أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الرأي العام - فضل الله لـ «الرأي العام»: فتواي حرّمت ضرب الشعب العراقي وأجازت التعاون مع العلمانيين لإسقاط نظام صدام الولايات المتحدة لا توافق على دور قيادي لمصر وقرار مستقل للسعودية... ولا تريد قوياً إلا إسرائيل















المزيد.....


فضل الله لـ «الرأي العام»: فتواي حرّمت ضرب الشعب العراقي وأجازت التعاون مع العلمانيين لإسقاط نظام صدام الولايات المتحدة لا توافق على دور قيادي لمصر وقرار مستقل للسعودية... ولا تريد قوياً إلا إسرائيل


الرأي العام

الحوار المتمدن-العدد: 234 - 2002 / 8 / 30 - 02:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

بيروت ـ من مصطفى ياسين: اوضح السيد محمد حسين فضل الله، ان الفتوى التي اصدرها اخيراً وحرّم فيها على المسلمين مساعدة الولايات المتحدة في ضرب العراق، «انما حرمت ضرب الشعب العراقي وتدمير بناه التحتية»، مشيراً الى انه طالب مراراً الشعب العراقي بتوحيد معارضة لاسقاط نظام صدام حسين، حتى انه اصدر فتوى اجاز فيها للمسلمين التعاون مع العلمانيين في سبيل ذلك.
واعتبر ان «المعارضة العراقية خدعت اميركياً»، لافتاً الى انه يختلف مع المنطق الذي يتحدث فيه السيد هادي الحكيم ومفاده ان اميركا يمكن ان تحمي الشعب العراقي عندما يثور على حاكمه، «لان اميركا ليست جمعية خيرية، بل دولة تريد السيطرة المطلقة على بترول المنطقة ومصادرة كل بترول العراق والاستفادة من موقعه الاستراتيجي لمحاصرة اكثر من دولة اسلامية وعربية».
واعتبر ان «هذه المسألة غير متفق عليها في ايران»، وقد تبلغ ان القيادة العليا في ايران اعطت للمعارضين العراقيين حرية الذهاب الى واشنطن او عدمه، ورأى «ان هناك فرقاً بين مشروع الحرب ضد العراق عند احتلاله الكويت، ومشروع الحرب عليه الان، لان في السابق دخل العرب في الحرب ضده لمساندة الكويت كدولة عربية، اما الان فليست هناك مبررات دولية لضرب العراق», وشدد على ان النظام العراقي «اربك شعبه والمنطقة من حوله».
ولاحظ فضل الله ان «اميركا استفادت من احداث 11 سبتمبر لتؤكد تحالفها الاستراتيجي مع اسرائيل في ضرب المسألة الفلسطينية في شكل وحشي، وامتدت خطوط الحرب على الفلسطينيين الى اكثر من بلد عربي، وها هي تهدد السعودية ومصر، لان المطلوب ان تكون اسرائيل الاقوى عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، كما ان اميركا لا توافق على عودة دور مصر القيادي في المنطقة ولا ان يكون للسعودية القرار المستقل، مع ملاحظة ان كثيرين ممن تتهمهم باحداث 11 سبتمبر، سعوديون، وان كثيرين من الشعب السعودي يؤيدون اسامة بن لادن، فضلاً عن الكره الذي يحمله هذا الشعب لاميركا».
وشدد على ان «رهان بعض اللبنانيين على اميركا ضد سورية خاسر، لان دور سورية في لبنان معترف به اميركياً واوروبياً وعربياً، واكاد اقول اسرائيلياً»، واصفاً معارضة هذا الدور بـ «الصوتية»، ومشيراً الى انه يوافق غسان تويني على تشبيهه الحوار الجاري حالياً بـ «حوار الخرسان بعدما كان يسميه حوار الطرشان، فهذا الحوار لن يؤدي الى نتيجة».
ورأى ان «الطائفية في لبنان استطاعت ان تنتج الشخصانية، وان ما يسمى المرجعيات الروحية هو الديكور الروحي للنظام الطائفي»، مشدداً على ان «لبنان لا يحكم من الداخل، والذين يأتون كقياديين لا يصلون بارادة اللبنانيين واللبيب من الاشارة يفهم», واعتبر ان «الجنوب هو المشكلة المؤجلة حتى حلّ المسألة الفلسطينية».
مواقف العلامة فضل الله جاءت في حديث خاص الى «الرأي العام» هنا وقائعه:
•  اصدرت قبل فترة فتوى تحرم على العرب والمسلمين مساعدة الولايات المتحدة في ضرب العراق، فيما كانت المعارضة العراقية في واشنطن تبحث في سبل التخلص من النظام العراقي؟
ـ اصدرت هذه الفتوى التي احرم فيها على الجميع من الناحية الدينية مساعدة اميركا في ضرب الشعب العراقي والسيطرة على مقدراته السياسية والاقتصادية والامنية, ودعوت الشعوب الاسلامية الى ان تغير انظمتّها او ان تحل مشاكلها من الداخل، لانني اعرف ان اميركا لن تصدق في وعودها عندما تعطي الوعود، بل تحاول ان تأخذ شرعية عراقية من لقاء بعض فصائل المعارضة العراقية، وفي تصوري انها لن تعطيهم شيئاً, ولعلنا نلاحظ كيف تتعامل اميركا الان مع افغانستان فربما افسحت في المجال لفريق افغاني تابع لها مئة في المئة، من دون ان نجد اي اعتراض على المجازر التي تقوم بها تحت عنوان الخطأ وما الى ذلك.
انني اتصور ان هذه الفصائل من المعارضة العراقية خدعت اميركياً، لاننا لا يمكن ان نحقق اي نظام ديموقراطي عبر الاستعانة بدولة كبرى تسقط كل الديموقراطيات في تعاملها مع الشعوب.
دفاعاً عن صدام؟
•  البعض اعتبر هذه الفتوى دفاعاً عن نظام صدام حسين وضدّ ارادة الشعب العراقي لتغييره؟
ـ عندما تحدثت في هذه الفتوى، تحدثت عن تحريم ضرب الشعب العراقي، لان الحرب الاميركية على العراق سوف تدمر الكثير من البنية التحتية لهذا الشعب, كما حدث في افغانستان، بطريقة او بأخرى، فهل يوافق هؤلاء المعارضون على ضرب الشعب العراقي؟ هذا سؤال, ثم انني قلت في اكثر من حديث اذاعي وصحافي على مستوى الصحافة العالمية والعربية، اننا ضد نظام العراق، واننا نطلب من الشعب العراقي ان يعمل بكل قواه وان يوحّد معارضته في سبيل اسقاط هذا النظام، حتى انني اصدرت فتوى انه يجوز للاسلاميين ان يتعاونوا مع العلمانيين في سبيل اسقاط النظام العراقي، ولذلك كيف يمكن ان تحمّل هذه الفتوى انها تأييد للنظام العراقي وانها ضد الشعب العراقي؟ ان ما ذكرته في الفتوى هو ما صرح به الكثير من المعارضين الذين قالوا اننا ضد اي عمل عسكري ضد العراق، ونريد تغيير النظام عبر الوسائل الديبلوماسية او عبر تنفيذ شروط مجلس الامن وما الى ذلك, المنطق الذي توحي به الفتوى هو المنطق الذي يتحدث فيه المعارضون فكيف تكون هذه الفتوى لتأييد النظام العراقي؟
•  كيف تفسر وجود السيد هادي الحكيم شقيق السيد محمد باقر الحكيم وابن خالتك، ضمن وفد المعارضة العراقية الذي زار واشنطن؟
ـ ربما يجد السيد الحكيم ان كل الاساليب التي مورست لاسقاط النظام لم تنفع، وان الشعب العراقي اصبح شعباً مشرداً في الداخل وفي الخارج، ولذلك يرى ان اميركا هي التي حمت النظام العراقي عندما تحركت الانتفاضة الشعبية بعد حرب الكويت، ولذلك فان منطق هذه المعارضة هو الطلب من اميركا ان تحمي الشعب العراقي عندما يثور على حاكمه, انهم يتكلمون ان على اميركا ان تحمي الشعب العراقي عندما يقوم بانتفاضته الشعبية، ولا ادري كيف يتحقق ذلك.
اننا نختلف مع هذا المنطق لاننا لا نثق باميركا، فهي ليست جمعية خيرية، بل دولة تريد ان تسيطر سيطرة مطلقة على بترول المنطقة، وتعمل على اساس ان تصادر كل بترول العراق وكل استثماراته وكل اسواقه، حتى انها تريد ان تستفيد من الموقع الاستراتيجي للعراق الذي يمكن ان يحاصر اكثر من دولة اسلامية وعربية بطريقة وبأخرى, المشكلة ان الازمة التي يعيشها بعض الناس تجعلهم يستغرقون في الزاوية ولا ينظرون الى الافق الواقع في المسألة السياسية التي تعتبر هذه الزوايا الصغيرة مجرد تفصيل من تفاصيل الخطة الاستكبارية الكبيرة.
•  هناك تساؤلات حول الموقف الايراني من هذه المسألة، وخصوصاً ان المعارضة العراقية او معظمها موجود في ايران؟
ـ حدثني بعض المسؤولين الديبلوماسيين الايرانيين، ان كل ما صدر من القيادة العليا في ايران بالنسبة الى بعض الفصائل المحسوبة عليها هو: خذوا حريتكم، باعتبار انكم شعب عراقي ثائر ومعارض، ونحن لا نفرض عليكم شيئاً، بل عليكم ان تتحملوا مسؤولياتكم, سمعنا كلمات من بعض المسؤولين العراقيين ضد حضور الفصائل المعارضة في واشنطن، مما يدل على ان المسألة غير متفق عليها, اما السياسة الايرانية فقد عبر عنها وزير الخارجية قبل يومين بقوله اننا ضد ضرب العراق، وهذا ما تحدث عنه مع وزير الخارجية السعودي.
•  هل اقتنعت بهذا التبرير؟
ـ هناك اقتناع في عمق الفكر وهناك ديبلوماسية في الحديث عن الاقتناع.
•  لكن عدداً كبيراً من الدول العربية شارك الولايات المتحدة في حرب الخليج، بعد احتلال العراق للكويت؟
ـ هناك فرق بين مشروع الحرب ضد العراق الان ومشروع الحرب عند احتلاله الكويت, لان مسألة احتلال الكويت كانت موضوعة في دائرة ان نظاماً عربياً اعتدى على نظام عربي آخر، او ان دولة عربية اعتدت على دولة عربية, لذلك، فان العرب الذين دخلوا حرباً ضد العراق كانوا يعتبرون انفسهم في نطاق مساندة الكويت كدولة عربية ضد عدوان دولة عربية اخرى، على اساس ان هذا يربك التوازن العربي، عندما تبدأ اي دولة عربية بضم بلد عربي آخر اليها بحجة او بأخرى، ما يؤدي الى فوضى في العلاقات العربية, لذلك، هناك مبرر للمسألة باعتبار ان المطلوب هو تحرير بلد عربي من احتلال بلد عربي آخر, اما الان فالمسألة ليست مطروحة على هذا الاساس, المسألة الان ان اميركا تريد ان تعلن الحرب على بلد عربي من دون ان تكون هناك مبررات دولية على اساس القانون الدولي، ما يوحي ان هذا قد ينشر الفوضى، لان من الممكن جداً ان تنطلق اميركا بعد اسقاط النظام العراقي في طرح اسقاط النظام السوري او المصري او ما شابه ذلك، على اساس انها لا ترضى عن هذا النظام او ذاك, لذلك فان مساندة اميركا في الحرب ضد العراق تؤدي الى نتائج خطيرة على مستوى استقرار الدول العربية وغير العربية، فالخطة الاميركية الجديدة تعطي لنفسها الشرعية لاسقاط هذا النظام او ذاك بطريقة عسكرية.
•  هناك من يقول ان نظام «طالبان» في افغانستان كان صنيعة اميركا ضد السوفيات، ومع انسحاب السوفيات تحوّلت «طالبان» العدو الرقم واحد لاميركا, فماذا يمنع ان تستعين المعارضة العراقية باميركا لاسقاط النظام العراقي، ثم تنقلب ضدها؟
ـ هناك فرق كبير اذا اردنا ان ندرس المسألة, نحن قلنا اننا ضد نظام طالبان، لانه يشوّه الاسلام واستطاع ان يسقط كل المعاني الانسانية لدى الشعب الافغاني، كما نرى ان النظام العراقي اربك شعبه والمنطقة من حوله, هذه مسألة محسومة في ما نراه من تقويم النظام هنا او هناك, ولكن المسألة التي لا بد لنا من ان نعالجها على طريقة القانون الدولي ان مسألة الحرب على افغانستان كانت من وجهة النظر الاميركية دفاعاً عن النفس باعتبار انها اتهمت القاعدة في احداث 11 سبتمبر واتهمت الحكومة الافغانية التي تشرف عليها طالبان بأنها تؤوي هؤلاء الارهابيين, لذلك فالمسألة ان نظام افغانستان اصبح نظاماً معتدياً على الولايات المتحدة ومشاركاً للقاعدة, وتلك هي الحجة التي قدمتها اميركا للحلف الاطلسي حتى يوافق على مساعدتها والدخول في الحرب ضد افغانستان، استناداً الى المادة الخامسة من نظام الحلف الاطلسي التي تقول: «ان اي دولة من دول الحلف يعتدى عليها، فمن حق الحلف او من واجبه ان يساعدها», هذه المسألة كانت تتحرك داخل القانون الدولي, المسألة ليست ان نظام طالبان سيئ واساء الى شعبه ولا بد من تغييره، المسألة ان نظام طالبان هو المسؤول عن احداث 11 سبتمبر في شكل غير مباشر, اما بالنسبة الى العراق فما هي المسألة؟ هناك مسألة اسلحة الدمار الشامل وهي موضع جدل الان بين الامم المتحدة والعراق، شروطاً وشروطاً مضادة, هناك فرق في المسألة اذا اردنا ان ندرس القضية في بعدها السياسي على اساس القانون الدولي.
•  هناك قضية النظام العراقي وتعاطيه مع شعبه الذي اصبح مهجراً، بفعل التنكيل به، ولا سيما العلماء الشيعة؟
ـ هذا صحيح, قلت انه عندما نريد ان نواجه مشكلة فالقضية ليست ان نحل المشكلة او لا نحلها، ولكن ما هي آلية حلها، لانك ربما تحل مشكلة لتواجهك الف مشكلة عبر الحل, السؤال: هل الشعب العراقي سوف يتمتع بالامن من خلال الحرب الاميركية على العراق؟ وهل الحرب الاميركية على العراق سوف تتم في شكل سريع لا يدمر البنية التحتية للشعب العراقي في الوقت الذي نعرف فيه ان السيناريو الذي يجري الحديث عنه للحرب الاميركية على العراق يلحظ ان اميركا لا بد من ان تبقى خمس سنوات في العراق، وفي حملة احتلال له حتى تستطيع ان ترتب شؤونه؟ وهل تترك اميركا اذا اسقطت النظام حرباً اهلية تماماً كما هي الحرب الاهلية التي كانت في افغانستان؟ هناك كثير من علامات الاستفهام حول الحرب الاميركية المرتقبة ضد العراق، لنعرف ما هو المستقبل, القضية ليست على الطريقة اللبنانية «حُلّوها بقى», واخشى ان يكون الواقع الان هو واقع بيت الشعر المعروف الذي يقول: «المستجير بعمر عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار»
بعض الاخوة العراقيين يروون مثلاً يقول: «رامول موت يرضى بالسخونة»، وانا قلت: «رامول موت بسرطان الرئة فيرضى بسرطان المعدة».
اميركا تنفذ تعقيداتها
•  نقترب من الذكرى الاولى لاحداث 11 سبتمبر, خلال هذه السنة حصلت تطورات كبيرة جداً في العالم والمنطقة والبارز ان العرب والمسلمين اجمالاً باتوا متهمين بالارهاب، وجل ما يفعلون رفع هذه التهمة عنهم؟
ـ لعل مشكلة اميركا من سياسة ادارتها الحالية، انها استغلت احداث 11 سبتمبر من اجل ان تنفذ كل تعقيداتها السياسية ضد الذين يعارضون سياستها في العالم او ضد الذين تدخل معهم في صراع خفي من حلفائها، لتعمل على اثارة التوتر في حركتها وثم تنفيذ مخططها السياسي, حتى ان هذه الادارة تجاوزت الاعراف القانونية في تعاملها مع الذين اعتقلتهم تحت تأثير هذه التهمة او تحفظت عنهم ليبقوا مدة طويلة من دون محاكمة او اي حقوق قانونية، ثم بدأت تطرح شعار الحرب ضد الارهاب من اجل ان تخضع كل الدول التي قد تتحفظ عن بعض مواقع السياسة الاميركية، اقتصادياً وامنياً، بحيث عملت على اثارة القلق في كل مكان في العالم، ربما يختلف مع اميركا في بعض الخطوط السياسية ولا سيما اذا كان من العرب والمسلمين، وبدأت تتحدث عن الخير والشر لتضع بعض الدول في محور الشر، بطريقة ساذجة تبعث على الضحك اكثر مما تبعث على الجدية.
وهكذا، لاحظنا كيف استفادت من مسألة احداث 11 سبتمبر لتؤكد تحالفها الاستراتيجي مع اسرائيل في ضرب المسألة الفلسطينية بشكل وحشي على اساس انها وضعت هذه المسألة في دائرة الارهاب لتكون الحرب الاسرائيلية على الفلسطينيين حرباً ضد الارهاب، وبذلك امتدت خطوط الحرب على الفلسطينيين الى اكثر من بلد عربي، باعتبار انها تساعد المنظمات الارهابية, ولاحظنا ايضاً كيف انها فتحت من خلال العنفوان القيادي الجبروتي على العالم لضرب العراق من دون ان تقدم اي مبرر لذلك عبر علاقته باحداث 11 سبتمبر، بقطع النظر عن طبيعة النظام الذي ربما يجد الكثيرون من جيران العراق وغيرهم انه النظام الذي اربك المنطقة وربما يربكها وقتاً طويلاً.
لكن السياسة الاميركية في هذه المسألة قد تخلق وضعاً جديداً في العلاقات الدولية لان ذلك يعطي اي دولة كبرى الشرعية في ان تشن الحرب على هذه الدولة او تلك لانها تريد ان تغير نظامها، باعتبار انه نظام غير شرعي, ان اميركا استطاعت ان تثير الفوضى في العالم لتستفيد من هذه الفوضى اقتصادياً وامنياً وسياسياً عبر تنفيذ كل مخططاتها السياسية.
لذلك كنت اقول ان الذين قاموا باحداث 11 سبتمبر استطاعوا ان يخدموا اميركا خدمة لم تحلم بها في كل تاريخها ولو انها دفعت مئات المليارات للحصول على هذه النتائج في تنفيذ سياستها لما وصلت الى ذلك، بقطع النظر عن الجهة التي قامت بهذه الاعمال، هل هي جهات اسلامية كما تقول اميركا، ام انها جهات خفية وضعت في الدائرة الخفية بشكل او بآخر؟
إسرائيل الأقوى
•  اضافة الى العراق، الولايات المتحدة وجهت انظارها شطر السعودية ومصر، وهما حليفتان لها، كيف تنظر الى الضغوط الاميركية على هاتين الدولتين؟
ـ اتصور ان السياسة الاميركية على المستوى الاستراتيجي، عبر التحالف الاميركي ـ الاسرائيلي، مفادها انه لا يراد لاي دولة عربية ان تكون قوية امام اسرائيل, المطلوب ان تكون اسرائيل الاقوى عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، لان قوة اسرائيل ترتبط بقوة اميركا في المنطقة, ولهذا فان اميركا لا توافق على ان يرجع دور مصر القيادي في المنطقة, كما انها لا توافق على ان يكون للسعودية القرار المستقل في بعض الشؤون السياسية في المنطقة، ولا سيما انها ومصر لم ترضخا الرضوخ الذي تريده اميركا في المسألة الفلسطينية ولم تتجاوبا على الاقل في العلن، مع الحرب على العراق، بالاضافة الى ان اميركا تعاني مشكلة بالنسبة الى السعودية هي ان الكثيرين ممن تتهمهم بالضلوع في احداث 11 سبتمبر هم سعوديون، مع ملاحظة اخرى، هي ان كثيراً من افراد الشعب السعودي بحسب بعض المعلومات، يؤيدون اسامة بن لادن, قد لا تكون المسألة خصوصية بن لادن، ولكن قد يكون الكره الذي يحمله الشعب السعودي، ككل الشعوب العربية لاميركا, لذلك فان السلوك الاميركي الذي يتأرجح بين الحملة الاعلامية من جهة وبعض تصريحات المسؤولين من جهة اخرى، وبعض الضغوط على مصر، مثل قضية محاكمة سعد الدين ابراهيم وما الى ذلك، ربما يكون المطلوب منه الضغط على السعودية ومصر كي تتنازلا عن بعض مواقفهما الواقعية والمعلنة في المسألة الفلسطينية وفي المسألة العراقية وربما في مسائل اخرى.
المطلوب هو اضعاف كل الدول العربية حتى على المستوى السياسي، لان الاستراتيجية الاميركية هي الا يكون في العرب قوي، ولعل وضع المنظمات الفلسطينية واللبنانية التي تعمل من اجل تحرير الارض ضد اسرائيل يوحي ذلك، باعتبار ان هذه المنظمات في اصرارها على متابعة الجهاد ضد اسرائيل، تعطي لنفسها حجماً من القوة امام اسرائيل، وخصوصاً عندما تصرخ الاخيرة من النتائج الامنية والسياسية التي ترتبت على حركة هذه المنظمات ولا سيما انسحابها بهزيمة من لبنان، او ما تقوم به الان لمنع حركة حماس والجهاد وكتائب الاقصى من تنفيذ عمليات في مناطق عام 1948، ونصب حاجز بين المنطقتين، ما يعني ان هناك مواقع قوة في الواقع الفلسطيني واللبناني والعربي، والمطلوب ان تسقط كل مواقع القوة لتكون اسرائيل هي الاقوى.
ان السياسة الاميركية بكل تعقيداتها وكل التواءاتها، تتحرك خططها في هذا الاتجاه، ونحن نعرف ان اميركا ليس لها اصدقاء في مستوى يشعرون فيه بالامن مع صداقتها، وهناك مثل طريف يقول «العداوة مع اميركا متعبة ولكن الصداقة مع اميركا قاتلة».
•  رغم ذلك فان العرب يتسابقون على كسب رضى اميركا وحركتهم منذ 11 سبتمبر تقتصر على رد الفعل؟
ـ هناك ضعف طبيعي في الواقع العربي والاسلامي، وخصوصاً ان اغلب الانظمة خاضع للسياسة الاميركية اضافة الى الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي, ولما جاءت احداث 11 سبتمبر كان الاحباط والسقوط والضعف, واستحضر هنا بيتاً من الشعر للمتنبي يقول فيه:
«من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح يميت ايلام».
وسيلة ضغط على سورية
•  هناك مشروع قانون امام الكونغرس الاميركي بمحاسبة سورية والبعض في لبنان يؤيد هذا القانون؟
ـ اتصور ان هذا القرار الذي يفترض الا ترتاح اليه الادارة الاميركية، وان كانت قد تشجع المناخ الذي يتحرك فيه، هو وسيلة من وسائل الضغط على سورية ولبنان معاً, المسألة ليست ان سورية لم تحقق المطالب التي تريدها اميركا مقدار ما يتصل الموضوع بالمنظمات الفلسطينية واللبنانية في هذا المجال، وعبر دعم الفلسطينيين ودعم العراق, ولكن اللبنانيين الذين يراهنون على ذلك لا بد من ان يعرفوا ان رهانهم خاسر، لان دور سورية في لبنان رغم كل هذه التعقيدات معترف به اميركياً واوروبياً وعربياً واكاد اقول اسرائيلياً.
•  ولكن هناك معارضة لبنانية لهذا الدور؟
ـ انني اسمي هذه المعارضة، المعارضة الصوتية, في لبنان يحبون اصواتهم جيداً ويعتبرون ان العنفوان هو في كيفية ان يكون الصوت عالياً، وكيف يمكن اثارة الغرائز لخدمة هذا الصوت.
•  الا ترى ان هذه العلاقة تحتاج الى تشذيب وتصحيح؟
ـ من الطبيعي اننا نعتقد ان هناك مشاكل في العلاقة اللبنانية ـ السورية، ومن الضروري جداً اصلاح هذا الخلل حتى لا يستفيد منه الذين يصطادون في الماء العكر، ولكننا نتصور ان هناك اكثر من مشكلة في ترتيب الاوضاع في سورية مقارنة بترتيب الاوضاع في لبنان، مع ملاحظة ان بعض اللبنانيين حتى من اصدقاء سورية، قد يربكون سورية ولبنان معاً، لانهم يحاولون ان يفسدوا في لبنان بالايحاء للاخرين ان سورية تعطيهم القوة في هذا الافساد، مع اننا نسمع من اكثر من مسؤول سوري انهم ضد هذا النوع من الافساد باسم سورية.
•  نعيش هذه الايام في لبنان همروجة حوار، كيف تنظر الى هذه المسألة؟
ـ كنت اتحدث عن حوار الطرشان، وقرأت اليوم تعبيراً جديداً هو حوار الخرسان لغسان تويني, لا اعتقد ان هذا الحوار يؤدي الى اي نتيجة، لان الحوار يحتاج الى ذهنية حوارية، وهي ان يستعد المحاور هنا وهناك ان يتقدم خطوة في اتجاه الفريق الاخر، ولكن المسألة هي ان المتحاورين في كل تاريخ الحوار يعيشون ارادة البقاء في اماكنهم على ان يتقدم الطرف الاخر.
•  سبق الحوار عملية غسل قلوب بين اركان الحكم؟
ـ كنت اقول دائماً هناك ثلاث لاءات في لبنان هي: لا انهيار، لا تقسيم ولا استقرار, المطلوب للبنان الا يكون دولة كما هي الدول في الخطوط الثابتة للمؤسسات، ليبقى مسألة اشخاص, الطائفية استطاعت ان تنتج الشخصانية، ليكون كل شخص رمزاً لطائفته، بحيث تكون محاسبته على كل سياسته محاسبة للطائفة، وهنا يدعو الناس بالثبور وعظائم الامور لان رمز الطائفة قد خدش او ما شابه ذلك، المشكلة الان ليست الطائفية ولكن الشخصانية، عندما يصادر كل واحد طائفته, قد تكون في لبنان ديموقراطية شكلية على السطح، في الجو العام، ولكننا نلاحظ ان ليست هناك ديموقراطية داخل كل طائفة.
•  هذا يطرح سؤالاً حول دور رجال الدين او المرجعيات الروحية في لبنان؟
ـ ما يسمى المرجعيات الروحية هو الديكور الروحي للنظام الطائفي في لبنان.
التوزيع الطائفي
•  هذا اللبنان يعاني ازمة اقتصادية خانقة وديناً تجاوز الـ 30 مليار دولار، كيف تنظر الى السياسة التي ينتهجها الرئيس رفيق الحريري في هذا المجال؟
ـ اتصور ان المسألة الاقتصادية هي من المسائل التي تتحرك من خلال طبيعة الخلل في الحكم، واكاد اقول نظام الطائف، لان المشكلة هي ان هذا التوزيع الطائفي في قيادة المؤسسات يعني انك قد لا تجد في هذه الطائفة او تلك شخصيات تملك حل المشكلة، والمفروض ان تقبل بهذا او ذاك لان ليس في الامكان ابدع مما كان, لذلك، عندما لا يكون هناك نظام طائفي، يمكنك ان تأتي في رئاسة الوزراء او رئاسة الجمهورية او رئاسة المجلس النيابي او الوزراء، بالاشخاص الذين يمثلون الكفاءة في حل المشكلة، ولكن المسألة هي ان النظام الطائفي يفرض اشخاصاً معنيين ولبنان لا يحكم من الداخل، لان الذين يأتون الى لبنان كقياديين في المؤسسات لا يصلون بارادة اللبنانيين واللبيب من الاشارة يفهم.
•  كيف تنظر الى الوضع في جنوب لبنان؟
ـ اعتقد ان الجنوب هو المشكلة المؤجلة حتى حلّ المسألة الفلسطينية, ليس هناك حل نهائي للجنوب وسوف يبقى هذا الوضع، لان اللعبة السياسية الدولية تفرض ان يبقى كل شيء مكانه.

 



#الرأي_العام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الرأي العام - فضل الله لـ «الرأي العام»: فتواي حرّمت ضرب الشعب العراقي وأجازت التعاون مع العلمانيين لإسقاط نظام صدام الولايات المتحدة لا توافق على دور قيادي لمصر وقرار مستقل للسعودية... ولا تريد قوياً إلا إسرائيل