لم يترك للطلبة أي اختيار أخر سوى الاندماج في النضال وتعمق ذلك تحت تأثير عوامل كثيرة من قبيل هزيمة 67، وضع المقاومة الفلسطينية، مايو 68 فرنسا، دخول الثورة الثقافية الصينية في أوجها 67-68. في هذا السياق جاء نداء الطلبة الشيوعيين الداعي إلى :
تعزيز الطابع الديمقراطي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب وكذا استقلاليته.
إصلاح التعليم الجامعي .
تكثيف دعم الحركة الطلابية لنضالات الشعوب عبر العالم وفي العالم العربي.
من نتائج هذا الوضع المتفجر استمرار تعمق التناقض بين القيادة الطلابية البيروقراطية والقاعدة المخلصة للحركة الطلابية التي كانت تضم عناصر من الطلبة الشيوعيين خصوصا وأن القيادة الطلابية غالبا ما كانت تخفي خططها وأهدافها عن القاعدة وذلك بتعاملها مع الحركة الطلابية كما لو أنها تابعة للحزب.
هكذا وفي هذا السياق ستعرف الجامعة أول مرة انتخابات دون لوائح مضمونة ومسبقة بل تعتمد على تقديم البرنامج والشعار مما ساهم في بث الحماس لدى الطلبة الذين بدؤوا يشاركون بقوة في الانتخابات حيت ستعرف هذه الاخيرة حضورا قياسيا من حيت عدد المشاركين ( 600 مشارك بدل 160 أو 200 مشارك في الانتخابات).ضمن هذا التوجه بدأت اللوائح الشيوعية تحظى بأغلب الاصوات. وإن كان الامر في البداية مجرد إنتقال الأغلبية من الاتحاديين إلى طلبة التحرر والاشتراكية فإن المضامين لم تتغير جوهريا بعد وإن بدت بوادر ذلك. ومما ساهم في هذا التطور دخول الحركة الطلابية معارك واسعة ستنطلق من المدرسة العليا الأساتذة لتتعمم على امتداد الفصل الثاني من السنة 1969-1970 خلال هذه المعارك التي طرحت مطالب مثل: الوضع القانوني للمدارس والمعاهد والكليات وكذا مستقبل الخريجين منها المنح، والسكن، نقد السياسة التعليمية...إلخ. فجرت هذه المعارك طاقات الحركة الطلابية وكان من نتائجها تزايد الاهتمام بوضع الحركة الطلابية وتوجهها وعلاقة ذلك بالأحزاب والمنظمات النقابية. وكشفت النقاشات الساخنة عن وجود فارق يتسع باستمرار بين خط الاحزاب الاصلاحية وطموحات وطاقات الحركة الطلابية. وقد كان لذلك أثر كبير على الطلبة الشيوعيين الذين بدأ وعيهم بالدور المنوط بهم اتجاه الجماهير الطلابية. كان الطلبة الشيوعيون موزعون بين تيار الجماهيري الجارف الذي انطلق من الجامعة والقيادة والخط الرسمي للحزب القائم على الانضباط البيروقراطي والامتثال للشعار البورجوازي "وحدة القوى الوطنية والتقدمية". كان الطلبة الشيوعيون بإمكانية تغيير الحزب من حزب إصلاحي إلى حزب ثوري وهو حال العديد من قواعد الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. إن هذا الوضع كان يجعل الطلبة الشيوعيين معارضين داخل حزبهم ومهدئين (temporisateur) داخل الحركة الطلابية. وما كان لهذه الوضعية تحت تأثير التطورات أن تستمر طويلا بل أصبحت مستحيلة مع تطور الأحداث. وستعمل التطورات اللاحقة على تعميق الشرخ بين قيادة الحزب من جهة ومثقفيه وقواعده الطلابية من جهة أخرى.
في هذا السياق سينفجر الصراع بين الحزب الشيوعي والاتحاد الوطني للقوات الشعبية بتياريه داخل الجامعة( تيار لخصاصي وتيار المانوني ) وكان موضوع هذا الصراع يتعلق بشعار "وحدة القوى الوطنية والتقدمية" أي وحدة مع التحرر والاشتراكية وتطبيق أو حذف الانتخاب بالاقتراع النسبي. بالنسبة للتيارين الاتحاديين المتصارعين كان الرهان الحقيقي هو تعزيز مؤخرة كل تيار داخل الجامعة استعدادا لاحتمالات الانشقاق داخل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي لم يحصل إلا بعد ذلك بينما كان الطلبة التابعون للحزب(ح ت ش) يراهنون على أغلبية المقاعد في المؤتمر الثالث عشر "لآوطم" وبالتالي يتشبتون بالاقتراع النسبي الذي كان الاتحاديون يحاولون حذفه بعدما سبق وأن صادق عليه المؤتمر 12، وعيا بعزلتهم المتزايدة أمام زحف الطلبة الشيوعيين. في هذا السياق كان الحزب( إ و ق ش) يعرف إنشقاق أولى الحلقات الماركسية-اللينينية.
- عند انعقاد المؤتمر 13 لأ وط م سوف تظهر أربع تيارات داخله وتعقد الوضع نتيجة إستحالة إيجاد أرضية عليها إجماع( لا أغلبية واضحة) وستقوم القيادة الاتحادية باللجوء إلى المناورات وذلك بإعلانها عن بطلان نتائج الكليات و المعاهد التي حصل فيها حزب( ح ت ش) على الأغلبية عن طريق تحريك دور لجنة التصديق على الانتدابات مما ولد رد فعل لدى "ح ت ش" الذي طعن بدوره في اللوائح التي حصل فيها "إ و ق ش" على الأغلبية وقد تطور الصراع إلى حد انسحاب "ح ت ش" من المؤتمر وكذلك تأجيل أعمال هذا الأخير.
هكذا انهارت الوحدة الإنتهازية بين الحزبين في الممارسة وتحت تأثير العوامل الموضوعية والذاتية. وتطور الوعي السياسي لدى القواعد الطلابية الشيوعية التي بدأت ترفض جعل قرارات المؤتمر مرتبطة بقرارات خارجه أي في إطار تبعية حزبية ضيقة. رفضها كذلك أن يكون المؤتمر دائما على حسابها بما يعني التنازل المسبق والدائم للهيمنة الاتحادية على الجهاز النقابي "أوطم". وقد تجلى ذلك في رفضها حذف العمل بالاقتراع النسبي التي سعت إليه المناورة الاتحادية في وضع كان يتميز بتعادل القوى بين الحزبين مما يعني عمليا أن 51٪ تساوي 100٪ من المقاعد. تحصل هذه التحولات ولأول مرة تظل القيادة الحزبية البيروقراطية ل: "ح ت ش" في وضع حرج خاصة مع تطور التناقضات بين التيارين الاتحاديين وأحدهما "تيار المانوني" يعلن الحرب على الحزب.
بعدما رأينا كيف دار الصراع بين التيارات الثلاث نعرج بسرعة على التيار الرابع الذي برز داخل المؤتمر الثالث عشر، وسيتقدم هذا التيار إلى المؤتمر كما هو الحال لتياري حزب "أ و ق ش" تحت يافطة الحزب وتحت إسم:" لوائح مناضلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والطلبة التقدميون المستقلون".
وإذا كان هذا التيار لا يكترث بأمور المسطرة في المؤتمر فإنه عموما كان يريد الدفاع عن خط سياسي وطني وعربي وخط نقابي.وقد أشرنا إلى عدم اهتمامه بالمسألة المسطرية بل كان هاملا عموما للمسألة التنظيمية حيث إكتفت أرضيته بطرح مقترح حول تنشيط لجان المناضلين وتوسيع صلاحياتها بينما كان دوره أكثر على المستوى السياسي من خلال نقده لتجربة الاحزاب الاصلاحية منذ 1956 مما عرضه لمواجهة عنيفة مع تيار المانوني و "ح ت ش" اللذان رفعا في وجهه شعار"وحدة القوى الوطنية والتقدمية" بينما على المستوى النقابي تم أنتقاد الخطوط الحزبية الاصلاحية حول نزعتها الضيقة "التعاضدوية" (corporatisme) التي كانت تترك الحركة الطلابية في وضع دفاعي دائم أمام هجوم النظام دون أن تكون مهيئة لصده مما جعل النتائج تكون ضئيلة رغم التضحيات والنضالات الجسيمة . إن هذه السياسة للأحزاب الاصلاحية كانت تفرش لسياسة أخرى هي "سياسية المخارج المشرفة" ولذلك دعى هذا التيار إلى تبني خط دينامي وهجومي وإدماج نضالات الحركة الطلابية في نضالات الجماهير الشعبية وهذا كان يعني تعزيز الطابع الجماهيري "لأوطم" ( أوطم منظمة وطنية، تقدمية, منظمة جماهيرية، ديمقراطية، ومستقلة). وفي سياق فعاليات المؤتمر 13 سيقوم هناك تحالف تكتيكي بين "التيار الرابع" "وتيار لخصاصي" الذي كان في مواجهة حادة مع تيار "ح ت ش" الذي سينسحب من المؤتمر و"تيار المانوني" وقد ترجم هذا التحالف نفسه على مستوى تمثيليته داخل المكتب التنفيذي(comité éxecutif ).خمسة أعضاء لتيار لخصاصي و2 للتيار الرابع (أي لوائح مناضلي "أ و ق ش" و"الطلبة التقدميون المستقلون") ، وتأثير أفكار هذا الأخير على الملتمسات السياسية والنقابية وملتمس فلسطين رغم أن كل هذه الملتمسات ستبقى حبرا على ورق بحيث تستمر نفس السياسات والممارسات البيروقراطية.
- هكذا بدأت تتجمع الشروط والظروف المؤدية إلى المزيد من تبلور الوعي الثوري داخل الحركة الطلابية حيت ستعرف السنة الدراسية 1969 -1970 سلسلة من الاحداث على الصعيد الوطني والجامعي والعربي منها:
 منع حزب التحرر والاشتراكية بعد 13 شهر من وجوده القانوني ومحاكمة علي يعتة وشعيب الريفي.
 إنطلاق معارك عمالية من حجم كبير إبتداءا من الفصل الثاني من السنة ( النسيج وقطاعات أخرى).
 انفجار إنتفاضة أولاد خليفة بالغرب ضد جشع المعمرين الجدد و"عبدالله العلوي" وذلك في الفصل الاخير من السنة.
 صعود الحركة النضالية للطلبة والتلاميذ بشكل قوي.
 إعلان النظام عن الاستفتاء حول دستور ممنوح وقيامه بانتخابات مزورة .
 إجراء مساومات حول قضية الصحراء بين النظامين المغربي والفرانكوي .
 إطلاق مشروع روجرس الذي قبلت به مصر عبد الناصر والاتحاد السوفياتي الذي تزامن مع محاولة تصفية المقاومة الفلسطينية في ظل صمت عربي مريب( محاولات تصفية المقاومة الفلسطينية بالأردن في سبتمبر 1970).
 طلابيا كانت التناقضات تتطور في ظل شروط هيمنة إصلاحية على القيادة النقابية لأوطم بينما القواعد الواسعة للحركة الطلابية تسير في منحى أخر مما وضع تلك القيادة في عزلة تامة. هكذا ستعيش الحركة الطلابية على معارك وصراعات قوية بين تلك القيادة وبين القواعد الطلابية الشيوعية التي كانت تتوفر على أغلبية في التعاضديات. وفي ظل العزلة المتزايدة للقيادة ستلجأ هذه الأخيرة إلى استعمال مجموعات مدربة على الضرب واعتراض السبيل ونسف الجموعات العامة بكل الوسائل إضافة إلى الاختباء وراء جثة "المهدي بن بركة" وإلقاء خطابات لاتنتهي وإلغاء بعض التنظيمات (فرع الرباط) وتزوير الانتخابات.
في ظل هذه المعارك لم تظهر المجموعة الرابعة كتيار قوي وفاعل قادر على تغيير مجرى
الاحداث فغالبا ما كانت القواعد الطلابية لا تميز بين" تيار لخصاصي" و"التيار الرابع" .
في ظل هذا السياق العام انطلقت المعارك الكبرى للحركة الطلابية والتلاميذية ابتداءا من الفصل الثاني الشيء الذي دفع النظام إلى القيام بمؤامرة إفران السيئة الذكر التي استدعى لها بيروقراطيو وزارة التعليم ومسؤولو الكليات والمعاهد العليا وممثلو النقابة الوطنية للتعليم العالي والحركة الطلابية. واستطاع النظام تحت تصفيقات أطر الأحزاب الإصلاحية الحزبية والنقابية (إ و ق ش،ح ت ش ،ن و ت ع) بتمرير مجموعة من القرارات التصفوية وأهمها إغلاق المدرسة العليا للأساتذة التي كانت تشكل مصدرا أساسيا للشغل لأبناء الكادحين والجماهير الشعبية. وقد قام النظام بفعلته تلك بعدما اشترى الأطر الجامعية الحاضرة عبر تحسين وضعها المادي والإداري واكتفى لذر الرماد بزيادات ضئيلة بالنسبة للمنح والسكن.
ولم يتأخر رد فعل الحركة الطلابية عن تلك الخيانة عندما استقبلت الممثلين إلى الندوة بالرش بالطماطم ونعتهم بالخيانة وقد زاد الطين بلة خطاب الحسن الثاني بعد الندوة مكررا فيه احتقاره للطلبة والذي قامت بنقله الاذاعة والتلفزة الرسمية. هكذا تراكمت العوامل المؤدية إلى المزيد من تأجج النضالات وانتقال الحركة الطلابية إلى مستوى أعلى من الوعي السياسي والنضالي.
- كانت الحركة الطلابية في حالة اضطراب وبلبلة نتيجة الخيانة في مؤامرة إفران للقوى الاصلاحية، لما إنطلقت حركة 4 ماي 1970 التي أعلنت الميلاد السياسي لمنظمة إلى الأمام والحركة الماركسية اللينينية المغربية. جاءت المبادرة من القواعد الطلابية الشيوعية التي ما أن انتشر خبر زيارة وزير خارجية فرانكو "لوبيز برافو" للمغرب حتى بادرت العديد من التعاضديات التي كان الشيوعيون يشكلون أغلبيتها إلى جعل يوم 4 ماي يوما ضد الكولونيالية الفرانكوية وذلك بالإعلان عن إضراب عام في كل الجامعة والدعوة إلى تجمع بالمطعم الجامعي. وبشكل موازي تنطلق حملة ملصقات بالمقرات والمواقع الجامعية و في الأحياء الشعبية إضافة إلى الكتابات الحائطية.
وقد صادفت هذه السنة انطلاق الاحتفالات المئوية لميلاد القائد الثوري الأممي "فلادمير لينين" فكانت مناسبة ليعبر الطلبة الشيوعيون عن طاقاتهم وإمكانياتهم النضالية من خلال ملء واجهات الحي الجامعي بلافتات حمراء وصور ومقتطفات من أقوال لينين. ونزلت الشبيبة المدرسية الشيوعية(الطلبة والتلاميذ) إلى مسيرة فاتح ماي بالرباط مستعرضة الأعلام الحمراء وصور لينين إلى جانب العمال وتحت شعارات من بينها"عمال وطلبة في مواجهة الشفارة" "لوبيز سير بحالك الصحراء ماشي ديالك"، "الاشتراكية العلمية هي طريق التنمية" وهو شعار رسمي للحزب الذي حولته القواعد الشبيبة والتلاميذية والطلابية إلى الغاضبة على القيادة البيروقراطية إلى شعار" الماركسية اللينينية هي طريق الحرية"، "إلى بغيتو الحرية قلبوها جمهورية".
أمام اتساع رقعة النضال ونفسها الكفاحي سيلجأ النظام في 9 ماي 1970 إلى التجنيد الإجباري للعديد من القيادات الطلابية أعضاء المكتب التنفيذي السبع وثمانية من تعاضدية كلية الآداب –المدرسة العليا للأساتذة فجاء الرد شاملا بالاعلان عن الاضراب العام.
نرى إدن كيف تعمقت التناقضات داخل الاحزاب الاصلاحية ويهمنا هنا حزب التحرر والاشتراكية الذي نمت من داخله تناقضات وصراع بين شبيبته الشيوعية (الطلبة،التلاميذ، المثقفين) وبين قيادته البيروقراطية التحريفية وقد تجمعت عوامل القطيعة تحت تأثير معطيات وأحداث وطنية وعربية وأممية كشفت بشك عام في ظل تأجج النضالات الشعبية التي أبدعت أساليب وأشكال تنظيمية ونضالية جديدة ، عن انفضاح الأحزاب الإصلاحية( تعرض أطر النقابة الوطنية للتعليم العالي الذين شاركوا في مؤامرة إفران إلى هجوم من طرف القواعد الطلابية للحزب وقد زادت من عوامل القطيعة مواقف الحزب من استفتاء 1970 وموقفه من مخطط روجرس ومن محاولات تصفية المقاومة الفلسطينية. في ظل هذه الشروط دقت ساعة الحقيقة ،ساعة الاختيار الثوري لتعلن العناصر المخلصة داخل الحزب من طلبة وتلاميذ وأساتذة والمدعمة بمجموعة من المثقفين الملتفين حول مجلة "أنفاس" بالانفصال عن الحزب التحريفي وتأسيس منظمة"أ" "إلى الأمام " لاحقا في 30 غشت 1970 بعد إصدار وثيقة" سقطت الأقنعة، فلنفتح الطريق الثوري" -المشروع الأولي للأطروحة الثورية-.
وقد رأينا إذن كل الظروف التي صبت في تهيئ شروط بناء منظمة إلى الأمام والحركة الماركسية اللينينية المغربية.
ويبقى أن تقاطع العوامل الموضوعية والذاتية وخاصة غياب حزب الطبقة العاملة المغربية المفتقدة لأداتها السياسية بعد فشل تجربة الحزب الشيوعي في التشكل كحزب ثوري للطبقة العاملة، كان حاسما في توفير شروط النشأة لمنظمة"إلى الأمام" أي توفر الضرورة الموضوعية المعبرة عن نفسها في تلاقي الظروف الموضوعية وتضافر الجهود الذاتية نهاية الستينات لإطلاق مسلسل البناء هذا.
هكذا نشأت المنظمة الثورية الماركسية-اللينينية المغربية "إلى الأمام" وبدأت مسيرتها الكفاحية من أجل المساهمة في دك النظام وتحقيق الجمهورية الوطنية الديمقراطية الشعبية.


III-التشكيلة الاجتماعية المغربية ومراحل اندماجها
في النظام الرأسمالي العالمي (1850-1955):

نعرض هنا هذه المقدمة حول التشكيلة الاجتماعية المغربية بشكل عام وحول الظرفية التي كانت تمر بها انطلاقا من 1970 إلى حدود بداية الثمانينات وذلك لوضع كل الوثائق في هذه الحلقة ضمن سياقها التاريخي الموضوعي حيث تتسارع الاستراتيجيات والسياسات ضمن صراع طبقي يحكمه التناقض الرئيسي للتشكيلة الاجتماعية في تلك المرحلة وحيث التناقضات الثانوية تتأثر وتتحدد بذلك التناقض في علاقة جدلية مستمرة.
1- سيرورة الاندماج ومحاور الإستراتيجية الاستعمارية ونتائجها وآلياتها:
عرفت التشكيلة الاجتماعية المغربة أولى مراحل اندماجها في النظام الرأسمالي العالمي ابتداء من 1850 (أي منذ المرحلة التجارية للرأسمالية العالمية) حين بدأت سيرورة اندراجها في شبكة علاقات التبادل الغير المتكافئ القائم على نزع الفائض الاقتصادي من دول العالم الثالث ونقله إلى مركز النظام الرأسمالي لدعم عملية التراكم الرأسمالي، وهكذا انطلق مسلسل تدريجي أدى في النهاية إلى فقدان التشكيلة الاجتماعية المغربية الماقبل الرأسمالية لأي قدرة مستقلة عن التطور. وقد لعب السماسرة والمحميون والتجار والعائلات المخزنية الكبيرة دورا بارزا في هذا المسلسل. وعند انتقال الرأسمالية العالمية إلى مرحلتها الامبريالية، وازدياد الحاجة إلى المواد الأولية ومنافذ الأسواق ازداد تصدير البضائع والرساميل وكذا الاستثمار في بعض القطاعات (استخراج المعادن، استغلال المناجم، دور بنك Paribas في هذا المجال) فتم إخضاع التشكيلة المغربية بشكل مباشر لمقتضيات التراكم الرأسمالي الامبريالي. وعند توقيع عقد الحماية الخياني الرجعي حصل تطور جديد في سيرورة اندماج المغرب في النظام الرأسمالي العالمي، حيث نتج وضع جديد أصبح يقوم في ظل الإستراتيجية الامبريالية على الجمع والمزاوجة بين الامبريالية (الاتجاه العملي للسيطرة على اقتصادية البلد الضعيفة) والكولونيالية كمجال للتفاعل النهائي بين الامبريالية والواقع الاقتصادي والاجتماعي للتشكيلة المغربية. هكذا اندمجت التشكيلة المغربية كتشكيلة تابعة ضمن التقاطب العالمي للرأسمالية القائم على التكامل التبعي بين الامبريالية والدول التابعة. (الدول المستعمرة وشبه المستعمرة) وقامت الإستراتيجية الامبريالية الفرنسية بالمغرب على خمس محاور أساسية:
1. الاستيلاء على خيرة الأراضي الخصبة للبلاد وتسليمها للمعمرين على حساب جماهير الفلاحين مع الإبقاء على أراضي الإقطاعيين، الدعامة الأساسية للاستعمار.
2. الاستحواذ على المناجم والمعادن ونهبها وتصدير خيراتها إلى المراكز الرأسمالية.
3. الاعتماد على الوجود العسكري المباشر كدعامة لاستعمار البلاد: (جيش وقواعد عسكرية وأجهزة قمعية).
4. اعتماد سياسة تقوم على تحالف المعمرين والإقطاعيين والمخزن مع استثناء فئات من البورجوازية المغربية وعلى حساب أوسع جماهير الفلاحين.
5. الاعتماد على الوظيفة الإيديولوجية للسلاطين لتمرير الإجراءات السياسية والاقتصادية والعسكرية ضدا على مصالح أوسع فئات الفلاحين بالبوادي والكادحين بالمدن.
لقد أدت السياسات الاقتصادية الاستعمارية المفروضة قسرا على الشعب المغربي عن طريق الحديد والنار على نهب كثيف للموارد الطبيعية للبلاد وإلى تحطيم البنيات الاجتماعية والاقتصادية الما قبل الرأسمالية (البنيات الجماعية القبلية في البوادي وأشكال الإنتاج والتبادل ما قبل الرأسمالي في المدن)، ومن ثمة البلترة الواسعة للفلاحين وللمنتجين الصغار في المدن. ومن قلب المناجم والأوراش الكبرى وفي ضيعات المعمرين وفي الوحدات الصناعية التي أقامها الاستعمار، ولدت الطبقة العاملة المغربية في خضم بنيات اجتماعية شبه إقطاعية وشبه رأسمالية. وعرفت مجموعة من المدن تطورا في ظل السياسات الاقتصادية المتبعة وبرزت كمراكز للطبقة العاملة المغربية (مثال الدار البيضاء). وعرفت هذه الإستراتيجية بعض التغيير خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية عندما بدأ النظام الرأسمالي العالمي يميل نحو تجاوز تقسيم العمل الدولي (دول صناعية وأخرى غير صناعية) وإقامة نوع من التخصص داخل الصناعة نفسها (المغرب إبان الحرب الامبريالية الثانية وكذا لاحقا خلال التصميم الخماسي لسنوات 73- 77). تلك هي أبرز مميزات الإستراتيجية الفرنسية للمرحلة الممتدة ما بين 1912 و1955.
وقد شكلت هذه التحولات أرضية اقتصادية للنهب الاستعماري للبلاد، حيث تركزت البنية الشبه الإقطاعية والشبه الاستعمارية للتشكيلة الاجتماعية المغربية المندمجة في النظام الامبريالي العالمي. واعتمدت الإستراتيجية الأولى للامبريالية الفرنسية (فترة 1912-1955) على هذه الأرضية لتؤسس كيانا استعماريا قائما على تحالف المعمرين والإقطاعيين والمخزن مع استثناء فئات من البورجوازية المغربية.
وبعد التحولات التي عرفها العالم بعد الحرب العالمية الثانية (نشوء معسكر اشتراكي، هزيمة فرنسا في الفيتنام، انطلاق الثورة الجزائرية العام 1954) ودخول الطبقة العاملة المغربية على خط النضال الوطني (انتفاضة وادي زم 1948، وانتفاضة الدار البيضاء 1952 (كاريان سنطرال) وانطلاق المقاومة المسلحة بالمدن وتأسيس جيش التحرير الوطني) عوامل ساهمت في تجذير نضال الشعب المغربي قامت فرنسا بتغيير إستراتيجيتها من خلال اتفاقيات Ex les bains التي كرست صيغة الاستقلال في إطار التبعية لفرنسا (الصيغة الرسمية للاتفاقيات هي: L indépendance dans l inter-dépendance.
وهكذا تم إيجاد بديل استعماري جديد من خلال وعبر دعم طبقة محلية تكون خادمة لمصالحها. وبذلك ضمنت فرنسا لنفسها الاستمرارية وظلت الاحتكارات الفرنسية على رأس القوى الامبريالية المستفيدة من خيرات البلاد. وتمركزت مصالحها الاقتصادية في قطاعات الأبناك، الحديد، الكيمياء، الكهرباء، الإليكترونيك، تركيب السيارات، البناء، المواد الغذائية، المعادن، السياحة، الألمنيوم.
ودعم الوجود الاقتصادي تواجد ثقافي كثيف وطغيان اللغة الفرنسية في الإدارة والإعلام والمؤسسات والقطاعات الاقتصادية، بالإضافة إلى التعليم ودور البعثات الثقافية. في نفس الوقت الذي كانت فيه المعاونة العسكرية (تسليح الجيش وتكوين أطر القمع وبناء الأجهزة القمعية والتعاون المخابراتي تقوم بدورها في تركيز بنيات سياسية استبدادية وقمعية تقوم في خدمة مصالح الامبريالية الفرنسية.
أما الاستراتيجية الامبريالية الأمريكية فقد بدأ اهتمامها بالمغرب انطلاقا من الحرب العالمية الثانية من خلال الاهتمام بالموقع الاستراتيجي للمغرب وإنشاء القواعد العسكرية الأمريكية داخله كما تدعم تواجدها الاقتصادي في قطاع الأبناك، اللحوم، صناعة العجلات، بيع الأسلحة. بموازاة ذلك أقامت تواجدا ثقافيا نشيطا من خلال دار أمريكا، كتائب السلام وأنشطة مخابراتية.
وخلاصة القول أقامت الامبريالية الفرنسية سيطرتها الاقتصادية (ميادين الصناعة، الأبناك، ...) عن طريق الاستثمارات والقروض وعن طريق مخالطة مؤسسات القطاع العام، والاعتماد على دور البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. ومن هنا التحكم في التوجيه عبر:
1) مخططات اقتصادية: تقوم على إعطاء الأولوية للفلاحة التصديرية على الصناعة وأولوية الصناعة الغذائية والاستخراجية على حساب الصناعة الثقيلة. ومحورة النشاط الاقتصادي الإنتاجي حول الصناعة التقليدية والسياحة وتصدير المواد الخام والمواد الفلاحية واستيراد المواد المصنعة.
2) آليات التفكيك للاقتصاد الوطني المغربي: توفرت الامبريالية الفرنسية باستمرار على آليات متعددة لتفكيك الاقتصاد الوطني المغربي ودمجه بالنظام الامبريالي العالمي ويدعم هاته الآليات تواجد فني، عسكري، ثقافي يعمل على تكريس استمرارية الهيمنة الامبريالية الفرنسية بالبلاد.

2- الدولة المخزنية ونظام الحكم السياسي الكمبرادوري للكتلة الطبقية السائدة:
1. انبنت وتعززت ركائز الدولة المخزنية الكمبراورية في سياق دخول التشكيلة الاجتماعية المغربية مرحلتها الاستعمارية الجديدة وهي بذلك جاءت كاستجابة للإستراتيجية الامبريالية الجديدة ومقتضياتها وأهدافها من أجل إحكام القبضة على الموارد الطبيعية والاقتصادية للبلاد في ظل صيغة جديدة تنقل المغرب إلى مرحلة الاستعمار الجديد.
وهكذا جاء هذا البناء كتعبير عن مصالح طبقات كمبرادورية مرتبطة ومندمجة عضويا ومتداخلة المصالح مع الرأسمال الامبريالي وتقوم على خدمته، وهذا هو الأساس المادي الذي حكم على الطريق الإصلاحي والإستراتيجيات المرتبطة به بالفشل الدائم والمستمر، فلم تكن كل المشاركات والتحالفات الحكومية للأحزاب الإصلاحية سوى ومجرد تصريف للشؤون الجارية وتنفيذ اختيارات النظام الطبقي الكمبرادوري.
2. لقد شكلت الفترة الممتدة من 1956 إلى 1960 حلقة أساسية في الإستراتيجية الامبريالية الهادفة إلى تكريس وضع استعماري جديد ببلادنا. كان الهدف هو إفراغ مطلب الاستقلال من أي محتوى حقيقي وإحكام القبضة على خيرات البلاد.
ولضمان نجاح هاته الإستراتيجية كان لابد من تحقيق مجموعة من الشروط أهمها:
- طبقيا: ترميم اوضاع الطبقة السائدة من خلال الارتكاز على بقايا طبقة الملاكين العقاريين الشبه إقطاعيين والقيام بدمج عناصر البورجوازية التي كانت لها لها جيوب في الصناعة والفلاحة.
- من حيث التحالفات السياسية: القيام باقتسا مؤقت للحكم سياسيا مع حزب الاستقلال واللعب على تناقضاته الداخلية والاستفادة من تناقض الحزبين "الاتحاد الوطني للقوى الشعبية" وحزب "الاستقلال". كان الهدف ربح الوقت والقيام بتغطية سياسية للمذابح والتصفيات التي كانت تتعرض لها عناصر المقاومة المسلحة وجيش التحرير الوطني.
- بناء الأجهزة القمعية والسياسية: ترميم الأجهزة القمعية الموروثة من مرحلة الاستعمار المباشر وإعادة بنائها، وإسناد قياداتها لأبناء الأعيان من الإقطاعيين والبورجوازيين الكبار وذلك دعما للمصالح الإستراتيجية للامبريالية وللطبقة الحاكمة.
- التلويح بورقة الدستور: وهي ورقة ظل النظام كلما تأزمت أوضاعه أو كان يخطط لمرحلة جديدة تفرضها أوضاعه الداخلية أو تحت تأثير تحولات عالمية. وفي كل مرة كان يحسن إثارة لعاب القوى الإصلاحية إلى حين. وبالنسبة لهاته المرحلة قام بتأسيس ما أسماه بالمجلس الدستوري بل وأسند رئاسته إلى المهدي بن بركة.
وانتهت المرحلة بتدعيم النظام لركائز دولته الاستبدادية وبذلك هيأ شروط الدخول في مرحلة جديدة. بينما عرفت نهاية هاته المرحلة انكسار أوهام البورجوازية الصغيرة بعد طرد حكومة عبد الله إبراهيم (مايو 1960).
أما الجماهير (عمال، فلاحون فقراء، كادحون...) فقد فقدت أسلحتها (التي كانت قد بدأت تستعيدها بعدما نزعت منها على أيدي النظام الاستعماري وحلفاءه المحليين) وفككت تنظيمها واغتيل العديد من أطرها المناضلة. وقد كانت للأوهام الإصلاحية دور كبير في تجريد الجماهير من قواها المسلحة والقضاء عليها.
3. تميزها الفترة الممتدة من 1960 إلى 1972 بسيادة نظام حكم استبدادي ودكتاتوري لم يسبق له مثيل. كانت إستراتيجية النظام الرجعي تقوم على ركائز هدفها المركزي: ضمان استقرار عملية التراكم الرأسمالي الكمبرادوري وتوسيع القاعدة الاجتماعية للنظام وعزل التشكيلات السياسية للبورجوازية الصغيرة والمتوسطة المطالبة بالمشاركة في الحكم.
ولإنجاح استراتيجيته زاوج النظام الرجعي بين استعمال الحديد والنار لقمع كل مقاومة لدى الجماهير وقواها المناضلة (القمع الدموي لانتفاضة مارس 65 واغتيال الشهيد المهدي بن بركة) وطبخ المحاكمات الصورية للمناضلين التقدميين (الاختطافات، الاعتقالات والمحاكمات السياسية) وإلى جانب ذلك التلويح بالانتخابات والدساتير الممنوحة والبرلمانات تم إعلان حالة الاستثناء للعودة لدساتير اكثر رجعية وانتخابات مزورة (دستور 62، 63، دستور 70).
- خلال هاته الحقبة قام النظام الكمبرادوري بتحويل البادية المغربية إلى مناطق محاصرة معزولة عن النضال السياسي وذلك لتغطية عملية النهب والبلترة التي يتعرض لها الفلاحون لضمان الاستقرار لعملية التراكم الرأسمالي الكمبرادوري والعمل على توسيع قاعدته الاجتماعية من خلال دعم كبار الملاكين العقاريين الرأسماليين.
على امتداد هذه الحقبة شكل المعمرون الجدد (الملاكون العقاريون الرأسماليون) والملاكون العقاريون الشبه إقطاعيين القاعدة الاجتماعية الأساسية للنظام. ولعب الملاكون العقاريون الشبه إقطاعيون دورا أساسيا في البوادي.
وستعرف هذه الحقبة توسعا للبرجوازية الكمبرادورية إلى جانب فئة المعمرين الجدد.
بالستناد إلى هاته القاعدة الاجتماعية قام النظام بفرض استبداد سياسي لم يسبق له مثيل وذلك من خلال تكريس هيمنته الكمبرادورية الرجعية على البوادي والمدن (اعتقالات 63، انتفاضة 65، اعتقالات 69، 70، 71، 72، قمع نضالات الطبقة العاملة، انتفاضات الفلاحين (اولاد خليفة، تسلطانت).
- في المدن التي بدأت تعرف نموا مهولا بسبب سياسة إفراغ البوادي، كانت الاعتقالات والاختطافات والمحاكمات سياسة تابثة للنظام الرجعي في مواجهة نضالات الحركة الجماهيرية في مقدمتها نضالات الطبقة العاملة والشبيبة المدرسية وذلك للإجهاز على التعليم، الصحة، السكن، الشغل...
وعلى أرضية انتشار النهب والفساد والرشوة والبدخ والاستغلال الفاحش للطبقات الكادحة تنامت نضالات الجماهير الكادحة التي كانت تعاني من الفقر والأمية والأمراض وغلاء المعيشة (نضالات التلاميذ، الطلبة، الأساتذة، العمال، الفلاحون).
وقد ساهمت هذه النضالات خاصة منذ 65 في انفضاح الخط الإصلاحي للأحزاب البورجوازية مما ساهم إلى جانب عوامل أخرى (هزيمة 67 ونتائجها انطلاق الثورة الفلسطينية، الثورة الثقافية الصينية، مايو 68 بفرنسا...) في تعبيد الطريق نحو نشوء الحركة الماركسية اللينينية المغربية في 1970، كما ساهمت هذه النضالات في تفجير التناقضات الطبقية للنظام الكمبرادوري (محاولتي الانقلاب 1971، 1972).
وإبان هذه الحقبة قامت سياسة النظام على قمع وحشي في المدن وعزل البوادي عن أي نشاط سياسي عبر تكريس الاستبداد السياسي المطلق والاجتماعي داخلها (سيادة العلاقات الشبه إقطاعية في البوادي).
كان الهدف هو ضمان استقرار عملية التراكم الرأسمالي والكمبرادوري وتوسيع القاعدة الاجتماعية للنظام وعزل الأحزاب السياسية للبرجوازية الصغيرة والمتوسطة المطالبة بالمشاركة في الحكم. وضرب كل أشكال المقاومة لدى الجماهير الفلاحية والعمالية والشبيبية أي بشكل عام الحفاظ على موازين القوى لصالح النظام الكمبرادوري.
4. انطلقت هذه المرحلة بعد محاولتين انقلابيتين في 71 و 72 اللتين أديتا إلى انفضاح تناقضات الاستراتيجيتين الفرنسية والأمريكية.
من المعلوم أن الرأسمال الكمبرادوري مرتبط عضويا بالرأسمال الامبريالي بل يشكل شريكا له وقاعدته المادية التي يستبطن من خلالها العلاقات الاقتصادية والسياسية في المغرب.
وقد أماط الانقلابان العسكريان (71 و 72) اللثام عن وجود تناقضات بين الامبرياليتين الفرنسية الأمريكية عبر ما كشفاه من وجود تيارات متصارعة داخل الكتلة الطبقية السائدة (صراع الجناحين داخل المؤسسة العسكرية أحدهما مدعم من الامبريالية الأمريكية، ووجود تيار ثالث يعبر عن شرائح الكمبرادورية المدعمة من الامبريالية الفرنسية وخاصة من خلال رئيسها (Valery Giscard d estaing). تتميز هذه المرحلة بانطلاق ما سمي ب"المسلسل الديمقراطي" الذي واكبته شعارات "الإجماع الوطني" و "المغرب الجديد" ... وقد مهد النظام الكمبرادوري للمرحلة الجديدة لحملات القمع الواسعة ومحاكمات صورية لهدف اجتثات الحركة الثورية (الحركة الماركسية اللينينية المغربية، حركة 3 مارس) وضرب كل القوى المناضلة (اعتقالات أطر ومناضلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، حل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، المحاكمات العسكرية).
كان هدف نجاح خطته هو تحطيم القوى الثورية وعزلها كشرط أول لإطلاق "المسلسل الديمقراطي" وتلبية طلب الفئات البرجوازية الراغبة في المشاركة بأشكال مختلفة في إدارة مصالحها الاقتصادية والسياسية. وقد كان هذا الانتقال تعبيرا عن تحول في ميزان العاقات داخل الكتلة الطبقية السائدة لصالح الشريحة الكمبرادورية المهيمنة داخلها، ف "المسلسل الديمقراطي" هو جواب عن رغبة هذه الشريحة الكمبرادورية.
لقد كانت سياسة "المغربة" إطارا لإعادة هيكلة وتعزيز الكتلة الطبقية السائدة عبر تكون رأسمال احتكاري كمبرادوري كشريحة مهيمنة، شريحة تشرف على هيكلة الكتلة برمتها عبر التداخل مع الرأسمال الصناعي والتجاري والزراعي وربطهما عضويا بمصالح الرأسمال الاحتكاري العالمي، الفرنسي خصوصا.
أما التصميم الخماسي لسنوات 73 – 77 فقد كان له دور في ولوج الرأسمال الكمبرادوري لمجال الصناعات التصديرية مثل النسيج، الملابس، الأحذية... وقد اتخذ التصميم الخماسي إجراءات لصالح سياسة سكنية في المدن استجابة لعملية تمركز الأراضي في البوادي على يد المعمرين الجدد (سياسة تجميع الملكيات الصغيرة).
وقد ساهمت قضية الصحراء في طرح ما سمي ب"الإجماع الوطني " حول النظام بمباركة الأحزاب الإصلاحية التي ساهمت في الدعاية ل "المسلسل الديمقراطي" والقبول بالسلم الاجتماعي كشرط لدخوله وذلك بدعم من فرنسا.
وإذا كانت بعض فئات من البورجوازية الصغيرة والمتوسطة قد عرفت بعض الاستفادة من الأوضاع (الزيادة في الأجرة، الاستفادة نسبيا من بع القطاعات الممغربة مثل التجارة الصغيرة والمتوسطة). استفادة واكبتها بعض الأوهام المرتبطة بقضية الصحراء، فقد تزايدت وثيرة الاستغلال المكثف للطبقة العاملة (النسيج، المناجم، عمال زراعيون إلخ...) وتنامت بسرعة كبيرة وثيرة البلثرة لفلاحين في اتجاه الهجرة إلى المدن أو الخارج أو تحول إلى عمال زراعيين فوق أراضيهم عموما، عبر "المسلسل الديمقراطي" في مضامينه السياسية والطبقية عن الاستجابة لمقتضيات إعادة الهيكلة داخل الكتلة الطبقية السائدة لصالح الشريحة المهيمنة التي كانت تبحث عن هامش من "الحرية" لصياغة سياسية لمصالحها الاقتصادية. وفي نفس الوقت التقت مصالح الامبريالية مع مصالح هاته الفئات في إيجاد طلاء سياسي لتغطية تصاعد وثيرة الاستغلال المكثف للطبقة العاملة المغربية وارتفاع وثيرة البلترة للفلاحين.
وكان الدور السياسي للدولة المخزية الكمبرادوية هو رسم الخطوات مسبقا كي لا تستفيد القوى الراديكالية من الأوضاع ولا تتنامى النضالات الجماهيرية. أما التحالف من خلال "المسلسل الديمقراطي" و "الإجماع الوطني" وعبرهما مع القوى الإصلاحية وتدعيم أجنحتها الأكثر يمينية وانتهازية ضمن استراتيجية تتوخى الاستيعاب المنظم للنخب العمرية. فتثليث أجور الأساتذة الجامعيين من 70 إلى 75 وتحسين وضعيتهم المادية بالموازاة مع التفويضات السياسية وتسهيلات من كل نوع. وقد ساهم هذا في اغتناء الفئات التكنوبيروقراطية داخل الأحزاب الإصلاحية.
لقد أبانت الأحداث عن طبيعة وحقيقة هذا المسلسل الطويل القمعي والدموي حيث ساد وتكرس الاستبداد السياسي والاستغلال الفاحش في كل مكان. واكتضت السجون بالمعتقلين السياسيين وضحايا الانتفاضات الشعبية (72، 76، 81، 84، 92) وانتفخت وتضخمت الأجهزة القمعية وتزايد الدور السياسي للداخلية (طبخ الانتخابات، تفقيص الأحزاب السياسية). وقد ساهم التزايد في تضخم أجهزة الدولة في توسيع قاعدة الفئات البيروقراطية للدولة فتنامت وترعرعت المافيات المخزنية.

3 - استراتيجية الأحزاب الإصلاحية وتناقضاتها:
في ظل تشكيلة اجتماعية استعمارية جديدة، كما هو الحال بالنسبة للمغرب، تضغط البنية الاقتصادية المتحكم فيها من طرف الرأسمال الامبريالي الكمبرادوري، على الطبقات والفئات الوسطية مما يجعلها تعاني باستمرار من وضعية الضعف والعجز عن تحقيق طموحاتها الطبقية. هذا هو سر تناقضات تعبيراتها السياسية التي تظل تزاوج في عملها السياسي بين الانتظارية كاستراتيجية سياسية واللجوء إلى بعض الضغوطات عن طريق المنظمات الجماهيرية التابعة لها أو عن طريق استغلال أزمات النظام السياسية أو الاقتصادية لطرح مطالبها (بعد 75 انتقل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من المزاوجة بين الانقلابية والكولسة السياسية الإصلاحية مع النظام إلى سياسة الضغط عبر المنظمات الجماهيرية التابعة له ضمن ما يسمى بخط النضال الديمقراطي).
عموما لم تتعد البرامج السياسية والاقتصادية (الحد الأقصى)) حدود توفير شروط بناء بورجوازية الدولة في إطار النظام القائم (مفهوم الدولة الوطنية...).
ابتداء من 72 دخلت هذه الأحزاب الإصلاحية تدريجيا في مسار جديد لتطورها واكبت التحولات الجارية على مستوى التشكيلة الاجتماعية والتأقلم معها.
وسترتفع الوثيرة ابتداء من 74 وتستمر في الثمانينات في ظل ما سمي بالإجماع حول قضية الصحراء (74)، وسياسة المغربة (73)، واسترجاع بعض أراضي المعمرين الفرنسيين (73)، التصميم الخماسي (73-77). وكل ذلك ضمن تأطير سياسي استراتيجي للنظام عنوانه الكبير "المسلسل الديمقراطي". لقد عانت هذه الفئات الوسطية وتعبيراتها السياسية الإصلاحية من وضع تناقض لأوضاعها الطبقية.
فمن جهة عرفت انتعاشا نسبيا لبعض فئاتها في بعض القطاعات (البناء، النسيج، التجارة، المقاولات الصغيرة الممغربة، التعليم، انتفاخ القطاع العمومي والشبه العمومي في منتصف السبعينات). ومن جهة أخرى كان سير الاتجاه العام هو استمرار معاناة البورجوازية الصغيرة والمتوسطة لسياسة النظام.
في ظل هذا الوضع المتناقض انتعشت الكثير من الأوهام وسط هاته الفئات لكن رياح سياسة النظام المملاة من الدوائر الامبريالية والمسماة التقويم الهيكلي ستضع حدا للأحلام.
وتميزت المرحلة الطويلة الممتدة من السبعينات إلى التسعينات بدخول الحزبين الرئيسيين (حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) مرحلة التحولات البنيوية مست التركيبة الاجتماعية لهذين الحزبين فبرزت وتعززت من داخلهما مصالح جديدة للمنتفعين من "المسلسل الديمقراطي" ابتداء من انتخابات 76-77. وهكذا تحولت الأطر العليا والمتوسطة المنتخبة في البرلمان أو المشاركة أو المترأسة للمجالس البلدية والقروية إلى أنوية صلبة ومتنفذة ومتحكمة في دواليب هاته الأحزاب. وفامت بتوسيع قاعدتها داخل هذين الحزبين من خلال تشجيع الانتهازية والانتفاعية والوصولية وتشكلت عناصر كثيرة همها الأساسي اقتناص الفرص والاغتناء المادي. وتشكلت هاته الأنوية المشكلة للأساس الاجتماعي الطبقي للاتجاه الراغب في الاندماج بالنظام، من عناصر من البورجوازية الكبيرة وملاكون عقاريون، برلمانيون ورؤساء مجالس بلدية أو قروية، أساتذة جامعيون، محامون...
وتعود جذور الأزمة المستمرة للقوى الإصلاحية إلى طبيعتها الطبقية (بورجوازية متوسطة، بورجوازية صغيرة) التي تتميز بضعف تماسك قاعدتها الطبقية التي تعاني من التشتت كميزة ملازمة لكائنها الاجتماعي وما الإيديولوجية التي تعبر عنها سوى خليط من الأفكار حول الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والإسلام والشعبوية. هذا الكشكول المسمى تارة "تعادلية" وتارة أخرى "الاشتراكية".
ويمكن إرجاع أساس أزمتها البنيوية إلى عاملين أساسيين:
- وجود تناقض بين المحتوى البورجوازي لقياداتها المتنفذة والمحتوى البورجوازي الصغير للقاعدة.
- غياب قطب جذب استراتيجي لحسم تذبذبها أي قطب الطبقة العاملة وحزبها الثوري.
وتحتل "الإيديولوجية الوطنية" موقعا هاما داخل التشكيلة الإيديولوجية لهاته الأحزاب. فهي تساهم في تغطية الطبيعة الإصلاحية لمواقفها من النظام وكذا سياسات التحالف معه: التوافق والاجماع. وتلتقي الوطنية والإصلاحية والشوفينية للأحزاب الإصلاحية بما يسمى "وطنية" عند النظام لتقوم بوظيفة رجعية أساسها التغطية على القمع والاعتقالات والسلم الاجتماعي والجرائم الاقتصادية والاجتماعية، والأمثلة كثيرة على ذلك: الوحدة الوطنية لسنوات 56-60 الإجماع الوطني حول الصحراء والمسلسل الديمقراطي والسلم الاجتماعي.
وهكذا شكل "المسلسل الديمقراطي" إطارا سياسيا "لإجماع وطني" حول ديمقراطية الواجهة انخرطت فيه الأحزاب الإصلاحية من موقع الشريك الضعيف مقدمة خدمات جليلة للنظام تمثلت فيما يلي:
- دعم خطة النظام من أجل إعادة بناء شرعيته المهتزة على إثر المحاولتين الانقلابيتين.
- إعطاء التغطية السياسية لحملات القمع الفاشية: 72- 73-74-75-76-77... 81- 90 إلخ... (قيام حزب الاستقلال عبر جرائده بتغطية إيديولوجية واسعة لتبرير القمع الذي تعرض له مناضلو الحركة الماركسية اللينينية المغربية ويسار الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وقد التحقت بعض قيادات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بذلك خاصة بعد 74.
وستظل القوى الإصلاحية تعاني من الأوهام المتولدة من المصالح المتناقضة لقاعدتها الطبقية وللفئات التي تعبر عنها إلى أن تتدخل عوامل جديدة فتكسرها ثم تعود إليها من جديد كلما لوح النظام بورقة من أوراقه لإسالة لعابها.
فعندما فشل الرهان على ثمن الفوسفاط واللجوء إلى القروض الأجنبية التي أثقلت كاهل الاقتصاد المغربي، ودخول التصميم الثلاثي (التقشف) حيز التنفيذ سنوات 78- 81 وانطلاق النضالات الجماهيرية الشبيبية والعمالية سنة 79، كلها عوامل تبخرت معها أحلام البورجوازية الصغيرة والمتوسطة بدخول المغرب مرحلة جديدة تميزت بانتفاضة البيضاء المجيدة وإعلان النظام الكمبرادوري تطبيق سياسة التقويم الهيكلي فيما بعد.


IV- تقديم نظري عام: الماركسية اللينينية والاستراتيجية والتاكتيك

تعنى هاته الحلقة كما قلنا أعلاه بقضايا الإستراتيجية الثورية لدى منظمة "إلى الأمام" ولذلك انطلاقا من كونها كانت تنهل من الفكر الإستراتيجي الماركسي-اللينيني ومن تجارب وإسهامات الثورات البلشفية والصينية والفيتنامية وحركات التحرر الوطني في ألبانيا وأمريكا اللاتينية إضافة إلى نضال الشعب المغربي ضد الاستعمار وضد النظام الكمبرادوري (الثورة الريفية، تجربة جيش التحرير والمقاومة المسلحة في المدن وغيرها). بناء عليه ارتأينا وضع تقديم نظري يساهم في إدراك الكيفية التي كانت المنظمة تبني بها استراتيجيتها اعتمادا على خطها الإيديولوجي والفكري وتجربتها الخاصة واستيعابها لدروس الثورات عبر العالم.
-الماركسية اللينينية والاستراتيجية والتاكتيك:
قوانين الحرب ككل القوانين المتحكمة في الأشياء الأخرى كما يقول ماو هي انعكاسات في عقولنا لحقائق موضوعية وجميع الأشياء باستثناء عقولنا هي حقائق موضوعية. العقل (خاصة التفكير)، وحده هو الذات التي تقوم بالدراسة نستطيع القول نفس الشيء عن الثورة والسياسة وغيرهما في الفكر الماركسي –اللينيني هناك تأكيد مستمر لوحده الموضوع والذات (المفكرة). وتنطبق قوانين الديالكتيك على هذه العلاقة التي تتحدد بظروف ملموسة تخضع لبعدي الزمن والمكان. من هذا المنطلق لا يقبل الفكر الماركسي اللينيني بالنماذج الجاهزة. فباعتماده المنهج الديالكتيكي والتصور المادي الجدلي لنظرية المعرفة يقوم الماركسي اللينيني بنهج طريقة دراسة وتحليل تقوم على الانطلاق من العام (مثال السياسة أو الحرب بشكل عام) وبعد التحديد الأولي ينطلق نحو الوحيد (هنا تصبح السياسة أو الحرب تعني نوعا منهما مثلا السياسة الثورية أو الحرب الثورية وعند اكتمال الصورة يباشر دراسة الخاص أو الحالة الخاصة أي السياسة الثورية في المغرب او الحرب الثورية في هذا البلد.
إذن نحن أمام منهجية ديالكتيكية تجمع ثلاث مستويات من الدراسة والتفكير وهي بالتالي تنتج مفاهيم ومقولات وتصورات مختلفة العلاقة بالواقع ولكن مرتبطة جدليا تجمعها دائما وحدة الموضوع والذات، وحدة الممارسة والنظرية. (لاحركة ثورية بدون نظرية ثورية) لينين
1- الاستراتيجية والتاكتيك الثوريين في الفكر الماركسي اللينيني:
ترتقي الاستراتيجية والتاكتيك في الفكر الماركسي اللينيني على مستوى علم وفن قيادة النضال الطبقي للبروليتاريا وجميع الكادحين.
والعلم الثوري هنا يقف على قاعدة منهجية قوامها المادية الجدلية وبالارتكاز إلى مبدأي السيرورة (Processus) والصيرورة (Devenir) أي الاعتماد على المادية التاريخية.
بذلك يفرض العلم على السياسة أن تأخذ بالحسبان:
- التجارب الثورية وغير الثورية والتعلم منها والتعميم.
- تناسب القوى الطبقية داخل بلد ما وفي الدول المحيطة وعلى مستوى العالم. (انظر لينين م 27 ص 11).
أحيانا تتشابك عدد من العوامل الموضوعية والذاتية بحيث تصبح معارفنا النظرية وحدها غير كافية مما يتطلب تجربة سياسية خاصة، حسا ثوريا، القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة بسرعة وإجادة تنظيم الجماهير ومن همنا تكتسي مدرسة النضال أهمية خاصة لأنها تمنحنا كل هذا.
2- الاستراتيجية والتاكتيك في المجال السياسي:
بشكل إجمالي الاستراتيجية والتاكتيك في المجال السياسي هما عبارة عن سلوك سياسي له علاقة ب:
1 – الطابع الطبقي لحزب ما كمعبر عن مصالح طبقية وموقف الطبقة أو الطبقات التي يمثلها من الطبقات الأخرى.
2 – علاقة الاستراتيجية والتاكتيك بالماركسية اللينينية هي علاقة الجزء بالكل أي انتماءها إلى علم الثورة الماركسي اللينيني التي تشكل إحدى اجزائه.
3 – علم الاستراتيجية والتاكتيك هو علم له علاقة بالسياسي (Le politique) مما يعني تحديد القواعد الأساسية لقيادة النضال الطبقي للبروليتاريا وجميع الكادحين.
وقد قام ماركس وانجلس في البيان الشيوعي بطرح تلك القواعد التي وجب اتباعها لإنجاح العمل الثوري للطبقة العاملة وحزبها الثوري ويمكن التأكيد هنا على مبدأين أساسيين هما:
أ‌- مبدأ الأممية: ويعني أن على الثوريين الماركسيين اللينينيين دراسة الخصائص الرئيسية للوضع التاريخي في المرحلة التاريخية المحددة أي المرحلة المزامنة للثورة.
ب‌- مبدأ الخصوصية: ويعني تبني الخط السياسي العام لوضع خط الدفاع عن الطبقة العاملة الوطنية أي استراتيجية وتاكتيك وطنيين.
إن الجمع بين المبدأين (الأممية والخصوصية) يقيان من العديد من المنزلقات والانحرافات على المستوى التاكتيكي والاستراتيجي.
من هذا القول بأن مبدأ الأممية يقف ضد المحدودية الوطنية في الاستراتيجية والتاكتيك ومن هنا كذلك إدراك علاقته الجدلية بمبدأ الخصوصية مما يحصن الثوريين ضد السقوط في انحرافات منها:
1.استصغارهم للظروف المحلية.
2. السقوط في نزعة تريث حدوث ثورة في بلدان أخرى.
3.العمل على دفع الثورة بصورة مصطنعة من الخارج أي العمل بمبدأ تصدير الثورة.
ج- إن اعتماد المبدأين أعلاه يجعل الثوريين يدركون في تحديدهم لمراحل الثورة أن الهدف النهائي هو استيلاء البروليتاريا على السلطة السياسية، علما أن ذلك يضع الماركسيين اللينينيين ضد نزعتين:
1- ضد نزعة القفز فوق المراحل "كل شيء أو لا شيء".
2- ضد نزعة فقدان الأفق وإضاعة الأهداف النهائية "الحركة هي كل شيء والهدف لا شيء" مما يعني إخضاع النضال من أجل الإصلاحات للثورة وذلك من أجل الوصول إلى الاشتراكية.
ت-الاستراتيجية والتاكتيك الثوريان علمين كبيرين من علم الثورة الماركسي اللينيني:
سواء تعلق الامر بالسياسة أو الحرب فالاستراتيجية أو علم الاستراتيجية يعنى بدراسة القوانين الموجهة لإحداهما أو هما معا نعني تلك القوانين التي تتحكم في وضع الحرب أو الثورة الكلي. بينما علم التاكتيك يعني بدراسة القوانين الموجهة في الحرب أو السياسة أو الثورة والمتعلقة بأوضاعها الجزئية.
عموما علاقة الاستراتيجية والتاكتيك هي علاقة الكل بالجزء. ففهم الكل يساعد على معالجة الجزء على وجه اكمل. فكما يقال "إن حركة طائشة واحدة تتسبب في خسارة المبادرة كلها". كل حركة تؤثر على الوضع الكلي كما هو الحال في الشطرنج. عن الكل متكون من الأجزاء لذلك لا توثر الهزائم التاكتيكية على الوضع الكلي إن كانت الرؤيا العامة واضحة.
من الناحية المنهجية، عند بلورة قوانين الوضع الكلي، يتضح لنا أن الوضع الكلي شيء غير مرئي لكن نتوصل إليه بنهج أسلوب التفكير المرتبط بخبرات الأوضاع الجزئية وتقوم بتركيب جدلي للوضع العام أو الوضع الكلي وذلك عن طريق التجريد والتعميم والبلورة.
من هذه المنطلقات جميعها فالاستراتيجية الثورية في الفكر الماركسي اللينيني هي:
1- علم معرفة العدو الطبقي او تحالف الأعداء الطبقيين.
2- معرفة القوى الاجتماعية المحركة للتغيير الثوري.
3- تحديد خط فاصل بين قوى الثورة وأعداءها ومن ثمة تحديد حلفاء الطبقة العاملة في كل مرحلة استراتيجية أو في فترة ذات طابع استراتيجي من مرحلة.
وتخدم الاستراتيجية الثورية الأهداف التالية:
1- تحديد العدو الرئيسي للثورة للإطاحة به والقضاء عليه.
2- خدمة لهذا الهدف (الإطاحة بالعدو الرئيسي) تجميع القوى الثورية وتمييز حلفاء الطبقة العاملة في كل مرحلة، وكسب الحلفاء والعمل على عزل العدو الرئيسي وتركيز القوى ضده أي ما يسمى "توجيه الضربة الرئيسية له".
3- بلورة خطط لوضع القوى الثورية واستعمال الاحتياطي المباشر والغير المباشر لعزل العدو الطبقي وتوجيه الضربة الرئيسية ضده.
4- تعلم التجربة التاريخية للثورات أنه لابد من التمييز بين العدو الملموس والمباشر والعدو بشكل عام عند أي تحديد ملموس.
5- تعلم التجربة كذلك ضرورة التمييز بين العدو الأساسي والأعداء الثانويين.
6- العمل على عزل العدو الأساسي المباشر من أجل القضاء عليه واستغلال التناقضات داخل الأعداء وتركيز القوى ضد الجوهري والمباشر.
3-القيادة الاستراتيجية والقيادة التاكتيكية:
1- القيادة الاستراتيجية: تتأسس القيادة الاستراتيجية على قاعدة الدراسة والتحديد الدقيق لمجموعة من العناصر البالغة التأثير على مسار الثورة وآفاقها وذلك بغية استعمالها استعمالا سليما لإنجاح هاته الأخيرة.
2- مكونات القيادة الاستراتيجية:
1- احتياطي الثورة:
هناك نوعان من الاحتياطي للثورة:
أ- الاحتياطي المباشر:
يضم هذا النوع من الاحتياطي كل الطبقات أو الفئات أو الحركات التي تعتبر مساندة أو داعمة للثورة ويمكن الاعتماد عليها من أجل ذلك مثال ذلك:
- الفلاحون والفئات الوسطية.
- البروليتاريا في الدول المجاورة.
- حركة التحرر الوطني.
يمكن للبروليتاريا وحزبها الثوري مع احتفاظها بتفوقها – مؤقتا- أن تتخلى عن جزء من احتياطها لتحييد عدو قوي أو من اجل هدنة.
ب- الاحتياطي الغير المباشر:
يسمح الفهم الصحيح لهذا النوع من الاحتياطي بالاستفادة من تناقضات بين فئات غير بروليتارية (خير مثال على ذلك استفادة البلاشفة من الصراع بين أطراف الديمقراطية البرجوازية الصغيرة: الاشتراكيون الثوريون والبورجوازية الليبرالية الملكية: حزب الكاديت.
وقد ساهم هذا التناقض بينهما في سحب الفلاحين من تأثير البورجوازية.
مثال آخر على هذا النوع من الاحتياطي الغير المباشر هو وجود تناقضات ما بين الامبرياليات. ويستطيع الثوريون الاستفادة منها وهناك امثلة كثيرة على هذا النوع مثال تناقضات ألمانيا، فرنسا، بريطانيا إبان الحرب العالمية الأولى واستفادة البلاشفة من ذلك.
لقد قلنا أن القيادة الاستراتيجية تتطلب دراسة نوعين من الاحتياطي (مباشر وغير مباشر) يمكن الاستفادة منهما لتطوير المسار الثوري وضمان نجاحه. ولأجل ذلك لابد من تحقيق معنى القيادة الاستراتيجية.
ج- معنى القيادة الاستراتيجية:
القيادة الاستراتيجية هي ذلك الاستعمال المعقلن لكل هذا الاحتياطي لتحقيق الهدف الرئيسي للثورة خلال كل مرحلة استراتيجية معينة. لكن كيف يمكن استعمال هذا الاحتياطي بشطل سليم ومعقلن؟
1- العمل باستمرار على تركيز القوى الأساسية نحو نقطة الضعف الاكثر قابلية للعطب لدى العدو الطبقي.
وعند نضج الظرف الثوري أو اللحظة الحاسمة تطوير الهجوم حتى مداه لتحقيق الانتصار.
مثال على ذلك: النموذج السوفياتي:
مثال الحزب البلشفي واستراتيجيته قبل أكتوبر 1917.
2- نقط الضعف الأكثر قابلية للعطب لدى العدو: الحرب ضد ألمانيا كانت الاستراتيجية البلشفية في هذه اللحظة الحاسمة تقوم على تكوين وتدريب الطليعة عن طريق استعراضات للقوى، مظاهرات، تحركات في الشوارع، السوفيتات في المؤخرة ولجان الجنود في الجبهة.
كانت هناك محاولة كسب الاحتياطي إلى جانب الطليعة البروليتارية بقيادة الحزب البلشفي.
3- العمل على اختيار اللحظة لتوجيه الضربة الرئيسية (في المثال الروسي وسياقه التاريخي يعني ذلك تطوير الهجوم عن طريق الانتفاضة. وللمزيد من التدقيق بالإمكان الإطلاع على كتابات لينين حول الأزمة واللحظة الثورية (انظر "المرض الطفولي للشيوعية" لينين).
4- إتباع وفرض احترام التوجيه المفروض إتباعه مما يتطلب انضباطا حديديا وقيادة تحظى بالاحترام التام من طرف الطلائع والقواعد الحزبية.
5- ربط مبدأ الهجوم بمبدأ التراجع:
ويعني ذلك عدم قبول خوض المعركة من أجل الحفاظ على القوى عندما يكون العدو متفوقا وذلك يني العمل على ربح الوقت والقوى وتحصين التحالفات الاستراتيجية (التحالف العمالي-الفلاحي مثلا) واستغلال التناقضات البينية للامبرياليات (صلح برسيت لتوفسك Brest litovsk).
عمل البلاشفة في التجربة الروسية على كل التناقضات وذلك باحتفاظهم على الفلاحين وعملهم على إعداد وتهييء الهجوم على القوات المعادية للثورة بقيادة كولتشاك (koltchak) ودينيكين (Dénikine).
د-معنى القيادة التاكتيكية:
كما سبق ذكره التاكتيك جزء من الاستراتيجية وعليه فالقيادة التاكتيكية هي كذلك جزء من القيادة الاستراتيجية. فماذا تعني القيادة التاكتيكية؟
ببساطة القيادة التاكتيكية تعني ضمان الاستعمال العقلاني لكل أشكال النضال والتنظيم للبروليتاريا وللحركة الثورية جماهيريا. والهدف من ذلك هو الحصول على الحد الأقصى الضروري من النتائج وذلك استعدادا للانتصار الاستراتيجي وليست العقلانية هنا سوى:
1- إعطاء الأشكال النضالية والتنظيمية الأكثر ملائمة للحركة الجماهيرية والعمل على رفع مستوى الوعي الجماهيري وذلك بتربيتها انطلاقا من تجاربها.
تنوع وتعدد أساليب النضال الثوري لدى الحزب البلشفي سمح باستمرار للطليعة بعدم الانفصال عن الطبقة العاملة وهاته الأخيرة عن الجماهير. كان للاساليب البلشفية المفهومة في سياقها التاريخي أثر كبير على مسار الثورة لأنها سمحت للجماهير بإدراك عدم جدوى الدوما (البرلمان الروسي) وإدراك كذلك كذب الكاديت (حزب البرجوازية الليبرالي البرلماني) وكذا استجابة الاتفاق مع القيصرية كما بين للجماهير العمالية وطلائعها ضرورة التحالف العمالي –الفلاحي لنجاح الثورة. ومن اجل كل هذا خاض لينين الصراع ضد كل الانحرافات اليمينية واليسراوية داخل الحزب وخارجه من أمثال التياران الأوتزوفية (Otzovisme) والأولتوماتسيت اللذان أدينا من طرف ندوة الحزب سنة 1909. والنضال ضد التصفويين وبناءوا الله (تيار Gorki) والشيوعيون اليساريون الداعون إلى الانتفاضة في أبريل 1917 في ظروف كانت شعارات المناشفة والاشتراكية حول السلم، الأرض والحرية لم تنفضح بعد. لقد كان التاكتيك اللينيني هو الاستمرار في فضحهم وكان لينين على علم بأن التحريض والدعاية لا يكفيان لابد من التجربة السياسية للجماهير.
2- ضرورة الإمساك ضمن سلسلة كل سيرورة الحلقة التي يسمح الإمساك بها في لحظة محددة بأخذ وشد كل السلسلة من أجل تهييء الانتصار الاستراتيجي.
ويعني هذا عمليا أنه في كل فترة تنطرح على الحزب الثوري مهاما كثيرا يحتار المناضلون امامها ويرتكبون ولا يدرون أيها الاولى لذلك يكون من اللازم التأكيد على ضرورة اختيار من بين المهام المطروحة في لحظة محددة او مرحلة محددة، تلك التي هي الأكثر استعجالية واهمية حيث إنجازها يمكن من تنفيذ الأخريات.
مثال: - كانت روسيا قبل 1900 وإلى حدود المؤتمر الثاني للحزب أي في رحلة تكون الحزب تعيش في تشتت تام للمجموعات الاشتراكية الديمقراطية التي كانت غير مرتبطة فيما بينها وتسود داخلها الحلقية والغموض الإيديولوجي والنزعة الحرفية في العمل الثوري...
كان إيجاد الحلقة الأساسية يعني خلق جريدة سرية لعامة روسيا وخلق نواة صلبة تجمع حولها الماقين. وهذا العمل التاريخي الجبار كان وراءه القائد البلشفي العظيم لينين.
4-الاستراتيجية والتاكتيك والخط السياسي:
أ-مكونات الخط السياسي:
يقوم الحزب الثوري للطبقة العاملة ببلورة خطه السياسي في علاقة جدلية مع الجماهير ضمن ما يسميه الماركسيون اللينينيون بخط الجماهير. ويعمل الخط السياسي على تحديد ما يلي: أ- الاتجاه العام للنشاط السياسي للحزب.
ب- الهدف المرحلي للحزب.
ج- الوسائل الأساسية للوصول إلى الهدف (نظام التحالفات) الطبقية.
د- خطة سياسية أو استراتيجية تقوم على:
- تحديد العدو الطبقي الرئيسي.
- اتجاه الضربة الرئيسية.
- حلفاء البروليتاريا الأساسيين.
- الموقف من القوى الوسطية.
- الاحتياطيات الغير المباشرة للثورة.
ه – اعتماد مفهوم القيادة السياسية للجماهير ضمن ضبط سليم لعناصرها المكونة وهي:
- القيام بالتعرف على واقعهاومتابعة حالة الجماهير ومزاجها والاندماج بها لكن دون السير في مؤخرة الحركة الجماهيرية.
- القدرة على إيصال موقف سياسي جديد عن طريق تعليمها من تجربتها الخاصة: تجربة الأخطاء والهزائم أي طريق ملموس أو انعطاف خاص للأحداث يسمح لها بالتعلم.
- عدم الاقتصار على طرح شعارات سلبية فقط موجهة ضد النظام القائم أو شعارات تصوغ فقط الأهداف العامة أو النهائية للحركة العمالية أو الجماهيرية بما يعني:
- إعطاء برنامج إيجابي لكل لحظة سياسية.
- إبراز المهمة الجديدة وإبراز الوسيلة الرئيسية لتحقيقها.
و – إتقان فن المناورة السياسية:
- ويعني هذا أن على القيادة الثورية ان تجيد وتتقن فن توجيه حركة الجماهير توجيها صحيحا تبعا للوضع الملموس أي تحديد التاكتيك المناسب. وعموما يشتمل فن المناورة السياسية على أنواع مختلفة من التصرفات يقودها الحزب وتتعلق بقضايا الهجموم السياسي والتراجع والدفاع وتجميع القوى (حسب حالات المد والجزر).
ويقوم الهجوم عموما على افتراضين فإما:
-القيام بحصار طويل الأمد للعدو بما يعني تزايدا تدريجيا للضغط عليه المحسوب لفترة طويلة.
-أو الاقتحام الحاسم لموقع العدو الطبقي (حالة الانتفاضة الثورية أو معركة حاسمة استراتيجيا مثال الحرب الشعبية.
- بينما يقوم تاكتيك التراجع على مبدأ الحفاظ على القوى الأساسية من أجل الهجوم الجديد. في حين يعني التاكتيك تجميع القوى التربية التدريجية للجماهير وإعدادها بشكل منظم للمعارك المقبلة.
ز – أشكال النضال:
تمثل أشكال النضال أهمية قصوى بالنسبة للخط السياسي ولذلك يكون من واجب القيادة السياسية الإلمام بها وبمختلف أشكالها أي بجميع أشكال النضال وأوجه النشاط الاجتماعي بلا استثناء.
أما استخدامها فيقوم على المبادئ التالية:
1- ربط الأشكال النضالية بمبادئ فكرية وتنظيمية محددة بشكل صارم.
2- الفدرة الدائمة على استبدالها بأخرى بسرعة فائقة وغير متوقعة إطلاقا حين تتغير الظروف.
3- لا يتم اختراع أشكال النضال من طرف الحزب بل يقوم هذا الأخير بتعميم وتنظيم ما ينشأ منها إبان مسيرة الحركة الجماهيرية فهناك تعلم دائم من الجماهير. عموما تنقسم أشكال النضال إلى علنية وغير علنية، برلمانية وخارج برلمانية، سلمية ومسلحة. ويتم اختيار الأشكال النضالية إلى معيار أساسي وهو الاتصال الدائم بالجماهير وخدمة أهداف النظام الثوري.


V- "سقطت الأقنعة، فلنفتح الطريق الثوري" 30 غشت 1970
"سقطت الأقنعة، فلنفتح الطريق الثوري" هي الوثيقة التأسيسية لمنظمة "إلى الأمام" وكان الرفاق والرفيقات يطلقون عليها اسم الأطروحة. إلى حدود 72 ظلت أهم وثيقة في أدبيات تنظيم "أ" . وهي تعرض لأهم الأطروحات الإيديولوجية والسياسية للمنظمة.
1 – حول الانتماء الأممي والهوية الإيديولوجية:
الموقف من الاتحاد السوفياتي والأحزاب التحريفية كما جاء في الوثيقة:
المواجهة مع التحريفية: - استيلاء حفنة من البيروقراطيين المحترفين على الحكم في الاتحاد السوفياتي في السنوات التي تلت وفاة ستالين...
"والعبرة من كل هذا هو أن الزحف الشامل والعظيم للشعب العربي يستلزم:
- التقدم على طريق الثورة العربية: التصفية النهائية للإيديولوجية التحريفية والبورجوازية الصغيرة
- الاحزاب التحريفية، القومجية: فضحا تاما لدور الخونة السياسيين المنافقين عملاء الشردمة التحريفية المسيطرة على قيادة الاتحاد السوفياتي..."
- القضاء على التحريفية عالميا: "ترعرع الثورة العالمية والثورة العربية وتصفية التحريفية داخل صفوف الثورة العربية وفي القطاعات الأساسية لثورة العالمية، سيمكن في المدى المتوسط من عزل ثم تصفية الكمشة التحريفية التي تقود الاتحاد السوفياتي كي يحبل محلها على رأس ون الاشتراكية الأول قيادة ثورية ترفع من جديد راية لينين وستالين، راية الأممية البروليتاريا والثورة العالمية.
2 – تحديد الإطار الاستراتيجي للثورة المغربية:
قامت وثيقة "سقطت الأقنعة لنفتح الطريق الثوري" بإعطاء صورة مركزة عن الوضع الطبقي في المغرب حيث تطرقت للأوليغارشيا الكمبرادورية وللبورجوازية المتوسطة وللبورجوازية الصغيرة والبروليتاريا الصناعية والمنجمية والفلاحين الفقراء.
1- الأوليغارشيا الكمبرادورية:
قامت الوثيقة بإعطاء تعريف لهاته الفئة الطبقية معتبرة إياها "شردمة من الأفراد" أو "شردمة من الأشخاص" ذات أنشطة اقتصادية: صناعية، تجارة، فلاحة، سياحة، تربية المواشي، المناجم، استيراد وتصدير.
سياسيا: تسيطر الأوليغاشيا الكمبرادورية على جهاز الدولة وتمارس سلطة سياسية مطلقة.
وتعتمد الأوليغارشيا الكمبرادورية في سيطرتها السياسية القمعية على رواسب الإقطاعية المتجذرة أي أناس يدينون بترقيتهم السريعة والمناصب العليا داخل السلطة القمعية. إن هؤلاء يكونون في خدمة "الأوتوقراطية" والامبريالية (خدمة حكم فردي واستبداد مطلق).
إذن تعتمد الأوليغارشيا الكمبرادورية في حكمها وسلطتها على الأجهزة القمعية، لكن التناقضات تخترق صفوف هاته الأجهزة القمعية، فوجودها وتطورها مرتبط بتأجج النضالات ووجود حزب ثوري ذو استراتيجية وتاكتيك تستطيع عزل الأوليغارشيا الكمبرادورية.
تشير الوثيقة كذلك في معرض كلامها عن الأوليغارشيا الكمبرادورية إلى سيرورة دمج ممثلي البورجوازية الكبيرة الصناعية، العقارية والتجارية. وتقوم هذه البورجوازية حسب الوثيقة على خدمة الاوليغارشيا عبر ومن خلال علاقاتها الاقتصادية والمالية مع الإمبريالية.
وتشكل الإمبريالية الفرنسية والامريكية سندا رئيسيا للأوليغارشيا الكمبرادورية.
2 – البورجوازية المتوسطة:
ترى الوثيقة أن الاوليغارشيا الكمبراورية تقوم عن طريق وسائط (أشخاص) باستعمال البورجوازية المتوسطة البيروقراطية (الأجهزة الإدارية، القضائية، الاقتصادية والاجتماعية) كجسم (هيأة تنفيذية) ضمن هؤلاء هناك أساتذة جامعيون – وهم صلة الوصل خاصة بين هذا الجهاز والأجهزة السياسية للبورجوازية الليبرالية.
وتتطرق الوثيقة للبورجوازية الليبرالية التي تتشكل من بورجوازية متوسطة وبورجوازية صغيرة وتضم المقاولين الصناعيين الصغار والمتوسطين والتجار المتوسطين والبورجوازية القروية (فلاحون أغنياء وصغار ومتوسطون)، وتشكل هذه الفئات قاعدة طبقية لحزب الاستقلال. وقد قامت الاوليغارشيا الكمبرادورية خلال سيرورة هيكلة نفسها بتحطيم السلطة السياسية لهاته الطبقة وقامت كذلك للحد من طاقاتها الاقتصادية.
وتقوم الوثيقة بتحليل طبيعة العلاقة بين هاته الطبقة وتعبيراتها السياسية التي تطلق عليهم الوثيقة محترفو السياسة فنقرأ ما يلي:
"نظرا لعجز هذه البورجوازية السياسي، هذا العجز الذي يرجع بدوره لعجزها الاقتصادي كطبقة اجتمعية، ونظرا لعجز محترفي السياسة البورجوازية عن الدفاع عن مصالحهم، فإن هذه الطبقة ليس لها اختيار سوى الالتحاق بالإرادة السياسية للأوليغارشيا".
ويبقى على الحزب الثوري في سياق برنامجه العمل على إعطائها رؤيا واقعية وشريفة.
3 – البورجوازية الصغيرة:
حسب الوثيقة البرجوازية الصغيرة طبقة مشكلة من عناصر لهم وظائف مختلفة، وظائف وبنية تضرم أي انسجام فهي إذن كطبقة تتميز لعدم التماسك والانسجام. معاناتها من النهب والاستغلال يجعلها دائما على حافة الإفلاس نتيجة الضرائب والاثمنة المرتفعة وجمود الأجور.
وتتشكل هاته الطبقة من أساتذة الثانوي، المعلمين، طلبة ويشكلون مجموع المثقفين البرجوازيين الصغار على الرغم من اصولهم الاجتماعية لأنهم مؤطرون بالإيديولوجية البرجوازية الصغيرة. وتتميز هاته الإيديولوجية بالإيمان بتفوق النخبة القوية بمعرفتها النظرية واحتقار العمل اليدوي والقدرات الخارقة للجماهير الكادحة. انطلاقا من هاته المميزات تسقط هاته الطبقة ضحية التلاعبات التي تقوم بها الاوليغارشيا الكمبرادورية ومحترفو السياسة للأحزاب البورجوازية وتطرح الوثيقة سؤالا حول أسباب وعوامل اندفاع البورجوازية الصغيرة نحو الإيديولوجيا الثورية؟
وتجد الجواب في إفلاس الفكر البرجوازي والبرجوازي الصغير امام متطلبات الثورة العربية وهو عامل دافع نحو الإيديولوجيا الثورية.
من الناحية التاريخية أطر البورجوازية الليبرالية انبثقوا من البورجوازية الكبيرة والبورجوازية الصغيرة. إفلاس محترفي السيسة وخيانتهم (ا ش ق ش، حزب التحرر والاشتراكية...) هو عامل آخر ودافع نحو البحث عن الإيديولوجيا الثورية وبناء الحزب الثوري للبروليتاريا.
4 – الجماهير الكادحة:
ويتعلق الأمر حسب الوثيقة بالبروليتاريا والفلاحين الفقراء.
وترى في ".. الشبيبة التي تحظى بالتعليم والمنبثقة عن الجماهير الكادحة تكون المعبر الفكري لهذه الطبقة".
واستتباعا لما سبق، تمثل البروليتاريا (البروليتاريا الصناعية والمنجمية وهما اللتان يشكلان حسب الوثيقة القيادة السياسة والإيديولوجية والهيكل الرئيسي والعمود الفقري للحزب) القوة الأساسية للثورة. بينما يشكل الفلاحون الفقراء والفئات الأخرى من البروليتاريا القوة الحاسمة للثورة. أما الهدف الرئيسي للثورة هو القضاء على الدولة الدكتاتورية والأوتوقراطية وإقامة الدكتاتورية الديمقراطية للعمال والفاحين الفقراء على طريق بناء الاشتراكية. وتضع الوثيقة إطارا عاما لبناء الاشتراكية في إطار الثورة العربية.
إن العدو الرئيسي هو الأوليغارشيا الكمبرادورية والإمبريالية والهدف المركزي هو قيام سلطة الجماهير الكادحة المنظمة وأداة هاته السلطة وشكلها هو الدكتاتورية الديمقراطية الثورية للعمال والفلاحين القائمة على أساس:
1 – مجالس العمال.
2 – مجالس الفلاحين الفقراء.
3 – جماعات النضال الشعبي لسكان الأحياء الشعبية.
وعن أسلوب حسم السلطة تبنت الوثيقة التأسيسية لمنظمة "إلى الأمام" شكل أو طريق الحرب الشعبية بقيادة حزب العمال والفلاحين الماركسي-اللينيني وهوالإختيار الاستراتيجي الذي قامت وثائق لاحقة بتعميقه( أنظر"حول الاستراتيجية الثورية" ووثيقة "الوضع الراهن ومهام العاجلة للحركة الماركسية اللينينة المغربية (النص الداخلي) ووثائق أخرى تنشر في هذا الجزء).
بقلم: فؤاد الهيلالي



سقطت الأقنعة، فلنفتح الطريق الثوري!
المشروع الأولي للأطروحة الثورية
30 غشت 1970
تقديم:
فجر صيف 1970 بالمغرب مجمل تناقضات البرجوازية التي أسدلت ستارا كثيفا أمام التطلعات الجماهيرية العميقة.
 فإعادة تكتل الأحزاب البرجوازية الوطنية )الاستقلال والاتحاد الوطني للقوات الشعبية( في إطار الكتلة الوطنية وظهور البرجوازية على حقيقتها، بعد أن سقطت أقنعتها، بمثابة سمسار يجتهد في تسخير الشعب لنيل مساهمة ضئيلة في الحكم، عملية جعلت حدا لكل المغالطات الناجمة عن انقساماتها السطحية، ومواجهة برلمانية الحكم الفردي المزيفة ببرلمانية برجوازية، مادة بذلك أحسن الضمانات للحكم الفردي، بيد أن كلتي البرلمانيتين لا تعتبر الشعب أكثر من حصان تمتطى صهوته.
ولعل محاولة "حزب التحرر والاشتراكية" الرامية إلى نيل نصف مقعد في حضيرة "الكتلة" على أساس نفس البرلمانية البرجوازية لتعبر عن نفس الروح الطبقية للبرجوازية الصغيرة التي يميزها نفس الاحتقار للجماهير والخوف من نضالاتها.
 كما أن المواقف الغامضة والملتوية التي عبر عنها جميع السياسيون البرجوازيون، في الوقت الذي كان واجب الوطنيين العرب هو تنظيم الجماهير وتعبئتها ضد مشروع "روجرز"، تشكل خيانة شاملة من طرف تلك الشرذمة من محترفي السياسة وتجعل منهم صورا محلية طبق الأصل ل "حسنين هيكل" منظم الهزائم والاستسلامات، وإن دموع التماسيح التي يذرفونها الآن حسرة على السفك والتقتيل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني )وثورته الجبارة(، لا يمكنها أن تنسينا الحملات التضليلية التي غمرنا بها بعضهم، ولا السكوت المتواطئ الذي التزمه البعض الآخر، إذ التحقوا جميعا في هذه المرحلة الحاسمة من الثورة العربية بمعسكر أعداء الثورة.
كل هذا يفرض الحقيقة التالية: إن طريق المستقبل الوحيد بالنسبة للمغرب، الطريق الثوري، قد انفتح وواجب كل المناضلين المخلصين هو المساهمة في التوضيح الإيديولوجي حول هذا الطريق، وفي هيكلة الأداة الحاسمة، "الحزب الماركسي – اللينيني". وهذا ما سيتناوله المشروع الأولي للأطروحة الثورية.

أولا : القوى الثورية المتواجدة في المغرب
تنقسم الطبقات في المغرب إلى ثلاث طبقات رئيسية:
1( الأوليغارشيا الكمبرادورية:
وتتكون من شرذمة من الأفراد يمارسون سلطة سياسية مطلقة من خلال الجهاز القمعي للدولة (وأحيانا تحاول تغطيته بطلاء ليبرالي)، ونفوذها يتزايد يوما بعد يوم وتشمل سطوتها مختلف القطاعات، فمن الصناعة والتجارة إلى الفلاحة مع ارتباط وثيق بالرأسمال الأجنبي.
أ) إن السند الرئيسي لهذه الأوليغارشيا هو الرأسمالية العالمية. فوراء الخلافات السطحية والتي تصبح مجرد تغطية لتوزيع العمل وتقسيمه، نجد أن الوحدة العالمية الإمبريالية ما فتئت تتقوى وتتعمق تحت قيادة الإمبريالية الأمريكية. وإن أبناك الأعمال النشيطة في فرنسا، والتي من بينها بنك "روتشيلد" الذي يشكل بصفة صريحة ومباشرة أحد القلوب النابضة للصهيونية، أبشع وأشرس أشكال الإمبريالية عدوانا وعنصرية، هذه الأبناك تشرف وتساهم بنهم في عملية النهب المتضاعفة التي تقوم بها الأوليغارشيا الكمبرادورية. كما أنها تؤمن بتوسيع هذه العملية بأشكال جديدة كالسياحة والمرافق الزراعية–الصناعية للسكر ونوار الشمس وتربية المواشي والنفط ... وبتعميقها في القطاعات الكلاسيكية مثل المعادن وتجارة الإيراد.
ولقد تجلى بوضوح تام تواطؤ أبناك الأعمال والاحتكارات الأمريكية والأوليغارشيا الكمبرادورية )الطفيلية( المغربية والموريطانية في عملية تنسيق الذخائر النفطية والمعدنية في "الصحراء الغربية" وفي التخطيطات الرامية إلى استيلاء الإمبريالية على ذلك الجزء من الوطن العربي.
ب) هذه السياسة التي تهدف إلى الإسراع بعملية نهب البلاد وتوسيعها تؤدي إلى نزع المِلكية من الجماهير القروية، وإلى الزج بها في وضعية البروليتاريا وحشدها في مدن القصدير وغير ذلك من المعتقلات الحضرية للرأسمالية العصرية والرمي بها في المنفى في معتقلات من نوع جديد مثل أسواق الشغل لأوربا الرأسمالية.
إن قمع الجماهير الوحشي والمباشر من طرف الأوليغارشيا الكمبرادورية الذي ينتج عن هذا النهب يتم بمجرد إدماج الرواسب المتجذرة للإقطاعية القديمة، وكذلك لأشخاص يدينون بترقيتهم السريعة إلى المناصب العليا داخل السلطة القمعية لتخليهم عن كل شعور وطني ولانعدام خصال الإنسان فيهم، الشئ الذي يهيئهم جميعا إلى استعمال العنف والظلم وبغض الشعب من أجل خدمة مصالحهم الشخصية، ومصالح الأوتوقراطية والرأسمال الأجنبي. إن الساهرين على التنفيذ اليومي لهذا الاستبداد في البادية كما في الأحياء الشعبية، يتشكلون من القواد والشيوخ والمقدمين يساندهم في ذلك جهاز البوليس ورجال الدرك وشبكات الوُشاة.
فعلاوة على التعسف والقمع اليومي، لا تتردد الأوليغارشيا الكمبرادورية في اللجوء إلى اغتيال واختطاف وتعذيب المناضلين، الذين يجرؤون على الخروج عن الإطار السياسي الخاضع والمتواطئ مع البرجوازية الليبرالية طارحين حلولا ثورية، والذين يعرضهم ضعفهم إلى القمع نظرا لعدم توفرهم على هيكل وإيديولوجية واستراتيجية ثورية يعززها المنهج العلمي. مع الإشارة إلى أن الأوليغارشيا الكمبرادورية لا تعتمد في الواقع الليبرالية إلا كطلاء خارجي نظرا للبنية البوليسية الثابتة للدولة.
(ج) غير أن هذه البنية البوليسية تحمل بذور زوالها نظرا لأن استعمال العنف المستمر والظلم واحتقار الإنسان يعزله عن كل قاعدة اجتماعية. هكذا فإن جمهور البوليس والدرك لم يعد من السهل الاعتماد عليه فيما يخص القيام بالقمع العنيف ضد نضالات الجماهير، كما أن الأوليغارشيا الكمبرادورية تعتمد أكثر فأكثر على الفرق المدربة خصيصا كفيالق التدخل السريع )سيمي(.
ويبدو أن هذا التناقض امتد إلى داخل الجيش الذي يشعر بالسياسة التي تقوم على خيانة المصالح الوطنية من طرف الأوليغارشيا الكمبرادورية التي تنتمي إليها جماعة كبار الضباط الذين أنتجتهم الجيوش الاستعمارية. لكن تكوين وإيديولوجية البرجوازية الصغيرة وكذلك انعدام الحزب والإيديولوجية الثورية منع الأطر العسكرية الوطنية من إدراك السبيل السديد المرتبط بالمعركة الثورية للجماهير. سوف يكون لنمو هذه المعركة وتجذيرها العضوي والإيديولوجي في البلاد نتائج إيجابية على هذه الأطر وعلى جماهير الجنود المنبثقة من الشعب شريطة أن يهدف كفاح الجماهير بقيادة الحزب الثوري وأن تهدف استراتيجيته وتكتيكه وتنظيمه إلى عزل الأوليغارشيا الكمبرادورية.
(د) إن الأوليغارشيا الكمبرادورية قد أدمجت في عملية نهبها لاقتصاد البلاد نواب البرجوازية الكبيرة التجارية والصناعية والعقارية التي أخذت في النمو قبل الاستقلال، إذ لعبت دورا وطنيا، والتي ما فتئت منذ الاستقلال مرهونة بمصير الرأسمال الأجنبي. إن ممثلي هذه البرجوازية الكبيرة يخدمون بالخصوص مصالح الأوليغارشيا الكمبرادورية فيما يتعلق بعلاقاتها الاقتصادية والمالية بالإمبريالية، وفيما يتعلق بالتسيير والتنمية وذلك بالتعامل مع تقنوقراطيي الإمبريالية والأبناك والأجهزة التي تعمق بوسائلها سياسة الاستعمار الجديد.
(هـ) وبالاعتماد على هؤلاء الأشخاص، وفي هذه القطاعات، فإن الأوليغارشيا الكمبرادورية تستعمل البرجوازية المتوسطة البيروقراطية، هذه الفئة الاجتماعية -المتكونة مما يقرب من عشرة آلاف أسرة- تشكل في إطار هذه الأجهزة الإدارية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية الهيئة المنفذة للأوليغارشيا الكمبرادورية، كما أن موظفي السلطة المرؤوسين يقومون بدور مماثل داخل الجهاز القمعي. إن أغلبية أساتذة الجامعة قد اندمجت موضوعيا وإيديولوجيا في هذه الفئة الاجتماعية ويشكلون صلة وصل خاصة بين هذا الجهاز والأجهزة السياسية للبرجوازية الليبرالية.
وبصفتهم إما أشخاص مقيدين بالهياكل المباشرة التي تقوم على الفساد والتي اندمجوا فيها، أو تقنوقراطيين متواطئين في المجتمع المغربي نظرا لنمط حياتهم ومشاغلهم، فإن ممثلي البرجوازية المتوسطة البيروقراطية محتقرون من طرف أسيادهم ومن طرف الجماهير في آن واحد. وحتى يرتاح ضميرهم فإننا نراهم مرتبطين بالأجهزة السياسية البرجوازية ويركنون إلى التقنية.
ونظرا لهذه التبعية المادية والمعنوية فإن هذه الفئة الاجتماعية لن تستطيع أن تلعب دورا سياسيا ايجابيا أو سلبيا، وإلا -كما فعلت حتى الآن- فلن تتعدى القيام بإغراء بعض الطلبة وأسرهم الذين يأملون حلا فرديا لمشاكلهم. إلا أن الجمود العام لاقتصاد البلاد وتناقضات الأوليغارشيا الكمبرادورية التي ما فتئت في الواقع تحد من عملية مغربة الأطر، يجعل من هذا الإغراء شيئا وهميا. ومن الطبيعي أن تخضع هذه الفئة الاجتماعية موضوعيا للإمبريالية.
(و) إن الأوليغارشيا الكمبرادورية تستعمل الإيديولوجية كأداة من أجل خداع أو شل الجماهير. إن الأداة الإيديولوجية الأكثر فعالية هي في الواقع الأداة البرجوازية الليبرالية التي سوف نستعرض ملامحها فيما بعد. ولكن الأوليغارشيا الكمبرادورية لازالت تمارس تأثيرا إيديولوجيا مباشرا باستعمالها للدين وتأليه المِلكية وخاصة في بعض الأوساط الفلاحية، وذلك باستعمالها للطرقية )الزاويات(. ولكن هذا التأثير يظل سطحيا نظرا لأن الأوليغارشيا الكمبرادورية ليست متواطئة مع الإمبريالية والصهيونية -أعداء العرب- فحسب، بل إن سلوكها اليومي أساسا يمس مسا صريحا بأصول الدين الذي يكون في الحقيقة التعبير الذاتي الأصيل عن طموح الجماهير المسلوبة والمحرومة من العدالة.
على الحزب الثوري إذن أن يستأصل هذا التأثير، مبينا أن الطريق الثوري هو وحده الكفيل بحل كل أشكال الاستيلاء خصوصا وأن الهدف الثوري يرنو اعتمادا على الديكتاتورية الديمقراطية للعمال والفلاحين الفقراء إلى بناء مجتمع اشتراكي في إطار الثورة العربية الكبرى وفي إطار الوطن العربي، يضمن العدالة الاجتماعية الحقة، تلك العدالة التي تجسدت ذاتيا بتشبث الجماهير بالقيم النبيلة للتراث الإسلامي، ولأن هذا الهدف ينغرس في تقاليد النضالات التاريخية الشعبية الدائمة المتجسمة في القرن الجاري. في الانتفاضة الشعبية ضد مولاي عبد الحفيظ، والنضالات التي قادها ماء العينين، وموحى وحمو وعبد الكريم الخطابي. وفي معركة الشعب البيضاوي وكافة الشعب المغربي تحت قيادة المقاومة، تلك النضالات التي كانت كلها تناهض تسخير السلطة المركزية لفائدة المصلحة الشخصية ومصلحة الأجنبي.

2( البرجوازية الليبرالية:
وتتكون من البرجوازية المتوسطة والصغيرة. وإذا كانت البرجوازية الكبيرة قد تمكنت من إيجاد مقعدها في ظل الرأسمال الأجنبي والأوليغارشيا، فإن البرجوازية المتوسطة والصغيرة في المدينة والبادية تعاني من الاضمحلال الاقتصادي والاجتماعي الناتج عن الطغيان السياسي للأوليغارشيا الكمبرادورية وعن نهجها الاقتصادي.
(أ) إن البرجوازية المتوسطة والبرجوازية الرأسمالية تشمل المقاولين الصناعيين الصغار والمتوسطين، كما تشمل التجار المتوسطين والبرجوازية القروية المكونة من الفلاحين الأغنياء وصغار ومتوسطي الملاكين.
لقد عاشت هذه البرجوازية الرأسمالية نوعا من النمو خلال العشر سنوات الأولى بعد الاستقلال، وكانت في هذه المرحلة بالضبط ركيزة حزب الاستقلال الأساسية. إلا أن هيكلة الأوليغارشيا الكمبرادورية لم تقض على السلطة السياسية الحقيقية لهذه البرجوازية فحسب -الشيء الذي عبرت عنه شكليا في حالة الاستثناء ودستور 1970- بل حدت في نفس الوقت من الإمكانيات الاقتصادية للبرجوازية الرأسمالية.
ومن أجل ضمان استمرارها نجد هذه الرأسمالية نفسها مرغمة على التعامل مع الأوليغارشيا الكمبرادورية والخضوع لنهبها، هذا إن لم يكن مصيرها في النهاية الإفلاس بسبب الاحتكارات الفعلية المكونة من الأوليغارشيا الكمبرادورية والرأسمال الأجنبي.
ونظرا لعجز هذه البرجوازية السياسي، هذا العجز الذي يرجع بدوره لعجزها الاقتصادي كطبقة اجتماعية، ونظرا لعجز محترفي السياسة البرجوازية عن الدفاع عن مصالحهم، فإن هذه الطبقة ليس لها اختيار سوى الالتحاق بالإدارة السياسية للأوليغارشيا. فيما يخص التورط الحالي لهذه الطبقة الاجتماعية التي وقعت أسيرة أحلامها المستحيلة المتمثلة في دولة تعتمد ديمقراطية برجوازية وطنية من جهة ولنهب الأوليغارشيا الكمبرادورية من جهة أخرى، فإن برنامج الحزب الثوري هو وحده الكفيل بإعطاء رؤيا واقعية وشريفة في إطار إنجاز قطاع محدود من الرأسمالية الوطنية تحت قيادة الدكتاتورية الديمقراطية الثورية للعمال والفلاحين الفقراء وذلك ضمن المرحلة الانتقالية نحو الاشتراكية.
(ب) إن البرجوازية الصغيرة تشمل أصحاب المهن الليبرالية، أي المثقفون، أساتذة التعليم الثانوي والمعلمون، كذا طلبة الجامعات والتقنيون المتوسطون والموظفون الصغار والمتوسطون باستثناء الفئات العليا التي تساهم فعلا في بناء البرجوازية البيروقراطية.
فمما سبق يتضح أن هذه الطبقة تتكون من عناصر لها وظائف جد مختلفة داخل المجتمع، وظائف وهياكل تحول دون تماسكها.
إن صغار التجار والصناع التقليديين المتوسطين والموظفين الصغار والمتوسطين، أصحاب المهن الليبرالية يعانون بحدة من سياسة النهب للأوليغارشيا الكمبرادورية وللإمبريالية. يعيشون وهم مهددون بالإفلاس، بينما تعترض حياتهم صعوبات جمة مثل ارتفاع الأسعار والضرائب، أضف إلى ذلك جمود الأجور التي يتقاضونها وحدود الدخل الضئيلة التي لا تكاد تكفي سد حاجاتهم الضرورية للمعيشة. إنهم يشكلون إذن من الناحية الموضوعية حلفاء للثورة شريطة أن يتم فصلهم عن الإيديولوجية البرجوازية التي تهيمن عليهم. إن أساتذة التعليم الثانوي والمعلمين وطلبة الجامعات وكل أولئك الذين يرفضون استعمال ثقافتهم كمرتزقة، مستحقين بذلك لقب مثقفين، إن كل هؤلاء يكونون مجموع المثقفين البرجوازيين الصغار. وبالرغم من أن جزءا متزايدا من هؤلاء ينبثق عن البروليتاريا وشبه البروليتاريا، فإن الإطار الإيديولوجي للجامعة والظروف التي يشتغلون فيها تدفعهم للاندماج ضمن إيديولوجية البرجوازية الصغيرة، التي يميزها الإيمان بتفوق ما يسمى بالنخبة التي تعتمد المعرفة النظرية، واحتقار العمل اليدوي والقدرات الخلاقة للجماهير الكادحة.
إن الأوليغارشيا الكمبرادورية، بطريقة غير مباشرة، وكذلك محترفي السياسة من البرجوازيين والبرجوازيين الصغار، بطريقة مباشرة، قد استخدموا أكثر من مرة هذا التحريف الجوهري لإبقاء هذه الفئات تحت تأثيرهم. ولكن الإفلاس الذي يزداد وضوحا يوما بعد يوم، هو إفلاس الفكر البرجوازي والبرجوازي الصغير وذلك أمام متطلبات الثورة العربية. وأمام التيارات الإيديولوجية التي ساهمت هذه الثورة في شيوعها. كل هذه الفئة الاجتماعية قابلة بشكل تدريجي للإيديولوجية الثورية، وتجعلها تقوم بدور تزداد أهميته مع الأيام، فيساعد على تغلغل ونمو هذه الإيديولوجية وسط الجماهير الكادحة. كما أن إنشاء مراكز إقليمية لتكوين أساتذة للطور الأول من التعليم الثانوي يدخل عنصرا موضوعيا فيما يخص الإسراع بهذا النمو.
(ج) لقد انبثقت الأطر البرجوازية الليبرالية من صفوف البرجوازية الكبرى والصغرى، مشكلة بذلك فئة من السياسيين التي ليست الآن سوى ما تبقى من الحركة البرجوازية الوطنية، التي لعبت دورا ايجابيا من مرحلة الانطلاقة الأولى لحركة الاستقلال قبل أن تنمحي أمام المقاومة المسلحة للعمال والحرفيين. وإن هذه الفئة قد امتصت لصالحها في أول الأمر تلك الانطلاقة قبل أن تنتقل بسرعة بفعل مناورات الإقطاع ونتيجة تناقضاته الذاتية.
فمنذ 1963 لم يستطع هؤلاء السياسيون الانهزاميون تحت ضربات الحكم الفردي سوى الاعتصام بمخيلتهم عاجزين عن الخروج سواء أثناء النضالات الجماهيرية الهائلة في مارس 1965، ولا عند اغتيال المهدي بن بركة ولا في فترة التعبئة التي عاشها الشعب في يونيو 1967، ولا خلال المعارك العارمة في المناجم في 1968/1969 ولا في وقت المعارك الكبرى التي خاضتها شبيبة الثانويات والجامعات سنة 1970.
وحينما احتاج الحكم الفردي فجأة إلى إعادة طلائه الليبرالي الذي هشمته هذه الضربات، غادر هؤلاء السادة مخابئهم معرضين عن لقمة الدستور المزيفة مطالبين بلقمة أسمن، ومحاولين إلهاء الشعب بألعابهم البهلوانية. أما البرجوازية الأكثر نفاقا، أولائك السادة الذين طالما خدعوا المناضلين بثرثرتهم عن الاشتراكية العلمية، فإن هؤلاء يلوحون بشعار المجلس التأسيسي "تالله إنها لفلسفة عبقرية برجوازية زاحفة على بطنها" كما يقول لينين في شأنها، وذلك في محاولتها لبث أوهام انتهازية برجوازية في إمكانية تنازلات سلمية من طرف الحكم الفردي. إن كل هذا يبين أن تجربة شعبنا القاسية قد علمته ألا ينتظر إلا الأكاذيب والنار والدم، وأنها القوة وحدها، قوة الشعب هي الكفيلة بتحقيق العدالة.
(هـ) لقد لعب محترفي السياسة البرجوازية الصغار دورا هاما في عملية تعطيل البروليتاريا المغربية، وهم الذين يشكلون البيروقراطية النقابية. هذه البيروقراطية التي تهيكلت اعتمادا على مناضلين تكونوا من خلال قيامهم بالمعركة النقابية إبان الحماية وفي ظل البرجوازية الوطنية. في هذه الفترة كان التنظيم النقابي للطبقة العاملة والحزب الشيوعي المغربي يلعبان دورا بارزا من أجل بزوغ الوعي الطبقي والاستعداد للكفاحات الكبرى سواء الاقتصادية منها أو السياسية للبروليتاريا المغربية التي قامت بدور حاسم فيما يخص تصفية الحماية. إلا أن هذا الوعي الطبقي لم يتحول إلى إيديولوجية ثورية نتيجة تناقضات الحزب الشيوعي المغربي المطبوعة بالإيديولوجية الإصلاحية تحت تأثير التصور القائل بأسبقية الثورة في أوربا، فاسحة المجال للبرجوازية الصغرى الوطنية. وبعد الاستقلال استطاعت الأطر النقابية المندمجة في الأجهزة السياسية للبرجوازية والبرجوازية الصغرى تكوين بيروقراطية خاصة. وقد شجعهم على ذلك تكتيك أرباب العمل الاستعماريين والأوليغارشيا الكمبرادورية الذي يقوم على الفساد والقمع. ولقد استطاعت هذه البيروقراطية النقابية خلال مدة طويلة تقوية سطوتها على الطبقة العاملة، خاصة أنها كانت تواجه التناقضات بالديماغوجية الناتجة عن البرجوازية بتجربتها المكتسبة على صعيد المعارك النقابية والاقتصادية، وبإيديولوجية توفر للطبقة العاملة إمكانية الانطواء على نفسها في الإطار النقابي وحده. وسهل هذا التوجه والانعزال عن الطبقة العاملة خيانة قيادة الحزب الشيوعي المغربي الذي عجز عن الإحاطة بالمشاكل الجديدة الناجمة عن الاستقلال نظرا لتبعيتها للتحريفية. وبذلك قادوا هذا الحزب إلى التخلي الكلي عن المعركة الإيديولوجية وإدخالها إلى صفوف الطبقة العاملة، والتخلي عن الدور السياسي الذي يتحتم على كل حزب يقول بانتمائه إلى الماركسية – اللينينية القيام به من أجل بلورة الوعي الثوري للبروليتاريا، وذلك نظرا لاكتفاء مناضلي هذا الحزب بالقيام بالعمل النقابي المحدود في الإطار النقابي. وبدت هذه الخيانة أكثر وضوحا بعد التوجه الذي أعطي لحزب التحرر والاشتراكية الذي ما فتئ أن سقط في أفظع أنواع الانتهازية التي لا تعرف لها مبادئ.
إلا أن الخيانة التي تتضح يوما بعد يوم هي خيانة البيروقراطية النقابية التي تلعب بطريقة مباشرة، ليس لعبة البرجوازية الصغيرة الانتهازية فحسب، ولكن كذلك وبدون تهاون، لعبة الأوليغارشيا الكمبرادورية ولعبة أرباب العمل الاستعماريين، متخلية حتى عن المعارك النقابية المحضة، والتي تحرف بواسطة جريدتها وبقلم منظرها الرسمي إلى التلميح بشعار تفوق ما يسمى بالنخبة.
وأما إفلاس المنظمات السياسية البرجوازية لحزب الاستقلال والاتحاد الوطني للقوات الشعبية واحتقارها العفوي للجماهير، وكذا خيانة حزب التحرر والاشتراكية الواضحة تشكلان حافزا قويا على العمل وعلى الشروع في بناء الحزب الثوري للبروليتاريا.
إن الكفاحات العمالية للسنتين الأخيرتين تعطي الدليل على أن البروليتاريا المغربية سوف تعرف كيف تقوم بدور القيادة من خلال حزبها الثوري وكيف تلعب من جديد دورها التاريخي. غير أنها تشكل هذه المرة الهيكل الرئيسي للحزب الثوري المستند على الايديولوجية الماركسية – اللينينية وعل الوعي البروليتاري من أجل قيادة كفاحات الشعب المغربي حتى النصر النهائي للاشتراكية.

3( الجماهير الكادحة:
(أ) تتكون أغلبية سكان المدن والبادية من جماهير البروليتاريا وشبه البروليتاريا الشعبية وتشتمل على:
- البروليتاريا الصناعية والمعدنية والبروليتاريا الفلاحية، وتكون هذه مجموع البروليتاريا.
- الفلاحون، نعني بهم المستغلون منهم والفلاحون الفقراء والخماسة والعمال المؤقتون وعمال الموقف والباعة المستقلون والمستكتبون والحرفيون الصغار والبروليتاريون العاطلون والنساء ومجموع شبه البروليتاريا. إن الشباب العاطل ينتمون إلى شبه البرولبتاريا، والشبيبة التي تحظي بالتعليم والمنبثقة عن الجماهير الكادحة تكون المعبر الفكري لهذه الطبقة.
إن القوة الأساسية للثورة هي البروليتاريا الصناعية والمعدنية، أما الفئات الأخرى من البروليتاريا والفلاحين الفقراء فتكون القوى الحاسمة للثورة. إن مجموع البروليتاريا يكون قوة الثورة، وتتحمل البروليتاريا الصناعية والمعدنية بحكم أنها القوى الأساسية للثورة القيادة السياسية والإيديولوجية التي يتشكل فيها الهيكل الرئيسي أو العمود الفقري للحزب الثوري.
(ب) أما هدف الثورة فهو الاسيلاء على الحكم من طرف الجماهير الكادحة المنظمة في إطار مجالس العمال والفلاحين الفقراء وفي إطار جماعات النضال الشعبي، وإحلال دكتاتورية ديمقراطية للعمال والفلاحين الفقراء محل السيطرة الاقتصادية والسياسية والإيديولوجية والثقافية للأوليغارشيا الكمبرادورية والإمبريالية في إطار الثورة العالمية. وبما أن هذه الدكتاتورية تمارس ضد جهاز الإمبريالية وحلفائها، فإنها تضمن الإطار الصحيح للتطلعات الاقتصادية للبرجوازية المتوسطة والصغيرة.
(ج) إن المكتسبات التاريخية للنضال الجماهيري المسلح في البادية والمناجم والمدن إبان مقاومة الحماية، وبعد ذلك من خلال محاربة طغيان الإقطاع واضطهاد الاستعمار الجديد منذ 15 سنة، قد خلفت التحاما نضاليا عميقا بين المدينة والبادية بين البروليتاريا وشبه البروليتاريا الحضرية والبروليتاريا القروية. هذا الالتحام بالإضافة إلى الاحتكاك الاجتماعي بين البادية والمدينة، والأهمية المعطاة نسبيا للمدن (حوالي 10 مدن تضم 30% من مجموع السكان) في بلد يخضع لسيطرة الاستعمار الجديد، كل هذا يكون ميزة خاصة للثورة في المغرب مما يفرض التأكيد على ضرورة تنمية وتنظيم نفس النضال في المدن والبوادي دون تمييز أي قطاع عن الآخر. وأحسن دليل على هذه الحقيقة هو فشل كل النضالات المنعزلة التي عرفتها البلاد منذ انتفاضة الريف في 1958/59 وانتفاضة الشعب البيضاوي في 23 مارس 1965 ونضالات المناجم في 1968/69 ومعركة التلاميذ والطلبة سنة 1970. مع العلم بأن هذه العزلة ناتجة عن خيانة البرجوازيين والبرجوازيين الصغار وعن غياب الحزب الثوري.
(د) في ظل غياب حزب ثوري ماركسي–لينيني ولانعدام آفاق واضحة للنضال، واستراتيجية ثورية سليمة، فإن بعض التيارات الإيديولوجية تنشأ تلقائيا في أوساط الجماهير الكادحة أو تنمو في ظل نوع خاص من إيديولوجية البرجوازية الصغيرة ألا وهي الإيديولوجية الانتقائية.
ومجموع هذه التيارات والمناضلين المنتمين إليها والكفاحات التي تتمخض عنها لا يمكن بأية حال أن تقارن بالتيارات الإيديولوجية الانتهازية للبرجوازية الليبرالية، فقط لكونها غير متسلحة بالإيديولوجية العلمية للثورة، ذلك أنها تعبر عن تطلعات عادلة وطبيعية للجماهير الكادحة، بل يجب العمل على كسب هؤلاء المناضلين إلى صف الإيديولوجية الماركسية-اللينينية وإلى الحزب الثوري حيث يمكن أن يصبحوا عناصر حاسمة فيه. وفي هذا الإطار يجب محاربة كل الإيديولوجيات التي تزرع اليأس لدى الجماهير والمناضلين.
ويمكن في أول الأمر الارتباط بالتيارات التي تنبع في غمرة النضالات التلقائية للجماهير، هذه التيارات المنبثة من خلال تاريخ البلاد نفسه والذي يتجلى في الانتفاضات التي قام بها الفلاحون والحركة التمردية للجماهير في المدن. هذه الجماهير التي تعبر عن يأسها بهذه الانتفاضات، سوف تكون من الجماهير الأكثر ثورية بعد تبنيها للاستراتيجية الثورية وبلورة هذه الاستراتيجية في النضال وتنظيمه. ومن جهة أخرى فقد برزت –ولا تزال- في عدة مناسبات الإيديولوجية الانقلابية، وهذه في الواقع إيديولوجية برجوازية صغيرة يميزها في الجوهر عدم الثقة في الجماهير.
وإن نتائج هذه الإيديولوجية في بلدان الشرق العربي حيث فرضت نفسها قد أثبت بشكل واضح أنها لا يمكن أن تعتبر إيديولوجية ثورية. ومرة أخرى تؤكد بأن المناضلين والمقاومين الذين زج بهم في التيار هم في الواقع ثوار حقيقيون، تورطوا نتيجة محترفي السياسة البرجوازيين وخاصة بسبب الأحزاب التحريفية في الوطن العربي التي قدمت صورة مشوهة عن الماركسية-اللينينية وأبعدت بذلك هؤلاء الثوار عن الإيديولوجية الثورية.
(هـ) إن قيادة الثورة تتمثل في حزب العمال والفلاحين المبني على الإيديولوجية الماركسية-اللينينية والمنغرس في البروليتاريا، وبواسطة أداة الدكتاتورية الديمقراطية للعمال والفلاحين الفقراء المباشرة عن طريق مجالس العمال والفلاحين الفقراء وجماعات النضال الشعبي للفلاحين ولسكان الأحياء الشعبية.

ثانيا : التداخل بين هذه القوى والثورة العربية والعالمية
1. تعرف الرأسمالية العالمية أزمة عامة للنظام الرأسمالي العالمي، والتي دشنتها ثورة أكتوبر منذ 52 سنة، تطورا سريعا، برز بوضوح بعد الحرب العالمية الثانية التي أفرجت عن ثغرات جديدة، من أهمها انتصار الثورة الصينية وتوسيع المعسكر الاشتراكي في أوربا وتصاعد نضال الشعوب في آسيا وانتصار الشعبين الكوري والفيتنامي على الإمبريالية.
ولقد أدى هذا التقهقر بالإمبريالية إلى مواجهة انطلاقة التحرر للشعوب بتعميم نظام الاستعمار الجديد. هذا النظام الذي تنوب فيه الإقطاعيات والبرجوازيات المحلية جزئيا عن السيطرة المباشرة للإمبريالية. ومما دعم هذه السياسة للإمبريالية استيلاء حفنة من البيروقراطية المحترفين على الحكم في الاتحاد السوفياتي في السنوات التي تلت وفاة ستالين. هذه الحفنة التي دعت إلى ما يسمى بالأنظمة الديمقراطية الوطنية، ودخلت مع الإمبريالية في مجرد تناقضات ثانوية على الصعيد الاقتصادي، إلا أن انطلاقات الشعوب سيل جارف، فها هي الثورة الكوبية تفتح ثغرة جديدة في أمريكا اللاتينية لا يحد من تأثيرها سوى تأثير التحريفية. ففي الكونغو وفي اندونيسيا ومالي وغانا نرى نضالات الشعوب تزلزل أكثر فأكثر قواعد البرجوازية والإمبريالية، وكذا الشعب الفيتنامي البطل ونضال الشعوب الأفريقية في أنغولا وموزمبيق وغينيا والرأس الأخضر والتشاد، هذا النضال الذي يمتد ليشمل شعوب زيمبابوي وناميبيا والذي يتجدد في الكامرون، وإن شعوبا مثل شعوب الكونغو برازفيل بدأت تستخرج الدروس من النكسات المترتبة عن الإيديولوجية التحريفية.
وفي داخل القلعة الإمبريالية نفسها، فإن الشعب الأفريقي الأمريكي المتحالف مع جميع الثوار الأمريكان يشن نضالا ثوريا حاسما يهدد وينخر شيئا فشيئا حصن الإمبريالية الحصين. وإن تطور وانتصار الثورة الثقافية في الصين وألبانيا قد بغث الصورة الحية للاشتراكية وزود النضالات الثورية العالمية بمد ثوري جديد. كما تعرف عدة بلدان رأسمالية أوربية مثل فرنسا وإيطاليا انبعاثا صارخا وعنيفا للقوى الثورية وفي طليعتها الطبقة العاملة، ويستعد الشعب الإسباني الباسل تحت قيادة البروليتاريا الثورية لشن الحملة الحاسمة على الدكتاتورية الفاشية.
2. في هذا الإطار تنمو مسيرة الثورة العربية معتمدة على الثورة العالمية، فتصبح عاملا حاسما بالنسبة إليها، وهذا النمو الهادر أخذ انطلاقته من الهزيمة الذريعة التي عرفتها الإقطاعيات والبرجوازيات العربية في يونيو 1967. أما المحرك الأساسي لهذه المسيرة فهو الشعب الفلسطيني المسلح ماديا ومعنويا وإيديولوجيا والذي التحم بالحديد والنار خلال 23 سنة، فأصبح يكون قوة ثورية لا تقهر. فمن خلال نضالاته تفضح وتشطب كل تأثيرات وإيديولوجيات البرجوازية الصغيرة وتنغرس جذور الإيديولوجية الثورية الماركسية-اللينينية وتترعرع إيديولوجية الثورة العربية. إن هذا الإشعاع ما فتئ يتجسد في ثورة اليمن الجنوبي وفي نمو الحركة الثورية والتحررية في ظفار والخليج العربي وإريتريا. إلا أن تأثيرات الفكر البرجوازي الصغير الذي لازال قويا داخل الوطن العربي والمدعم من طرف الإيديولوجية التحريفية قد استطاع أن يشل نضالات الشعوب العربية حائلا دونها وتقديم دعم ملموس للثورة الفلسطينية خاصة ضد تطبيع مؤامرة التصفية التي خطتها الإمبريالية والتحريفية والحاملة اسم "مشروع روجرز".
والعبرة من كل هذا هو أن الزحف الشامل والعظيم للشعب العربي يستلزم التصفية النهائية للإيديولوجية التحريفية والبرجوازية الصغيرة، كما يستلزم فضحا تاما لدور الخونة السياسيين المنافقين عملاء الشرذمة التحريفية المسيطرة على قيادة الاتحاد السوفياتي. هؤلاء السياسيون المحترفون المحكوم عليهم بالانقراض المخزي، كما كان الشأن بالنسبة للأحزاب التحريفية في مصر والجزائر وتونس.
وإذا كانت الإمبريالية وعملاؤها المحليون العدو الأساسي، فإن أي تقدم ملموس في نضالات الجماهير ضد هذا العدو لن يتم إلا بمحاربة وإضعاف ثم تصفية مواقع الفكر البرجوازي الصغير والتحريفية وفضح الخونة بلا رحمة ولا شفقة.
إن ترعرع الثورة العالمية والثورة العربية وتصفية التحريفية داخل صفوف الثورة العربية وفي القطاعات الأساسية للثورة العالمية سيمكن في المدى المتوسط من عزل ثم تصفية الكمشة التحريفية التي تقود الاتحاد السوفياتي كي يحل محلها –على رأس وطن الاشتراكية الأول- قيادة ثورية ترفع من جديد راية لينين وستالين، راية الأممية البروليتارية والثورة العالمية.

3. استراتيجية الثورة:
إن قضايا الاستراتيجية الثورية في المغرب تشكل جزءا من الثورة العربية المرتبطة بدورها بالثورة العالمية.
(أ) يظهر من تحليل القوى المتواجدة في المغرب والنضالات الهامة للطبقة العاملة وشبه البروليتاريا في المدن والبوادي خلال السنوات الأخيرة، أن الانطلاقة الثورية ممكنة في المغرب في السنوات القادمة، وكذا نمو الثورة العربية وتفاقم الأزمة العامة للرأسمالية على الصعيد العالمي وخصوصا في منطقة البحر الأبيض المتوسط. كل هذا يلقي واجبا مقدسا على عاتق الشعب المغربي والمناضلين الثوريين المغاربة، وهذا الواجب يتجسد في تحقيق هذا الإمكان، وتحقيق الانطلاقة الثورية لمواجهة حرب العدوان الإمبريالي على أشقائنا الفلسطينيين من الخلف وإبقاء الشعلة الثورية في هذا الجزء الغربي من الوطن العربي.
(ب) إلا أن أهمية المغرب القصوى بالنسبة للاستراتيجية الإمبريالية في منطقة البحر الأبيض المتوسط تجعل التدخل الإمبريالي ضد الانطلاقة الثورية أمرا حتميا فتكون إذ ذاك الحرب الشعبية الرد الناجع على الهجوم الإمبريالي، مما من شأنه أن يزيد في خطورة الصعوبات التي تواجه عدو الشعوب في منطقة البحر الأبيض المتوسط بمحاصرته داخل حرب شعبية طويلة الأمد في الشرق والغرب حتى الانتصار النهائي الحتمي.
وستكون النضالات العظيمة التي ستتمخض عنها طاقات الشعب الإسباني الثورية دعما حاسما للحركة الثورية المغربية. إن احتلال المدن والجزر المغربية التي تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط من طرف الإمبريالية الإسبانية وكذلك تدعيم المطارات العسكرية في جنوب إسبانيا من طرف الإمبريالية الأمريكية تضع أسس وحدة جدلية ما بين الكفاحات الثورية للشعبين المغربي والاسباني. كما يجب قبل كل شيء أن يتطور النضال الثوري للشعب المغربي في موريتانيا ووادي الذهب والساقية الحمراء.
فالحزب الثوري المغربي يرفض بتاتا كل التقسيمات المفروضة من طرف الاستعمار كما يرفض كل المواقف الشوفينية التي تتخذها البرجوازية والبرجوازية الصغيرة والسياسيون المنافقون المغاربة والرامية إلى جعل تلك الربوع الصحراوية ومن سكانها مستعمرات مغربية. فالنضال الشعبي المغربي يجري في خضم المسيرة العامة والطويلة للثورة العربية التي سيتمخض عنها حتما وطن عربي واحد حر ومنتصر. وسيكون ذلك مساهمة حاسمة في تحرير وتوحيد القارة الإفريقية. وأقرب إخواننا في هذا النضال ضد الأوليغارشيا الكمبرادورية عملاء الإمبريالية وضد الإمبريالية الفرنسية والاسبانية ومن أجل طرد الصهيونية، ومن أجل طرد سيدتهم جميعا الإمبريالية الأمريكية، هم إخواننا في الصحراء وموريتانيا. وهذا الكفاح المشترك لشعوبنا الذي سيأخذ أساسا شكل حرب شعبية كما هو الشأن في التشاد، يمكن أن يتجسد في تنظيم جبهة موحدة للتحرير.
(ج) إن المبدأ الأساسي الذي يعتمده تطور الحركة في المغرب هو الجد في تنمية وتجديد القوى الذاتية والقضاء على قوى العدو. أما الأداة الأساسية فهي بناء لجن هياكل النضال (الشعبي) العمالية، في خضم المعارك الجماهيرية، في المعامل والمناجم والضيعات الكبيرة ومجموعات النضال الشعبي في البوادي والأحياء الشعبية.
ويجب على الجماهير الشعبية المنظمة في اللجن العمالية ومجموعات النضال الشعبي أن تدعم قوتها في كل نضال ملموس ضد الأوليغارشيا الكمبرادورية وجهازها القمعي وضد منفذي أوامرها وضد الإمبريالية –مرحلة بمرحلة- بتعلم استعمال طرق النضال الجماهيري والحرب الشعبية سواء في المدن أو البوادي وفي المناجم، هذا باعتبار قواها الخاصة وقوى العدو وعزله كلما أمكن لتسديد الضربات إليه.
كما يجب أن يبرز مناضلو الحزب الثوري أحسن المناضلين في إطار لجان النضال العمالية والشعبية، وأن يصبحوا في إطار هيكل وتنظيم الحزب الثوري وقيادته الجماعية وأداته التنسيقية. وستصبح هذه اللجان وفي إطار مسيرة الثورة نفسها أداة التحرر والاستيلاء على الحكم وإقامة السلطة الثورية وتقويتها، سلطة الدكتاتورية الديمقراطية الثورية للعمال والفلاحين الفقراء.

4. الحزب الثوري:
إن حزب العمال والفلاحين الفقراء والمثقفين الثوريين المبني على الإيديولوجية الماركسية-اللينينية المندمجة في الواقع الملموس للبلاد وللثورة العربية، يتشيد بتنظيم المناضلين الثوريين الذين نجوا من قبضة البرجوازية المنافقة أو الذين يبرزون من خلال معارك البروليتاريا الصناعية والمنجمية ومعارك البروليتاريا الفلاحية وشه البروليتاريا للمدن والبوادي كأحسن المناضلين.
إن هيكلة الحزب تعتمد :
أ‌. على التطبيق العملي لمبدأ المركزية الديمقراطية وهذا يعني التحضير الجماعي والمتمركز من القاعدة إلى القمة ومن القمة إلى القاعدة، من التطبيق إلى النظرية ومن النظرية إلى التطبيق –للتوجيه الايديولوجي والعملي للتيار الثوري.
ب‌. على التطبيق الفعلي للمركزية فيما يخص المسؤوليات. إن واجب المناضل هو أن يلتزم بصرامة بمبادئ السرية التامة وبالاختيار الدقيق لمناضلي الحزب على أساس الممارسة النضالية الملموسة وعلى تهييء الثوريين الذين يكرسون حياتهم وكل مشاغلهم لخدمة الثورة.
إن العادات الليبرالية الموروثة عن منظمات وأحزاب البرجوازية الصغيرة والبرجوازية المنافقة يجب أن تشطب في الحين ودون شفقة.
إن التقدم الجماعي للحزب والمناضلين يتطلب ممارسة مستمرة للنقد والنقد الذاتي كما يتطلب اقتلاع كل نزعة فردية، ويتطلب فهما عميقا للإيديولوجية الماركسية-اللينينية في الممارسة.



#فؤاد_الهيلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية اللينينية والتنظيم النسائي
- المرأة، الحب، الزواج والمجتمع الطبقي
- -العولمة الرأسمالية- وآثارها الاقتصادية والاجتماعية على المر ...
- موضوعات حول الفكر الماركسي - الحلقة الثانية: مقدمات لدراسة ا ...
- موضوعات حول الفكر الماركسي - الحلقة الأولى حول إشكالية الثور ...


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد الهيلالي - سلسلة وثائق المنظمة الماركسية-اللينينية المغربية -إلى الأمام- مرحلة 1970 – 1980 (الخط الثوري) الحلقة الأولى: -حول القضايا الإستراتيجية في فكر منظمة -إلى الأمام- من خلال وثائقها- الجزء الأول: